عاجل بالصور - العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا بعد سقوط نظام بشار الأسد.. حقيقة أم شائعة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا أخبارًا مثيرة للجدل بشأن العثور على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حيًا داخل نفق في سجن صيدنايا قرب دمشق، وذلك بعد مرور 19 عامًا على إعدامه، وهذه الأخبار التي رافقتها صور يُزعم أنها توثق الواقعة، انتشرت كالنار في الهشيم، خاصة بعد سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر الجاري.
ولكن عند البحث والتحري عن حقيقة هذه الادعاءات، تبيَّن أن هذه الأخبار والصور عارية عن الصحة تمامًا، وأنها جزء من موجة شائعات متزامنة مع الأحداث الدراماتيكية الأخيرة في سوريا.
صدام حسين في سورياالادعاءات المتداولة.. صورة صدام حسين في سجن صيدناياالصورة التي انتشرت على نطاق واسع، زُعم أنها توثق اللحظة التي عثرت فيها الفصائل المسلحة السورية المعارضة على صدام حسين داخل نفق في سجن صيدنايا، أُثبت لاحقًا أنها ليست للرئيس العراقي الراحل، بل تعود إلى ميخائيل ساكاشفيلي، الرئيس السابق لجورجيا، أثناء اعتقاله في أكتوبر 2021.
ساكاشفيلي كان قد اُعتقل فور دخوله جورجيا بعد غياب دام سنوات، وتم توثيق تلك اللحظة بالصورة التي استُخدمت زورًا لإحياء شائعات عودة صدام حسين.
خلفية سقوط النظام السوري وفتح سجن صيدناياسقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد كان نتيجة تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، حيث تمكنت الفصائل المسلحة المعارضة من بسط سيطرتها على العاصمة السورية دمشق في أوائل ديسمبر الجاري. مع انهيار النظام، كُشف النقاب عن سجن صيدنايا، المعروف عالميًا كأحد أكثر السجون قسوة في العالم، والذي يُعتبر رمزًا للقمع والانتهاكات الممنهجة ضد حقوق الإنسان.
فتح السجن أعاد للأذهان قصصًا مرعبة عن آلاف المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب الممنهج والاختفاء القسري داخل أسواره. ومع انتشار الصور والمعلومات، برزت شائعات غير موثقة تتحدث عن العثور على شخصيات بارزة، من بينها المطران بولس يازجي.
الصورة المفبركة قبل وبعد التعديلالمطران بولس يازجي ومصير المختفين في السجون السوريةوإلى جانب شائعة العثور على صدام حسين، ادعى بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي أن المطران بولس يازجي، الذي فُقد في سوريا منذ سنوات، قد تم العثور عليه حيًا في سجن عدرا، وهو سجن آخر سيئ السمعة في سوريا.
ولكن وسائل إعلام سورية ولبنانية نفت هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الصور المنتشرة لا تحمل أي دليل موثق على أن المطران لا يزال على قيد الحياة. تأتي هذه الأخبار وسط استمرار الجهود لتحديد مصير آلاف المفقودين الذين اختفوا قسرًا في عهد النظام السوري.
اتهامات التعذيب ضد رموز النظام السوريومع كشف السجون السورية وسقوط النظام، بدأت الهيئات الدولية بملاحقة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان. أبرز هذه الاتهامات وجهتها هيئة فيدرالية أمريكية ضد سمير عثمان الشيخ، وهو ضابط كبير سابق في الجيش السوري. اتُّهم سمير بالإشراف على عمليات تعذيب ممنهجة داخل سجون النظام، واعتُبر مسؤولًا عن الانتهاكات التي وقعت بحق آلاف المعتقلين.
الاتهامات تأتي كجزء من محاولات لمحاسبة رموز النظام السوري على الجرائم التي ارتُكبت خلال العقد الماضي، والتي تشمل التعذيب، الإخفاء القسري، والقتل الجماعي داخل مراكز الاحتجاز.
كيف بدأت شائعة العثور على صدام حسين؟وتاريخيًا، لطالما أحاطت شخصية صدام حسين الكثير من الشائعات، حتى بعد إعدامه في ديسمبر 2006. ومع كل حدث سياسي كبير في المنطقة، تظهر شائعات جديدة تزعم أنه ما زال على قيد الحياة.
وفي حالة سجن صيدنايا، يبدو أن الشائعة انطلقت نتيجة:
الصورة المضللة:
استُخدمت صورة ميخائيل ساكاشفيلي لخلق رواية وهمية حول العثور على صدام حسين، مستغلة الشبه البسيط بين الشخصيتين.فتح سجن صيدنايا:
أدى الكشف السجن بعد سقوط النظام السوري إلى حالة من الغموض حول الأشخاص الموجودين داخله، مما وفر بيئة خصبة لانتشار الشائعات.الرغبة في الإثارة:
بعض الحسابات على منصات التواصل تسعى إلى جذب الانتباه من خلال نشر أخبار غير مؤكدة عن شخصيات بارزة.
ويُعتبر سجن صيدنايا أحد أشهر السجون في العالم، حيث ارتبط اسمه بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري. وفقًا لمنظمات حقوقية مثل العفو الدولية، يُقدر أن الآلاف من المعتقلين قضوا داخل هذا السجن بسبب التعذيب، الإعدام الجماعي، أو الظروف غير الإنسانية.
فتح السجن بعد سقوط النظام كشف قصص مروعة، من بينها:
العثور على مقابر جماعية داخل السجن.شهادات ناجين تحدثوا عن التعذيب الممنهج.ملفات تحتوي على أسماء آلاف المفقودين الذين كانوا محتجزين داخله.التحقق من المعلومات في عصر الشائعاتومع انتشار الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت، بات من الضروري التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها. في حالة صدام حسين وسجن صيدنايا، كشفت التحقيقات أن:
الصور المتداولة مفبركة أو منسوبة إلى سياقات أخرى.الأخبار المرتبطة بالشخصيات البارزة داخل السجون السورية تفتقر إلى الأدلة الموثوقة.العديد من هذه الشائعات تهدف إلى خلق ضجة إعلامية فقط.ما وراء سقوط النظام السوري.. مستقبل غامضمع انهيار نظام الأسد، تواجه سوريا تحديات هائلة، من بينها:
ملف المعتقلين والمفقودين:
يتطلب فتح السجون السورية تحقيقات دولية لتحديد مصير الضحايا ومحاسبة المسؤولين.إعادة الإعمار:
تحتاج البلاد إلى جهود كبيرة لإعادة بناء ما دمرته الحرب.مستقبل الحكم:
لا يزال من غير الواضح من سيقود سوريا في المرحلة المقبلة، خاصة مع تنوع المعارضة السورية التي تسيطر على الأرض.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صدام حسين بشار الأسد سقوط النظام السوري سجن صيدنايا صدام حسين حي سوريا اليوم سقوط بشار الأسد سجون النظام السوري المطران بولس يازجي سمير عثمان الشيخ الجيش السوري السابق ميخائيل ساكاشفيلي شائعات التواصل الاجتماعي حقيقة صدام حسين حقوق الإنسان في سوريا فتح سجن صيدنايا الانتهاكات السورية العثور على صدام حسین سقوط النظام السوری السجون السوریة فی سجن صیدنایا فی سوریا بعد سقوط
إقرأ أيضاً:
معاريف: سقوط الأسد وخسائر حزب الله يثيران غضب الإيرانيين من الأموال الضائعة
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن حجم الأموال التي ضختها إيران في سوريا وعلى حزب والله، مع حجم الخسائر التي منيت بها، بسقوط الأسد وما جرى في لبنان، يثير غضب الإيرانيين.
وقال الصحيفة، إن 50 مليار دولار فقط من عام 2000 حتى الآن صبت من قبل النظام في إيران على سوريا، وكل ذلك تبخر في الهواء، وبالطبع كل الأموال إلى لبنان، وإلى أماكن أخرى، وهو ما وصفه الباحث في برنامج إيران بمعهد "إيه إن أس أس"، بني سابتي بأنه فشل للنظام.
وأوضح سابتي أن "الوضع الاقتصادي صعب جدا، وبالطبع فإن هذا أيضا يغضب الشعب ويحثه على التحرك، هناك انقطاعات في الكهرباء يوميا، حوالي 6 إلى 7 ساعات في طهران وفي باقي البلاد، وبالطبع في المناطق البعيدة يكون الوضع أصعب. تحدث انقطاعات في المياه بسبب انقطاع الكهرباء، ويتزايد تلوث الهواء، لأن هناك نقصا في الغاز المناسب لتدفئة المصانع والمنازل".
وقال إنه "بسبب صعوبة توفير الكهرباء والغاز، فإن الصناعة معطلة إلى حد كبير، وزادت نسبة البطالة من 23 بالمئة إلى 35 بالمئة. وعلى الرغم من وجود احتجاجات عمالية صغيرة متفرقة، حيث يتظاهر كل شخص بالقرب من مصنعه، فإن هذه ليست أحداثا تتحول إلى احتجاجات كبيرة".
ومع ذلك، فإن سابتي يرى أن "هذا ربما يكون كافيا لإزعاج النظام الذي قام مؤخرا بإجراء تدريب للتعامل مع احتجاجات جماهيرية وهو ما يفهم منه أن النظام يتوقع احتجاجات وثورات وهم يدركون أن الأمور هشة جدا بحسب الباحث".
وقال سابتي: "من جانب النظام، بالطبع، يشعرون بالفشل، يشعرون بأن الوضع صعب جدا من جهة، يهددون بأنهم سينتقمون من إسرائيل. ومن جهة أخرى، فإنه في اليومين الماضيين تم نشر تصريحات من أحد الجنرالات الإيرانيين الذي قال: لقد أخفقنا".
وأضاف أن هناك شخصا إيرانيا آخر قال: "حاليا لا يمكننا الانتقام من إسرائيل، لا يمكننا القيام بمهمة ثالثة".
وقال الباحث: "هناك أمر آخر يقلق النظام وهو التضخم الكبير... الدولار ارتفع من 460- 480 ألف ريال إلى 820 ألف ريال. الاستيراد يعتمد على سعر الدولار، والنظام لا يمكنه تجاهل سعر الصرف، والشعب الإيراني يرسل رسالة مفادها أنه مستعد لتحمل المزيد قليلا، لكنه يتمنى المساعدة في إضعاف النظام وإسقاطه".
وتابع سابتي: "الأحداث تتجمع، إنها سنة حاسمة، النظام يقوم بكل أنواع التهديدات كأننا سنسرع نحو القنبلة النووية.. لكن كيف سيسرعون نحو القنبلة.. إنه انتحار".