يتطور «الذكاء الاصطناعى» بسرعة فائقة، بسبب الطفرات الواسعة التى يشهدها المجال التكنولوجى والتى باتت تتحسن فى إنشاء منتجات وخدمات جديدة، بالإضافة إلى تحسين صنع القرار، لذلك تستخدم الدول المتقدمة والنامية فى كافة المجالات، وبدأت وكالة سياحية فى كندا تُدعى «جاسبر للسياحة» بالشراكة مع معهد «ألبرتا للآلات الاستخباراتية» للذكاء الاصطناعى بهدف تحسين عملياتها وتعزيز تجربة الزوار، بحسب ما ذكرته شبكة «فاجين واسانى».

تقوم وكالة «جاسبر للسياحة» بدمج الذكاء الاصطناعى فى برمجة المهرجانات، بدءاً من مهرجان «دارك سكاى» القادم لعام 2023، إضافة إلى تحسين الجوانب المختلفة للسياحة، بما فى ذلك أنماط السفر، وتحليل الطقس، وإشغال أماكن الإقامة، والتوظيف الموسمى، وإدارة النزاعات بين الإنسان والحياة البرية، والتكيف مع تغير المناخ، وأنها تخطط لعرض متحدثين للضيوف عن طريق ربورتات.

أما فى كوريا الجنوبية فيستخدم الذكاء الاصطناعى فى تحليل وتقديم المعلومات عن نوع الطعام ومحتوياته الغذائية وبيانات السعرات الحرارية للإدارة الغذائية الدقيقة عن طريق التقاط البشر صورة للمنتج وإرساله إلى التطبيقات المتخصصة، ما يساعد المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل مرض السكرى. وقال أطباء كوريون إن الذكاء الاصطناعى سيخدم الكثير من مرضى سكر الدم ومساعدة مرضى السكرى على إدارة وجباتهم الغذائية بسهولة وتسريع تكنولوجيا العلاج الرقمى لهؤلاء المرضى.

وفى سياق متصل، يستخدم العديد من المطاعم فى كوريا الجنوبية الروبوتات التى تستند إلى تقنية الذكاء الاصطناعى، بهدف تخفيف عبئها التشغيلى، إضافة إلى أنها تقوم بكل شىء فى المطعم، مثل حمل الأطعمة والمشروبات وتنظيف أرضيات البلاط والأسطح غير المستوية عن طريق استخدام هياكل التعليق المحسنة، وتسعى «سيول» لانتشار واستخدام الروبوتات فى أماكن أكثر، مثل مراكز الجولف الداخلية ومقاهى الكمبيوتر ومصانع تصنيع قطع الغيار واستخدامه فى الأكشاك أو الأجهزة اللوحية فى المتاجر، فيمكنهم أن يتستجيبوا للعملاء عندما يتلقون طلباً من جهاز لوحى على طاولة أو جرس مكالمة، وفقاً لصحيفة «كوريا تايمز».

تقوم شركتان بتصنيع روبوت بخدمة الذكاء الاصطناعى فى كوريا الجنوبية، وهما «إل جى إلكترونيكس وبير روبورتس»، فيحتوى روبوت المصنع من شركة «إل جى إلكترونيكس» على ستة مكونات (تعليق مستقلة ومستشعر ليدار وكاميرا ثلاثية الأبعاد لتحسين استقرار القيادة، ويمكن استخدامه كروبوت إرشادى باستخدام وضع توجيه العملاء، والذى يسمح للمستخدمين بعرض المعلومات المطلوبة على شاشة مدمجة).

ويتمير روبوت خدمة الذكاء الاصطناعى من شركة «وبير روبورتس» بتحسين استقرار القيادة ودرج كبير يتحمل الوزن الكبير ودرج قابل للتعديل من أربع طبقات، وهو متخصص للمتاجر المحلية مع العديد من الأطباق الجانبية وأطباق الحساء، وكلا الطرازين مزودان أيضاً بشاشة يمكن استخدامها كدليل للمتجر.

بينما فى الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم خدمة الذكاء الاصطناعى فى السيارات ذاتية القيادة عن طريق استخدام أجهزة استشعار لنقل الأشخاص على الطرق بشكل مستقل دون مدخلات بشرية، وتستخدم خريطة محددة عالية الدقة، بالإضافة إلى الرادار وكاميرات الفيديو لتحديد موقع نفسها والمركبات المحيطة بها.

وتستخدم السيارات ذاتية القيادة أيضاً أجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية لاكتشاف الأجسام من مسافة قريبة، وتعد هذه الخدمة فعالة من حيث التكلفة ولا تتأثر سلباً بالعوامل البيئية.

وفى مجال الرعاية الصحية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعى لتحسين التشخيص والعلاج، ويمكن استخدامه فى تحليل الصور الطبية مثل فحوصات الرنين المغناطيسى والأشعة السينية لتوفير تشخيص أدق وأسرع، كما يمكن استخدامه فى تحليل البيانات الضخمة لتحديد الأنماط والمعلومات المهمة فى المجال الطبى.

«الصابر»: سيساعد الدول النامية على التطور لأنه يحل المشكلات أسرع بـ«خوارزميات» تعطى حلولاً دقيقة

وفى هذا الصدد، تقول الدكتورة نسرين الصابر، الدكتورة المتخصصة فى الذكاء الاصطناعى بكلية الحاسبات والمعلومات، جامعة الزقازيق، إن «مجالات الذكاء الاصطناعى تتطور بشكل كبير ودخل الذكاء الاصطناعى فى العديد من التطبيقات والمجالات، فنشاهد الآن أنه يتم تدريبه على التعرف على صور أو أشكال أو أشخاص ليتم تحليله بأفضل دقة مما يساعد فى علاج العديد من الفئات المريضة مثل مرض السكر».

وأضافت «الصابر» أن «الذكاء الاصطناعى يستطيع أن يساعد الدول النامية على التطور والوصول إلى الدول المتقدمة، لأنه يستطيع أن يتناول المشكلات ويحللها بصورة أسرع بواسطة خوارزميات التى تربط بعضها ببعض مما يعطى حلولاً دقيقة لحلها».

وأشارت إلى أن «الإنسان يقوم بتقديم جميع المعلومات من مزايا وعيوب الدولة، ليحللها الذكاء الاصطناعى ويعطى أنسب الحلول والخطط، فهناك تطبيقات تعمل على ذلك بالفعل مثل (Chatgpt) فجميع التطبيقات الموجودة تعمل بنفس الطريقة لكن تختلف فى حجم المعلومات، لذلك نرى تطبيقات تحتوى على جميع المعلومات المتوافرة على الإنترنت، وتطبيقات أخرى مقصورة على معلومات لسنة معينة».

يحمل إمكانات هائلة لمعالجة قضايا تغير المناخ والفقر والمرض

ولفتت إلى أنه فى خِضم هذه التطورات، فإن الذكاء الاصطناعى يحمل إمكانات هائلة لمعالجة القضايا العالمية الملحة، مثل تغير المناخ والفقر والمرض، ومع ذلك، يجب أن تكون الاعتبارات المسئولة والأخلاقية جزءاً لا يتجزأ من تخطيط وتطوير الذكاء الاصطناعى، يمكن للذكاء الاصطناعى، مع التنفيذ الدقيق، أن يصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابى فى العالم، ولكنّ هناك منتقدين يشيرون إلى أنه قد يشكل تهديداً للوظائف البشرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعى الدول النامية الوظائف البشرية الذکاء الاصطناعى فى العدید من عن طریق إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصحافة الإنسانية في مصر وأمريكا.. رسالة ماجستير بإعلام أسيوط

كشفت دراسة ماجستير نوقشت بجامعة أسيوط في الصحافة الانسانية بالمواقع الصحفية الإلكترونية المصرية والأمريكية عن أداء متميز ودور يستحق الإشادة للصحافة والصحفيين سواء في تغطية الحالات الانسانية أو في السعي إلى تخفيف معاناة المصريين الذين يعانون من ظروف صحية أو اقتصادية أو حياتية بشكل عام.

أعدت الرسالة الباحثة شروق حسنين قاسم، وحصلت عليها بامتياز، وأجمعت اللجنة أنها أفضل من دكتوراة،  وأشرف عليها كل من الدكتور صابر حارص أستاذ الصحافة بجامعة سوهاج، والدكتورة شريهان توفيق مدرس الإعلام بجامعة أسيوط، وناقشها كل من الدكتور أحمد حسين أستاذ الصحافة بجامعة سوهاج، والدكتورة رحاب الداخلي رئيس قسم الإعلام بجامعة أسيوط.

وقال الدكتور صابر حارص المشرف الرئيسي على الرسالة إن من أهم النتائج التي نبهت إليها الدراسة هو ثبوت المسئولية الاجتماعية للصحافة المصرية في الحقول الانسانية.

وأضاف أن الرسالة قدمت تأصيلا تاريخيا لظهور الصحافة الإنسانية في مصر والعالم، ورصدت أعلامها وروادها بداية من مصطفى وعلي أمين، ثم حسن شاه في باب أريد حلا،  عفاف يحيى والهام أبو الفتح في ليلة القدر،  وهؤلاء كانوا في مؤسسة أخبار اليوم، ثم مأمون الشناوي وصفوت أبو طالب في جريدة الجمهورية، وعزت السعدني وصبري سويلم، ومحمد زايد، وعبدالوهاب مطاوع، وخيري رمضان، وأحمد البري بجريدة الأهرام.

وأوضح أن الصحافة الإنسانية بمفهومها التقليدي الذي بدأ في بريد القراء عام 1931 كان في جريدة الأهرام، ثم انتقل الأخوان التوأم مصطفى وعلي أمين بالصحافة الإنسانية نقلة نوعية 1954 وخصصا لها أبوابا مستقلة، ومحررين متخصصين، وربطها بمؤسسات خيرية، وأصبحت الصحافة الإنسانية في أخبار اليوم تساير التطور الأمريكي، وقدمت وقتها خدمات جليلة تحت عنوان ليلة القدر،  ولست وحدك اللذان يستحقان رسالة علمية مستقلة.

وأشار  حارص إلى أن الصحافة الأمريكية كانت أكثر تطورا وتقدما واهتماما بالصحافة الإنسانية، فخصصت لها مواقع ومدونات عديدة متخصصة في الشئون الانسانية فقط، بينما تقتصر الصحافة المصرية حتى الآن على مساحات ليست ثابتة، ينشر بعضها في مساحات صحافة المواطن، وبعضها الآخر داخل صفحات الموقع.

وواصل أن الصحافة الإنسانية في أمريكا توظف فنون تحرير وكتابة متقدمة ومتنوعة في معالجة الحالات الإنسانية مثل البودكاست المتخصص في رواية القصة الإنسانية والذي يعتبر  أكثر أنواع البودكاست مشاهدة في العالم، ومقاطع الفيديو المرئية، والفيتشر والبروفايل الصحفي، والقصة الانسانية المكتوبة والمصورة، بينما لا تزال الصحافة المصرية تقتصر على مجرد عرض الحالات الانسانية في أشكال خبرية أو  قصصية تفتقد الإبداع والدراما والتنسيق الصوتي عبر الانترنت.

وأضاف حارص أن ثمة فارق أهم بين الصحافة المصرية والصحافة الأمريكية في الشئون الإنسانية يعزى إلى  معدل استجابة المسئولين والمعنيين وأهل الخير والدعم، حيث تصل الإستجابة في أمريكا إلى معدلات عالية جدا، كما أن المواطن الأمريكي لا يعتمد على نشر معاناته في الصحافة لطلب الدعم والمساعدة كما يفعل المواطن العربي عامة، ولكنه يتحدى ظروفه ويحقق نجاحا في التغلب على معاناته، ويسعى إلى نشر تجربته في الصحافة الانسانية لإفادة الآخرين.


وأكد حارص كمشرف على الرسالة أن سوق الصحافة في مصر لا يزال واعدا بالنجاحات الكبيرة التي يمكن أن تحقق المنافسة الشريفة والداعمة للمجتمع والصحافة في آن واحد.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تتحول إلى مجتمع «فائق الشيخوخة»
  • أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد عاجل
  • أبرز المعلومات عن طائرة «إمبراير 190» المنكوبة بعد تحطمها في كازاخستان
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين في الطب والرعاية الصحية.. وأثبت تفوقه في عدد من المجالات
  • عطوان: ما هي خِيارات إسرائيل وأمريكا في مُواجهة المُسيّرات وصواريخ الفرط صوت اليمنيّة؟
  • في معركة القيادة والطموح .. الغرب يتراجع والشرق يتقدم
  • الصداع إشارة من الجسم بالحاجة إلى الراحة والرعاية الذاتية
  • هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟
  • الصحافة الإنسانية في مصر وأمريكا.. رسالة ماجستير بإعلام أسيوط
  • عقبات عسير تعزز السياحة الشتوية والحركة الاقتصادية