تعتمد حفلات الزفاف بشكل كبير على التقاليد التي تعكس التاريخ والعادات الثقافية للمجتمعات والأسر، بدءا من تفاصيل المكان وحتى أسلوب الاحتفال.

لكن مؤخرا، انتشر تقليد جديد وهو "تحطيم الكعكة"، حيث يقوم العروس والعريس بتبادل المزاح أثناء تقطيع الكعكة، وأحيانا ينتهي الأمر بوضع الكعكة على وجوه بعضهما بعضا، أو بالأحرى، "تلطيخ" وجه العروس بالكعكة من قبل العريس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الستينيات إلى اليوم.. كيف جسدت السينما الفلسطينية شخصياتها المتعددة؟list 2 of 2"ساعته وتاريخه".. الحلقة الأولى تقتنص المشاهدات وتبدد مخاوف أسرة نيرة أشرفend of list

وانتشرت كثير من مقاطع الفيديو المصورة على "تيك توك" بوسم #weddingcakesmash، الذي حظي على ملايين المشاهدات. وبينما يعتبر بعض الأشخاص أن هذا التقليد مضحك وممتع للمشاركين في الاحتفال، فإن الآخرين يجدونه أمرا سيئا وغير مناسب  لحفل الزفاف.

تاريخ كعكة الزفاف

يعود تاريخ كعكة الزفاف إلى العصور القديمة. ففي روما القديمة، كان يتم كسر رغيف خبز فوق رأس العروس كرمز للخصوبة والازدهار.

بحلول القرن الـ19 في إنجلترا الفيكتورية، أصبحت كعكات الزفاف أكثر فخامة بفضل تطور تقنيات الخَبز واستخدام السكر الأبيض المكرر، مما جعل الكعكات البيضاء رمزا للنقاء والرفاهية. وتطورت العادة لاحقا لتشمل طبقات متعددة، وأصبحت تمثل احتفالات أكثر رسمية ورمزية.

في العصر الحديث، كعكة الزفاف تمثل الذوق الشخصي للعروسين، وغالبا ما تكون مصممة بأشكال وديكورات فنية تعكس أسلوبهما.

إعلان من أين جاء تقليد تلطيخ كعكة الزفاف؟

قديما، لم تكن عادة تحطيم كعكة الزفاف تتضمن تلطيخ وجه العروس بها. ووفقا لـ"الغارديان" كان يتم تفتيت كعك الشعير، في حفلات الزفاف الرومانية القديمة، فوق رأس العروس كرمز للخصوبة والسيطرة. وفي العصور الوسطى، كانت الكعكة تُرمى أو تُفتّت أحيانا كنوع من الطقوس لجلب الحظ.

أما خلال العصور الوسطى في إنجلترا، تطور التقليد ليصبح مرتبطا بفكرة الازدهار والحظ الجيد. وكان الزوجان الجديدان يتبادلان إطعام كل منهما قطعة من الكعك، مما يعتقد أنه يرمز إلى الاتحاد والترابط بينهما. وهو التقليد الذي استمر لعقود طويلة في حفلات الزفاف الحديثة.

مع مرور الوقت، ظهرت بعض الممارسات الحديثة مثل تلطيخ الوجه بالكعكة كنوع من المزاح، لكنه أثار جدلا بين المختصين حول مدى قبول ولياقة تلك الممارسة. وبينما تقبل بعضهم تلك الممارسة باعتبار أنها تضيف جوا من المرح والبهجة بين المدعوين في حفلات الزفاف، استنكرها آخرون، لافتين إلى سلبيات وفوضى قد تتسبب في مشكلات بين الزوجين الجديدين.

في العصر الحديث، تمثل كعكة الزفاف الذوق الشخصي للعروسين، وغالبا ما تكون مصممة بأشكال تعكس أسلوبهما (بيكسلز) بهجة أم فوضى؟

المؤيدون لتقليد تحطيم كعكة الزفاف يرون أنه طريقة ممتعة ومرحة للاحتفال بانضمام العروسين معا، ويضيف لمسة شخصية للحفل.

وتشير خبيرة الطعام راشيل سويت في مقال منشور على موقع "ذا نوت" إلى أن اللحظة التي يتبادل فيها الزوجان هذا التقليد، غالبا ما تكون مليئة بالضحك والسعادة، مما يجعلها لحظة أصيلة يمكن للضيوف الاستمتاع بها أيضا، "فهي تعكس الجانب الإنساني والمرح للزوجين، بعيدا عن الرسمية".

وذكرت سويت ميزة أخرى مهمة لهذا التقليد، وهي أنه يوفر فرصة رائعة لالتقاط صور تذكارية مميزة. قائلة إنه عندما يتم تحطيم الكعكة بأسلوب لطيف ومنظم، فإن ذلك يخلق مشاهد عفوية وطريفة تضيف قيمة عاطفية للذكريات التي يحتفظ بها العروسان وضيوفهما من الحفل، موضحة أن هذه اللحظات الحقيقية وغير المتكلفة تساعد في إشراك الحضور وإضفاء البهجة على الأجواء، مما يجعلها من أبرز اللحظات التي يتذكرها الجميع بعد الحفل.

تحطيم كعكة الزفاف له العديد من السلبيات التي تجعله خيارا غير مثالي للكثير من الأزواج (بيكسابي)

على الجانب الآخر، وبينما قد يبدو تقليد تحطيم كعكة الزفاف ممتعا ومرحا، فإن الخبراء يشيرون إلى أن له العديد من السلبيات التي تجعله خيارا غير مثالي للكثير من الأزواج، وقد يؤدي إلى عدد من المشكلات.

إعلان

وأولى تلك المشكلات هي الفوضى غير مرغوب فيها. وتلفت خبيرة الكعك هيذر آن ليفات إلى أن هذا التقليد قد يتسبب في خلق فوضى غير مريحة، خاصة إذا لم يكن كلا الشريكين متفقين مسبقا على حدوده. وقالت ليفات في تقرير على موقع "برايدز" إن تلك الممارسة قد تؤدي إلى لحظات محرجة أو حتى خلاف بسيط إذا لم يكن الشريكان متفقين. كما أن ذلك يتسبب أيضا في إتلاف كعكة الزفاف باهظة الثمن، ويعتبر تحطيم جزء منها تبديدا غير ضروري لمكون من الحفل كان يمكن الاستمتاع به مع الضيوف.

أما منظمة حفلات الزفاف لورين ديكنز، أشارت إلى أن هذا الفعل قد يؤدي إلى إفساد الشعر والمكياج. وقالت ديكنز إن العرائس ينفقن مبالغ كبيرة في يوم الزفاف على تسريحات الشعر والمكياج. لافتة إلى أن تحطيم الكعكة على الوجه يعني تدمير كل هذا العمل الاحترافي، مما يضطر العروس إلى إعادة الترتيب أو الظهور في الصور المتبقية دون مظهر مثالي.

الأمر نفسه يتعلق أيضا بفستان الزفاف، حيث إن فساتين الزفاف مكلفة للغاية، وقد يؤدي تحطيم الكعكة إلى إلحاق ضرر بالملابس وقد يتسبب في بقع يصعب تنظيفها، مما قد يتطلب الذهاب إلى منظف محترف أو حتى يؤدي إلى تلف دائم.

قد يُعتبر هذا التصرف لائقا من قِبل بعض الضيوف، خاصة الأكبر سنا أو من ثقافات مختلفة. كما يمكن أن يشكل خطرا صحيا في بعض الحالات، مثل دخول الكريمة أو قطع الكعكة في العيون أو الأنف، مما قد يسبب تهيجا أو إصابة طفيفة.

وبينما يعتبر تقليد تقطيع الكعكة من أهم اللحظات المصورة في حفل الزفاف، قد يؤدي هذا التقليد إلى صور غير مرغوبة أو مواقف غير مرتبة، لا سيما إذا كان أحد الطرفين لا يستمتع بالمزاح في مثل هذه اللحظات الجادة، فقد يؤدي ذلك إلى توتر أو شعور بعدم الاحترام.

كيف يمكن تجنب هذه الأضرار؟

إذا كان تنفيذ هذا التقليد ضمن حفل الزفاف أمرا مرغوبا، فمن الضروري أن يتم ذلك باتفاق مسبق بين العروسين. كما يُفضل الحرص على تنفيذه بطريقة لطيفة ومرحة دون إفراط، مع استخدام كمية صغيرة من الكعكة لتجنب أي فوضى أو إزعاج.

لذلك، يجب أن يكون التقليد مخططا بعناية وباحترام لضمان تجنب أي مشاعر سلبية أو مواقف غير مريحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي حفلات الزفاف هذا التقلید قد یؤدی إلى أن

إقرأ أيضاً:

إحتجاز سائحة بريطانية داخل مصحة بمراكش بسبب فاتورة تطبيب يعيد جدل فوضى المصحات الخاصة

زنقة20ا الرباط

خلف قرار “احتجاز” سائحة بريطانية تدعى “كوليت روبنسون” بإحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش، بسبب عدم قدرتها على أداء فاتورة علاجها بعد تعرضها لأزمة قلبية، موجة غضب واستنكار واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر في هذا الصدد المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام  عن استنكاره الشديد لهذه “الواقعة التي تسيء إلى صورة المغرب كوجهة سياحية عالمية، وتمس بمبادئ الحق في العلاج واحترام كرامة الإنسان”.

واعتبر المرصد في بلاغ له، أن “هذه الحادثة تسائل الجهات الوصية على قطاع الصحة ببلادنا حول مدى احترام المؤسسات الصحية، خاصة الخاصة منها، للأخلاقيات المهنية وللمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق المرضى. كما نطالب بفتح تحقيق عاجل في هذه الواقعة، واتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات التي قد تؤثر سلبًا على سمعة المغرب كبلد منفتح على العالم، وملتزم بحقوق الإنسان”.

وشدد المرصد الحقوقي على أن “ممارسة الطب هي رسالة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون نشاطًا تجاريًا، وبالتالي، فإن أي تعامل مع المرضى بمنطق الربح التجاري الخالص يتنافى مع المبادئ الأساسية لمهنة الطب، ومع القوانين والأعراف الدولية التي تحكم هذا القطاع. إن الحق في العلاج هو حق إنساني أساسي، لا يمكن أن يكون مشروطًا بالقدرة المالية للمريض، خصوصًا في الحالات الاستعجالية التي تتعلق بالحياة أو الموت”.

وطالب المرصد ب”ضرورة ضمان حق المرضى في الاطلاع على الفواتير التفصيلية للخدمات الطبية المقدمة لهم، تفاديًا لأي تضخيم غير مبرر للتكاليف أو استغلال لحالات الطوارئ الصحية. كما يجب ضمان حق المريض في اتخاذ القرار بشأن مسار علاجه بناءً على معطيات واضحة وشفافة، دون أي شكل من أشكال الإكراه أو الضغط المالي”.

ودعا البلاغ ” الجهات المختصة بضرورة تعزيز دور المستشفيات العمومية في تقديم الخدمات الصحية للحالات الطارئة، تفاديًا لتحويل القطاع الصحي إلى مجال تجاري بحت، حيث يصبح العلاج رهينًا بالقدرة المالية للمريض بدلًا من أن يكون حقًا إنسانيًا مكفولًا. كما ندعو إلى فرض رقابة صارمة على المصحات الخاصة لضمان احترامها لقواعد الشفافية والأخلاقيات المهنية، وتفادي أي تجاوزات تضر بسمعة المغرب وبثقة المواطنين والزوار في نظامه الصحي”.

ومن أجل ضمان حقوق المرضى والمؤسسات الصحية معًا، طالب المرصد  ب”إحداث صندوق خاص تتكفل به هيئة الأطباء أو إحدى المؤسسات الوطنية، يكون مخصصًا لتغطية الحالات الاستثنائية والعاجلة، لضمان استمرارية الخدمات الصحية دون المساس بحقوق المرضى. كما ندعو إلى إلزام المصحات والمستشفيات بنشر الأثمنة الصحية المرجعية بشكل واضح، حتى يتسنى للمواطنين والمقيمين والزوار معرفة التكاليف المتوقعة قبل أي إجراء طبي”.

وشدد المصدر ذاته على “ضرورة مراجعة كيفية الحصول على الملف الطبي، بحيث يكون من حق المريض الاطلاع الكامل على كافة التفاصيل المتعلقة بعلاجه، بما في ذلك الإجراءات الطبية التي خضع لها، والأدوية والمستلزمات الطبية التي تم استخدامها. وندعو المشرع إلى التدخل العاجل من أجل سن قانون واضح يحمي حقوق المرضى في المعلومات، ويضمن إثبات كل الإجراءات الطبية المنجزة بشكل شفاف، حتى لا يُترك المرضى عرضة لأي تجاوزات أو استغلال مالي”.

 

 

مقالات مشابهة

  • الروائي خليل صويلح يوقع روايته الجديدة في مقهى الروضة
  • بودكاست «يبان عادي» يوضح احتياجات العروس لعملية تجميل قبل ليلة الزفاف
  • عكس التقليد.. أين اختار البابا فرنسيس مكان قبره؟
  • عكس التقليد.. أين اختار البابا فرنسيس أن يدفن؟
  • إحتجاز سائحة بريطانية داخل مصحة بمراكش بسبب فاتورة تطبيب يعيد جدل فوضى المصحات الخاصة
  • ترامب وأوكرانيا.. إنقاذ أم ابتزاز أم خيانة أم فوضى؟
  • والدة العروس تنتقم من ابنتها خلال زفافها
  • الدار البيضاء: توقيف مرتكب الفوضى والمعتدي على رجال الأمن في القنيطرة
  • بيبرس لأئمة وباحثي ألمانيا: التعصب والجهل أهم أسباب فوضى الفتوى الإلكترونية