مع سقوط نظام بشار الأسد على يد الفصائل المعارضة المسلحة السنية، شهدت الحدود السورية اللبنانية تدفقًا متزايدًا للاجئين السوريين، خاصة من الطائفة الشيعية، الذين يخشون التعرض للاضطهاد رغم التصريحات الرسمية من الفصائل المسيطرة في سوريا التي تطمئنهم بالأمان، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز" في تقريرها.

اعلان

وذكر التقرير أن مسؤولا لبنانيا أوضح أن أكثر من 100,000 شخص، معظمهم من الأقليات الدينية، عبروا إلى لبنان منذ بداية الأسبوع الجاري.

ورغم الصعوبات التي يواجهها العديد من اللاجئين، حيث اضطر الكثير منهم لاستخدام معابر غير رسمية، فإن الأرقام الدقيقة للعدد غير واضحة.

على المعابر الحدودية الرئيسية بين سوريا ولبنان، أفاد العديد من الشيعة الفارين بأنهم تلقوا تهديدات بالقتل، وصلت إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانًا بشكل مباشر.

Related أخفى خطط هروبه عن الجميع قبل مغادرته سوريا.. هل خدع الأسد مساعديه وأقاربه؟أردوغان: تركيا تعول على اتخاذ الحكومة المؤقتة في سوريا الخطوات الصحيحة وألاّ تشكل تهديداً لجيرانها سوريا: مقتل شخص وإصابة 43 آخرين في إطلاق نار عشوائي بالرقة ـ بالفيديو

وقالت سميرة بابا، إحدى اللاجئات التي كانت تنتظر مع أطفالها لدخول لبنان، : "لم نكن نعرف مصدر التهديدات التي تلقيناها عبر واتساب وفيسبوك، ولكننا شعرنا بأن الوقت قد حان للرحيل".

يظل اللاجئون الشيعة في حالة من القلق، على الرغم من تأكيدات فصيل "هيئة تحرير الشام"، الذي يعد القوة المسيطرة في المناطق المحررة، على حمايتهم. وقال أيهم حمادة، أحد الجنود السابقين الذي فر مع شقيقه بعد سقوط بشار الأسد: "النظام انهار بشكل مفاجئ، ولم نجد أي حماية، نخشى من القتل الطائفي".

وأشارت إلهام، ممرضة من دمشق، إلى إنها فرت مع أسرتها إلى مناطق الريف بعد انهيار النظام، وعادت لتجد منزلها محترقًا ومنهوبًا. وأضافت: "اقتحم رجال مسلحون منازلنا، هددونا بالقتل وأجبروا الناس على مغادرة منازلهم".

سوريون ينتظرون على الطريق للعبور إلى لبنان بالقرب من معبر المصنع الحدودي، شرق لبنان، الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول 2024Leo Correa/AP

في بلدة نبل ذات الغالبية الشيعية بشمال سوريا، بدأ بعض سكانها في العودة بعد أن طمأنهم قادة محليون بأن الأوضاع قد تحسنت.

ورغم هذه العودة، تبقى المخاوف قائمة. وأوضح أحد سكان البلدة، فضل عدم ذكر اسمه، قائلا: "نحن شيعة والقيادة الجديدة سُنّية، ولا نعلم ما الذي سيحدث لنا في المستقبل".

سوريون ينتظرون على الطريق للعبور إلى لبنان بالقرب من معبر المصنع الحدودي، شرق لبنان، الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول 2024 AP

إلى جانب هذه المخاوف، بدأ السكان في بلدة نبل بترميم المنازل المتضررة وإعادة تنظيف الشوارع بعد مرور سنوات من الصراع. وقد أكّد المسؤولون المحليون أن الخدمات الأساسية قد تمت استعادتها تدريجيًا، وأن الجهود تبذل لضمان عودة الحياة الطبيعية إلى البلدة.

كما شدّد المسؤولون على أن حماية الأقليات ستظل أولوية قصوى للقيادة المحلية، في خطوة تهدف إلى تهدئة المخاوف وتعزيز الاستقرار في المنطقة بعد التغيرات السياسية والعسكرية الأخيرة.

سوريون ينتظرون العبور إلى لبنان بالقرب من معبر المصنع الحدودي، شرق لبنان، الأربعاء، 11 ديسمبر/كانون الأول 2024 Leo Correa/AP

تاريخيًا، كانت الطائفة الشيعية في سوريا على الخطوط الأمامية في الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 13 عامًا، وقد شهدت تدخلًا كبيرًا من حلفاء الأسد الإقليميين مثل حزب الله وميليشيات شيعية أخرى. ويخشى كثير من الشيعة أن تنقلب عليهم القوى المسيطرة الآن، رغم تأكيدات بعض الفصائل بحمايتهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إعدامات وسرقات.. هل دخلت سوريا مرحلة الفوضى وتصفية الحسابات؟ "لا تسامح مع انتشار الأسلحة في الشوارع"..الجولاني يدعو مقاتليه للتوجه إلى قواعدهم العسكرية في سوريا "سوريا حرة حرة".. السوريون يحتفلون برحيل بشار الأسد في الدول الأوروبية بشار الأسدقسد - قوات سوريا الديمقراطيةالحرب في سوريالبنانديانةهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على غزة والأونروا: قرار إسرائيل يهدف لتجريد اللاجئين من حق العودة يعرض الآن Next بريطانيا تحظر أدوية مثبطات البلوغ.. حماية للأطفال أم تقييد حرية اختيار الهوية الجنسية؟ يعرض الآن Next الولايات المتحدة وتركيا تعملان معاً لإعادة بناء سوريا بعد انهيار نظام الأسد يعرض الآن Next من هو فرانسوا بايرو، رئيس وزراء فرنسا الجديد؟ يعرض الآن Next قبل أشهر من هجوم حماس في السابع من أكتوبر.. الشاباك حذر نتنياهو من "حرب وشيكة" اعلانالاكثر قراءة تحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها حب وجنس في فيلم" لوف" أوراق ومهدئات وخريطة للجولان المحتل.. ما الذي تركه الأسد في مكتبه قبل الرحيل؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسددونالد ترامبقطاع غزةتركياأبو محمد الجولاني بنيامين نتنياهوهيئة تحرير الشام إسرائيلروسيافرنساالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد دونالد ترامب قطاع غزة تركيا أبو محمد الجولاني سوريا بشار الأسد دونالد ترامب قطاع غزة تركيا أبو محمد الجولاني بشار الأسد قسد قوات سوريا الديمقراطية الحرب في سوريا لبنان ديانة هيئة تحرير الشام سوريا بشار الأسد دونالد ترامب قطاع غزة تركيا أبو محمد الجولاني بنيامين نتنياهو هيئة تحرير الشام إسرائيل روسيا فرنسا الحرب في أوكرانيا یعرض الآن Next بشار الأسد إلى لبنان فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران

في ما بدا جلياً أنه مخطّط إسرائيلي تركي أمريكي لإسقاط الرئيس بشار الأسد، قامت مجاميع مسلحة مكونة من عشرات الآلاف المدرّبة والمدعومة من قبل تركيا وأوكرانيا و«إسرائيل» بالهجوم على الجيش السوري انطلاقاً من إدلب باتجاه حلب، لتُتبعه بعد ذلك بالتوجّه إلى حماة وحمص التي توقّف عندها القتال بشكل مريب ليتمّ الإعلان بعدها عن انسحاب الجيش السوري من القتال وتسليم العاصمة السورية لهذه الجماعات المسلحة.
وقد تلى ذلك قيام «الجيش» الصهيوني بهجوم جوي كاسح، أدى إلى ضرب كلّ المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري وغيرها من المرافق، ليتمّ بعدها تقدّم بري باتجاه دمشق لإقفال طريق دمشق بيروت.
بعض المؤشرات تفيد بأنّ ما يجري في سوريا قد لا يكون نهاية المطاف، بل قد يكون مقدّمة للانطلاق نحو العراق ومنها إلى إيران، وفي هذا الإطار كتب مايك ويتني مقالاً في 1 ديسمبر، أي قبل أسبوع من سقوط نظام الرئيس الأسد، بعنوان «بالنسبة لنتنياهو، الطريق إلى طهران يمرّ عبر دمشق».
وبالنسبة للكاتب فإنّ سوريا تشكّل جزءاً لا غنى عنه من خطة «إسرائيل» الطموحة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث تعتبر قلب المنطقة وتعمل كجسر بري حاسم لنقل الأسلحة والجنود من إيران إلى حلفائها، فضلاً عن كونها المركز الجيوسياسي للمقاومة المسلحة للتوسّع الإسرائيلي.
ويرى الكاتب أنه من أجل الهيمنة الحقيقية على المنطقة، يتعيّن على «إسرائيل» أن تطيح بالحكومة في دمشق وتضع نظاماً دمية لها شبيهاً بأنظمة الأردن ومصر، وبما أن نتنياهو استطاع إقناع واشنطن بدعم مصالح «إسرائيل» من دون قيد أو شرط، فلا يوجد وقت أفضل من الآن لإحداث التغييرات التي من المرجّح أن تحقّق خطة «تل أبيب» الشاملة.
وعلى هذا فإنّ بنيامين نتنياهو شنّ حربه البرية من الجنوب لخلق حرب على جبهتين من شأنها أن تقسم القوات السورية إلى نصفين، بالتنسيق مع هجوم الجماعات المسلحة من الشمال. وبعد الإطاحة بالأسد، وهو ما تنبّأ به ويتني، فإنّ حلم «إسرائيل» بفرض هيمنتها الإقليمية بات قاب قوسين أو أدنى، خصوصاً في ظلّ تعهّد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لشنّ حرب ضدّ إيران كجزء من صفقة مقايضة مع اللوبيات التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفيما اعتبر الكاتب أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي كان قادراً على وقف مفاعيل هذا المخطّط بتقديم الدعم اللازم للرئيس الأسد للصمود في مواجهته، إلا أنّ ما جرى كان معاكساً تماماً، إذ أنّ روسيا اختارت أن تتوصّل إلى تسوية مع تركيا، لحقن الدماء عبر دفع الأسد إلى القبول بتسليم السلطة.
لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ هذا شكّل خطأ في الحسابات الاستراتيجية وقعت فيه روسيا، يماثل الخطأ الذي وقعت فيه قبل عقد من ذلك التاريخ حين تخلّت عن الزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر محللون إسرائيليون أنّ سقوط الأسد شكّل ضربة استراتيجية لروسيا هي الأقوى التي تتعرّض لها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، إذ أنّ هذا سيؤدّي إلى إضعاف حضورها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ولن تستعيض روسيا عن خسارتها لسوريا بكسب ودّ الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أو مصر.
والجدير ذكره أن الرئيس الأسد نفسه وقع في أخطاء استراتيجية قاتلة حين اختار الابتعاد نسبياً عن إيران ومحاولة التقارب مع أبو ظبي والرياض للحصول منهما على مساعدات اقتصادية لترميم وضعه الاقتصادي المهترئ، لكنه وبعد سنوات من محاولات فاشلة فإنه لم يحصل على أي شيء مما كان يأمله، وقد أدى هذا الخطأ الاستراتيجي إلى أنه عند بدء هجوم الجماعات المسلحة عليه من الشمال فإن وضع جيشه ميدانياً كان معرى في ظلّ تقليص أعداد المستشارين الإيرانيين وقوات حليفة لهم في الميدان السوري، وبما أنّ التجربة أثبتت أن الدعم الجوي لا يغيّر مجريات الميدان، فإن هجوم الجماعات المسلحة جاء بالنسبة للأسد في وقت قاتل.
والجدير ذكره أنّ هذه العملية المدعومة من الولايات المتحدة و»إسرائيل» والقاعدة وتركيا ضدّ سوريا، باستخدام وكلاء ومجموعات مختلفة، تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة من أجل تحويل قوات الجيش السوري وزعزعة استقرارها وإرهاقها، والسماح لـ «إسرائيل» بالدخول من الجنوب، ومنع تدفّق الأسلحة إلى حزب الله من إيران إلى العراق وسوريا ثم لبنان.
هذا يجعلنا نستنتج أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان ستتواصل، وأنّ مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل» ما هي إلا ملهاة من قبل «تل أبيب» لتنهي فيها عملية تموضعها على طريق بيروت دمشق لتقطع هذه الطريق من الجهة السورية وتمهّد لحملة جوية كثيفة على حزب الله، بذرائع تحمّل الحزب مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وهنا لن تحتاج «إسرائيل» إلى التغلغل البري في لبنان، بل إنها ستعتمد على الجماعات المسلحة التي سيطرت على العاصمة السورية لتقوم بالمهمة عنها عبر التغلغل إلى بيئات شكّلت حاضنات لهذه الجماعات في منطقة عنجر والبقاع الأوسط، وأجزاء من البقاع الغربي، وأيضاً في شمال لبنان انطلاقاً من تل كلخ إلى سهل عكار فمدينة طرابلس.
وقد ينطوي ذلك على مخاطر للدفع باتجاه تغيير ديمغرافي يؤدي إلى تهجير قسم كبير من الشيعة إلى العراق وتهميش الباقين منهم في لبنان، ليتمّ تقاسم النفوذ بين المسيحيين من جهة والسنة من جهة أخرى مع تأدية الدروز دور الموازن في العلاقة بين الطرفين، علماً أنه ستكون لـ «إسرائيل» الدالة الكبرى عليهم بعد احتلالها لجنوب سوريا وإدخالها دروز الجولان وجبل العرب تحت مظلتها.
من هنا فإنّ «إسرائيل» ستكون هي المهيمن على لبنان عبر تحالفها مع أطراف مسيحية تربطها بها علاقات تاريخية من جهة، ومع السنة في لبنان عبر الدالة التي سيمارسها عليهم الحكم السني في دمشق، مع تشكيل الدروز للكتلة الأكثر فاعلية في موازنة وضع النظام اللبناني الذي سيكون تحت القبضة الإسرائيلية.
ويرى المراقبون أنّ وقف إطلاق النار المؤقت، سيمنح «إسرائيل» الوقت للتعافي لأنها ضعيفة، والوقت لوضع استراتيجية مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستكون الأكثر صهيونية في تاريخ الولايات المتحدة، أما بالنسبة لتركيا، فهي ستستغلّ ذلك لضمّ شمال سوريا في إطار مطالبتها بمدينة حلب.
لهذا فإنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان مستعدّاً حتى للتنسيق مع جماعة قسد والاعتراف لها بسيطرتها على شرق سوريا.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن حكومة انتقالية شاملة تمثل الجميع في سوريا أول مارس
  • الشيباني: كان يجب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بعد سقوط الأسد
  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • من ضمنها لبنان.. إليكم عدد النازحين العائدين إلى سوريا بعد سقوط الأسد
  • كشف عدد السوريين العائدين لبلادهم بعد سقوط نظام الأسد
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
  • بعد سقوط الأسد.. هل تعود نينوى بؤرة للمخدرات السورية؟
  • هل تورطت دول المنطقة أم وُرِّطَت؟