تحديات عديدة واجهت وزارة التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسى الحالى، ولم يكن أمامها سوى الإصرار على وضع حلول عاجلة لمواجهة تلك التحديات، بالإضافة إلى وضع برنامج إصلاح موازٍ طويل الأمد، يحقق للعملية التعليمية مكتسبات مستدامة، تنهض وترتقى بالتعليم قبل الجامعى، خاصةً أن مصر لديها أكبر نظام للتعليم قبل الجامعى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ففى العام الدراسى 2023/ 2024 التحق قرابة 25 مليون طالب بالمدارس الحكومية والخاصة فى مصر، موزعين على أكثر من 550 ألف فصل دراسى، بإجمالى عدد معلمين يبلغ 843 ألف معلم، مقابل عجز وصل إلى 665 ألف معلم.

لائحة انضباط للقضاء على ممارسات سوء السلوك وحوافز تربوية للملتزمين ومعاقبة المتجاوزين

كان أول الحلول العاجلة، التى وضعتها وزارة التربية والتعليم، مع بداية العام الدراسى الجديد، لمواجهة الكثافة الطلابية داخل الفصول لجميع المراحل التعليمية «ابتدائى وإعدادى وثانوى»، الاستفادة من المدارس الثانوية، وحصر الفراغات التعليمية، وتطبيق نظام الفترة الممتدة، بالإضافة إلى زيادة أيام الدراسة إلى ستة أيام، فيما كانت الحلول المستدامة إنشاء ما يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف فصل سنوياً، وكانت النتائج مبهرة، من خلال خفض الكثافات الطلابية إلى أقل من 50 طالباً فى الفصل الواحد، والذى حقق نجاحاً بنسبة تفوق 99%، باستثناء عدد 46 مدرسة فقط، يجرى العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بالإضافة إلى استحداث فصول دراسية، بواقع 98 ألفاً و744 فصلاً دراسياً.

وبالنسبة لمشكلة العجز فى عدد المعلمين، تمكنت الوزارة من سد العجز فى جميع مدارس الجمهورية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%، حيث يجرى استكمال المبادرة الرئاسية لمسابقة تعيين 30 ألف معلم سنوياً، وإتاحة الفرصة لمعلمى الفصل لتدريس المواد الأساسية، وتقنين أوضاع أخصائيى التعليم من حمَلة المؤهلات التربوية العليا، وتوفير الاعتمادات اللازمة لتشغيل عدد 50 ألف معلم بالحصة فى المواد الأساسية، وزيادة مقابل الحصة إلى 50 جنيهاً، بدلاً من 30 جنيهاً فى السابق، بالإضافة إلى الاستعانة بالخريجين المكلفين بأداء الخدمة العامة للعمل فى المدارس، فضلاً عن إعادة تعيين العاملين بالتربية والتعليم الحاصلين على مؤهل عالٍ تربوى أثناء الخدمة.

وكذلك اتخذت وزارة التربية والتعليم العديد من الإجراءات لتحسين الأحوال الوظيفية للمعلمين، من خلال صرف مبلغ 50 جنيهاً للحصة الواحدة للمعلمين الذين يحصلون على حصص فوق النصاب القانونى مع تحديد مواعيد الصرف، بالإضافة إلى حصول المعلم على نسبة 80% من رسوم الاشتراك بمجموعات الدعم المدرسية، وتفعيل صندوق الرعاية الاجتماعية للمعلمين.

وجاءت عودة الطلاب إلى المدرسة، ضمن أكبر إنجازات التعليم مع بداية العام الجديد، حيث أعادت الوزارة الطلاب للمدارس، وانتظام الحضور والانصراف، مع تطبيق نظام أعمال السنة بنسبة 40%، والتقييم المستمر للطلاب من درجات الطالب، مع عقد اختبارات أسبوعية وأخرى شهرية، ودرجات للنشاط والواجب والحضور، والذى أصبح شرطاً أساسياً للنجاح، وخصم درجات من متجاوزى نسبة الغياب بدون عذر.

وخصصت الوزارة 30% من الدرجات لامتحان الفصل الدراسى الواحد، واختبار شهرى أول 15% واختبار شهرى ثان 15%، والسلوك والمواظبة 10%، وكراسة الواجبات 10% والاختبارات الأسبوعية 20%، بإجمالى 100%، مع تطبيق لائحة انضباط جديدة ترسخ لمبدأ «التربية قبل التعليم»، وتحارب ممارسات سوء السلوك، وتطبيق حوافز تربوية للتلاميذ الملتزمين، وأخرى عقابية ضد المتجاوزين، كما قررت الوزارة توحيد التكليفات والواجبات المنزلية والأداءات الصفية والتقييمات الأسبوعية لجميع الطلاب على مستوى الجمهورية بالمدارس الحكومية والخاصة واللغات والتجريبية، بالإضافة إلى زيادة مدى الخريطة الزمنية للعام الدراسى، بما لا يخل بالمحتوى المعرفى، حيث زاد عدد أسابيع الدراسة من 23 إلى 31 أسبوعاً، وكذلك تمت زيادة زمن الحصة بمقدار خمس دقائق، ليكون 50 دقيقة بدلاً من 45 دقيقة، وتقليل عدد الحصص من 12 إلى 8 حصص يومياً.

لم تكتفِ وزارة التربية والتعليم بالتقييمات فقط لجذب الطلاب وتشجيعهم للعودة إلى المدارس، ولكنها عملت أيضاً على تطوير الأنشطة الطلابية فى المدارس، بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، بما يتضمن إطلاق دورى مدارس مصر، وتطوير منهجية وآليات عمل الاتحاد المصرى للرياضة المدرسية، وتطوير مادة التربية الرياضية، وتنفيذ أنشطة متكاملة ومستدامة لتحسين اللياقة البدنية.

وفيما يخص إعادة هيكلة الثانوية العامة، عمدت الوزارة إلى إلغاء بعض المواد، ودمج أخرى، لتخفيف العبء عن الطلاب وأولياء الأمور، ومواجهة «بعبع الثانوية العامة»، بتقليل المقررات الدراسية، حيث كان الوضع السابق يتضمن أن يدرس الطلاب 32 مقرراً فى ثلاث سنوات، وحالياً يدرس الطالب 6 مقررات دراسية فقط فى كل من الصفين الأول والثانى الثانوى، و5 مواد للصف الثالث الثانوى، وزيادة المدة التدريسية لكل مادة لتصل إلى المعدلات العالمية، وكذلك تم تطوير بعض مناهج المرحلة الثانوية، مثل «منهج العلوم المتكاملة، ومنهج الفلسفة وعلم النفس، ومنهج الرياضيات» دون تحميل ميزانية الدولة أى أعباء مالية، بالإضافة إلى تطوير تدريس التربية الدينية، حيث يتم التنسيق مع كل من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، بالإضافة إلى إضافة مواد الهوية الوطنية للمجموع بالمدارس الدولية.

وعلى مستوى التعليم الفنى، حققت وزارة التعليم نجاحاً كبيراً فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية، التى تُعتبر بوابة الدخول إلى سوق العمل، حيث تم هذا العام فتح باب الالتحاق لعدد 11 مدرسة جديدة بتخصصات مختلفة، مع استخدام نفس آليات سد عجز المعلمين المتبعة فى التعليم العام، وتم أيضاً اعتماد عدد 100 برنامج لتخصصات مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ففيما يخص المدارس الفنية «صناعى وزراعى وتجارى وفندقى»، تم تطبيق منهجية الجدارات المهنية فى 30 مدرسة صناعية، و18 مدرسة زراعية، بالإضافة إلى إنشاء وتشغيل مدرستين تجاريتين خلال العام الدراسى 2024/ 2025، وتطبيق مناهج مطورة فى 581 مدرسة.

وبالنسبة لأصول الإنتاجية، تم إعداد قاعدة بيانات وإعادة تشغيل مصانع تدوير المخلفات، بالإضافة إلى التدريب المهنى، من خلال توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة العمل، بشأن استغلال عدد 37 مركز تدريب مهنى، تتبع وزارة العمل على مستوى 24 محافظة، بحيث يتم إنشاء مدارس للتعليم الفنى بها.

وفيما يتعلق بملف طلاب الدمج، حرصت الوزارة على مشاركة الطلاب ذوى الإعاقة من مدارس التربية الخاصة، وطلاب نظام الدمج التعليمى بالفعاليات الرياضية والثقافية والفنية والترفيهية المحلية والإقليمية، والذى يبلغ عدد طلابه 159 ألفاً و825 طالباً وطالبة، تم قيدهم فى كافة مدارس التعليم بأنواعه ومراحله المختلفة.

وأكدت الوزارة أن طلاب الدمج يستفيدون من عدد من الخدمات التأهيلية المقدمة للطلاب ذوى الإعاقة البسيطة، بمركز «ريادة» لذوى الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان، ومركز التكامل الحسى بمدرسة الأمل للصم فى منطقة المطرية بالقاهرة، بالإضافة إلى مركز التكامل الحسى بمدرسة التربية الفكرية بالعريش فى شمال سيناء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تطوير التعليم التعليم العام الدراسى الجديد أحوال المعلمين المدارس كثافة الفصول وزارة التربیة والتعلیم العام الدراسى بالإضافة إلى ألف معلم

إقرأ أيضاً:

التعليم توقع بروتوكول تعاون لتقديم الدعم التكنولوجي للمدارس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، بروتوكول تعاون مشترك مع "مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير" بشأن تقديم الدعم التكنولوجي اللازم لمدارس وفصول النور للمكفوفين، وتجديد الورش بمدارس وفصول التربية الخاصة على مستوى كافة المحافظات.

ووقع البروتوكول من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، ومن "مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير"، الدكتور أكمل سامي نجاتي عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير.

وأكدت الدكتورة هالة عبدالسلام، أن البروتوكول يهدف  لمساندة الطلاب ذوي الإعاقة البصرية بمدارس وفصول النور للمكفوفين، وذلك من خلال تهيئة وتجهيز معمل سطر برايل الإلكتروني، والعمل على تطوير مدارس (الصم وضعاف السمع، التربية الفكرية، الدمج)، وعمل تدريب فني للطلبة المكفوفين بالتنسيق مع الشركات والمصانع، بالإضافة إلى مساعدة المكفوفين في مشاريع التمكين الاقتصادي، وتطوير وتوزيع مواد تعليمية متخصصة في تكنولوجيا التعليم مع تدريب المعلمين والطلاب عليها، وكذلك الاهتمام بالطلاب ذوي الإعاقة بتهيئة البيئة المدرسية والفصول بمدارس النور للمكفوفين والتربية الخاصة لتلبية احتياجاتهم.

وأشارت الدكتورة هالة عبد السلام إلى أن هذا البروتوكول يمثل نموذجًا رائعًا للمشاركة المجتمعية لتقديم خدمة تعليمية خاصة بالطلاب من ذوي الهمم بمستوى لائق يتفق مع المعايير العالمية.

ومن جهته، أكد الدكتور أكمل نجاتي رئيس مجلس أمناء "مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير" على حرص المؤسسة على التعاون المستمر مع كافة مؤسسات الدولة، وتفعيل أنشطة المساعدات المجتمعية، والخدمات التعليمية والصحية، وإحداث نقلة نوعية في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة من طلبة مدارس، وفصول النور للمكفوفين، وفصول التربية الخاصة، من خلال دعم تفعيل الدمج الشامل، وتهيئة فرص متكافئة لهم، وتدريبهم وتأهليهم وإكسابهم المهارات الحياتية والمشاركة الإيجابية، فضلًا عن السعي لتقديم الدعم المطلوب لهم من خبرات وإمكانات، وذلك لتحسين حياة الفئة المستهدفة، وجعلهم أعضاء ناجحين في المجتمع.

وقد حضر توقيع البرتوكول من جانب الوزارة، الدكتورة سحر الالفي مدير عام التربية الخاصة، والأستاذة عبير أنور مدير عام إدارة الموهوبين، وعدد من قيادات الوزارة.

ومن جانب "مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير"، حضر المستشار وائل رشاد نائب رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير، والنائب محمود تركي عضو مجلس الشيوخ وعضو مجلس أمناء مؤسسة رشد للتنمية وعدد من ممثلي مؤسسة ساعد للتنمية والتطوير.

مقالات مشابهة

  • التربية والتعليم تحدد شروط وإجراءات التكليف بوظيفة “مدير ومعاون مدير” ‏في المدارس
  • 20 ولاية تقاضي أدارة ترامب ترامب لوقف “تفكيك” وزارة التعليم
  • وزارة التربية تصدر قراراً بخصوص شهادات التعليم الأساسي والإعدادي ‏والثانوي الصادرة عن الحكومة المؤقتة
  • وزارة التربية تخرج عن صمتها لتوضيح أسباب “زلزل الإعفاء”.. مدير إقليمي: الوزارة تروج المغالطات
  • التعليم توقع بروتوكول تعاون لتقديم الدعم التكنولوجي للمدارس
  • وزارة التعليم تكشف ملابسات إعفاء 16 مديرا إقليميا ونقل 7 آخرين
  • وزارة التعليم الأمريكية تسرح نصف العاملين بها | تفاصيل
  • إجراءات جديدة من ”التعليم“ لضبط دوام المعلمين في رمضان
  • عاجل | إجراءات جديدة من ”التعليم“ لضبط دوام المعلمين في رمضان
  • إدارة ترامب تسرح نصف موظفي وزارة التعليم بهدف تفكيكها بالكامل