المسلة:
2025-05-01@16:28:23 GMT

مخيم الهول: إرث داعش ومخاطر التطرف العابر للحدود

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

مخيم الهول: إرث داعش ومخاطر التطرف العابر للحدود

13 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: على أطراف الحدود السورية-العراقية، تتشابك حكايات مخيم الهول، الذي يضم أكثر من 60,000 شخص من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، مع قصص مريرة عن المعاناة، التطرف، والأمل المفقود. المخيم، الذي تحول إلى مجتمع صغير يحمل إرثًا أيديولوجيًا متطرفًا، يمثل تحديًا أمنيًا وإنسانيًا معقدًا، بينما يثير نقاشات محلية ودولية حول مصيره.

داخل المخيم، تبدو الحياة وكأنها متوقفة عند ذروة سيطرة تنظيم داعش. وفقًا لتقارير، الثقافة السائدة بين سكانه ما زالت مشبعة بالفكر المتشدد، مما يجعل أي محاولة لإعادة دمجهم في المجتمعات الأصلية بمثابة مخاطرة. مواطنة سورية تحدثت عبر منشور على فيسبوك قائلة: “منذ سقوط التنظيم، والنساء في المخيمات يواصلن تربية الأطفال على نفس الفكر، الخطر ليس فقط في الهروب، بل في استمرارية هذا النهج داخل أسوار المخيم”.

وفي سياق آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الشهر الماضي أن قوات سوريا الديمقراطية أحبطت محاولة تهريب نساء وأطفال من المخيم.

هذا الكشف، بحسب مديرة المخيم جيهان حنان، يؤكد أن التواصل بين قيادات التنظيم داخل وخارج المخيم ما زال نشطًا. تعليق على منصة إكس أشار إلى “ضرورة تشديد الرقابة على المخيمات الحدودية، وإلا فإن التهديد سيعود عبر الحدود كالنار في الهشيم”.

في العراق، ومنذ مايو 2021، انطلق برنامج لإعادة عائلات مقاتلي داعش من الهول إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل، ولكن بوتيرة بطيئة تثير التساؤلات.

وفقًا لتحليل اجتماعي، فإن إعادة التأهيل النفسي والمجتمعي للسكان قبل إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية “شرط حيوي لضمان عدم إعادة إنتاج التطرف في هذه المناطق”.

باحث اجتماعي من الموصل أوضح أن “كل عملية نقل تتم بدون تأهيل كافٍ قد تكون بمثابة قنبلة موقوتة، خاصة للأطفال الذين نشأوا على هذه العقيدة”.

فيما تشير تقديرات إلى أن عائلات داعش العراقية تمثل حوالي 25,000 شخص في المخيم، تساءل مصدر عراقي: “هل نحن مستعدون لاحتواء هذا العدد الكبير، أم أننا فقط ننقل المشكلة من مكان إلى آخر؟”. تصريح مستشارية الأمن القومي العراقي في 2022، الذي أكد أن عملية إعادة جميع العراقيين من الهول ستستغرق خمس سنوات، يعكس تعقيد المشهد.

على الجانب السوري، يتداول الحديث عن مشروع محتمل لنقل الإشراف على المخيمات إلى حكومة سورية جديدة بعد سقوط نظام الأسد.

المشروع، الذي تحدثت عنه مصادر حقوقية، يهدف إلى إطلاق سراح جميع السكان السوريين ليعودوا إلى مدنهم وقراهم، بينما يتم التعامل مع الأجانب بالتنسيق مع سفاراتهم. ورغم ذلك، يرى عبدالعزيز يونس، رئيس منظمة التحرير للتنمية، أن “هذا الطرح يحمل مخاطر جمة، فقد يؤدي إلى إطلاق سراح قيادات متشددة دون ضمانات”.

وفي ظل هذه التحديات، تبدو الحلول شحيحة، والتوقعات تشير إلى استمرار الجدل حول ملف الهول لسنوات قادمة. على منصة إكس، كتب ناشط حقوقي من الحسكة: “المخيم ليس مجرد قضية إنسانية، إنه اختبار لمدى جدية المجتمع الدولي في مواجهة التطرف وتجفيف منابعه”.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"

قُتل أكثر من 20 مدنيًا وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفقما أعلن مسعفون يوم الاثنين.

وفق بيان لـ"غرفة طوارئ معسكر أبوشوك"، قصفت قوات الدعم السريع المنخرطة في حرب مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالمدفعية والرصاص الطائش.
ويؤوي أبو شوك عشرات آلاف الفارين من عنف نزاعات سابقة في دارفور والحرب الدائرة حاليًا.

أخبار متعلقة الخارجية الفلسطينية تدين استخدام الاحتلال التجويع سلاحًا ضد سكان غزةانتشال 8 جثث وانقاذ 29 مهاجرًا إثر غرق مركب قبالة سواحل تونستكثيف الهجمات على الفاشر

في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، وكذلك على مخيمي أبو شوك وزمزم المجاورين.

وجاء ذلك بعد استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم في الشهر الماضي.

وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل 481 مدنيًا على الأقل في شمال دارفور منذ العاشر من أبريل.

الحصيلة تشمل 129 مدنيًا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام في مدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة ومخيم أبو شوك للنازحين، وفق المفوضية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }

وأوضحت الوكالة الأممية أن "ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم 9 من العاملين في المجال الطبي" قتلوا في مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل.

13 مليون نازح ولاجئ

وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصبح مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان "شبه خال"، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه في خضم الحرب الدائرة بينها وبين الجيش.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.

النزاع الذي دخل عامه الثالث قسم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر قوات الدعم السريع التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة 5 مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.

مقالات مشابهة

  • عن الفكر المتطرف والظلم المتطرف أيضا
  • لافا جاتو.. قضية فساد عابرة للحدود بدأت من مغسلة سيارات
  • شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات
  • الجزائر.. 9 قتلى بحادث سير مروع في الطريق "العابر للصحراء"
  • قصف إسرائيلي على تجمع للفلسطينيين شرق مخيم جباليا شمال غزة
  • أوروبا ومخاطر الحرب المستعرة ضد المهاجرين
  • تغلغل جهادي.. معهد أمريكي يثير المخاوف من نشر التطرف القطري
  • حادث مروع في إلينوي: سيارة تدهس أطفالا داخل مخيم ترفيهي وتقتل 4
  • توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة
  • السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"