سوريا..هل العلاج أسوأ من البلاء؟
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
رحل نظام عائلة الأسد بعد 54 عاما من من حكم سوريا؛ لتقف الدولة الشقيقة أمام مفترق طرق، وبين شقى رحى؛ تفكيك الدولة الوطنية وتقسيمها، أو شبح حكم الفصائل المسلحة النابعة من رحم داعش والقاعدة.
وعلى الرغم من تجاوز السلطة الجديدة فى سوريا ممثلة فى هيئة تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولانى - الذى عاد لاسمه أحمد الشرع – للتحدى الأول الخاص بتشكيل حكومة جديدة، فى مقابلته الأولى بعد السيطرة على مقاليد الأمور مع شبكة سى إن إن، عمل الجولانى على إرسال رسائل إطمئنان للعالم الخارجى أكثر من الداخل السوري، أشار الجولانى إلى نقطتين رئيسيتين.
التحدى الثانى يتمثل فى هذا العدد من الفصائل التى اتحدت معا لإزاحة الأسد عن حكمه، والتى تجاوز عددها الـ 37 فصيلا وتضم فى عضويتها أكثر من 50 جنسية، ومدى قدرتها على تشكيل قوة موحدة تكون نواة لجيش وشرطة وطنية سورية، أم أنها مرحلة نشوة مؤقتة بانتصار رحيل الأسد، ثم تبدأ بعدها مرحلة عدم استقرار جديدة نتيجة تحارب المنتصرين مع بعضهم البعض؟.
التحدى الثالث يتعلق بالأطراف الدولية الفاعلة فى سوريا وتقاطع وتشابك مصالحها وتضاربها، وانعاكاسات ذلك كله على الأرض ميدانيا والان سياسيا، ومعلوم للجميع طبيعة الأدوار، الروسية، الإيرانية، والتركية. لكن مع التطورات الجديدة للأحداث بدأت تفاعلات جديدة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ وهى تحركات أمريكية إسرائيلية مثيرة للشكوك، إسرائيل نفذت أكبر ضربات جوية فى تاريخها، استهدفت ما تبقى سلاح الجو السوري، والصواريخ والبحرية السورية، إلى جانب بقايا برنامج الأسلحة الكيميائية ، لحرمانها من أى كيانات معادية فى المستقبل. ومنذ الثامن من ديسمبر، استولت إسرائيل أيضًا على أراض فى العمق السوري، وللمرة الأولى منذ 1973 تتوغل قوات برية إسرائيلية إلى ما وراء المنطقة منزوعة السلاح فى سور يا. ونتنياهو تذرع بحجة الإرهاب المنتظر وقال إن التوغل والاستيلاء الإسرائيلى على الأراضى السورية جاء لضمان عدم وقوعها فى أيدى الجهاديين وكالعادة حماية لأمن إسرائيل المزعوم. وعلى نحو مماثل، شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية فى شمال شرق سوريا. وبدأت الولايات المتحدة لعبة إزدواجية المعايير الأمريكية، وتوظيفها لأجندة الإرهاب، ومتى يتم تصنيفك كإرهابي، ومتى يتم التجاوز عن ذلك إذا ما توافق مع المصالح الأمريكية.
ما يحدث فى سوريا يفرض تحدياً أمنياً جديداً تماماً على المنطقة، والوقت وتطورات الأحداث وتحولات مواقف اللاعبين الرئيسيين فى سوريا سوف يكشفون كيف ستسير الأمور، ولكن هناك أمر واحدا مؤكدا أن الأوضاع لن تعود إلى ما كانت عليه أبدا. هو شرق أوسط جديد بتفاعلات وترتيبات أمنية وإقليمية جديدة، وعلينا الاستعداد لما هو قادم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وليد عتلم حكم الفصائل المسلحة سلاح الجو السوري الأراضي السورية فى سوریا
إقرأ أيضاً:
يومان ودمار مرعب قد لٱ تصدق.. تعرف على أسوأ حريق بتاريخ أميركا
فبلوس أنجلوس، دمرت ألسنة اللهب مناطق واسعة، وامتدت لتلتهم منازل وقصور العديد من المشاهير والممثلين. إلا أن هذا الحريق لم يكن وحيداً، إذ تمتلك الولايات المتحدة الأميركية سجلا حافلا بمجال حرائق الغابات. وعلى مر تاريخها، شهدت أميركا العديد من الحرائق المدمرة التي أسفرت عن سقوط أعداد من الضحايا وإتلاف مساحات هامة.
ففي عام 1910، شهدت الولايات المتحدة الأميركيةأعنف حريق غابات بتاريخها من حيث المساحة المدمرة.
أعنف حريق بتاريخ البلاد واندلعت خلال صيف جاف وحار تميز بغياب التساقطات، يوم 20 آب/أغسطس 1910، عشرات الحرائق الصغيرة بولايتي مونتانا وإيداهو بالشمال الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
وبتلك الفترة، شهدت هذه المناطق هبوب رياح عاتية وجافة بلغت سرعتها 110 كلم بالساعة.
كما استعرت بسبب هذه الرياح، الحرائق الصغيرة لتتحول فيما بعد لحريق هائل امتد بكل من شمال إيداهو وغرب مونتانا إضافة للمناطق الشرقية من ولاية واشنطن.
وبناء على تقارير تلك الفترة، التهمت النيران غابات بيتروت (Bitterroot) وكابينيه (Cabinet) وكليرووتر (Clearwater) وكور دالين (Coeur d'Alene) وفلاتهيد (Flathead) وكانيكسو (Kaniksu) وكوتناي (Kootenai) ولويس آند كلارك (Lewis and Clark) ولولو (Lolo) وسانت جو (St. Joe) التي كانت كلها مصنفة كغابات وطنية.
إلى أن استعانت دائرة الغابات بالولايات المتحدة الأميركية، التي تأسست عام 1905، بنحو 4 آلاف جندي لمساندة الآلاف من رجال الإطفاء الذين جاؤوا نحو المنطقة المتضررة لإخماد النيران ومنع توسعها.
خسائر جسيمة إلى ذلك، أسفر هذا الحريق، الذي لقب بالحريق الكبير لعام 1910، عن مقتل 87 شخصا كان من ضمنهم 78 من رجال الإطفاء. وحسب التقارير، دمّر الحريق مساحة قدرت بنحو 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل 12 ألف كلم مربع ما بين يومي 20 و21 آب/أغسطس 1910.
من جهة ثانية، محت النيران مدنا أميركية بأكملها. وقد تحولت مدن فالكون (Falcon) وغران فوركس (Grand Forks) لكومة أنقاض.
وبولاية مونتانا، عرفت مدن دي بورجيا (De Borgia) وهوغان (Haugan) وتافت (Taft) وهندرسون (Henderson) وتوسكور (Tuscor) مصيرا مشابها.
أيضا، خسرت الولايات المتحدة الأميركية بتلك الفترة، بسبب الحريق الكبير، ما قيمته مليار دولار من الخشب وهو ما يعادل حوالي 30 مليار دولار بالفترة الحالية. يذكر أن الشارع الأميركي كان ذهل من هول وحجم الدمار الذي خلفه هذا الحريق وطالب الإدارة الأميركية بتوضيحات.
جانب من مخلفات حريق 1910 جانب من مخلفات حريق 1910 ولمجابهة مثل هذه الكوارث، اعتمدت دائرة الغابات سياسة جديدة اقتضت التصدي للحرائق الصغيرة قبل انتشارها. فضلا عن ذلك، وافق الكونغرس الأميركي على مضاعفة الميزانية المخصصة لمجابهة حرائق الغابات