عقوبات جديدة من أمريكا.. الحوثيون في مرمى "الحصار"
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تلقت المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران ضربات جديدة بفرض الولايات المتحدة عقوبات، استهدفت قياداتها.
ففي دعوة أطلقها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرغ عبر منصة مجلس الأمن الدولي، لإحياء ملف الأسرى المتعثر.
وحث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرغ، في إحاطة إلى مجلس الأمن حث جميع الأطراف على العمل للوفاء بالتزاماتهم والتعاون الصادق والوفاء بالملف الإنساني، المتمثل في "إطلاق سراح المعتقلين"، وفقا للمبدأ المتفق عليه "الكل مقابل الكل".
وتعد دعوة المبعوث الدولي أحدث المحاولات الأممية مع مليشيات الحوثي لإنعاش هذا الملف الذي تستخدمه كعصا غليظة ضد خصومها.
ويعد إعدام الأسرى جريمة تتعارض مع القانون الدولي، إذ يتحول الأسير إلى مدني محايد، و"يتمتع بالحماية القانونية الدولية، وفقًا لاتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب"، حسب خبراء.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن مليشيات الحوثي اعتقلت على مدار العام 2024 أكثر من 914 شخصا وأخفت قسرا 171 شخصا، فيما تعرض 23 آخرين للتعذيب والتنكيل في معتقلاتها السرية في شمال اليمن.
ومع خسارة إيران حليفها الاستراتيجي في سوريا وضعف نفوذها في لبنان، تزايدت آمال اليمنيين في الخلاص من الحوثيين المدعومين من طهران وتصاعدت الدعوات للتوحد ضد المليشيات.
بيان لـ “مقاومة البيضاء والسلطة المحلية”، بارك للقيادة السياسية وقيادة التحالف العربي وللأمة العربية والإسلامية ما وصفه بـ "انتصار المشروع العربي على المشروع الإيراني في المنطقة بعد تهاوي معاقله في سوريا ولبنان".
وأضافت: ومن نصر إلى نصر نبشر الشعب اليمني بقرب زوال عصابة الإرهاب الحوثي وتطهير البلاد من شرورها.
وفي هذه “الظروف الاستثنائية والتحولات الدولية والإقليمية”، دعا البيان مجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي بالعمل على "سرعة إسقاط الانقلاب الحوثي البغيض ومحاكمة قياداته المجرمة التي قتلت الشعب اليمني وهددت المنطقة والعالم وجندت نفسها لخدمة المشروع الإيراني".
وأكد أن "قيادة المقاومة والسلطة المحلية في رداع والبيضاء جاهزون لخوض غمار الحرب وتحريرها إلى جانب قوات الشرعية الصادقة وإخواننا الجنوبيين في جميع الجبهات لدحر العصابة الحوثية العنصرية الهمجية وتخليص البلاد منها".
كما حث "القوى المخلصة في المحافظات الشمالية بالالتفاف حول القيادة السياسية والقوات الجنوبية لتحرير البلاد من الإرهاب الحوثي وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وتأمين الملاحة الدولية وبناء الدولة اليمنية الحديثة".
وفي وقت سابق عقد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، اجتماعًا عبر الدائرة الضوئية بالقيادات العسكرية لـ "المقاومة الوطنية" في محوري البرح والحديدة، وقيادة المكتب السياسي؛ الذراع السياسية للمقاومة.
ووجه صالح قواته برفع الجاهزية العسكرية والاستعداد لمعركة “الخلاص الوطني” من مليشيات الحوثي.
ويهدف الاجتماع الأول من نوعه الذي يضم كل قيادات المقاومة الوطنية لتدارس المستجدات والتطورات الإقليمية الإيجابية المتسارعة والمفاجئة ضد المشروع الإيراني في المنطقة.
وأشار طارق صالح إلى أن توجه المجتمع الدولي اختلف اليوم عما كان عليه عندما أوقف معركة تحرير مدينة الحديدة، وذلك بعد أن تكشفت للعالم كل الحقائق، وأن أدوات إيران تهديد ليس لليمن واليمنيين فقط؛ وإنما للمنطقة والملاحة الدولية.
وخلال الاجتماع، قال طارق صالح: "يجب مضاعفة الجهود، والبقاء على الجاهزية الكاملة، والاستعداد لليوم الذي لا بد أن تشهد فيه صنعاء ما شهدته دمشق، التي عادت إلى حاضنتها العربية بعد أن أسقط الشعب السوري وصاية النظام الإيراني إلى الأبد".
وأضاف أن "عبدالملك الحوثي يمثل نظام الوصاية الإيرانية في صنعاء، وسيلاقي مصيره عاجلًا أم آجلًا، وأن سوريا واليمن يواجهان عدوًا واحدًا هو المشروع التوسعي الإيراني".
وبينما دعا طارق صالح إلى الاستعداد ليوم الخلاص الوطني، خاطب كل القوى الوطنية المخلصة بضرورة "تجاوز الخلافات والتباينات والانتقال إلى وحدة المعركة".
وأكد أهمية الانفتاح على مختلف القوى والأطراف، تحت سقف المواطنة المتساوية والقيم الجمهورية دون عصبيات سلالية أو مناطقية للحاضر أو للماضي.
وقال: "كل يمني هو لبنة في صرح الجمهورية أيا كان مذهبه أو حزبه أو قبيلته أو نسبه".
ويقود طارق صالح قوات المقاومة الوطنية التي تشكلت بدعم من التحالف العربي عام 2018، وتنتشر في الساحل الغربي ضمن القوات المشتركة التي تولت معارك تحرير محافظة الحديدة قبل أن يوقف اتفاق ستوكهولم في العام ذاته المعارك.
وتتكون المقاومة الوطنية من قوات برية وبحرية ووحدات أمنية وقطاع لخفر السواحل، بالإضافة إلى وحدات تخصصية نوعية ذات مهام قتالية وهندسية وأمنية.
كيف كثفت أمريكا وبريطانيا غارتهما على مواقع الحوثي في اليمن؟ أكاديمي بجامعة عدن يُجيب لـ "الفجر".. كيف حاصر جحيم حرب الحوثي الاقتصادية اليمنيين؟المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اليمن اخبار اليمن الحوثيين الشحات غريب الازمة اليمنية المقاومة الوطنیة طارق صالح
إقرأ أيضاً:
اليمن: تحالف مشبوه بين «الحوثي» والتنظيمات الإرهابية
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةاتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي بإطلاق دفعة جديدة من قيادات تنظيم القاعدة، في خطوة وصفتها بأنها تؤكد مجدداً حالة التنسيق الميداني المستمر بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، مضيفة أن هذا التحالف المشبوه يزيد من فرص استغلال الجماعات المتطرفة للفراغ الأمني في اليمن.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، «إن قيام ميليشيات الحوثي، بإطلاق دفعة جديدة من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة، يمثل دليلاً إضافياً على حالة التخادم والتنسيق الميداني المستمر بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، في إطار مشروع يستهدف تقويض الدولة اليمنية، وتعزيز العنف والتطرف، وتوسيع رقعة الأنشطة الإرهابية في المنطقة، وتهديد المصالح الإقليمية والدولية.
وأضاف في تصريح صحفي «أن هذه الخطوة ليست جديدة، بل تأتي امتداداً لسجل حافل من التعاون بين ميليشيات الحوثي وتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية عام 2015، حيث قامت بالإفراج عن المئات من عناصر وقيادات التنظيمين الإرهابيين من سجني الأمن السياسي والقومي بصنعاء، بعد سيطرتها على العاصمة.
وسرد الوزير عدداً من الوقائع السابقة، أبرزها الإفراج في نوفمبر 2018 عن 20 إرهابياً، تلاها في ديسمبر 2019 إطلاق سراح ستة من عناصر القاعدة، وفي أبريل 2020 عن 43 عنصراً من القاعدة، من جنسيات مختلفة.
وأكد الإرياني أن الدعم الذي تقدمه الميليشيات الحوثية للتنظيمات الإرهابية أسهم بشكل مباشر في تمكينها من إعادة تنظيم صفوفها واستعادة قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية، بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد وجهت لها ضربات موجعة منذ العام 2015، أسفرت عن تفكيك شبكاتها وتحييد خطرها.
وأضاف الوزير، أن هذا التحالف المشبوه بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية يزيد من فرص استغلال الجماعات المتطرفة للفراغ الأمني في اليمن، وينذر بخطر تصدير العنف إلى الخارج، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما يعرض أمن الملاحة الدولية للخطر، ويهدد التجارة العالمية ويؤثر على الاقتصاد العالمي والأمن البحري.
وتواصل جماعة الحوثي تصعيدها الخطير ضد اليمنيين في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها، حيث تشهد محافظات صنعاء وصعدة والحديدة حملات مداهمة واختطاف واعتقالات تعسفية خارج إطار القانون.
وقال مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، في تصريح لـ «الاتحاد»، إن استمرار الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين يعكس إصرار الحوثيين على التصعيد ضد الشعب اليمني، مؤكداً أن هذه الممارسات تندرج ضمن إطار جرائم الحرب والاضطهاد السياسي.
ودعا الزبيري منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية إلى توثيق الانتهاكات الحوثية، ورفع الوعي بخطورتها، ومطالبة الجهات القضائية والحقوقيين بتقديم الدعم القانوني لضحايا الاعتقال التعسفي.
من جهته، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، إن المداهمات الحوثية للمدنيين مستمرة، وهي جزء من أسلوب الجماعة في تعاملها مع اليمنيين بهدف نشر ثقافة الخوف وتكميم الأفواه.
وأوضح عبدالحفيظ لـ«الاتحاد» أن اليمنيين لم يعرفوا في يوم من الأيام مداهمة البيوت بهذا الشكل، وأن الحوثيين يدركون جيداً أن الشعب اليمني يكرههم، ويتمنى زوالهم في أقرب فرصة، لذلك يعتقدون أن المدنيين هم من يعطون الإحداثيات للضربات الأميركية المركزة على معاقل الجماعة، والتي طالت قياداتهم ومخازن أسلحتهم، ومع كل ضربة أميركية، يسارع الحوثيون إلى تنفيذ عمليات اختطاف واعتقالات للمدنيين في إطار المنطقة التي ضُربت.
أوروبا تدعو الحوثي للإفراج عن المختطفين
دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، جماعة الحوثي، إلى إطلاق سراح المختطفين كافة في سجونها دون قيد أو شرط. وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن «ندعو الحوثيين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، بناءً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة».