الجزيرة:
2025-03-16@01:12:27 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

كارولينا الشمالية- يواجه الشباب المسلم في الغرب عامة، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، مجموعة من التحديات التي تتشكل من خلال هوياتهم الدينية والثقافية، والتي يمكن أن تؤثر على حياتهم الاجتماعية والأكاديمية. وتلعب المساجد دورا محوريا في تأطير الشباب وتوجيههم للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية إذ غالبا ما يكافح الشباب المسلم مع أسئلة الهوية أثناء محاولتهم موازنة تنشئتهم الإسلامية مع الثقافة الأميركية السائدة.

ويعتبر مركز الشباب المسلم التابع لمسجد "آيبيكس" في ولاية كارولينا الشمالية من الأمثلة المشرقة على النجاح في توفير فضاء آمن للشباب لتعلم دينهم في بيئة تفهم خلفياتهم الثقافية والدينية، إلى جانب ممارسة نشاطات رياضية وثقافية متنوعة.

أنشطة رياضة في مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس" بولاية كارولينا الشمالية (الجزيرة) من الفكرة إلى التنفيذ

يقول جواد مموني، المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس"، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، إن فكرة إنشاء مركز خاص للشباب المسلم ليست وليدة اللحظة، لكنها واجهت العديد من التحديات التي حالت دون تنفيذها في السابق. وأوضح أن الجالية المسلمة طالبت مرارا بتوفير مساحة مخصصة لأنشطة الشباب ضمن المسجد، الذي يضم أقساما متعددة للنساء والأطفال وكبار السن، بينما كان يفتقر إلى قسم خاص للشباب.

وأضاف جواد أن فكرة إنشاء المركز أخذت دفعة قوية عندما تعهد أحد أفراد الجالية، الذي انتقل مؤخرا من ولاية كاليفورنيا، بتوفير التمويل اللازم لانطلاق المشروع. ولاقت الفكرة استحسان إدارة المسجد والجالية على حد سواء. واسترجع جواد بداية العمل على المشروع قبل نحو عامين، حيث تم تحويل مبنى قديم كان يُستخدم كمخزن إلى المركز الجديد، بعد توفير التمويل اللازم والحصول على التراخيص المطلوبة من سلطات المدينة.

إعلان

وأشار جواد إلى أن الدعم الذي تلقاه المشروع لم يقتصر على التبرعات المادية فحسب، بل تعداه إلى العمل التطوعي من أفراد الجالية، الذين ساهموا بأوقاتهم وجهودهم. فقد شارك العديد منهم في أعمال مثل الطلاء والتنظيف، في حين تبرع آخرون بشراء المعدات والمواد اللازمة. ولم يقتصر الدعم المادي على الجالية المحلية في الولاية، بل امتد إلى مسلمين من ولايات أخرى، بما في ذلك كاليفورنيا، رغم بعد المسافة.

من جهته، أعرب عدنان، أحد أفراد الجالية الذين ساهموا في إنشاء المركز، عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيرا إلى أن المركز لا يوفر فقط فرصة للشباب لأداء الصلاة، بل يتيح لهم ممارسة أنشطة متعددة تثري حياتهم اليومية، وتعزز ارتباطهم بمسجدهم ومجتمعهم.

الأنشطة بالمركز الإسلامي تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي (الجزيرة) تربية وترفيه

وحول أنشطة المركز، أشار مموني في حديثه لـ"الجزيرة نت" إلى أن الأنشطة تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي. ففي الجانب التربوي، يتم تنظيم حلقة أسبوعية يديرها أحد الضيوف المتحدثين، حيث تُقدم الموعظة أو تُطرح أسئلة وأجوبة تتعلق بالجوانب الفقهية والدينية التي تهم الشباب. بالإضافة إلى ذلك، يُنظم المركز حملات لتوزيع المساعدات على المحتاجين من المسلمين وغيرهم بالتعاون مع صندوق الزكاة، حيث يكون للشباب دور محوري في إيصال هذه المساعدات لمستحقيها.

أما الجانب الترفيهي، فيشمل أنشطة متنوعة، من بينها تنظيم رحلات إلى المناطق الجبلية داخل الولاية، بالإضافة إلى الألعاب المتوفرة في المركز مثل كرة الطاولة والبلياردو والألعاب الفكرية. كما تُقام دورات رياضية في كرة القدم وكرة السلة وغيرها، مما يضفي أجواء من المرح ويعزز التواصل بين الشباب.

من جانبه، يصف محمد، البالغ من العمر (16 عاما)، المركز بأنه مكان رائع يتيح للشباب المسلمين، سواء من طلبة المرحلة الثانوية أو الجامعية، فرصة للقاء والاستمتاع بأوقاتهم، إضافة إلى تعلم الدين من خلال الأنشطة المتنوعة التي يوفرها المركز، سواء كانت داخلية أو خارجية، إلى جانب حلقات الموعظة الأسبوعية.

إعلان

ويوفر مركز الشباب المسلم بيئة آمنة تُراعي خلفيات الشباب الثقافية والدينية، حيث يمكنهم تعلم دينهم وتعزيز ارتباطهم به. كما يقدم تعليما دينيا وإرشادا من متخصصين، مما يساعدهم على بناء هوية إسلامية قوية ومتوازنة.

بين الحفاظ على الهوية والاندماج

وعن التحديات التي يواجهها الشباب المسلم في المجتمع الأميركي، يقول جواد مموني إن أكبر تحد هو الحفاظ على الهوية الإسلامية، "فعندما ينشأ الشاب المسلم في مجتمع غير مسلم يكون أكبر تحد له هو فرض هويته، ووجود مركز يجمع الشباب المسلم من شأنه أن يحفزه أكثر على الحفاظ على هويته دون التخلي عن دوره كعنصر إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه. وبالتالي يتولد لديه الشعور بالفخر بكونه مسلما وأميركيا في ذات الوقت".

‪جواد مموني المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد آيبيكس (الجزيرة)

ويضيف جواد أنه يمكن التوفيق بين الحفاظ على الهوية الإسلامية والاندماج في المجتمع الأميركي بالنسبة للشباب."فأغلب الشباب يرتادون المدارس العمومية ويتشبعون بالمناهج التعليمية الأميركية، ومركز الشباب يحاول لعب دور المؤطر للشباب لحمايتهم من المظاهر السلبية في المجتمع". ويؤكد أن كثيرا من الآباء يفضلون أن يأتي الأبناء للمركز قريبا من المسجد على أن يرتادوا أماكن أخرى غير آمنة.

ويشاطره عدنان الرأي، مؤكدا أن المركز يحاول تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والترفيهي. إلى جانب الحفاظ على هوية الشباب المسلم في المجتمع الأميركي الذي يعتبر فيه المسلمون أقلية. وهو كذلك وسيلة تواصل مع غير المسلمين لإبراز الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين خاصة الشباب المسلم بعيدا عن الصورة النمطية التي يبثها الإعلام. إلى جانب تشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي ليكونوا عنصرا إيجابيا في المجتمع، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحفاظ على فی المجتمع المسلم فی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

وزارة الشباب تُطلق فعاليات مخيم «بصائر الأمل» للخطباء والأئمة بمدينة بني وليد

في إطار جهود وزارة الشباب في حكومة الوحدة الوطنية، لتعزيز الوعي الديني والثقافي لدى الشباب، افتتحت الوكالة الوطنية للجهود التطوعية للشباب، فعاليات مخيم “بصائر الأمل” للخطباء والوعاظ والأئمة الشباب، بمدينة بني وليد.

وحضر حفل الافتتاح، “وزير الشباب فتح الله الزني، إلى جانب حضور لافت من أعضاء المجلس البلدي، وحكماء ومشائخ المدينة، والمدير التنفيذي للوكالة الوطنية للجهود التطوعية للشباب، ورئيس اللجنة المركزية لإنتخابات المجالس المحلية للشباب، وعدد من مديري إدارات ومكاتب ديوان الوزارة، ورؤساء المجالس المحلية للشباب ببلديتي بني وليد والمردوم، ومدير مركز رعاية شباب بني وليد”.

وفي كلمته، أشاد المدير التنفيذي للوكالة الوطنية للجهود التطوعية للشباب، “بالدعم المستمر الذي تقدمه وزارة الشباب بحكومة الوحدة الوطنية، وبالتوجيهات السديدة للوزير التي أثمرت عن استمرارية تنفيذ البرامج والمخيمات التي تهدف إلى توعية الأوساط الشبابية وصقل مهاراتهم في الخطابة والوعظ الديني”.

من جانبه، ثمّن الوزير، “جهود مدينة بني وليد وإسهامها الأصيل في دعم شبابها المتميزين من طلبة العلم الشرعي والأئمة والوعاظ من شباب الخلاوي”.

كما أعرب عن “دعواته بأن يمنّ الله تعالى بالصحة والسلامة على السيد عادل جمعة، أحد أبرز أبناء المدينة والداعم المخلص للقطاع الشبابي ووزارة الشباب منذ تأسيسها”.

وتطرق في كلمته إلى “قرار دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس عبدالحميد الدبيبة، بإنشاء المركز الوطني لشباب مدارس بصائر الأمل وشبيبة الخلاوي من حفظة القرآن الكريم”

وأشاد “بهذه الخطوة الكبيرة التي تهدف إلى تحصين الشباب من مخاطر التطرف والانحراف، وتعزيز القيم الإسلامية الوسطية، بما يسهم في بناء أجيال واعية ومؤمنة بمبادئ الدين الحنيف”.

مقالات مشابهة

  • تكريم فريق مدرسة الجيل المسلم بنين بطنطا لحصوله على المركز الأول الجمهوري
  • أسباب زيادة الموت المفاجئ للشباب تحت سن 35…جمال شعبان يوضح
  • اتحاد اليد ينظم رحلة ترفيهية للمنتخب الألماني للشباب لزيارة الأهرامات
  • رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة: على المسلم مجاهدة نفسه على طريق الحق
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة
  • صور.. مراكز ضيافة الأطفال بيئة آمنة وممتعة لأبناء زائري المسجد النبوي
  • النيادي: ملتزمون ببناء بيئة تدعم طاقات الشباب
  • قيادي بحزب العدل: العمل المهني ركيزة أساسية لخلق بيئة اقتصادية مستدامة
  • وزارة الشباب تُطلق فعاليات مخيم «بصائر الأمل» للخطباء والأئمة بمدينة بني وليد
  • منتخب الشباب يستعد لمعسكر قطر الدولي تحضيرًا لأمم إفريقيا