أظهرت دراسة جديدة ارتفاعًا حادًا في حالات سرطان الأمعاء بين الشباب في إنجلترا، حيث كشفت النتائج أن معدلات الإصابة ارتفعت بشكل أسرع في إنجلترا مقارنة بالعديد من الدول الأخرى حول العالم.

وتبين أن الإصابة بسرطان الأمعاء في الفئة العمرية بين 25 و49 عامًا آخذة في الزيادة عالميًا، لكن إنجلترا تعد من بين الدول التي شهدت أكبر زيادة، بمعدل نمو سنوي يبلغ 3.

6%، وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "لانست أونكولوجي".

ورغم أن الدراسات لا تزال مستمرة لفهم أسباب تزايد الإصابة بهذا المرض بين الشباب، يعتقد الخبراء أن العوامل مثل النظام الغذائي غير الصحي، وزيادة تناول الأطعمة المعالجة، والسمنة، وقلة ممارسة الرياضة، قد تلعب دورًا في هذا الاتجاه.

وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "سرطان الأمعاء" في المملكة المتحدة: "تظهر هذه الدراسة المهمة أن ارتفاع معدلات سرطان الأمعاء المبكر، الذي يصيب البالغين بين 25 و49 عامًا، هو قضية عالمية."

وأضافت: "من المقلق أن هذه الدراسة كشفت، للمرة الأولى، أن معدلات الإصابة في إنجلترا ترتفع بشكل أسرع مقارنة بالعديد من الدول الأخرى."

أعراض سرطان الأمعاء

وفقًا لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، قد تتضمن أعراض سرطان الأمعاء تغييرات في عملية الهضم، مثل الإسهال أو الإمساك غير المعتاد، ووجود دم في البراز، والشعور المستمر بالحاجة إلى التبرز حتى بعد زيارة المرحاض، وآلام في البطن، وفقدان الوزن غير المبرر، والإرهاق.

وأظهرت الدراسة أن معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء بين الشباب ارتفعت في 27 من أصل 50 دولة تم دراستها بين عامي 2007 و2017. وأكد الباحثون من "جمعية السرطان الأمريكية" أن هذا الارتفاع في حالات الإصابة بالأمراض السرطانية لا يقتصر على الدول الغربية ذات الدخل المرتفع بل أصبح "ظاهرة عالمية".

وأشار الباحثون إلى أن أكبر الارتفاعات في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء كانت في تشيلي (زيادة سنوية بنسبة 4%)، ونيوزيلندا (4%)، وبورتو ريكو (3.8%)، وإنجلترا (3.6%).

تزايد إصابة النساء

وجدت الدراسة أيضًا أن النساء الشابات في إنجلترا ونيوزيلندا وأستراليا وتركيا وكوستاريكا واسكتلندا يعانين من زيادة أسرع في معدلات سرطان الأمعاء مقارنة بالرجال.

وفي المقابل، أظهرت العديد من الدول انخفاضًا أو استقرارًا في معدلات الإصابة بالمرض بين كبار السن، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فعالية برامج الكشف المبكر عن السرطان.

وقالت الدكتورة هيونا سونغ، العالمة الرئيسية في "جمعية السرطان الأمريكية": "يشير هذا الاتجاه العالمي المقلق إلى الحاجة إلى أدوات مبتكرة للوقاية من السرطان المرتبط بالعادات الغذائية وقلة النشاط البدني وزيادة الوزن."

من جانبه، أكدت "سرطان الأمعاء في المملكة المتحدة" أن معدلات الإصابة بالسرطان بين البالغين الأصغر سنًا لا تزال منخفضة، حيث لا يتم تشخيص سوى حوالي 1 من كل 20 حالة إصابة بسرطان الأمعاء في المملكة المتحدة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.

تظهر البيانات التي قدمتها المؤسسة الخيرية حتى عام 2019 أن حالات سرطان الأمعاء قد زادت بنسبة 52% بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا منذ أوائل التسعينات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان سرطان الأمعاء إنجلترا الإصابة بسرطان الأمعاء سرطان الأمعاء بين الشباب بسرطان الأمعاء سرطان الأمعاء فی إنجلترا بین الشباب

إقرأ أيضاً:

تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، تحليلًا شاملًا سلط من خلاله الضوء على أحد أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، وهو تغيُّر المناخ، مبينًا أسبابه وتأثيراته المتزايدة على الأفراد والشركات والمجتمعات، كما قدّم أبرز المقترحات لمواجهته على المستويات كافة.

تغيُّر المناخ.. أزمة متفاقمة تهدد الإنسان والبيئة

اعتبر التحليل أن تغيُّر المناخ يُعد من أخطر القضايا البيئية ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان واستقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تهدد الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن، وتؤثر على الإنتاج الزراعي نتيجة اختلال أنماط سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى تراجع الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الثالث لمجلس إدارة مشروع تحويل النظم المالية من أجل المناخ دعاء العواصف الترابية والغبار.. كيف نستقبل تقلبات الطقس بالدعاء؟

وأوضح التحليل أن الكوارث الطبيعية المتزايدة مثل الفيضانات والجفاف باتت تُسهم في تشريد الملايين، كما تهدد سبل العيش في قطاعات الزراعة والصيد والسياحة، وتُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

الأنشطة البشرية سبب رئيس وراء الاحترار العالمي

أشار التحليل إلى أن التغير المناخي يشير إلى التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي رغم أن بعضها يحدث طبيعيًا، فإن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر تُعد العامل الرئيس وراء هذه الظاهرة، نتيجة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز.

وأكد أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ويُعد العقد الماضي الأشد حرارة على الإطلاق، كما أن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان تُعد من المسببات الرئيسة لهذه الظاهرة.

سيناريوهات خطيرة إذا تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة

حذّر التحليل من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، ستزداد موجات الحر شدة وطولًا، بينما ستنكمش الفصول الباردة.

 أما إذا وصلت إلى درجتين مئويتين، فستصبح موجات الحر أكثر تطرفًا، مهددةً الزراعة والصحة بشكل مباشر.

آثار واسعة على المدن والمحيطات ومستوى سطح البحر

استعرض التقرير عدة تداعيات مباشرة لتغيُّر المناخ على البيئات المختلفة، ومنها:

اختلال أنماط الأمطار، بما في ذلك الجفاف والفيضانات الموسمية.

ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى غمر المدن الساحلية وتآكل الشواطئ.

ذوبان الجليد القطبي وتراجع الأنهار الجليدية.

تغيّرات في المحيطات تشمل زيادة الحرارة والحموضة وانخفاض الأوكسجين، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية.

تأثيرات حضرية، حيث تصبح المدن أكثر عرضة للحرارة والفيضانات.

انعكاسات صحية ونفسية خطيرة.. وتهديد بانتشار الأوبئة

وصف التحليل تغيُّر المناخ بأنه أكبر تهديد صحي في القرن الحالي، حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تتوقع نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويًا بين عامي 2030 و2050، بسبب الملاريا وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بالحرارة.

ولفت التقرير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز انتشار الفيروسات نتيجة اضطرار الحيوانات إلى تغيير مواطنها، مما يزيد فرص التفاعل بينها وبين البشر، وهو ما قد يتسبب في ظهور جوائح جديدة.

الفئات الأكثر تضررًا تشمل:

الأطفال بسبب ضعف مناعتهم.

الحوامل نتيجة التغيرات الفسيولوجية.

كبار السن ومرضى القلب والتنفس.

سكان المناطق الريفية والأقليات ذات الدخل المنخفض.

التأثير الاقتصادي يمتد من الغذاء إلى التأمين والطاقة

أوضح التحليل أن تغيُّر المناخ يؤثر على الاقتصاد بشكل عميق، ويتجلى ذلك في:

ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية.

تضرر شبكة الكهرباء بفعل موجات الحر والطلب الزائد على التبريد.

اضطراب سلاسل التوريد بسبب ارتفاع حرارة المحيطات، مما يهدد الملاحة البحرية.

زيادة تكاليف التأمين، حيث أصبحت بعض الممتلكات غير قابلة للتأمين في دول مثل أستراليا.

خسائر مرتفعة للشركات بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام والسياسات البيئية الجديدة، مثل ضرائب الكربون.

طرق المواجهة: من التمويل إلى العدالة المناخية

أكد التقرير أن التصدي لتغيُّر المناخ يتطلب تضافر الجهود، وأبرز السُبل لذلك تشمل:

التمويل المناخي: تحتاج الدول النامية إلى 127 مليار دولار سنويًا بحلول 2030 لمواجهة آثار تغيُّر المناخ.

التخفيف والتكيف: عبر السياسات الحكومية الداعمة للفئات المتأثرة، وإعادة تأهيل العاملين في القطاعات الملوِّثة.

تحسين نظم الغذاء والمياه: للحد من الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في الاستهلاك والموارد.

تعزيز الوعي البيئي: على مستوى الأفراد والمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات للحوامل .. ارتفاع معدلات السعال الديكي في المملكة المتحدة
  • الخضيري: اكتشاف علاج مناعي للسرطان بديل عن الطرق الحالية ..فيديو
  • صدمة عالمية.. رفاهية الشباب تتراجع في كل مكان!
  • تجنبها.. هذه هي أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور
  • الحصبة تتفشى في خمس الولايات الأميركية وعدد الحالات يقترب من 900
  • رئيس الصومال يفضح علاقة الحوثيين بالتنظيمات الإرهابية في بلاده ويكشف معلومات استخباراتية خطيرة
  • حياة الأطفال في غزة مهددة بالموت بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية
  • ما الذي تفعله الأطعمة فائقة المعالجة بجسمك؟.. تأثيرات صادمة لاستهلاكها من أول يوم حتى عدة أشهر
  • يؤثر على معدلات النمو.. كيف تحمي طفلك من الإصابة بفقر الدم؟
  • تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال