تواصل القوات الأمريكية أداء دور رئيسي في شمال سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد، حيث تقدم الدعم للقوات الكردية في المنطقة، وتعتبر الصور الأخيرة للمركبات العسكرية الأمريكية في شوارع مدينة الرقة دليلاً بارزًا على هذا الوجود المستمر.

وبينما تعمل الولايات المتحدة وتركيا معًا على إعادة إعمار سوريا، تزداد الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، منذ سقوط التنظيم، لعبت القوات الأمريكية دورًا حيويًا في مكافحة "الإرهاب"، خاصة في الشمال السوري، حيث تواصل تقديم الدعم للقوات المحلية.

روسيا توقف إمداد سوريا بالقمح وأوكرانيا تعرض المساعدة بيلنكن: من المهم حماية الأقليات في سوريا

وتؤكد هذه التحركات العسكرية على أهمية الوجود الأمريكي في سوريا، وتعكس التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في إعادة بناء البلاد بعد سنوات من النزاع الدموي الذي استمر لأكثر من 13 عامًا، والذي شهد تدخلًا كبيرًا من حلفاء الأسد الإقليميين مثل حزب الله وميليشيات شيعية أخرى.

وكشف مسؤولون بارزون من نظام الرئيس الهارب بشار الأسد لوسائل الإعلام، بما في ذلك الحرة ووكالات أنباء أخرى، عن تفاصيل تحركاته في الساعات الأخيرة قبل فراره إلى روسيا وسقوط نظامه.

لم يُطلع الأسد أحداً تقريباً على خططه للهرب من سوريا في وقت كان فيه حكمه يتداعى، بل قام بخداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أفراد عائلته، كما أفاد أكثر من 10 أشخاص مطلعين على الأحداث لوكالة رويترز.

قبل ساعات من مغادرته إلى موسكو، أكد الأسد خلال اجتماع مع حوالي 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع، أن الدعم العسكري الروسي في الطريق وحث القوات البرية على الصمود، وفقاً لقائد حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هويته.

كما لم يكن الموظفون المدنيون على علم بخطط الأسد للهروب. فقد أشار أحد مساعديه إلى أن الأسد أبلغ مدير مكتبه يوم السبت بعد انتهاء عمله بأنه سيعود إلى منزله، لكنه توجه بدلاً من ذلك إلى المطار.

وأضاف المساعد أن الأسد اتصل أيضاً بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة كلمة له، وعندما وصلت، لم يكن هناك أحد.

ولم تتمكن رويترز من التواصل مع الأسد في موسكو، حيث منح حق اللجوء السياسي.

تظهر المقابلات التي أجريت مع 14 شخصاً مطلعاً على الأيام والساعات الأخيرة التي قضاها الأسد في السلطة صورة لزعيم يسعى للحصول على مساعدة خارجية لتمديد حكمه الذي استمر 24 عاماً، قبل أن يعتمد على الخداع والسرية في التخطيط لخروجه من سوريا في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي.

وطلبت معظم المصادر، التي تضم مساعدين في الدائرة المقربة من الرئيس الهارب ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين بارزين، عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة الأمور الحساسة بحرية.

كما كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد غازي الجلالي، في تصريحات لقناة "الحرة" عن تفاصيل اللحظات الأخيرة لنظام بشار الأسد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإرهاب نظام بشار الأسد انهيار نظام بشار الأسد سوريا القوات الأمريكية الشمال السوري

إقرأ أيضاً:

انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني.. ماذا يعني هذا للعالم؟

سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على التراجع الكبير في صناعة السفن الأمريكية في مقابل النمو الهائل للصين كقوة بحرية؛ حيث تتزايد الفجوة بين الدولتين في مجال بناء السفن مع تزايد الهيمنة الصينية العالمية في هذا القطاع.

وقالت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإعادة تنشيط صناعة السفن الأمريكية المتراجعة؛ حيث أعلن في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي عن إنشاء مكتب بحري جديد في مجلس الأمن القومي لتنشيط بناء السفن العسكرية والتجارية على حد سواء.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تقرير نشره هذا الأسبوع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، يسلط الضوء على مكانة الصين كلاعب مهيمن عالميًا في مجال بناء السفن، مما يشكل تحديات اقتصادية وأمنية للولايات المتحدة.


وأشارت المجلة إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك أربعة أحواض بناء سفن عامة نشطة فقط، بينما تمتلك الصين ما لا يقل عن 35 موقعًا معروفًا بصلته بالمشاريع العسكرية أو مشاريع الأمن القومي في هذا المجال، وفقًا لباحثي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذين حللوا 307 من أحواض بناء السفن الصينية، وجميعها "تعمل بتوجيهات من الدولة".

وقد وصف تقرير وزارة الدفاع الأمريكية السنوي حول القوة العسكرية الصينية، الصادر نهاية السنة، البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني بأنها الأكبر في العالم "بقوة قتالية تزيد عن 370 سفينة وغواصة، بما في ذلك أكثر من 140 سفينة حربية سطحية رئيسية".

وأفاد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية السنة الماضية بأن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تشغل 234 سفينة حربية، مقارنةً بـ 219 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، وتتمتع الولايات المتحدة بميزة في الطرادات والمدمرات المزودة بصواريخ موجهة، بالإضافة إلى الحمولة الإجمالية، بفضل أسطولها المكون من 11 حاملة طائرات، مقابل ثلاث حاملات للصين.

ومع ذلك؛ قال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية هذا الأسبوع إن الصين في طريقها للوصول إلى أسطول من 425 سفينة بحلول عام 2030، مقارنة بـ300 سفينة تمتلكها البحرية الأمريكية.

وأكدت المجلة أن تضاؤل النفوذ البحري الأمريكي إلى جانب تنامي حجم البحرية الصينية وقوتها يشكل تحديات كبيرة للاستعداد العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن أكبر شركة بناء سفن مملوكة للدولة في الصين، وهي شركة بناء السفن الحكومية الصينية، قامت ببناء سفن تجارية في عام 2024 أكثر مما بنته صناعة السفن الأمريكية بأكملها منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت المجلة أن بكين قامت بدمج الإنتاج التجاري والعسكري في العديد من أحواض بناء السفن التابعة لها، مما أتاح لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني الوصول إلى البنية التحتية والاستثمار والملكية الفكرية الخاصة بالعقود التجارية.

وقال مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات من دول حليفة للولايات المتحدة، اشترت 75 بالمئة من السفن التي بنيت في أحواض بناء السفن الصينية ذات الاستخدام المزدوج، مما منح البلاد إيرادات وخبرات تكنولوجية.

وعلى النقيض من ذلك، أغلقت البحرية الأمريكية خلال العقود السابقة عددًا من أحواض بناء السفن العامة التي كانت تديرها، والتي كانت حيوية للمجهود الحربي الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.


وأفادت المجلة بأن تقريرا للكونغرس الأمريكي لعام 2023 سلط الضوء على تضاؤل قدرات الولايات المتحدة في بناء السفن؛ حيث ذكر أن أحواض بناء السفن الأمريكية كانت تبني في سبعينيات القرن الماضي حوالي 5 بالمئة من حمولة السفن في العالم - أي ما يصل إلى 25 سفينة جديدة في السنة - ولكن بحلول الثمانينيات، انخفضت هذه النسبة إلى المعدل الحالي البالغ حوالي خمس سفن في السنة.

وفي الوقت نفسه، كشفت إحاطة مسربة للبحرية الأمريكية أن قدرة الصين على بناء السفن كانت أكبر بـ 232 مرة من قدرة الولايات المتحدة.

وختمت المجلة بأن التقرير الصادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعنوان "حروب السفن"، أوصى بضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة للتصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية متعددة الأوجه التي تفرضها صناعة بناء السفن الصينية، مؤكدًا أن التجارب السابقة في صناعات مثل الألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية، حيث تم إقصاء الشركات الأمريكية والحليفة بالكامل تقريبًا من السوق بسبب التصنيع الصيني منخفض التكلفة، تقدم تحذيرات واقعية لما يمكن أن يحدث في صناعة بناء السفن.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال مؤتمر بروكسل التاسع للمانحين حول سوريا: الشعب السوري احتفل بالخلاص من نظام الأسد لكن المعاناة ما تزال مستمرة بسبب هذا النظام
  • «مؤتمر بروكسل» يجمع على دعم سوريا وتركيا تتحضّر لدعم الجيش
  • أردوغان وترامب يتفقان على ضرورة رفع العقوبات لإعادة بناء سوريا
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • الذكرى الرابعة عشر للثورة.. سوريا بدون نظام الأسد
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني.. ماذا يعني هذا للعالم؟
  • إجراءات أمنية مشددة في سوريا تزامنا مع إحياء ذكرى الثورة
  • اتفاق تاريخي في سوريا.. وتركيا تضع شروطها بوضوح
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي