الجزيرة:
2025-03-20@10:26:22 GMT

زيادة الرواتب بنسبة 100%.. هل تؤثر على واقع السوريين؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

زيادة الرواتب بنسبة 100%.. هل تؤثر على واقع السوريين؟

دمشق – أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد -أمس الأربعاء- قرارات بزيادة الرواتب والأجور بنسبة 100% لكل العاملين في الدولة من مدنيين وعسكريين، ومنح أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين زيادة قدرها 100%.

وبالتزامن مع هذه الزيادة رفعت حكومة النظام أسعار المحروقات والمشتقات النفطية بنسب متفاوتة تصل أعلاها إلى نحو 150%، فارتفع سعر لتر البنزين المدعوم (90 أوكتان) إلى 8 آلاف ليرة بدلا من 3 آلاف، وسعر لتر البنزين "95 أوكتان" إلى 13 ألفا و500 ليرة بدلا من 10 آلاف، وسعر لتر المازوت المدعوم إلى ألفي ليرة بدلا من 700 ليرة، وسعر لتر المازوت الحر للقطاع الصناعي إلى 11 ألفا و550 ليرة بدلا من 5 آلاف و400 ليرة.

وأدى هذا القرار الحكومي إلى إشعال غضب أصحاب وسائل النقل العامة الذين أعلنوا إضرابات في عدد من المحافظات السورية، ممتنعين عن نقل الركّاب إلى وجهاتهم.

وتشهد الليرة السورية، منذ مطلع العام الجاري، انهيارا متسارعا في قيمتها تخطى معه سعر صرف الدولار حاجز 15 ألف ليرة للمرة الأولى مساء أمس الأربعاء.

زيادة شكلية

واستقبل سوريون خبر زيادة الرواتب بالتزامن مع ارتفاع أسعار المحروقات بالسخرية حينا والسخط أحيانا مشيرين في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم جدوى هذه الزيادة في ظل الارتفاع الكبير والمتسارع الذي تشهده أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.

ودوّن مجد محمد على صفحته في فيسبوك موجها حديثه للجهات المسؤولة "ألغوا زيادة الرواتب وخذوا الراتب كله، وبالمقابل ألغوا قرارات مبارح (أمس)، أساسا نحن اقتنعنا أننا لا نستحق العيش".

واستشرف المستشار الاقتصادي السوري أسامة القاضي، على صفحته الشخصية في فيسبوك، حدوث تضخم جديد بالتزامن مع قرار الحكومة رفع أسعار مادتي المازوت والبنزين، وأشار القاضي إلى تراجع قيمة الموازنة العامة السورية لعام 2023 من 2.7 مليار دولار إلى مليار دولار بالتزامن مع رفع أجور العاملين 100%.

 

ويقول جعفر (38 عاما)، موظف في القطاع العام في دمشق، للجزيرة نت "راتبي قبل الزيادة 175 ألف ليرة والآن أصبح بعد الزيادة 350 ألفا (22 دولارا)، ولكن قبل شهور قليلة كنت أشتري كيلو البن بـ40 ألف ليرة أما اليوم فأصبح بـ100 ألف ليرة، وإيجار منزلي كان بـ200 ألف ليرة والشهر الماضي ارتفع إلى 450 ألفا".

ويضيف "هذه الزيادة شكلية وفي الواقع غير ملموسة، فنحن 3 أفراد في المنزل وتكلفة أبسط وجبة خالية من اللحوم لا تقل عن 40 ألف ليرة (2.5 دولارا)، وإذا قلنا إننا سنكتفي بوجبتين في اليوم فقط وضربنا ثمن هاتين الوجبتين بعدد أيام الشهر لكان الحاصل مليونان و400 ألف ليرة (154 دولارا)، فكيف يمكنني دفع إيجار منزلي وإطعام أسرتي بعد هذه الزيادة؟".

وارتفع متوسط تكاليف معيشة الأسرة السورية في مناطق سيطرة النظام شهريا، في مارس/آذار الماضي، إلى 6.5 ملايين ليرة وفقا لـ"مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة".

ويعاني السوريون اليوم من أزمة معيشية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب وبداية الأزمة الاقتصادية في البلاد قبل 12 عاما، ويعيش 90% منهم تحت خط الفقر منذ عام 2021 وفق برنامج الأغذية العالمي.

رفع الرواتب والأجور رافقه ارتفاع في أسعار المحروقات والغذاء (الجزيرة) مسرحية رفع الرواتب والأجور

ويرى الخبير الاقتصادي السوري وسام أبو حسون أن زيادة الرواتب والأجور لا تعدو أن تكون "مسرحية هزلية في ظل النظام السوري الذي هو في الأساس نظام طبقي تغيب عنه آليات التنسيق ما بين السياستين المالية والنقدية، فتصبح زيادة الرواتب أداة لامتصاص الغضب الشعبي، فالزيادة الأخيرة في الرواتب هي زيادة في كمية النقد المتداول فقط، والتي سينتج عنها تضخمية ارتدادية نتيجة لازدياد الطلب المترافق مع زيادة الرواتب وعدم وجود أي مرونة مقابلة في العرض السلعي والخدمي، وبالتالي تهالك جديد في القوة الشرائية لليرة السورية".

أما عن دلالة تزامن صدور مرسوم زيادة الرواتب مع قرار حكومة النظام رفع أسعار المحروقات والمشتقات النفطية؛ فيقول أبو حسون للجزيرة نت "إن هذا التزامن يدل على نية النظام في الانتقال إلى سياسة تحرير السوق، وبالتالي تحرير الدولة من آخر التزاماتها تجاه الشريحة الأوسع من السوريين، لا سيما مع إلغاء الدعم نهائيا، واقتصار السياسة المالية على خدمة الطبقة السائدة فقط من رجالات النظام والتجار".

واستبعد الخبير الاقتصادي أن تكون هذه الزيادة كفيلة بتغطية التضخم "لأنها لا تعالج أسباب المشكلة، ولأن أدوات السياسة النقدية المتمثلة بسعر الفائدة وسعر الصرف لم تعد قادرة على ضبط السوق السورية، فسعر الصرف الذي يعتمد بشكل أساسي على الميزان التجاري وقيمة الصادرات -التي ترفع من احتياطيات المصرف المركزي- أصبح منهارا تحت ضغوط العقوبات الاقتصادية والدمار الذي لحق بالقدرة الإنتاجية، وأما سعر الفائدة فإنه مهما تم رفعه فهو لن يكون جذابا لامتصاص أي كتل نقدية من التداول، لأن قيمة الفائدة سوف تتآكل بنسب التضخم العالية".

وعن قدرة النظام على تأمين هذه الزيادة في الرواتب في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد، يقول أبو حسون "الزيادة بصيغتها الحالية لا تتطلب الدعم المالي الخارجي لأنها زيادة غير حقيقية ولا تتحمل عبئها موازنة الدولة التي كانت قد مولت هذا الإنفاق من خلال شطب إنفاق آخر وهو دعم المحروقات، فكل ما يتطلبه الأمر هو فقط ضخ كمية من الليرات السورية المكدّسة في خزائن المصرف المركزي وترك مستوى الأسعار يتوازن عند مستوى أعلى".

مواصلات النقل العام في عدد من المحافظات شهدت ازدحاما شديدا نتيجة إضراب السائقين (مواقع التواصل الاجتماعي) إضراب وارتباك في المواصلات

وشهدت مواقف النقل العام في عدد من المحافظات في مناطق سيطرة النظام -أمس الأربعاء- ازدحاما شديدا نتيجة إضراب لسائقي عدد من وسائل النقل العام بعد قرار حكومة النظام رفع أسعار مادتي المازوت والبنزين.

وتداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تبين الازدحام وارتباك حركة الناس والطلاب في عدد من المواقف العامة في البلاد.

وأعلنت جامعة دمشق (فرع السويداء)، في منشور على صفحتها في فيسبوك، عن تأجيل امتحانات أمس الأربعاء إلى الأحد القادم.

وبحسب وكالة نورث برس المحلية فإن هذا التأجيل جاء على خلفية شكاوى الطلاب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مبنى الجامعة بسبب تعطل حركة السير في المحافظة على خلفية الإضراب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الرواتب والأجور أسعار المحروقات زیادة الرواتب أمس الأربعاء النقل العام هذه الزیادة فی عدد من ألف لیرة

إقرأ أيضاً:

أهالي درعا في الذكرى الـ 14 لانطلاقها: الثورة السورية ميلاد كرامتنا وفجر حريتنا

درعا-سانا

“14 عاماً مضت على انطلاقة الثورة السورية التي تمثل مجدنا وميلاد كرامتنا.. لم نكل فيها ولم نتعب، رغم إجرام النظام البائد والقتل والتهجير والتدمير والاعتقال ظنّاً منه أننا سنستكين ونرضخ، لكننا لم نهدأ حتى سقوطه وبزوغ فجر الحرية على سوريا.. كان ذلك حلماً وتحقق”، بهذه الكلمات يختصر الشيخ أحمد القسيم أحد وجهاء مدينة بصرى الشام بريف درعا لمراسل سانا سنوات الثورة الطويلة، التي لم يغب الإيمان بنصرها للحظة.

فيما تحدثت مريم الحمد عن اعتقالها في سجون النظام البائد، مؤكدة أن كل أنواع العذاب التي قاستها كانت تزيد من إصرارها على استمرارية الثورة ومن إيمانها المطلق بانتصارها.

وقالت الحمد: استمر اعتقالي تسعة أشهر، ولحظة خروجي سألني المحقق ماذا ستفعلين وهل أنت نادمة، فأجبته بكل عنفوان المرأة السورية الحرة “سأروي للناس عن حقدكم ووحشيتكم، وسأبث روح الثورة من جديد في أبنائي، ما ندمنا ولن نفعل لأن هذه الثورة قامت لتحصيل الحق ورفع الظلم وإقامة العدل ونيل الحرية”.

حياة المقداد وهي زوجة شهيد وأم لثلاثة شهداء، بينت أن شرارة الثورة المباركة انطلقت من درعا في الـ ١٨ من آذار، حيث قدمت أول شهيدين على ثرى حوران، هما محمود جوابرة وحسام عياش وعمت إثر ذلك أرجاء سوريا، وأشعلت ساحاتها وحواريها بهتاف الحرية وبأهازيج وشعارات تؤكد تلاحم السوريين الأحرار للخلاص من النظام المجرم مثل “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” و”يا درعا حنا معاكي للموت”، وقالت: “رغم سنوات الثورة الطويلة لم يكن عندي أدنى شك أنها ستنتصر”.

فيما استذكر فهد سالم تصريح وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني “سنبقى مدينين لصرخة الحرية الأولى التي انطلقت من درعا مهد الثورة في آذار”، مؤكداً أن أهالي درعا وعموم الشعب السوري يثقون بالسيد الرئيس أحمد الشرع وسيبذلون كل ما بوسعهم لبناء سوريا المستقبل، وقال: “الفرق كبير بين قائد نخاف عليه ويخاف الله فينا، وجزارٍ نخاف منه ولا يخاف الله”.

وأشار سالم إلى أن التاريخ يثبت أن كل ثورة حقيقية سوف تنتصر، والثورة السورية انتصرت بأبنائها وبما قدموه من تضحيات ودماء زكية من أجل أن تحيا الأجيال القادمة حرة أبية.

أما أسامة الحوشان فتحدث عن مشاركته في محاولة فك الحصار الذي فرضه النظام على درعا وأطفالها، وبين كيف قوبل الناس العزل بالرصاص في مجزرة صيدا التي ذهب ضحيتها العشرات، مشيرا إلى أن لفظ كلمة درعا كان تهمة لا فكاك منها عند المرور من حواجز قوات النظام التي كانت تسـأل دوما سؤالها التقليدي من أين أنت؟ لتنطلق بعدها رحلة من العذاب غالبا ما تنتهي في الاحتجاز بمعتقلاته، ليذوق المعتقلون مختلف أنواع العذاب النفسي والجسدي.

محمد الراضي وهو من أسرة قدمت ١٦ شهيداً ارتقوا في مجزرةٍ ارتكبها النظام البائد أعرب عن فرحته بأن دماء الشهداء أزهرت الحرية، وأنهم ضحوا بحياتهم، لتكون فجراً لمستقبل الأجيال القادمة بعيداً عن سطوة النظام وإجرامه.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: زيادة دائمة بنسبة 25% في المعاشات بدءًا من أبريل
  • ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي مع تجاوز جرام الذهب 4,000 ليرة تركية
  • الدولار يتخطى 42 ليرة.. تراجع كبير في عملة تركيا عقب «اعتقال أوغلو»
  • 3 مليارات دولار زيادة في رصيد دين تركيا الخارجي
  • أسعار السلع ضمن الدعم الإضافية.. اليوم بداية صرف الزيادة على البطاقات التموينية
  • أهالي السويداء يحتشدون في ساحة الكرامة احتفاءً بالذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • أهالي درعا في الذكرى الـ 14 لانطلاقها: الثورة السورية ميلاد كرامتنا وفجر حريتنا
  • أسعار النفط ترتفع بدعم من التوترات في الشرق الأوسط وخطط التحفيز الصينية
  • هذه حقييقة خبر تسليم الجيش اللبناني الادارة السورية الجديدة مسؤولين من النظام السابق
  • عبد المحسن سلامة لـ"البوابة نيوز": لأول مرة أعلنها.. زيادة البدل تساوي الزيادة في المعاش