الجزيرة:
2025-01-13@05:57:14 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

كارولينا الشمالية- يواجه الشباب المسلم في الغرب عامة، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، مجموعة من التحديات التي تتشكل من خلال هوياتهم الدينية والثقافية، والتي يمكن أن تؤثر على حياتهم الاجتماعية والأكاديمية. وتلعب المساجد دورا محوريا في تأطير الشباب وتوجيههم للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية إذ غالبا ما يكافح الشباب المسلم مع أسئلة الهوية أثناء محاولتهم موازنة تنشئتهم الإسلامية مع الثقافة الأميركية السائدة.

ويعتبر مركز الشباب المسلم التابع لمسجد "آيبيكس" في ولاية كارولينا الشمالية من الأمثلة المشرقة على النجاح في توفير فضاء آمن للشباب لتعلم دينهم في بيئة تفهم خلفياتهم الثقافية والدينية، إلى جانب ممارسة نشاطات رياضية وثقافية متنوعة.

أنشطة رياضة في مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس" بولاية كارولينا الشمالية (الجزيرة) من الفكرة إلى التنفيذ

يقول جواد مموني، المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس"، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، إن فكرة إنشاء مركز خاص للشباب المسلم ليست وليدة اللحظة، لكنها واجهت العديد من التحديات التي حالت دون تنفيذها في السابق. وأوضح أن الجالية المسلمة طالبت مرارا بتوفير مساحة مخصصة لأنشطة الشباب ضمن المسجد، الذي يضم أقساما متعددة للنساء والأطفال وكبار السن، بينما كان يفتقر إلى قسم خاص للشباب.

وأضاف جواد أن فكرة إنشاء المركز أخذت دفعة قوية عندما تعهد أحد أفراد الجالية، الذي انتقل مؤخرا من ولاية كاليفورنيا، بتوفير التمويل اللازم لانطلاق المشروع. ولاقت الفكرة استحسان إدارة المسجد والجالية على حد سواء. واسترجع جواد بداية العمل على المشروع قبل نحو عامين، حيث تم تحويل مبنى قديم كان يُستخدم كمخزن إلى المركز الجديد، بعد توفير التمويل اللازم والحصول على التراخيص المطلوبة من سلطات المدينة.

إعلان

وأشار جواد إلى أن الدعم الذي تلقاه المشروع لم يقتصر على التبرعات المادية فحسب، بل تعداه إلى العمل التطوعي من أفراد الجالية، الذين ساهموا بأوقاتهم وجهودهم. فقد شارك العديد منهم في أعمال مثل الطلاء والتنظيف، في حين تبرع آخرون بشراء المعدات والمواد اللازمة. ولم يقتصر الدعم المادي على الجالية المحلية في الولاية، بل امتد إلى مسلمين من ولايات أخرى، بما في ذلك كاليفورنيا، رغم بعد المسافة.

من جهته، أعرب عدنان، أحد أفراد الجالية الذين ساهموا في إنشاء المركز، عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيرا إلى أن المركز لا يوفر فقط فرصة للشباب لأداء الصلاة، بل يتيح لهم ممارسة أنشطة متعددة تثري حياتهم اليومية، وتعزز ارتباطهم بمسجدهم ومجتمعهم.

الأنشطة بالمركز الإسلامي تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي (الجزيرة) تربية وترفيه

وحول أنشطة المركز، أشار مموني في حديثه لـ"الجزيرة نت" إلى أن الأنشطة تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي. ففي الجانب التربوي، يتم تنظيم حلقة أسبوعية يديرها أحد الضيوف المتحدثين، حيث تُقدم الموعظة أو تُطرح أسئلة وأجوبة تتعلق بالجوانب الفقهية والدينية التي تهم الشباب. بالإضافة إلى ذلك، يُنظم المركز حملات لتوزيع المساعدات على المحتاجين من المسلمين وغيرهم بالتعاون مع صندوق الزكاة، حيث يكون للشباب دور محوري في إيصال هذه المساعدات لمستحقيها.

أما الجانب الترفيهي، فيشمل أنشطة متنوعة، من بينها تنظيم رحلات إلى المناطق الجبلية داخل الولاية، بالإضافة إلى الألعاب المتوفرة في المركز مثل كرة الطاولة والبلياردو والألعاب الفكرية. كما تُقام دورات رياضية في كرة القدم وكرة السلة وغيرها، مما يضفي أجواء من المرح ويعزز التواصل بين الشباب.

من جانبه، يصف محمد، البالغ من العمر (16 عاما)، المركز بأنه مكان رائع يتيح للشباب المسلمين، سواء من طلبة المرحلة الثانوية أو الجامعية، فرصة للقاء والاستمتاع بأوقاتهم، إضافة إلى تعلم الدين من خلال الأنشطة المتنوعة التي يوفرها المركز، سواء كانت داخلية أو خارجية، إلى جانب حلقات الموعظة الأسبوعية.

إعلان

ويوفر مركز الشباب المسلم بيئة آمنة تُراعي خلفيات الشباب الثقافية والدينية، حيث يمكنهم تعلم دينهم وتعزيز ارتباطهم به. كما يقدم تعليما دينيا وإرشادا من متخصصين، مما يساعدهم على بناء هوية إسلامية قوية ومتوازنة.

بين الحفاظ على الهوية والاندماج

وعن التحديات التي يواجهها الشباب المسلم في المجتمع الأميركي، يقول جواد مموني إن أكبر تحد هو الحفاظ على الهوية الإسلامية، "فعندما ينشأ الشاب المسلم في مجتمع غير مسلم يكون أكبر تحد له هو فرض هويته، ووجود مركز يجمع الشباب المسلم من شأنه أن يحفزه أكثر على الحفاظ على هويته دون التخلي عن دوره كعنصر إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه. وبالتالي يتولد لديه الشعور بالفخر بكونه مسلما وأميركيا في ذات الوقت".

‪جواد مموني المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد آيبيكس (الجزيرة)

ويضيف جواد أنه يمكن التوفيق بين الحفاظ على الهوية الإسلامية والاندماج في المجتمع الأميركي بالنسبة للشباب."فأغلب الشباب يرتادون المدارس العمومية ويتشبعون بالمناهج التعليمية الأميركية، ومركز الشباب يحاول لعب دور المؤطر للشباب لحمايتهم من المظاهر السلبية في المجتمع". ويؤكد أن كثيرا من الآباء يفضلون أن يأتي الأبناء للمركز قريبا من المسجد على أن يرتادوا أماكن أخرى غير آمنة.

ويشاطره عدنان الرأي، مؤكدا أن المركز يحاول تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والترفيهي. إلى جانب الحفاظ على هوية الشباب المسلم في المجتمع الأميركي الذي يعتبر فيه المسلمون أقلية. وهو كذلك وسيلة تواصل مع غير المسلمين لإبراز الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين خاصة الشباب المسلم بعيدا عن الصورة النمطية التي يبثها الإعلام. إلى جانب تشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي ليكونوا عنصرا إيجابيا في المجتمع، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحفاظ على فی المجتمع المسلم فی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

لجنة الشباب تحتفل بتخريج الدفعة الثانية من المتدربين في دبلومة إدارة المشروعات الاحترافية PMP ضمن مبادرة "من الشباب للشباب"

نظمت لجنة الشباب والتواصل الطلابي بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة المهندس محمد الواضح، احتفالية لتخريج الدفعة الثانية من المهندسين المتدربين في دبلومة إدارة المشروعات الاحترافية (PMP). يأتي هذا الحدث ضمن مبادرة "من الشباب للشباب"، وبحضور المهندس الاستشاري أحمد السيد، المحاضر الدولي المعتمد، الذي قدّم الدورة تطوعًا، والمهندس أحمد سعداوي، وكيل اللجنة، والمهندس محمد الحسيني، مقرر مساعد اللجنة، بحضور المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، والمهندس محمود عرفات، أمين عام النقابة، والمهندس كريم الكسار، الأمين العام المساعد.

في كلمته، هنأ المهندس طارق النبراوي المتدربين، مشيرًا إلى أن التدريب يمثل ركيزة أساسية لاستكمال التعليم الهندسي، وهو ما تسعى النقابة إلى تعزيزه رغم التحديات. وأكد على أهمية تأهيل المهندسين علميًا وعمليًا، مشددًا على التزام النقابة بمبادرة تدريب 10 آلاف مهندس على إدارة المشروعات الاحترافية (PMP). كما أعرب عن شكره للمهندس الاستشاري أحمد السيد لدوره التطوعي في دعم المهندسين.

من جانبه، أشار المهندس محمود عرفات إلى أهمية التدريب في إعداد مهندس كفء يلبي متطلبات سوق العمل المصري والعربي. وأشاد بالتعاون بين شُعب ولجان النقابة لدعم ملف التدريب، مؤكدًا أن الإقبال الكبير على الدبلومة يعكس وعي المهندسين بأهمية التطوير المهني.

كما أعرب المهندس كريم الكسار عن فخره بجهود النقابة في تأهيل أعضائها، معتبرًا أن تدريب 10 آلاف مهندس سيكون إنجازًا غير مسبوق خلال عام 2025.

بدوره، أوضح المهندس محمد الواضح أن مبادرة "من الشباب للشباب" تهدف إلى تأهيل المهندسين لسوق العمل. وأشار إلى أن العدد الكبير من المتقدمين للتدريب، والذي تجاوز 4 آلاف مهندس، يعكس نجاح المبادرة، ودعم هيئة مكتب النقابة ومجلسها الأعلى.

في ختام الاحتفالية، أعرب المهندس الاستشاري أحمد السيد عن سعادته بالتفاعل الكبير من المتدربين خلال الدورة، مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة لإثراء سوق العمل وتحسين فرص المهندسين.

شهد الحفل تكريم المحاضر الدولي أحمد السيد بدرع تقديري لمساهمته التطوعية، وتوزيع شهادات اجتياز الدورة على المتدربين، وسط أجواء من الفخر والإنجاز.

 

1000274184 1000274182 1000274180 1000274176 1000274178

مقالات مشابهة

  • لجنة الشباب تحتفل بتخريج الدفعة الثانية من المتدربين في دبلومة إدارة المشروعات الاحترافية PMP ضمن مبادرة "من الشباب للشباب"
  • مدير «تعليم المنيا»: توفير بيئة آمنة للطلاب خلال امتحانات الفصل الأول
  • بوفد يضم 155 شابًا وفتاة.. قطار الشباب يصل المركز الثقافي الإفريقي بأسوان
  • فرص عمل بشركتي صناعات غذائية ومستحضرات تجميل.. الشروط والمميزات
  • ختام الأسبوع الثقافي المكثف للشباب بالشلاتين
  • النصر يخسر مواجهة الشباب برباعية
  • فصور الثقافة تختتم الأسبوع المكثف للشباب في الشلاتين بحضور وزير الأوقاف
  • ملخص أهداف مباراة الأهلي والشباب في دوري روشن السعودي
  • فرصة ذهبية للشباب.. وظائف جديدة بمرتبات مجزية| تفاصيل
  • المركز الثقافي الأفريقي بأسوان يواصل استقبال رحلات قطار الشباب