الجزيرة:
2025-05-03@04:26:11 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

مساجد أميركا بيئة آمنة لاحتواء الشباب

كارولينا الشمالية- يواجه الشباب المسلم في الغرب عامة، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، مجموعة من التحديات التي تتشكل من خلال هوياتهم الدينية والثقافية، والتي يمكن أن تؤثر على حياتهم الاجتماعية والأكاديمية. وتلعب المساجد دورا محوريا في تأطير الشباب وتوجيههم للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية إذ غالبا ما يكافح الشباب المسلم مع أسئلة الهوية أثناء محاولتهم موازنة تنشئتهم الإسلامية مع الثقافة الأميركية السائدة.

ويعتبر مركز الشباب المسلم التابع لمسجد "آيبيكس" في ولاية كارولينا الشمالية من الأمثلة المشرقة على النجاح في توفير فضاء آمن للشباب لتعلم دينهم في بيئة تفهم خلفياتهم الثقافية والدينية، إلى جانب ممارسة نشاطات رياضية وثقافية متنوعة.

أنشطة رياضة في مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس" بولاية كارولينا الشمالية (الجزيرة) من الفكرة إلى التنفيذ

يقول جواد مموني، المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد "آيبيكس"، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، إن فكرة إنشاء مركز خاص للشباب المسلم ليست وليدة اللحظة، لكنها واجهت العديد من التحديات التي حالت دون تنفيذها في السابق. وأوضح أن الجالية المسلمة طالبت مرارا بتوفير مساحة مخصصة لأنشطة الشباب ضمن المسجد، الذي يضم أقساما متعددة للنساء والأطفال وكبار السن، بينما كان يفتقر إلى قسم خاص للشباب.

وأضاف جواد أن فكرة إنشاء المركز أخذت دفعة قوية عندما تعهد أحد أفراد الجالية، الذي انتقل مؤخرا من ولاية كاليفورنيا، بتوفير التمويل اللازم لانطلاق المشروع. ولاقت الفكرة استحسان إدارة المسجد والجالية على حد سواء. واسترجع جواد بداية العمل على المشروع قبل نحو عامين، حيث تم تحويل مبنى قديم كان يُستخدم كمخزن إلى المركز الجديد، بعد توفير التمويل اللازم والحصول على التراخيص المطلوبة من سلطات المدينة.

إعلان

وأشار جواد إلى أن الدعم الذي تلقاه المشروع لم يقتصر على التبرعات المادية فحسب، بل تعداه إلى العمل التطوعي من أفراد الجالية، الذين ساهموا بأوقاتهم وجهودهم. فقد شارك العديد منهم في أعمال مثل الطلاء والتنظيف، في حين تبرع آخرون بشراء المعدات والمواد اللازمة. ولم يقتصر الدعم المادي على الجالية المحلية في الولاية، بل امتد إلى مسلمين من ولايات أخرى، بما في ذلك كاليفورنيا، رغم بعد المسافة.

من جهته، أعرب عدنان، أحد أفراد الجالية الذين ساهموا في إنشاء المركز، عن سعادته بهذا الإنجاز، مشيرا إلى أن المركز لا يوفر فقط فرصة للشباب لأداء الصلاة، بل يتيح لهم ممارسة أنشطة متعددة تثري حياتهم اليومية، وتعزز ارتباطهم بمسجدهم ومجتمعهم.

الأنشطة بالمركز الإسلامي تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي (الجزيرة) تربية وترفيه

وحول أنشطة المركز، أشار مموني في حديثه لـ"الجزيرة نت" إلى أن الأنشطة تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي. ففي الجانب التربوي، يتم تنظيم حلقة أسبوعية يديرها أحد الضيوف المتحدثين، حيث تُقدم الموعظة أو تُطرح أسئلة وأجوبة تتعلق بالجوانب الفقهية والدينية التي تهم الشباب. بالإضافة إلى ذلك، يُنظم المركز حملات لتوزيع المساعدات على المحتاجين من المسلمين وغيرهم بالتعاون مع صندوق الزكاة، حيث يكون للشباب دور محوري في إيصال هذه المساعدات لمستحقيها.

أما الجانب الترفيهي، فيشمل أنشطة متنوعة، من بينها تنظيم رحلات إلى المناطق الجبلية داخل الولاية، بالإضافة إلى الألعاب المتوفرة في المركز مثل كرة الطاولة والبلياردو والألعاب الفكرية. كما تُقام دورات رياضية في كرة القدم وكرة السلة وغيرها، مما يضفي أجواء من المرح ويعزز التواصل بين الشباب.

من جانبه، يصف محمد، البالغ من العمر (16 عاما)، المركز بأنه مكان رائع يتيح للشباب المسلمين، سواء من طلبة المرحلة الثانوية أو الجامعية، فرصة للقاء والاستمتاع بأوقاتهم، إضافة إلى تعلم الدين من خلال الأنشطة المتنوعة التي يوفرها المركز، سواء كانت داخلية أو خارجية، إلى جانب حلقات الموعظة الأسبوعية.

إعلان

ويوفر مركز الشباب المسلم بيئة آمنة تُراعي خلفيات الشباب الثقافية والدينية، حيث يمكنهم تعلم دينهم وتعزيز ارتباطهم به. كما يقدم تعليما دينيا وإرشادا من متخصصين، مما يساعدهم على بناء هوية إسلامية قوية ومتوازنة.

بين الحفاظ على الهوية والاندماج

وعن التحديات التي يواجهها الشباب المسلم في المجتمع الأميركي، يقول جواد مموني إن أكبر تحد هو الحفاظ على الهوية الإسلامية، "فعندما ينشأ الشاب المسلم في مجتمع غير مسلم يكون أكبر تحد له هو فرض هويته، ووجود مركز يجمع الشباب المسلم من شأنه أن يحفزه أكثر على الحفاظ على هويته دون التخلي عن دوره كعنصر إيجابي في المجتمع الذي يعيش فيه. وبالتالي يتولد لديه الشعور بالفخر بكونه مسلما وأميركيا في ذات الوقت".

‪جواد مموني المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد آيبيكس (الجزيرة)

ويضيف جواد أنه يمكن التوفيق بين الحفاظ على الهوية الإسلامية والاندماج في المجتمع الأميركي بالنسبة للشباب."فأغلب الشباب يرتادون المدارس العمومية ويتشبعون بالمناهج التعليمية الأميركية، ومركز الشباب يحاول لعب دور المؤطر للشباب لحمايتهم من المظاهر السلبية في المجتمع". ويؤكد أن كثيرا من الآباء يفضلون أن يأتي الأبناء للمركز قريبا من المسجد على أن يرتادوا أماكن أخرى غير آمنة.

ويشاطره عدنان الرأي، مؤكدا أن المركز يحاول تحقيق التوازن بين الجانب الروحي والترفيهي. إلى جانب الحفاظ على هوية الشباب المسلم في المجتمع الأميركي الذي يعتبر فيه المسلمون أقلية. وهو كذلك وسيلة تواصل مع غير المسلمين لإبراز الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين خاصة الشباب المسلم بعيدا عن الصورة النمطية التي يبثها الإعلام. إلى جانب تشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي ليكونوا عنصرا إيجابيا في المجتمع، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحفاظ على فی المجتمع المسلم فی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

لطيفة: "ياللي مروح" صرخة من القلب ضد الهجرة غير الشرعية ورسالة توعية للشباب العربي

عبّرت النجمة التونسية والعربية لطيفة لطيفة عن اعتزازها بأغنية “ياللي مروح”، قائلة في تصريحات صحفية لها إنها "أحبت الفكرة من أول لحظة"، لأن الأغنية تخاطب الشباب في مختلف الدول العربية، في ظل تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما تخلّفه من قصص مأساوية، مشددة على أنها أرادت توصيل رسالة توعية فنية وإنسانية من خلال صوتها.

وأضافت لطيفة: "نسمع ونقرأ يوميًا عن شباب يلقون بأنفسهم في البحار بحثًا عن فرصة أو حلم، لكنهم لا يدركون كم هو مؤلم هذا الطريق، لذلك تحمّست لتقديم هذه الأغنية كصرخة ونداء من القلب".

تفاصيل أغنية “ياللي مروح”

 

أغنية "ياللي مروح" طرحتها لطيفة أمس عبر قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، وتهدف من خلالها إلى توعية الشباب العربي بمخاطر الهجرة غير الشرعية، ولاقت الأغنية تفاعلًا واسعًا وإشادات كبيرة فور صدورها.

صناع أغنية "ياللي مروح"

 

أغنية "ياللي مروح" من كلمات ياسين حمزاوي، ألحان وتوزيع أمين قلسي، ميكس وماستر ياسر أنور، والكليب من إخراج فارس لفيف، وتتناول كلماتها واقع الشباب الذين يغامرون بحياتهم في رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر، تقول فيها:
ياللي مروح.. سلم ع اللي ماسي ما روح
قوله يروح.. وحداني في الغربة ملوّح
يا اللّي ماشي.. سلّم ع اللّي مشى ماجاشي
ما نبراشي.. من بعدو ها الڨلب يطوّح

تصريحات لطيفة

 

جائزة أفضل ألبوم لعام 2024

 

الجدير بالذكر أن لطيفة تواصل نجاحاتها الفنية والإنسانية، إذ حصدت مؤخرًا جائزة أفضل ألبوم لعام 2024 عن "مفيش ممنوع"، وشاركت في النسخة الأولى من "بيلبورد أرابيا" بالرياض، إلى جانب تكريمها من النقابة التونسية للمهن الموسيقية خلال تواجدها في القاهرة.

مقالات مشابهة

  • تخجل من البطالة؟ مكاتب وهمية في الصين تتيح للشباب التظاهر بالعمل خوفاً من المجتمع
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • «هيئة الشباب» تؤكد حرصها على تمكين الشباب الكويتي في القيادة وريادة الأعمال عبر ملتقيات وبرامج متخصصة
  • منتخب مصر للشباب يتقدم على سيراليون في الشوط الأول
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • وزير التربية والتعليم‏ يؤكد أهمية تعزيز بيئة مدرسية آمنة تدعم السلم الأهلي
  • اجتماع في عدن يناقش مسودة الخطة الوطنية للشباب (تمكين)
  • لطيفة: "ياللي مروح" صرخة من القلب ضد الهجرة غير الشرعية ورسالة توعية للشباب العربي
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم