رشا عوض: هذا بعض ما يجعلنا مرعوبين من الدعم السريع!
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
في هذا البوست يحتج الاستاذ منتصر على القول ان الدعم السريع يتم الإنفاق عليه من أموال دافع الضرائب السوداني ، ولا يكتف بذلك بل يجعل من الدعم السريع صاحب اليد العليا على الدولة السودانية فهو من ينفق عليها وليس العكس !! ويستدل على ذلك بالمليارات التي أودعها حميدتي في بنك السودان إبان الفترة الانتقالية!
وطبعا هذه مغالطة من العيار الثقيل! معلوم لدى كل مراقب ان مصدر مليارات الدعم السريع هو تهريب الذهب السوداني الذي يجب أن يكون ثروة قومية تغذي الخزينة العامة، ولكن بسبب تفاهة وحقارة وفساد نظام الإنقاذ الذي دمر الدولة السودانية ومن ابرز تجليات هذا الدمار الاستيلاء على الثروات القومية لشعب يسحقه الفقر ، وإدارة عوائدها لصالح النخب العسكرية والامنية من جيش ودعم سريع وامن شعبي ولوردات حرب، بعيدا عن وزارة المالية ، فنشأت شركات الدعم السريع الضخمة التي لا تدخل ايراداتها إلى وزارة المالية، ونظرا للحصانات المطلقة للاجهزة الأمنية والعسكرية لا حسيب ولا رقيب على انشطتها الاقتصادية!
استنزف الدعم السريع أموال دافع الضرائب السوداني فعلا لان ٢٥ الف جندي من جنوده كانوا يصرفون مرتبات من وزارة المالية التي لا يدخل الدعم السريع ايرادات شركاته المستثناة من مراجعة المراجع العام ، وفي عهد الفترة الانتقالية وتحديدا عندما كانت وزيرة المالية السيدة هبة قفز عدد جنود الدعم السريع الذين يصرفون مرتبات من وزارة المالية إلى خمسين ألف جندي!!
وبمجرد ان بدأ تصعيد قضية ولاية وزارة المالية على المال العام بشكل جدي انقلب البرهان وحميدتي على الحكومة الانتقالية وكان على رأس الدوافع الاقتصادية للانقلاب استدامة السيطرة على مورد الذهب الذي يتم تهريبه بعشرات الاطنان إلى روسيا والإمارات عبر المطارات وتحت حماية العسكر من جيشنا المهدر لمالنا ودمنا والدعم سريع شريكه في ذلك والذي تفوق عليه!
اكبر مصيبة في هذا البوست هي محاولة تصدير فكرة ان المليشيا صاحبة يد عليا على الشعب السوداني!
ابدا والله ، المليشيا مدينة لهذا الشعب بثروة قائدها حميدتي التي قدرها موقع تابع لوزارة الدفاع الامريكية بسبعة وثلاثين مليار دولار ، وفي عنق المليشيا دماء سودانية واموال سودانية عامة هي عائدات الذهب الذي يجب أن تملكه الاجيال الحاضرة والمستقبلية لانه ثروة قومية ، واموال خاصة هي ما تم نهبه خلال هذه الحرب اللعينة من منازل وسيارات ومدخرات أسر مكافحة لا علاقة لها بحربكم هذه.
كيف نصدق ان الدعم السريع نصير للدولة المدنية الديمقراطية وهو يتحدث بمنطق مفارق لطبيعة الدولة الوطنية نفسها! يستنكر تذكيره بفضل دافع الضرائب وتغيب عنه فكرة ” الثروة القومية”!
يمكن بسهولة ان نستنتج من هذا البوست، اننا كشعب سوداني يجب أن نستعد لنظام استبدادي مليشياوي على انقاض نظام الكيزان، ويجب أن نقبل ذلك بروح رياضية لان الدعم السريع هزم الكيزان عسكريا وتصدق على الخزينة العامة السودانية بكم مليار!!
غايتو نحن كر علينا ووب علينا إلى حين اشعار اخر!!
رشا عوض
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وزارة المالیة
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
دارفور- قال وزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد آدم بخيت إن "مليشيا" الدعم السريع "أحرقت 270 قرية من قرى شمال دارفور في منطقتي طويلة وشقرات"، حيث دخلت قواتها مناطق أم كدادة وعمدت إلى "تصفية الرجال والنساء -على حد سواء- من منزل إلى آخر"، حسبما ذكر في مؤتمر صحفي لعدد من الوزراء في الحكومة السودانية اليوم الأربعاء بمدينة بورتسودان.
وأضاف بخيت في تصريح خاص للجزيرة نت أن "المليشيا عمدت إلى قتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم في عدد من المناطق في شمال دارفور، ومن ذلك قتل 11 من الكوادر الطبية في منطقة أم كدادة، وإلى حرق أكثر من 50 قرية غرب وجنوب الفاشر"، مما تتسبب في نزوح السكان إلى منطقتي الفاشر وطويلة، وأكد أن الناس يعيشون أوضاعا إنسانية غاية في السوء.
وأوضح أن هذه القوات اجتاحت منطقة المالحة وقتلت وشردت المئات من مناطق صياح ومليط، واعتدت على المواطنين العزل وهجّرتهم قسرا في مناطق جبل حلة وبروش وأم كدادة، و"ألقت بعض الأسر في آبار المياه"، في حين يواجه الذين فروا منهم في الوديان والجبال انعدام مصادر المياه.
ووفق بخيت، فإن كل المناطق التي هوجمت خالية من أي وجود عسكري، مما يعني "أن المليشيا وجهت حربها نحو المواطنين".
بدوره، أكد وزير الصحة في إقليم دارفور بابكر حمدين أن نحو 450 ألف شخص فروا من معسكر زمزم نحو منطقتي الفاشر وطويلة عقب هجوم قوات الدعم السريع عليه، تاركين ممتلكاتهم ومدخراتهم.
وأفاد حمدين بأن نحو 500 شخص من بين النازحين تعرضوا للقتل أثناء فرارهم، في حين مات عدد من الأطفال في رحلة النزوح تلك وهم محمولون على ظهور أهاليهم، قبل أن "تلاحقهم المليشيا بالقصف والقتل أثناء نزوحهم".
وقال حمدين -في تصريح خاص للجزيرة نت- إن الأطباء بوزارة الصحة في شمال دارفور يعملون على اختيار مواقع بديلة غير مكشوفة لإجراء العمليات الجراحية وتقديم الخدمات الصحية بسبب الاستهداف الممنهج للمنشآت الصحية ومواقع تقديم الخدمة العلاجية، الأمر الذي أدى إلى توقف عدد من المستشفيات عن العمل.
إعلانوأضاف أن الأسباب التي أدت إلى تهجير النازحين قسرا من معسكر زمزم جراء الهجوم الذي قامت به "المليشيا" تمثلت أساسا في استهداف المركز الصحي في المعسكر، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 9 من الكوادر الطبية العاملة فيه، وأن منع وصول الاحتياجات الأساسية والوقود إلى مدينة الفاشر أدى إلى بلوغ تكلفة "جركانة" الوقود (إناء بلاستيكي توضع فيه الوقود بسعة 4 غالونات) إلى مليون جنيه.
ووفقا لحمدين، فإن الإدانة التي صدرت الأسبوع الماضي للدعم السريع وحدها لا تكفي، حيث "لا تزال المليشيا تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين، إذ تمت مهاجمة مناطق أم كدادة، وقد أحرقت هذه القوات الأسواق وقتلت الناس، مما أدى إلى فرارهم نحو القرى المجاورة، قبل أن تلاحقهم في تلك المناطق التي فروا إليها".
وأشار حمدين إلى أن "المليشيا لاحقت الأطباء والكوادر الصحية ومنعتهم من تقديم الخدمة، وتستخدم سلاح التجويع من خلال استهداف المدنيين كجزء من الحرب الحالية".
وتشهد الفاشر حاليا -وفقا لحمدين- وضعا إنسانيا متأزما، إذ تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء وانعدام فرص العلاج، مع نقص كبير في الإمداد المائي بعد أن عطلت قوات الدعم السريع كل مصادر المياه بالمنطقة.
وطالب حمدين المجتمع الدولي بالتعامل بجدية وحسم تجاه "مليشيا الدعم السريع" بخصوص تواصل إمدادها بالسلاح الذي يساهم في استمرار الحرب ويفاقم من معاناة المدنيين.
من جانبه، صرح حمد عبد الوهاب مدير الإدارة العامة للطوارئ وممثل مفوض عام العون الإنساني بأن قوات الدعم السريع هجّرت أكثر من 400 قرية في مناطق شمال دارفور التي شهدت موجات نزوح عالية، وتحدث عن وجود جرحى بدون رعاية صحية، وعن ممارسة سياسة التجويع الممنهج وترويع المواطنين العزل بـ"قسوة شديدة".
وأكد عبد الوهاب استعداد الحكومة السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق في شمال دارفور في حال فتح الطرق.
إعلانوطالب عبد الوهاب بحماية المدنيين وتوفير التغذية والمياه لإنقاذهم، و"بإعلان الدعم السريع مليشيا إرهابية والضغط على داعميها الأساسيين لإيقاف الدعم".
كما طالب بتطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بفك حصار الفاشر "الذي لم يلتزم المجلس بتفعيل آليات لتطبيقه"، مع إيصال مساعدات إنسانية عاجلة.
من جهته، قال العمدة محمد شرف الدين ضو البيت وكيل ناظر عموم قبائل شرق دارفور في تصريح للجزيرة نت إن منطقة أم كدادة شهدت مقتل المدير والطاقم الطبي في مستشفاها، بالإضافة إلى إعدام مرافقي المرضى، وقد بلغ عدد الضحايا نحو 111 شخصا، وإن كثيرا من الأهالي نزحوا نحو مناطق أم سدرة.
وأضاف أن هناك أكثر من 80 مواطنا "استشهدوا" عقب اجتياح منطقة جبل حلة من قبل قوات الدعم السريع، وأن منطقة بروش شهدت نزوحا كاملا بعد تعرضها للهجوم الثالث من قبل هذه القوات التي قامت بـ"إفقار الأهالي ونهب ممتلكاتهم وتعطيل مصادر المياه هناك".
أما ممثل المجتمع المدني بشمال دارفور سمير محمد أحمد فيقول في تصريح للجزيرة نت إن محليات أم كدادة ومليط والمالحة والفاشر وطويلة والطويشة واللعيت تمثل المناطق الأكثر تأزما في الوضع الإنساني، إذ يعاني الأهالي من انعدام الغذاء والدواء ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مع غياب الرعاية الصحية بسبب إغلاق الطرق التي تؤدي إلى تلك المناطق.