غسل الأموال من خلال تطبيقات الألعاب ،،، بقلم المحامية هيا العصيمي
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
غسل الأموال من خلال تطبيقات الألعاب
بقلم المحامية هيا العصيمي
إن غسيل الأموال من خلال تطبيقات الألعاب البسيطة هو أسلوب جديد ومبتكر يستخدمه المجرمون لإخفاء أصول الأموال غير المشروعة. وتستغل هذه التقنية الشعبية المتزايدة لمنصات الألعاب عبر الإنترنت وعمليات الشراء داخل اللعبة لغسيل الأموال تحت ستار المعاملات المشروعة.
1. إدخال الأموال غير المشروعة
يشتري المجرمون العملات أو العناصر أو الأصول الافتراضية داخل اللعبة باستخدام أموال تم الحصول عليها بشكل غير قانوني. تقدم العديد من الألعاب معاملات صغيرة، مما يسمح للاعبين بشراء سلع رقمية مثل العملات المعدنية أو الأحجار الكريمة أو الجلود، غالبًا دون تدقيق صارم. وهذا يوفر طريقة سهلة لإدخال الأموال غير المشروعة إلى النظام البيئي الرقمي.
مثال:
* يشتري مجرم ما قيمته 10000 دولار من العملات داخل اللعبة بمبالغ صغيرة لتجنب الشكوك.
* تبدو المعاملات مشروعة، حيث تمتزج بملايين المشتريات الروتينية التي يقوم بها اللاعبون العاديون.
2. تحويل القيمة
لتنظيف الأموال، يستخدم المجرمون منصة اللعبة لتحويل الأصول المشتراة إلى حسابات أو لاعبين آخرين، غالبًا من خلال ميزات التداول أو التفاعلات متعددة اللاعبين. تحاكي هذه الخطوة مرحلة التدرج في غسيل الأموال التقليدي من خلال إنشاء مسار للمعاملات يحجب مصدر الأموال.
مثال:
* يبيع المجرم عناصر أو عملات نادرة داخل اللعبة للاعبين آخرين مقابل أموال حقيقية، عادةً من خلال مواقع السوق السوداء أو المنتديات عبر الإنترنت.
* بدلاً من ذلك، يتم نقل الأصول بين الحسابات المملوكة للمجرم لخلق مظهر النشاط المشروع.
3. صرف الأموال
في المرحلة النهائية، يحول المجرم الأصول الرقمية مرة أخرى إلى أموال حقيقية. قد يتضمن هذا بيع حسابات عالية القيمة أو سلع افتراضية أو عملة داخل اللعبة في أسواق الطرف الثالث. في هذه المرحلة، يبدو أن الأموال تأتي من أنشطة مشروعة متعلقة بالألعاب.
مثال:
* يتم بيع عنصر نادر تم شراؤه بأموال مغسولة مقابل آلاف الدولارات لمشتري حقيقي.
* يتم إيداع العائدات في الحساب المصرفي للمجرم، ويبدو أنها نشأت من معاملة قانونية.
لماذا تعتبر تطبيقات الألعاب البسيطة جذابة لغسيل الأموال
* حجم كبير من المعاملات: تحدث ملايين المعاملات الصغيرة يوميًا في تطبيقات الألعاب، مما يجعل من الصعب اكتشاف الشذوذ.
* عدم الكشف عن الهوية: لا تتطلب العديد من منصات الألعاب من اللاعبين التحقق من هويتهم، مما يسمح للمجرمين بالعمل تحت أسماء مستعارة.
* الوصول العالمي: تربط الألعاب عبر الإنترنت اللاعبين في جميع أنحاء العالم، مما يجعل حركة الأموال عبر الحدود أسهل.
* الاقتصاد الافتراضي: يسمح الاقتصاد داخل اللعبة للمجرمين بتبادل القيمة دون أنظمة مصرفية تقليدية، مما يقلل من خطر الكشف.
التحديات في الكشف والوقاية
* الافتقار إلى التنظيم: لا يخضع مطورو الألعاب والمنصات دائمًا لنفس لوائح مكافحة غسيل الأموال (AML) مثل المؤسسات المالية.
* المعاملات المشفرة: تضيف المدفوعات التي تتم من خلال العملات المشفرة أو بطاقات الهدايا طبقة أخرى من التعقيد.
* قابلية التوسع: إن مراقبة كل معاملة في الألعاب الجماعية الضخمة تتطلب موارد كثيرة وتشكل تحديًا تقنيًا.
الجهود المبذولة لمكافحة غسيل الأموال في الألعاب
* مراقبة المعاملات: يمكن للمطورين تنفيذ خوارزميات لتحديد أنماط الشراء أو التداول غير المعتادة.
* التحقق من الهوية: إن طلب تحديد الهوية في العالم الحقيقي للمعاملات الكبيرة يمكن أن يردع النشاط الإجرامي.
* التعاون مع السلطات: يمكن لمنصات الألعاب العمل مع جهات إنفاذ القانون لمشاركة البيانات وتحديد الحسابات المشبوهة.
*
وفي الختام، توفر تطبيقات الألعاب البسيطة بيئة ملائمة ومنخفضة المخاطر لغسيل الأموال. ومع ذلك، مع تزايد وعي صناعة الألعاب بهذا التهديد، فإن تنفيذ ضمانات أكثر صرامة والتعاون مع الجهات التنظيمية سيكون أمرًا ضروريًا للحد من هذا الاستغلال.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: تطبیقات الألعاب غسیل الأموال داخل اللعبة من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: قريباً تحويل الأموال عبر الرسائل النصية بدون إنترنت
أعلن وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، أن شركات الاتصالات وعدت بتوفير خدمة تحويل الأموال عبر الرسائل القصيرة «دون انترنت» نهاية أبريل المقبل، مؤكداً أن إحدى الشركات جاهزة الآن.
بورتسودان ـــ التغيير
وأوضح جبريل خلال المؤتمر التنويري السابع عشر لوزارة الثقافة والإعلام الذي نظمته وكالة السودان للأنباء مساء أمس ببرج الضمان ببورتسودان، إن عملية التحول الرقمي عملية مستمرة وأن الدولة تتجه نحو الحكومة الالكترونية.
وقال جبريل :”بدأنا بالقطاع الحكومي وستتم العملية تدريجياً رغم الصعوبات وقطعنا أشواطاً وسنصل إلى نتائج سريعة”.
و كشف وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان جبريل إبراهيم ، عن مساعٍ حكومية لفتح أسواق جديدة لتصدير الذهب لدول قطر والسعودية ومصر وتركيا وعمان.
وأقر في المؤتمر التنويري الذي نظم بقاعة فندق الضمان ببورتسودان حول الوضع الاقتصادي الراهن، بأن 80% من الذهب تنتجه شركات القطاع الخاص، ومسؤولة عن تسويقه.
ولفت د. جبريل الى أن الحرب تسببت في عدم اكتمال مشروع البورصة، مؤكداً أن الدولة تسعى لتشجيع المستثمرين من خلال هذه الأسواق الجديدة.
واشار وزير المالية إلى أن الدولة وضعت يدها على كل المناجم التي كانت تديرها المليشيا وتقوم بتهريب الذهب من منجم سنغو بولاية جنوب دارفور.