في #ديكتاتورية_الأغلبية!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
كان جون ستيوارت مل المفكر الإنجليزي أول من تحدث عن ديكتاتورية الأغلبية، وذلك في كتابه عن الحرية في منتصف القرن التاسع عشر؛ منوّهّا بأن الديموقراطية تحترم الجميع، ولا تهمل الأقلية لحساب الأغلبية. فالدهماء أكثر عددًا من المفكرين، والأخيار أقل عددًا، والرواد والشهداء هم الأقلية.
وقال العرب:
تُعَيّرنا أنّا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل!! (١)
لجان مجلس النواب
في مجلس الأعيان يسود منطق واضح في اختيار رؤساء اللجان النيابية، حيث يتم بِ “الاختيار”
ويتفق الجميع على من هو أكبر سنّا وأكثر خبرة! فلا صراعات ظاهرة على الرئاسة، وهذا لا ينفي وجود أحلام، وأطماع لدى الأقل خبرة!! لكن ما حدث في مجلس النواب أمس كان خلاف ذلك! فهو استبداد الأغلبية النيابية بنواب الأقلية، وحرمانهم من رئاسة بعض اللجان التي قد تخسر قيادات مهمة بسبب هذه الديكتاتورية!
لست صديقًا للإخوان المسلمين ، بل إن علاقتي بهم هي كعلاقتي بوزارة التربية والتعليم: حبّ من طرف واحد!!
لست مدافعًا عن حزب جبهة
العمل الإسلامي، فهم أيضًا يلجأون إلى ديكتاتورية الأغلبية!
إن الديمقراطية لا تهمّش الأقلية، وما حدث في رئاسات اللجان النيابية هو أحد الأخطاء التي نمارسها باسم الديمقراطية!
كان من الممكن أن يحصل الإخوان على رئاسة لجان ولو بحجم تمثيلهم!
التدوير هو ديكتاتورية الأقلية!
مقالات ذات صلة ماذا بعد …! 2024/12/13تمارس الحكومات الأردنية متعة التلذّذ بتدوير الأقلية؛ معتقدة أنّ من يحبونها قلّة، ولذلك يجب تحصينهم بمراكز تزهو بهم، ولا تزهو بغيرهم! فالمكافآت الحكومية هي للأقلية، بعكس ما رُتّب في مجلس النواب من ديكتاتورية الأغلبية!
هل هي لعبة حكومية؟ ديكتاتورية الأغلبية حيث تريد، وديكتاتورية الأقلية حيث تكافىء!!
غضبة الرئيس
قيل في الأخبار: إنّ دولة الرئيس توعّد بتطوير آليات الحكومة في التدوير عن طريق إحداث “هزّة”
في اختيار أعضاء المجالس واللجان الحكومية: مجالس التربية، ومجالس المناهج، ومجالس التعليم العالي ، ومجالس الجامعات، ومجالس إدارة المؤسسات الحكومية والمستقلة! توقعنا إجراءات غير تدويرية، والخروج عن دائرة:
” حُطْ” لي (أبو فلان)، و”قيم ” (فلان) و”حرام” أبو فلان” _إله قاعد ثلاثة شهور بعد الوزارة- ويجب إعادة الاعتبار لفلان!
التدوير هو ديكتاتورية الأقلية.
والأقليات التي ترعاها الحكومات
ليست من ضمن:
-أقلية الأذكياء.
-أقلية الخبراء.
-أقلية المستحقين.
هل نطالب بِ”كوتا” لهذه الفئات؟
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
خطبة الجمعة اليوم | خطيب الأزهر: كل إنسان يستطيع مساعدة غيره ماديا أو معنويا.. ومجالس الذكر تسهّل معرفة المحتاجين لإعانتهم| فيديو
خطيب الجامع الأزهرالله خلق الإنسان اجتماعيا بطبعه ويحتاج إلى غيره دائما
مجالس الذكر تسهّل معرفة المحتاجين لإعانتهم
كل إنسان يستطيع مساعدة غيره ماديا أو معنويا
ألقى الدكتور حسن الصغير، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم من رحاب الجامع الأزهر الشريف.
وقال حسن الصغير في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، إن الله خلق الإنسان وجعله اجتماعيا بطبعه ويحتاج إلى أخيه الإنسان ولذا فإن المولى عزوجل حث على هذا التعاون.
وأضاف أنه من الجميل في شريعة الإسلام أنه يسر أمر التعاون فقدر لكل إنسان من الخير ومن الرزق ما به يعين المحتاج فلم يقصر أمر التعاون على المستطيعين القادرين ولا على الأغنياء بل كل ميسر لما خلق له.
واستشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وبشر الرسول الكريم المتعاونين مع المحتاجين بأن لهم من الله جزاءا عظيما فيقول النبي (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
كما قال النبي (من سلك طريقا يلتمس فيه علما يسر الله به طريقا إلى الجنة) كما قال النبي (وما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت علهيم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده).
وقال الدكتور حسن الصغير، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر والمشرف العام على لجان الفتوى بالأزهر الشريف والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن من الأمور التي تمكن الإنسان من الوقوف على المحتاجين حتى يعينهم مجالس الذكر.
وأضاف الصغير في خطبة الجمعة، أن مجالس الذكر تتنزل عليها السكينة وتحفها الملائكة ومنها تجمع المسلمين يوم الجمعة وصلاة الجماعة ومجالس الذكر والعلم لأنها تجعل الإنسان ينظر إلى أصحابه ورفقائه في هذه المجالس.
وتابع: كذلك شرع الشرع الحنيف بر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلى الجار والرفيق والصديق وكل الناس حتى تعينهم مما يتيسر لك به الإعانة حتى لو بالتبسم في وجوههم.
وأكد خطيب الجامع الأزهر أننا في أمس الحاجة إلى هذه القيم وهذه الفضائل التي تصلح حال الكون وترتقي بها الأمم.
وقال حسن الصغير، إن الإنسان من الممكن أن يعين غيره ماديا أو معنويا، لقول النبي (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
وأضاف الدكتور حسن الصغير في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، أن الإنسان قد لا يحتاج إلى كثير من المال أو المتاع لكنه يحتاج منك إلى طلاقة الوجه والتبسم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبادل الخبرات والعلم والثقافة مع الغير من أوجه الخير.
وأشار إلى أن إرشاد المسلم غيره في أرض الضلال صدقة، وإماطة الأذى والحجارة والشوك عن الطريق صدقة، ففي كل معروف صدقة ولا تحقرن من المعروف شيئا.
وأوضح أن الكلمة الطيبة صدقة وهي سبيل من سبل التعاون على البر والتقوى، فالإسلام شريعة تبتبغي مجتمعا متعاونا في السراء والضراء فبه تستقيم الحياة وينصلح حال الناس في الدنيا والآخرة وبه تكون السعادة وبه يكون الرقي.