الثورة نت:
2025-01-13@18:28:50 GMT

اليمنيون للأمة إخلاصٌ وفِداء

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

 

بقلم ✍ هاشم أحمد شرف الدين

لا نبالغُ أبداً، إنِ افتخرنَا، بأن اليمنيينَ هم حاملو لواءِ الكرامةِ العربية.
ففي الركنِ الأعزِ لشبهِ الجزيرةِ العربية، حيث تلتقي الجبالُ الشاهقةُ بالسماء، يعيشُ اليمنيون كشعبٍ ذي عزيمةٍ لا تلين.

لقد حفروا بعزائمِهم التي لا تُقهر أسماءَهم في سجلاتِ التاريخ باعتبارهم أبطالَ التضامنِ العربي.

فعلى مدى عامٍ وثلاثةِ أشهر، وأسبوعٍ بعد أسبوع، يخرجُ الملايينُ منهم، إلى ميدانِ السبعين بصنعاء، عاصمتِهم، ومثلُهم في المدنِ والقرى اليمنيةِ، يخرجون إلى ساحاتِ التظاهر.

لا يمكنُ توقعُ المدَى الذي ستبلغُه صرختُهم في سماءِ العروبة، فقد جاوزتِ المدى، لا يُشْبِهُها صَوتٌ، ولا يُضاهِيها عَزم. إنهم مُصِرّون على التضامنِ مع أشقائِهم، الفلسطينيين ثم اللبنانيين فالسوريين، مُذْ بدأ العدو الإسرائيلي الأمريكي فصلاً جديداً من العدوان.

إن تصميمَهم هو منارةُ أملٍ، تنير الأزقةَ المظلمةَ في ضمائرِ الأنظمةِ والشعوبِ العربيةِ والإسلامية، وتُرشد الطريقَ إلى مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً. وتضامنَهم الذي لا يلين هو شهادةٌ على اقتناعِهم الراسخِ بأنَ الجهادَ في سبيلِ الله – سبحانه وتعالى – ومن أجل الحريةِ والكرامةِ لا يقتصرُ على حدودِهم الخاصة، بل هو مسؤوليةٌ جماعيةٌ تربطُ بينَ الجميع.

إن الشعبَ اليمني يقف اليومَ شامخاً، وقلوبَ أبنائهِ تنبضُ بالمسؤوليةِ تجاه إخوانِه المظلومين في الوطنِ العربي.
إنهم يدركون أنَ الجهادَ من أجلِ فلسطين هو جهادٌ من أجلِ جوهرِ الدينِ والهُوية العربية، وأن مصيرَ الفردِ مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بمصيرِ الجميع.

وفي مواجهةِ الشدائدِ والأهوال، هل تراجعوا؟
بل تعززت عزيمتُهم بالمِحن التي واجهوها.
لأنَ ثورتَهم – ٢١ سبتمبر – ثورةُ أحرارٍ، يأبَون الضيمَ والخنوعَ والاستسلامَ للغزاةِ وقوى الاحتلالِ والقمع.

وكأنَّ اليمنَ – بالملايينِ مِن قلوبِ أحرارِها النابضة – يَصدُرُ عنها نشيدٌ عظيمٌ من التضامنِ والتحدي، فلا يثنيهم عنهُ قسوةُ الحصارِ، ولا يَحُولُ بينَهم وبينَ أشقائِهم شِدَّةُ المعاناة، فقد تجاوزت تضحياتُهم حُدُودَ المادياتِ، لِتَصِلَ إلى مَقامِ الإخلاصِ والفداءِ والبيعِ من الله سبحانه وتعالى.

وليس ميدانُ السبعين وحسب، فقد حوّل اليمنيون بلدَهم إلى لوحةِ مقاومة، وأصواتَهم إلى سيمفونيةٍ من التحدي، وقلوبَهم إلى حصنٍ من التضامن.
إن التزامَهم الثابتَ بقضيةِ فلسطين والأمةِ العربيةِ شهادةٌ ساطعةٌ على إيمانِهم الراسخِ بقيمِ العدلِ والحرية والاستقلال.

كم مَن دمعةٍ سكبُوها، وكم مِن نَفَسٍ أَهدَوْهُ، لِتَحيا قِيَمُ الدينِ والعروبة، وتَظلَّ رايةُ الكرامةِ خفَاقةً. فهُم مَثَلٌ يُحتذى به، في التضامنِ والإخاءِ وفي الصمودِ في وجهِ الباطلِ.

وبينما يراقبُهم أبناءُ الأمةِ، مفتونين بروحِهم التي لا تلين، يذكّرُهم اليمنيون بأنَ النضالَ من أجل الوحدةِ العربيةِ الإسلاميةِ ليس حُلماً بعيدا، بل هو حقيقةٌ حيةٌ تنبضُ بالحياةِ من خلالِ وجودِهم.

هكذا إذن، في عصرِ التفتتِ والانقسامِ هذا، يقف اليمنيون كمنارةٍ للأمل، يوبِّخون – بتضامنِهم القوي مع الأمةِ العربية – الحكامَ العربَ والمسلمين المتواطئين مع العدو والمتخاذلين القاعدين.

فليُسجّلِ التاريخ، بِحروفٍ مِن نُور، تضحياتِ هذا الشَعبِ العظيمِ، وشجاعةَ قائدِهِ الحكيم، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله سبحانه وتعالى – الذي أَثْبَتَ أنَّ العروبَةَ ليستْ مَجَرَّدَ كَلِمَاتٍ، بَلْ هيَ قِيَمٌ سامِيَةٌ، يُدَافَعُ عنها بِالأرواح.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي تريده إيران من العراق؟

عانت العلاقات العراقيّة- الإيرانيّة منذ سبعينيات القرن الماضي من حالات شدّ وجذب، ولم تستقرّ إلا نادرا!

والمناوشات العراقيّة- الإيرانيّة بدأت في العام 1972 وانتهت باتّفاق الجزائر في العام 1975. وبعد أشهر من قيام "الثورة الإسلامية الإيرانيّة" بداية العام 1979 بَدَت التّشنّجات السياسيّة واضحة بين البلدين، وبعد أقلّ من عامين انطلقت بينهما المناوشات العسكريّة الحدوديّة بين 4–22 أيّلول/ سبتمبر 1980، لتشتعل حينها حرب الثماني سنوات (حرب الخليج الأولى)، وانتهت في آب/ أغسطس 1988!

وقد سَحقت الحرب أكثر من مليون شخص، وربّما تكلفتها المادّيّة الباهظة قادت لغزو الكويت وحرب الخليج الثانية، وأخيرا لاحتلال العراق!

ولاحقا بين عاميّ 1991 و2003 دخلت علاقات البلدين بمرحلة الحرب الهادئة والباردة، وكان العراق خلالها يدعم منظّمة "مجاهديّ خلق" المعارضة، فيما دعمت إيران المعارضة العراقيّة!

وبعد الاحتلال الأمريكيّ للعراق في العام 2003 تفاجأنا بأنّ إيران تقول صراحة بأنّها دعمت احتلال العراق، وفقا لتصريح "محمد علي أبطحي"، نائب الرئيس محمد خاتمي، حيث قال في منتصف كانون الثاني/ يناير 2004: "لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق"!

التدخّل الإيرانيّ المتنوّع في العراق يسعى لتحقيق جملة أهداف لصالح إيران حصرا، ومحاولة تغليف هذه الأهداف بأغطية "دينيّة ومذهبيّة" لم تعد مقبولة لدى "شيعة العراق" قبل غيرهم، وربّما من أبرزها: اللعب بالورقة العراقيّة في مفاوضات الملفّ النوويّ مع واشنطن، و"تصدير الثورة الإسلاميّة" للعراق ومن خلاله لبعض دول المنطقة، والظفر ببعض خيرات العراق!
وهكذا صارت إيران تتفاخر، وعلانية، بأنّها تتحكّم بأربع عواصم عربيّة بينها بغداد، وهذا الأمر لم يكن محلّ ترحيب غالبيّة العراقيّين الذي تمنّوا أن يَروا بلادهم تمتلك سيادة حقيقية، وليست سيادة وهميّة على الورق والإعلام فقط!

التغلغل الإيرانيّ لم يكن هامشيّا، ولدرجة أنّ رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ذكر يوم 11 كانون الثاني/ يناير 2020": لا يمكن اختيار رئيس الوزراء في العراق من دون موافقة إيران"!

وبداية العام 2020 قتلت الطائرات الأمريكيّة قائد فيلق القدس الإيرانيّ قاسم سليماني بعد خروجه من مطار بغداد، والذي كان يتردّد على العراق شهريّا، أو أسبوعيّا، ويتحكّم في غالبيّة الملفّات الأمنيّة والسياسيّة!

التدخّل الإيرانيّ المتنوّع في العراق يسعى لتحقيق جملة أهداف لصالح إيران حصرا، ومحاولة تغليف هذه الأهداف بأغطية "دينيّة ومذهبيّة" لم تعد مقبولة لدى "شيعة العراق" قبل غيرهم، وربّما من أبرزها: اللعب بالورقة العراقيّة في مفاوضات الملفّ النوويّ مع واشنطن، و"تصدير الثورة الإسلاميّة" للعراق ومن خلاله لبعض دول المنطقة، والظفر ببعض خيرات العراق!

ووجدت إيران، التي تعاني من عقوبات أمريكيّة وأوروبيّة منذ العام 2018، من تغلغلها في العراق فرصة ذهبيّة للتهرّب من العقوبات وتعويض أضرارها الاقتصاديّة! وقد جنت آلاف المكاسب الاقتصاديّة على حساب العراق، وفي نهاية تمّوز/ يوليو 2024 أكّد المستشار السابق في الرئاسة العراقيّة "ليث شبر" تهريب أكثر من 200 مليار دولار من العراق لإيران منذ العام 2003"، عدا التبادل التجاري بقيمة 10 مليارات دولار، وتهريب النفط وغيره!

وآخر المكاسب الإيرانيّة، التي أُعلن عنها بداية العام 2025، تمثّل بتصدير تركمانستان لحوالي 25 مليون متر مكعّب يوميّا، وبقيمة 2.5 مليون دولار يوميّا إلى الشمال الإيرانيّ التي تعجز إيران عن إيصال الغاز إليها، ثمّ تعطي إيران كمّيّات مساوية من غازها من مدنها القريبة للعراق عبر الأنابيب، وفي المقابل تستهلك الغاز الذي دفع العراق أمواله لتركمانستان! فهل يعقل هذا؟

ولذلك هنالك حديث، وفقا لـ"Oil Price"، بأنّ فريق الرئيس ترامب "يفكّر في فرض عقوبات على العراق مثل إيران، تشمل الأفراد والكيانات المرتبطة بالتمويل والخدمات المتعلّقة بنقل النفط والغاز الإيرانيّين، والأموال المتعلّقة بذلك"! ولا أدري ما ذنب الشعب العراقيّ الذي يدفع ضريبة هذه السياسات المنبطحة للغرباء!

يفترض بالقيادة الإيرانيّة أن تترك سياسة التدخل، ومحاولة التحكّم بالعراق وغيره، لأنّ خروجها "المذلّ" من سوريا يؤكّد بأنّ البطش والقوّة والترهيب لا تُمهّد الطريق للغرباء للسيطرة على مقدّرات الدول
ومع تطوّرات الملفّ السوريّ والتخوّف من استهداف العراق، وعدم قدرة رئيس حكومة بغداد "محمد شياع السوداني" لإقناع الفصائل التي تأتمر بأوامر إيرانيّة بتسليم سلاحها للحكومة قبل وصول ترامب للبيت الأبيض بعد عشرة أيّام، ولهذا تحرّك مباشرة إلى طهران، الأربعاء الماضي، لحسم هذا الملفّ قبل الوصول لمرحلة "الانهيار الكبير"!

وقد ينقل رسالة من القيادة السوريّة، بعد زيارة رئيس المخابرات العراقيّة لدمشق، للقيادة الإيرانيّة، وكذلك مناقشة تداعيات الملفّ السوريّ على العراق، وربّما المطالبة بدعم إيرانيّ في حال تعرّض العراق لهجمات خارجيّة!

وتأكيدا للربكة السياسيّة والأمنيّة قال زعيم تيار الحكمة "عمار الحكيم"، يوم 02 كانون الثاني/ يناير 2025: "الأمريكان أبلغوني بأنّ الفصائل ستتعرّض لهجوم، وأنّ الرئيس ترامب سيحاصر أذرع إيران في العراق"!

القلق العراقيّ من احتمالية حصول هجمات لداعش من الأراضي السوريّة جعل بغداد تحاول التنسيق مع القاصي والداني لتأمين الحدود المشتركة.وفي تصريح غريب وناريّ، ويحمل في طيّاته الكثير، قال السوداني الأحد الماضي: "العراق على أتمّ الجهوزيّة والاستعداد لردّ أيّ اعتداء مهما كان مصدره"! وبعده قال نوري المالكي، زعيم "دولة القانون": "إعادة رسم خارطة العراق احتمال وارد"!

وهكذا، ومع هذه الصور المتشابكة والمركّبة يفترض بالقيادة الإيرانيّة أن تترك سياسة التدخل، ومحاولة التحكّم بالعراق وغيره، لأنّ خروجها "المذلّ" من سوريا يؤكّد بأنّ البطش والقوّة والترهيب لا تُمهّد الطريق للغرباء للسيطرة على مقدّرات الدول!

ينبغي على إيران أن تحترم السيادة العراقيّة، وتحاول العمل لتحقيق مصالح البلدين الجارين بعيدا عن سياسات الهيمنة والوكالة في الحروب! فمتى يتحقّق الحلم العراقيّ والعربيّ، وتكفّ إيران عن تدخّلاتها؟

x.com/dr_jasemj67

مقالات مشابهة

  • دعاء سداد الدين مجرب .. تعرف على حكم المماطلة فيه
  • أحمد الفيشاوي يكشف عن تفاصيل الحريق الذي نشب في منزل سمية الألفي
  • حمدي شرف الدين: اعتزلت الفن وهتفرغ لربنا وأحفادي
  • بهي الدين: معرض القاهرة الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأبرز في مصر والمنطقة العربية
  • موقف مفاجئ من سيف الدين الجزيري.. ومصير عمر فرج
  • خطيب لبناني يستنكر تسليم القرضاوي للإمارات.. ما المقابل والثمن الذي قدم؟ (شاهد)
  • قصة وعبرة.. الصقر الذي لا يطير
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. كيف نفهم ما حدث؟
  • ما الذي تريده إيران من العراق؟
  • 13 رجب.. ذكرى  مولد “يعسوب الدين ” الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام