البلوجر هدير عبد الرازق أمام المحكمة في اتهامها بنشر الفسق والفجور
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تنظر المحكمة الاقتصادية غدًا السبت محاكمة البلوجر هدير عبد الرازق، لاتهامها بنشر الفسق والفجور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في يوم 19 نوفمبر، قررت النيابة إحالة البلوجر هدير عبدالرازق إلى المحكمة، حيث تم تحديد جلسة 30 نوفمبر كأولى جلسات محاكمتها في اتهامها بنشر الفسق والفجور.
وواجهت البلوجر هدير عبدالرازق أزمتها بعدما وجهت البداية، 5 اتهامات لها، في القضية رقم 8032 لسنة 2024 جنح الشؤون الاقتصادية.
وجاءت الاتهامات الموجهة لـلبلوجر هدير عبدالرازق كالآتي: أولًا: نشرت هدير عبدالرازق بقصد العرض صورا خادشة للحياء العام، بأن بثت عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، انستجرام، يوتيوب وتيك توك صورًا ومقاطع مرئية مخلة بالآداب العامة قاصدة الإغراء بها على نحو يخدش الحياء العام على النحو المبين بالتحقيقات.
ثانيًا: ارتكبت هدير عبدالرازق فعلًا فاضحًا مخلًا بالحياء، بأن أغرت بمفاتنها وبعباراتها وتلميحاتها وإيحاءتها الجنسية، من خلال صور ومقاطع مرئية بثتها من خلال حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المار ذكرها، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
ثالثًا: أعلنت هدير عبدالرازق من خلال حساباتها الشخصية المشار إليها بالاتهام الأول دعوى تتضمن إغراء بما يلفت الأنظار إلى ممارسة الفجور بأن نشرت صورا ومقاطع مرئية مخلة بالآداب على النحو المبين بالتحقيقات.
رابعًا: اعتدت على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري بأن نشرت من خلال صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، انستجرام، يوتيوب وتيك توك مقاطع مرئية وصورا شخصية تتضمن تعديا على تلك المبادئ والقيم مبينة من خلاله مفاتنها في ظل عبارات وتلميحات جنسية، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
خامسًا: أنشأت واستخدمت الحسابات الإلكترونية محل الاتهامات السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، انستجرام، يوتيوب وتيك توك في تسهيل ارتكاب الجرائم موضوع الاتهامات السابقة، على النحو المبين تفصيلًا بالتحقيقات.
تحقيقات النيابة العامة كشفت عن تفاصيل مثيرة عندما انتشر خلال الفترة الماضية عدد كبير من الفيديوهات المخلة تحث على الفسق للبلوجر هدير عبد الرازق على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة ما دقع رجال الشرطة لفحص الفيديوهات وتتبع مصدرها والقبض على البلوجر هدير عبد الرازق.
وفي اللحظات الأولى من التحقيقات مع البلوجر هدير عبد الرزاق، وجهت لها النيابة عدة اتهامات منها نشر اخبار كاذبة بادعاء التحرش بها، ثانيا نشر فيديوهات خادشة للحياء، ثالثاً اساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع مرور الوقت اعترفت البلوجر هدير عبد الرازق، بنشر واخبار كاذبة عبر موقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن نشر فيديوهات مثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحث على الفسق بغرض جلب مشاهدات من أجل الربح.
وأثناء التحقيق مع المتهمة انهارت البلوجر هدير عبد الرازق من البكاء، وفي النهاية قررت النيابة حبسها على ذمة التحقيقات التي تجري معها.
واوضحت تحقيقات النيابة، مع البلوجر هدير عبد الرازق انها نشرت فيديوهات مثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحث على الفسق بغرض جلب مشاهدات من أجل الربح.
وأشارت التحقيقات الأولية، مع المتهمة هدير عبد الرازق، أنها استغلت الفيس بوك في نشر شائعات كاذبة لبعض المواطنين بأنهم تحرشوا بها على غير الحقيقة.
وواجهت جهات التحقيق البلوجر هدير عبد الرازق بالفيديوهات المثيرة التي بثتها على موقع التواصل الاجتماعي والتي تحرض على إثارة الفتن.
وتنص المادة 1 من قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، على: "كل من حرض شخصًا ذكرًا كان أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهله له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة من مائة جنية إلى ثلاثمائة جنيه".
ونصت المادة 14 من ذات القانون على أنه كل من أعلن بأي طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مائه جنيه.
ونصت المادة 15 من قانون الدعارة على: يستتبع الحكم بالإدانة في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة وذلك دون إخلال بالأحكام الخاصة بالمتشردين، وتقع جريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء بين السر والعلانية، ولها أركان وشروط تحدد الاتهام، وتعرض القانون لجريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء وجرم كل فعل يخل بحياء الغير وتحدث عن جريمتين للفعل الفاضح.
- الجريمة الأولى:
نشر مواد إباحيةتندرج تحت جريمة التحريض على نشر الفسق والفجور حيث نصت المادة ١٧٨ من قانون العقوبات، فإنه "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعي إذا كانت خادشة للحياة".
-الجريمة الثانية:
الفعل الفاضح العلني
نصت المادة 269 مكرر ا من المرسوم بقانون رقم 11 لسنة 2011 الصادر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات: "يُعاقَب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر كل من وُجد فى طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال. فإذا عاد الجاني إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه نهائيًا فى الجريمة الأولى تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ثلاثة آلاف جنيه، ويستتبع الحكم بالإدانة وضع المحكوم عليه تحت مراقبة الشرطة مدة مساوية لمدة العقوبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحكمة الاقتصادية الفسق والفجور نشر الفسق والفجور هدير عبد الرزاق البلوجر هدير عبد الرزاق المزيد على النحو المبین بالتحقیقات على مواقع التواصل الاجتماعی البلوجر هدیر عبد الرازق نشر الفسق والفجور هدیر عبدالرازق لا تزید على على الفسق لا تقل عن من خلال
إقرأ أيضاً:
منصات هجينة: فرص ومخاطر دمج مؤثري التواصل الاجتماعي في الإعلام التقليدي
قررت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 29 يناير 2025، السماح للمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بحضور المؤتمرات الصحفية لتغطية نشاطات البيت الأبيض، وهو ما يطرح للنقاش مسألة الدور المتصاعد لوسائل الإعلام غير التقليدية، بما في ذلك مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي والمدونون ومقدمو البودكاست وغيرهم.
وفي المقابل، تواجه وسائل الإعلام التقليدية تحديات وجودية، منذ ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وما تبعها من انتشار واسع لوسائل الإعلام الرقمية، حيث إن عدد متابعي الصحف المطبوعة والقنوات التلفزيونية في تراجع ملحوظ بمرور السنوات؛ ما أثر بشكل كبير في عائداتها الإعلانية وأرباحها التشغيلية. ووفقاً لتقرير “الأخبار الرقمية 2024” الصادر عن مؤسسة “رويترز” للصحافة، انخفض معدل اعتماد الجمهور على الصحف التقليدية كمصدر للأخبار إلى 22% من إجمالي مصادر الأخبار، بانخفاض 10% مقارنةً بعام 2018. بينما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصةً محتوى الفيديو الإخباري القصير، المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للأجيال الشابة؛ مما يعكس تحولاً جوهرياً في عادات استهلاك الأخبار.
وهذا المشهد الإعلامي الجديد دفع وسائل الإعلام التقليدية للتفكير في أساليب مبتكرة لجذب الجمهور واستعادة هيمنتها على المشهد الإعلامي، ومن بينها دمج مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي في وسائل الإعلام التقليدية بعد أن تزايد دورهم في الفترة الأخيرة. فوفقاً لاستطلاع رأي أجرته (Statista) في عام 2023، حول مدى ثقة جيل الألفية حول العالم في توصيات المنتجات أو العلامات التجارية التي يقدمها مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، قال 36% من المُستطلعة آراؤهم إن توصيات المؤثرين أكثر موثوقية مقارنةً بالإعلانات التقليدية. فيما أشار تقرير لمركز “بيو” للأبحاث، في نوفمبر 2024، إلى أن نحو واحداً من كل خمسة أمريكيين يحصلون على أخبارهم بانتظام من المؤثرين الرقميين، الذين من المُرجح أن يتم العثور عليهم على منصة “إكس” (X)، و77% من هؤلاء المؤثرين ليس لديهم انتماءات أو خلفيات مع مؤسسة إعلامية، ويركز غالبيتهم على موضوعات السياسة، والانتخابات، والقضايا الاجتماعية، والأحداث الدولية.
المؤثرون وصناعة الإعلام:
يؤدي مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي دوراً حيوياً ومتزايد الأهمية في صناعة الإعلام، في ظل قدرتهم على تقديم محتوى شخصي ومبسط يُلبي احتياجات فئات محددة من الجمهور الذي يميل أغلبه إلى متابعة المحتوى الذي يقدمه أشخاص يتواصلون معهم بشكل شخصي ويشعرون بقربهم. وهذا ما يجعل منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” جذابة بشكل خاص؛ لأنها تقدم محتوى سريعاً وشخصياً يعكس حياة وتجارب المؤثرين. فعلى سبيل المثال، يقدم المؤثرون في مجالات الصحة واللياقة البدنية معلومات مرتبطة بنمط حياة صحي؛ ما يجعلهم مرجعاً أساسياً لمتابعيهم. بالمثل، يؤدي المؤثرون في المجال السياسي دوراً مهماً في تبسيط القضايا السياسية المعقدة لجمهور قد لا تكون لديه خلفية سياسية عميقة. ويعزز دور المؤثرين في صناعة الإعلام مجموعة من العوامل، أبرزها ما يلي:
1- سهولة الوصول: تُقدم وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار بشكل أسرع وفي صيغ مختصرة؛ مما يتناسب مع نمط الحياة السريع للمستخدمين.
2- التفاعل: يتمكن المستخدمون من التفاعل مباشرةً مع الأخبار والمشاركة في النقاشات؛ مما يعزز إحساسهم بالمشاركة والتأثير.
3- الجاذبية البصرية: غالباً ما يكون المحتوى الرقمي مدعماً بالصور والفيديوهات الجذابة التي تجذب انتباه الجمهور بشكل أكبر من النصوص الطويلة.
اعتماد على المؤثرين:
بدأت ظاهرة اعتماد الإعلام التقليدي على المؤثرين تبرز بوضوح منذ منتصف العقد الماضي، خاصةً مع الانفجار الكبير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت أولى المبادرات التي جذبت الأنظار من قِبل صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في عام 2017، عندما أطلقت حملة تعاون مع مؤثري “إنستغرام” لتقديم محتوى خبري موجّه لجيل الألفية. وجاءت هذه المبادرة كرد فعل للتراجع الكبير في عدد قراء الصحف التقليدية، والرغبة في الوصول إلى جمهور جديد يعتمد بشكل متزايد على المنصات الرقمية.
وفي عام 2019، اتخذت شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية خطوة مشابهة، حيث أطلقت برنامجاً قصيراً عبر “تيك توك” بالتعاون مع مؤثرين مشهورين لتقديم تقارير إخبارية بطريقة مختصرة وجذابة تناسب طبيعة المحتوى الشائع على هذه المنصة. وهذه المحاولات لم تقتصر على الإعلام الغربي فقط؛ ففي العالم العربي وظّفت قناة “العربية” مثلاً عدداً من المؤثرين للمساهمة في إنتاج محتوى رقمي يركز على التحليلات الإخبارية.
ويميز هذه المبادرات قدرتها على دمج أسلوب المؤثرين الشخصي مع المعايير الصحفية التقليدية. فعلى سبيل المثال، في تجربة “واشنطن بوست”، كان المؤثرون يعملون عن كثب مع فرق التحرير لضمان أن المحتوى يلتزم بالدقة والحيادية المطلوبة، وقد ساعدت هذه الشراكة على جذب جمهور جديد دون التضحية بالقيم الأساسية للصحافة. ومع ذلك، تواجه هذه المبادرات عدة تحديات، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن اعتماد وسائل الإعلام التقليدية على المؤثرين قد يؤدي إلى تراجع جودة المحتوى المقدم؛ إذ تختلف معايير النجاح في هذه المنصات عن تلك المعتمدة في وسائل الإعلام التقليدية؛ مما قد يؤثر سلباً في جودة هذا المحتوى.
فرص ومخاطر:
يبدو مستقبل اعتماد وسائل الإعلام التقليدية على المؤثرين واعداً إذا تم تبنيه بطريقة استراتيجية، فالتجارب الناجحة تثبت أن الجمع بين الأصالة الصحفية والإبداع الرقمي يمكن أن يخلق نموذجاً جديداً للإعلام يتماشى مع تطلعات الجمهور المعاصر. وهذا النهج قد يكون حجر الأساس لإعادة بناء الثقة بين وسائل الإعلام التقليدية والجمهور، خاصةً في عصر قد تهيمن فيه الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة على المشهد الرقمي، بيد أن اعتماد الإعلام التقليدي على المؤثرين ربما يحمل فرصاً ومخاطر.
وتتمثل أهم الفرص في مدى نجاح الإعلام التقليدي في التكيف مع متطلبات العصر الرقمي مع الحفاظ على القيم الصحفية الأصيلة، من خلال إنشاء نموذج هجين يجمع بين التحليل العميق والجاذبية البصرية التي تتماشى مع تطلعات الجمهور. وتُعد تجربة “بي بي سي” عبر تقديم سلسلة وثائقية على منصة “نتفليكس”، مثالاً بارزاً على كيفية استخدام وسائل الإعلام التقليدية للتكنولوجيا الرقمية لجذب جمهور جديد. وهذه التجربة أثبتت أن الجمع بين الجودة الصحفية والإبداع في تقديم المحتوى يمكن أن يسهم في إعادة تعريف العلاقة بين الجمهور ووسائل الإعلام. إضافة إلى ذلك، قد يؤدي تبني التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، إلى تحسين كفاءة عمليات الإنتاج الصحفي وتقديم محتوى مخصص لكل مستخدم بناءً على اهتماماته. ويتيح هذا النهج للمؤسسات الإعلامية استعادة جزء من الجمهور الذي انجذب نحو منصات التواصل الاجتماعي.
في المقابل، قد يؤدي الاعتماد المفرط على المؤثرين دون وضع معايير واضحة، إلى تراجع جودة المحتوى وفقدان الهوية الصحفية التقليدية. فعلى سبيل المثال، فإن تجربة بعض الصحف الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، التي اعتمدت على مؤثرين لتقديم تقارير إخبارية، أثارت جدلاً واسعاً بعد نشر تقارير غير دقيقة أثرت في مصداقيتها. ويتوقف نجاح نهج الاستعانة بالمؤثرين في وسائل الإعلام التقليدية على عدة عوامل، أبرزها ما يلي:
1- التفاعل مع الجمهور: يعتمد نجاح المؤثرين بشكل كبير على قدرتهم على خلق تفاعل حقيقي مع متابعيهم؛ ومن ثم فإن تمكُن المؤثر من دمج الرسالة الصحفية مع أسلوبه الشخصي قد يسهم في تعزيز الثقة في وسائل الإعلام التقليدية.
2- الالتزام بالمصداقية: يحتاج التعاون بين الإعلام التقليدي والمؤثرين إلى معايير واضحة تضمن الالتزام بالمصداقية، وقد ظهر هذا التحدي جلياً في تجربة صحيفة “الغارديان” البريطانية التي واجهت انتقادات بعد أن تعاونت مع مؤثرين لم يلتزموا تماماً بالمعايير الصحفية.
3- التكيف مع طبيعة المنصات: يُعد المحتوى الناجح هو الذي يتلاءم مع طبيعة المنصة المستخدمة. فمثلاً، المحتوى الذي ينجح على “تيك توك” يجب أن يكون مختصراً وإبداعياً، بينما المحتوى على “يوتيوب” قد يحتاج إلى تفاصيل أكثر وتحليل أعمق.
سيناريوهان:
يواجه الإعلام التقليدي مرحلة تحول مفصلية في ظل هيمنة الإعلام الرقمي والمحتوى المقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يزيد الضغط عليه لإعادة النظر في استراتيجياته وتكييف نماذج عمله مع متطلبات العصر الرقمي. ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى سيناريوهين هما:
1- السيناريو المتفائل: يتمثل في نجاح المؤسسات الإعلامية التقليدية في الاستفادة من مزايا الإعلام الرقمي دون التفريط في مبادئ الصحافة المهنية. فقد نشهد ظهور منصات هجينة تقدم محتوى يجمع بين التفاعل الفوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتحليل العميق المرتبط بالإعلام التقليدي. وقد تستخدم هذه المنصات الذكاء الاصطناعي لتحليل اهتمامات الجمهور وإعداد تقارير مخصصة؛ ما يسهم في استعادة الثقة وتعزيز قاعدة المتابعين.
2- السيناريو المتشائم: هو استمرار هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين على حساب الإعلام التقليدي، حيث إن فشل المؤسسات التقليدية في التكيف مع متغيرات السوق وعدم الاستثمار في بناء قدرات رقمية مبتكرة، قد يؤدي إلى تقلص كبير في حضورها وتأثيرها. والفشل هنا لا يقتصر على فقدان الجمهور فقط، بل يمتد إلى تآكل الثقة التي بُنيت على مدار عقود بين وسائل الإعلام التقليدية والمجتمع، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية التقليدية أو تقليص عملياتها بشكل كبير؛ ما يفتح المجال أكثر لسيطرة المنصات الرقمية.
خلاصة القول، إن التحدي الأكبر الذي يواجه الإعلام التقليدي فيما يتعلق بدمج مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، هو كيفية تحقيق التوازن بين الجودة الصحفية والقيم المهنية من جهة، ومتطلبات الجمهور الرقمي من جهة أخرى. ويتطلب التغلب على هذا التحدي رؤية استراتيجية تستند إلى الابتكار الرقمي والجاذبية التي تتطلبها المنصات الحديثة مع الالتزام بالقيم الصحفية التي تشكل جوهر الإعلام التقليدي. كما أن تبني التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، قد يمنح المؤسسات الإعلامية التقليدية ميزة تنافسية تمكنها من تقديم محتوى مخصص وملائم للجمهور. أيضاً، يمكن للمؤسسات الإعلامية التقليدية استهداف فئات الشباب عبر أدوات أكثر إبداعاً. وفي هذا السياق، قد تصبح التجارب الإعلامية المغامرة باستخدام تقنيات مثل “الواقع المعزز” و”الواقع الافتراضي” جزءاً من استراتيجيات الإعلام التقليدي، في محاولة لمنافسة المحتوى الرقمي الجذاب.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”