البشير: سنضمن حقوق كل الطوائف.. والشرع: لا عفو عن المتورطين بالتعذيب
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
بدأت حكومة تسيير الاعمال السورية الجديدة برئاسة م ..محمد البشير اعادة ترتيب البيت الداخلي السوري بعد ايام قليلة على سقوط نظام بشار الأسد، وسط ترقب واسع لفرص نجاحها في طمأنة الداخل والخارج.
وتعهد رئيس الحكومة المؤقتة بالبقاء في السلطة حتى مارس 2025 فقط، مؤكدا أن: التحدي هائل ومع ذلك يمكن تحسين الوضع والأمر سيأخذ وقتا ولكننا سننجح.
وقال: ورثنا من نظام الأسد تركة إدارية ضخمة فاسدة ونحن في وضع سيئ للغاية ماليا ولا توجد لدينا سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئا ولا عملة أجنبية لدينا، بحسب ما نقلت عنه قناة «الجزيرة».
ودعا البشير مواطنيه الذين فروا خلال أعوام الحرب، للعودة إلى ديارهم. وقال في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الايطالية «أناشد كل السوريين في الخارج: سورية الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها. عودوا»، معتبرا أن «رأس مالهم البشري وخبرتهم سيسمحان للبلاد بالازدهار».
ومنذ اندلاع الثورة في سورية عام 2011، أدى استخدام النظام القوة لمقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم إلى دول مختلفة في العالم.
وفي حديثه إلى الصحيفة، أكد رئيس الوزراء السوري أن «حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية» ستكون مضمونة.
وقال البشير للصحيفة الإيطالية إن «تصرفا خاطئا من قبل بعض المجموعات الإسلامية، حدا بالكثيرين خصوصا في الغرب، إلى الربط بين المسلمين والإرهاب، والإسلام والتطرف».
وشدد في المقابلة المنشورة باللغة الإيطالية على أن «جوهر الإسلام، وهو دين العدل، تم تحويره. لأننا إسلاميون بالتحديد، سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية».
وأضاف «لا مشكلة لدينا مع أي كان، مع أي دولة، حزب أو طائفة، نأت بنفسها عن نظام الأسد المتعطش للدماء».
هذا، وأكدت حكومة تصريف الأعمال أن الحياة بدأت تعود في أغلب المحافظات والمدن والبلدات السورية تدريجيا مع عودة الخدمات الأساسية.
وأفادت الحكومة ببدء عودة النازحين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى مختلف أنحاء سورية، لاسيما مع تمديد الحكومة التركية عمل المعابر البرية مع سوريا بالطاقة القصوى والعمل على مدار 24 ساعة.
من جهته، دعا قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع: المجتمع الدولي إلى ألا يقلق بشأن الوضع في سورية وحاول الطمأنة إلى ان السوريين «منهكون من الحروب وسورية لن تنخرط في حرب أخرى».
لكن أكد انه لن يتم العفو عن المتورطين بـ«تعذيب المعتقلين» في السجون السورية.
وقال الشرع الملقب بالجولاني في بيان على تطبيق تلغرام «لن نعفو عمن تورط في تعذيب المعتقلين وتصفيتهم.. وسنلاحقهم في بلدنا»، مطالبا الدول «بتسليمنا من فر إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة».
إلى ذلك، كشفت قناة العربية الحدث، عن بدء إعادة تشكيل وزارة الدفاع السورية، وانعقاد اجتماع أمني وعسكري رفيع لضم جميع الفصائل تحت لواء الوزارة.
وقالت إنه «سيتم الإعلان عن عودة العمل في المعابر والمطارات السورية قريبا».
بدورها نقلت قناة الجزيرة عن المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية أنه سيتم «تشكيل لجنة خبراء تعمل على النظر في الدستور وإجراء تعديلات عليه».
وأكد ان هيئة تحرير الشام مرحلة من المراحل وندعم ما يختاره الشعب، داعيا دول العالم إلى ألا يصبغوا الثورة بـ«داعش» لأنها صفحة سوداء في تاريخ سورية.
وقال إن الأولويات الآن هي ضبط الأمن وتشغيل الخدمات التي تمس المواطن. وتعهد بتأسيس دولة جديدة هي دولة المؤسسات والقانون، مؤكدا أن مطار دمشق الدولي سيستأنف عمله في غضون أيام.
ميدانيا، نقلت وكالة الانباء السورية «سانا» عن المقدم حسن عبدالغني القيادي في إدارة العمليات العسكرية أنه: بعد تحرير ريف دير الزور الشرقي والغربي وهروب قوات النظام والميليشيات الإيرانية منها، نعلن مدينة دير الزور ومطارها العسكري محررة بشكل كامل، في اطار عملية «ردع العدوان». وأضاف، يواصل مقاتلونا التقدم في مناطق وبلدات ريف دير الزور بعد السيطرة على مركز المدينة والريفين الغربي والشرقي. وبذلك فإن إدارة العمليات العسكرية باتت تسيطر على نحو 70% من الأراضي السورية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في غضون ذلك، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الأردن أمس ومنها ينتقل إلى تركيا لبحث الوضع في سورية.
وفي محادثات من المقرر اجراؤها اليوم في مدينة العقبة على البحر الأحمر وغدا في أنقرة، «سيؤكد بلينكن دعم الولايات المتحدة لعملية انتقالية شاملة بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة» للجميع، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
وبموازاة ذلك، أعلن مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد، التوصل برعاية أميركية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بريف حلب، حيث أسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين قواته وفصائل الجيش الوطني المنضوي ضمن «إدارة العمليات» عن مقتل 218 مقاتلا.
وقال عبدي في منشور على منصة إكس «توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أميركية، حفاظا على أمن وسلامة المدنيين».
ويسيطر على منطقة منبج ذات الغالبية العربية في شمال شرق محافظة حلب، مجلس منبج العسكري التابع لـ«قسد» المدعومة أميركيا والمصنفة ارهابية في أنقرة.
وقال عبدي إنه «سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري من المنطقة «في أقرب وقت». وأضاف «هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد».
من جهة أخرى، أظهرت صور ومقاطع فيديو لوكالة فرانس برس احتراق ضريح الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في مسقط رأسه في القرداحة بمحافظة اللاذقية، بينما كان مقاتلون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح.
ويقع الصرح على تلة عند أطراف بلدة القرداحة. ويضم داخله مدافن لأفراد من عائلة حافظ الأسد، بينهم ابنه باسل الذي قضى بحادث سيارة عام 1994. وأظهرت صور فرانس برس ألسنة النيران تتصاعد من مجسم قبر عند زاوية قاعة فسيحة تزينها قناطر، بينما بدا مجسم قبر الأسد الأب في وسطها مدمرا بالكامل بعد إحراقه. وكان مقاتلون مع أسلحتهم ومدنيون حمل بعضهم علم الثورة السورية، يتجولون في المكان.
وبينت صور وكالة الأنباء الفرنسية أن مقاتلين معارضين وشبانا يتجولون داخل الضريح حيث دفن الأسد الأب بعد وفاته عام 2000، وألسنة النيران تتصاعد من مجسم قبر قبل تدميره.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أحرق مقاتلون من فصائل معارضة الضريح بعد أيام على سقوط الرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم.
الأنباء الكويتية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إدارة العملیات فی سوریة
إقرأ أيضاً:
لقاء سلام والشرع في دمشق.. محطة تأسيسية على خط تصحيح العلاقات؟!
قد لا تكون زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق الأولى من نوعها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتولّي الرئيس أحمد الشرع مسؤوليّة المرحلة الانتقالية، فقد سبقه إلى هذه الخطوة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وكذلك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وغيرهما، إلا أنّ أهميتها تكمن في أنّها أول زيارة لرئيس حكومة مكتملة الصلاحيات، وفي ظلّ انتظام المؤسسات الدستورية في الداخل اللبناني.ترجم ذلك في البيان الذي صدر عن رئاسة الحكومة اللبنانية، حيث أشار سلام إلى أنّ الزيارة التي قام بها إلى سوريا على رأس وفد ضم وزراء الخارجية يوسف رجّي، والدفاع ميشال منسّى، والداخلية أحمد الحجار، من شأنها "فتح صفحةٍ جديدة في مسار العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل واستعادة الثقّة، وحسن الجوار، والحفاظ على سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة فيما بينهما، لأنّ قرار سوريا للسوريين وقرار لبنان للبنانيين".
ولعلّ في هذه العبارات إشارة "ضمنية" إلى أهمية "معنوية" للزيارة، فرئيس الحكومة أراد أن تكون زيارته "محطّة تأسيسية"، ليس فقط لحلّ الكثير من الملفّات العالقة بين الجانبين اللبناني والسوري، والتي قد يحتاج بعضها لجلسات مطوّلة من النقاش، ولكن قبل ذلك، لتصحيح العلاقات بين البلدين، بعيدًا عن النهج الذي كان قائمًا في السابق، والذي كان عنوانه "الهيمنة والاستزلام"، وهي سمات اتسمت بها خصوصًا مرحلة الوصاية السورية على لبنان..
ملفات على طاولة البحث
على طاولة البحث بين سلام والشرع، طُرِحت الكثير من الملفّات، التي تُعَدّ أساسيّة لتصويب العلاقات بين الجانبين اللبناني والسوري، لعلّ أولها ما يرتبط بالوضع الأمني، بما في ذلك ترسيم الحدود البرية والبحرية، وضبط المعابر، ولا سيما غير الشرعية منها، ومنع التهريب، علمًا أنّ هذه الزيارة جاءت بعد اجتماع لبناني سوري على مستوى وزراء الدفاع، عقد برعاية سعودية، في 27 آذار الماضي في جدة، ومهّد الطريق أمام تخفيف التوتر الذي سُجّل على الحدود.
ومن الملفات الأساسية التي حضرت أيضًا على طاولة النقاش، ملفٌ عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلدهم، وهو ملفّ يوليه الجانب اللبناني اهتمامًا خاصًا، وكذلك مصير المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا، والذي يبقى بلا معالجة جدّية، في حين أثار الجانب السوري ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، إلى جانب المطالبة بالمساعدة في ملفات قضائية عدّة، وتسليم المطلوبين للعدالة في لبنان، على خلفية جرائم يُتهَم بها نظام الأسد.
وبطبيعة الحال، لم يغب الشأن الاقتصادي عن طاولة النقاش بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبناني، حيث جرى البحث في التعاون بالمجالات المختلفة، وفتح خطوط التجارة الترانزيت، وفي استجرار النفط والغاز، والنظر في خطوط الطيران المدني، وغيرها، إلا أنّ "طيف" المجلس الأعلى اللبناني السوري كان مهيمنًا، في ضوء اتفاق على إعادة النظر به، ولا سيما أنّه لطالما صُنّف، لبنانيًا على الأقلّ، كواحدة من أدوات الوصاية السورية على لبنان.
ما بعد الزيارة يبقى الأهمّ
يقول العارفون إنّ الزيارة بحدّ ذاتها تكتسب أهمّية كبرى، باعتبار أنّ البحث فيها تطرّق إلى مختلف الملفات الشائكة والنقاط العالقة، حيث تمّ وضع النقاط على الحروف، وقد حرصت الأوساط الحكومية اللبنانية والسورية على السواء، على وصفها بالإيجابية والبنّاءة، إلا أنّ الأهمّ يبقى وفق هؤلاء، في المسار الذي ستتّخذه الأمور العملية ما بعد الزيارة، علمًا أنّه تمّ الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية من البلدين لمتابعة كل الملفات ذات الاهتمام المشترك.
بهذا المعنى، يشدّد العارفون على أنّ "التحدّي" يبقى في النهج الذي سيتبع هذه الزيارة، علمًا أنّ المعطيات المتوافرة تشير إلى أنّ الزيارة كانت "محطّة تأسيسية" يفترض أن تستكمل في المرحلة المقبلة بسلسلة من الخطوات، سواء على صعيد عمل اللجنة المشتركة التي تمّ تأليفها، وربما تشكيل لجان أخرى متخصّصة، أو على صعيد تبادل الزيارات، في وقت تشير المعلومات إلى زيارات مرتقبة للعديد من الوزراء إلى سوريا، لبحث ملفات مرتبطة بوزاراتهم مباشرة.
ويشدّد العارفون على أنّ الهدف الأهمّ من الزيارة، والذي سيخضع للاختبار في المرحلة المقبلة، كان فتح "صفحة جديدة" في مسار العلاقات الثنائية، وبالتالي تصحيح "الخلل" الذي شابها لعقود، مشيرين إلى أنّ هناك فرصة جدّية اليوم من أجل طيّ صفحة الماضي بالمُطلَق، وإقامة علاقات ندية تعود بالفائدة على البلدين، على قاعدة حسن الجوار، واحترام سيادة كلّ بلد، ومنع أيّ خروقات من هنا أو هناك، ما يمكن أن يفتح المجال للمزيد من التنسيق والتطوير.
في النتيجة، يمكن الحديث عن عنوانين أساسيّين في زيارة الرئيس نواف سلام إلى سوريا: أولهما تصحيح الخلل الذي شاب العلاقات الثنائية على مدى عقود، ساد خلالها مفهوم الهيمنة، الذي تفرّعت عنه مفاهيم عدّة من الاستزلام إلى الفساد، وثانيهما، وهو الأساس، التأسيس لصفحة جديدة، يمكن أن تفتح العلاقات على أفق جديد، أفق سيخضع لاختبار "حسن النوايا" في المرحلة المقبلة، التي يأمل اللبنانيون والسوريون أن تكون لصالح البلدين الجارين!
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة سلام اتصل بالشرع.. وزيارة قريبة إلى دمشق Lebanon 24 سلام اتصل بالشرع.. وزيارة قريبة إلى دمشق