الفنان المسن.. حكاية فتحى الخضرى أقدم رسام فى مصر القديمة
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
ظهرت علامات الشيب على وجهه، وغير الشعر الأبيض الكثيف ملامحه، إلا أن أنامله ما زالت تنم عن مهاراة فريدة من نوعها تفرد بها عن غيره، فتلك الرجفة الخفيفة التى فى يده تمتزج مع الفرشة الساحرة التى يرسم بها الرسومات الخيالية الدقيقة الفريدة من نوعها.
فتحى الخضرى الذى يبلغ من العمر عتيا، يقضى يومه بأكمله فى الرسم والفنون الجميلة، فمنذ نعومة أظافره وهو يعشق هذا الفن الجميل حتى أتقن كل مخابئه وأسراره، بدأ مشواره المهنى فى جريدة الجمهورية لرسم الإعلانات التى تكون فى الشوارع، إلا أنه أراد أن يغير الروتين اليومى الذى يعيشه ويحلق فى آفاق الرسم والفن الجميل.
المهارة الفريدة والدقة العالية فى إنتاج الرسومات والنقوش الخيالية التى يرسمها الخضرى، جعلته مطلبا للعديد من الشركات وأصحاب المحال التجارية، فكان كنزا ثمينا لأحد أصحاب المحال التجارية التى تنتج الحسير المنقوش بالرسومات الفرعونية، والذى يباع فى البازارات، فكانت تلك الفرصة وسيلة جيدة لتعزيز مهاراته وإتقان عمله الذى يجنى منه قوت يومه ويلبى احتياجات أبنائه.
بعد مرور سنوات من العمل تطور عمل الخضرى الذى أبى أن يفارق هذه المهنة التى عاش معها تفاصيل حياته منذ أن كان طفلا يافعا، إلى أن صار رجلا مسنا بلغ الشيب على وجهه، فكان التطور الجديد الذى طرأ عليه، هو الرسم على السجاد، ولكن هذه المرة للمشاهير والفنانين والشخصيات البارزة التى تنال إعجاب العديد من المواطنين.
بيده التى غلبت عليها التجاعيد، ونظراته الحاده صوب لوحته التى يرسمها، يقضى الرجل المسن يومه بهذه الطريقة شاردا بأفكاره نحو أيام صباه، حيث يؤكد أنه كان يتمنى أن يكون لاعبا لكرة القدم، ولكن مهارته الفائقة فى الرسم، جعلت معلمه فى المدرسة يتمسك به أكثر، ومع مرور الوقت صار يهوى هذا الفن، حتى وجد نفسه وتفاصيل شخصيته بين الفرش والألوان الزهرية الجميلة والرسومات الخيالية.
حال هذه المهنة كحال العديد من نظيرتها، يوجد بها الكثير من المعوقات والمعاناة، حيث تعد أكثر الأمور صعوبة التى تواجه الخضرى، هى عندما يرسم صورة لأحد الأشخاص ولكنها تكون غير ظاهرة المعالم، فيكون هذا أشد صعوبة عليه فى إخراج الرسمة بالدقة المطلوبة، ولكن عشق الرجل الخمسينى بالفنان رشدى أباظة جعله يتخطى كل هذه الصعوبات، حيث كان هذا الفنان صاحب النصيب الأكبر من رسومات الفنان العجوز، وأيضا النجم العالمى محمد صلاح وغيرهم من المشاهير حول العالم.
لا يرغب الرجل المسن فى أى شيء آخر، وكأنه قد اكتفى بهذ الفن الجميل وتلك الرسومات البسيطة عن الدنيا وما فيها، حيث يفصح أن أقصى أمنياته وهى الخاتمة الحسنة قبل مماته، فهى أهم شيء على حد وصفه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رسام مصر القديمة
إقرأ أيضاً:
«الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
لم يعد الرأى العام المصرى يندهش أو حتى يهتز لأننا أصبحنا نبحر فى كل اللا معقَول بسبب الأحداث التى تفوق كل التوقعات والتكهنات وحتى الخيالات التى غالبًا ما تنتهى بسنياريوهات دمويه للعنف الأسرى أو بدافع الحب، هزت نسيج أسطورة المجتمع المصرى المتدين المعروف بالتدين والحياء، خلافات قد تكون تافهة تنسف كل المشاعر الإنسانية، وتدمير كلى وجزئى لكل أدبيات «العيش والملح»، والعشرة الطويلة على المرة قبل الحلوة.. الحقيقة المفزعة بأن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى البيوت المصرية التى تحولت إلى قنابل موقوتة تسقط عند أول اختبار صعب للظروف المعيشية و«العيشة الضنك».. بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة الذى يمر بها، تدل بل تؤكد على هشاشة العلاقات الأسرية. وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية بين أزواج ضعاف النفوس ومنزوعى العلاقة الروحية والربانية التى توثق الأخلاق وتهذب النفوس بالخوف من الله والظلم... لتتحول كل المشاعر إلى نزعة انتقامية تنتهى برغبة أكيدة بالتخلص من كليهما،. غالباً ما تقع الزوجة الطرف الأضعف كضحيه لهذا الخلل..جرائم قتل بشعه تهز عروش السماء وينفطر لها القلب وتخرج عن كل التوقعات أو حتى ما يستوعبه المنطق والعقل..والأسباب تافهة الذبح هو سيد كل نزاع بين العاشقين أو الزوج والزوجه وأمام أعين أولادهم فاجعة بكل المقاييس، تزامنًا من تزايد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق فى ظاهرة باتت تهدد المجتمع المصرى بشكل خطير، للأسف الإعلام والدراما الهابطة ساعد فى تأجيجها هذه الظاهرة.
فمنتهى الهدوء والثبات والثقة قام زوج ببث فيديو مباشر بـ «سيلفى» مع زوجته التى قطع راسها أمام بناتها الثلاث بعد ٩ سنوات من العشرة انتهت بمشهد انتقامى دموى.. وآخر سابق «بطلها» طبيب قتل زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاثة ذبحا فى دقائق وسط بركة من الدماء..وفى شوارع الإسماعيلية جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبدالرحمن نظمى، الشهير بـ»دبور»، على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض «ساطور». ولم يكتف الشاب بذلك، بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة فى مشهد مرعب وسط ذهول، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين، وفى محافظة الغربية قام شاب بقتل أفراد عائلته بطريقة بشعة، قام بالتخلص من عائلته المكونة، من والدته وشقيقه وشقيقته ذبحا بالسكين، وإشعال النيران فى أجسادهم بمركز قطور ، مشاهد الذبح اليومية التى ملأت أسماعنا هنا وهناك لم تفرق بين الطبقات بل انها النهاية البشعة لكل فئات المجتمع سواء المثقفة أو حتى الأمية، فى ظل انتشار «السوشيال ميديا» وسرعة البرق فى نشر الأفكار المسمومة الذى تسبب فى انتهاك الخصوصية للمواطن المصرى البسيط «أبوضحكة جنان» الشهير بخفة الدم و»القفشات» التى يحول المواقف الصعبة إلى ضحكات وابتسامات.. للأسف لم يعد دمه خفيفًا بل أصبح دمه رخيصًا، وتنوعت الأسباب التى يرجع إلى غياب الوعى الثقافى والدينى، وتعاطى المخدرات الرديئة الصنع آلتى انتشرت حالياً فى السوق المصرى والتى تفتك بالعقل وتغيبه وأسباب كثيرة وخطيرة أهمها ضياع الوازع الدينى وانهيار الأخلاق والضغوط والتوترات الاقتصادية الباب الخلفى الذى أفرز مجتمعًا مضغوطًا نفسياً وعصبيا وجسدياً عجز عن توفير حياة كريمة، يمكن تلخيصها فى عدة عوامل متداخلة، إذ إن تدهور الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة، يعزز من مشاعر الإحباط والضغوط النفسية، مما يؤدى إلى تصاعد العنف كوسيلة للتنفيس عن الغضب. بالإضافة إلى ذلك يؤثر الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة على تزايد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وضعف الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، يعمق الإحساس بعدم العدالة الاجتماعية ويزيد من السلوكيات العدوانية.، ولابد من وضع السياسات العاجلة وزيادة الوعى الثقافى والاجتماعى ونشر الخطاب الدينى، عدة عوامل حربية كخطة عاجلة لوقف نزيف وجراح مجتمع فى طريقه إلى الانهيار، إلى جانب تراجع القيم المجتمعية، أدى إلى تغيرات فى التركيبة الاجتماعية وانخفاض الوعى بالقيم الإنسانية والتسامح، زادت من انتشار السلوكيات العدوانية والعنف كجزء من سلوكيات الاحتجاج أو الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن تعدد مصادر الأسلحة والمخدرات فى بعض المناطق يجعل العنف أكثر شيوعًا.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]