تسارع الأحداث في سوريا يُلقي بظلاله على مستقبل المنطقة، مع تكثيف إسرائيل لضرباتها الجوية وتوسيع أهدافها داخل الأراضي السورية، مقتربة من العاصمة دمشق.

تكثيف الضربات الجوية

طورت إسرائيل حملتها العسكرية في سوريا، مستهدفة مواقع استراتيجية تابعة للنظام السوري وحلفائه، بما في ذلك منشآت أسلحة ومراكز قيادة، ونفذت الطائرات الإسرائيلية غارات مركزة بالقرب من دمشق، وصفت بأنها الأوسع منذ سنوات.

تعزيز العمليات العسكرية

وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية لتشمل استهداف البنية التحتية العسكرية للنظام السوري، وقالت مصادر أمنية إن تل أبيب تسعى لتدمير شبكات تهريب الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى لبنان، وسط تقارير عن استهداف منشآت حساسة ومقار عسكرية قرب دمشق.

تحذيرات دولية وتصعيد مستمر

أثارت العمليات الإسرائيلية قلقًا دوليًا من احتمالات التصعيد الإقليمي، ودعت جهات دولية إلى ضبط النفس، بينما أكدت إسرائيل أنها “ستواصل التحرك ضد التهديدات الإيرانية”.

وتزامن ذلك مع تحذيرات من أن توسع الهجمات قد يهدد الاستقرار الهش في سوريا.

ردود فعل سوريا وحلفائها

تسبب التصعيد في تصاعد التوترات بين النظام السوري وحلفائه، مع تهديدات بالرد.

وأكدت دمشق أن الغارات الإسرائيلية “انتهاك للسيادة”، متهمة المجتمع الدولي بالصمت، في المقابل، قال مراقبون إن الردود ظلت محدودة نتيجة ضعف القدرات العسكرية للنظام.

دلالات الهجوم وتبعاته

رأى محللون أن استهداف إسرائيل لمناطق قريبة من دمشق يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد، مع تركيز تل أبيب على تقويض الوجود الإيراني في سوريا.

ويُرجّح أن تؤدي هذه التطورات إلى إعادة خلط الأوراق في المشهد السوري والإقليمي.

باقتراب العمليات من العاصمة السورية، يبدو أن الصراع السوري يدخل فصلًا جديدًا محفوفًا بالمخاطر، مع استمرار إسرائيل في فرض معادلاتها العسكرية في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاحداث في سوريا الأسلحة الإيرانية العاصمة دمشق العمليات العسكرية الطائرات الاسرائيلية النظام السوري داخل الأراضي السورية دمشق فی سوریا

إقرأ أيضاً:

العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار

كانت الرضيعة رايان ضاهر، التي لم يتجاوز عمرها 11 شهراً، ترقد على سرير المستشفى، بحجمها الضئيل الذي لا يناسب عمرها. عانت من تأخر في النمو وصعوبة في التنفس بسبب عيب خلقي في القلب. وقد أمضت معظم حياتها على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب في قلبها.

وفي أحد مستشفيات دمشق، كان أطباء القلب يمرّون على غرفة رايان لطمأنة والدتها، هند، بأن العملية ستُجرى خلال أيام. لكن الممرضات المجاورات لم يبدين نفس التفاؤل، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

International sanctions have left Syria’s health system on life support https://t.co/l8AaAUvrcC #Washington #Syria

— Eye on Syria (@Eye_on_Syria) January 10, 2025 العقوبات وتأثيرها 

أضعفت العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي تهدف إلى معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد، النظام الطبي الذي يعتمد عليه ملايين السوريين. فقد أدت هذه العقوبات إلى عرقلة استيراد الأجهزة الطبية اللازمة وتشغيلها، مما جعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب للمرضى والمصابين.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الإثنين الماضي، تمديد إعفاء جزئي للعقوبات لمدة 6 أشهر كدعم محدود للحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، الذي قاد هجوماً سريعاً من شمال سوريا أدى إلى إسقاط نظام الأسد.

وجاء في بيان الوزارة: "هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أن العقوبات الأمريكية لا تعيق الأنشطة التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية".

Syria's army command notified officers that President Bashar al-Assad's rule ended following a lightning rebel offensive, a Syrian officer who was informed of the move told Reuters. Syrian rebels said Damascus was 'now free of Assad' https://t.co/yHQJb7hWxb

— Reuters (@Reuters) December 8, 2024 مستقبل العقوبات

ولكن الرئيس جو بايدن، ترك قرار رفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وهو خطوة أساسية قبل أي تخفيف شامل للعقوبات، للإدارة الأمريكية القادمة.

وفي مركز أمراض القلب بجامعة دمشق، حيث كانت عائلة رايان تنتظر، تعطلت نصف أجهزة الفحص اللازمة لحالتها، وكان الجهاز الأخير بالكاد يعمل، وفقاً لمدير المستشفى محمد بشار عزت. كما أن غرفة عمليات واحدة فقط كانت تعمل بشكل كامل، والمستشفى لم يكن لديه سوى عدد قليل من أطباء التخدير، القادرين على إجراء 3 عمليات أسبوعياً فقط.

ومع تدهور الخدمات في المستشفيات الكبرى، اضطرت العائلات مثل عائلة رايان إلى السفر لمسافات طويلة، للحصول على الرعاية المتخصصة. قطعت الأسرة 250 ميلاً من شمال سوريا إلى دمشق، ما أثار قلق الممرضات من أن الطفلة قد أصيبت بنزلة برد خلال الرحلة الطويلة.

وقالت الممرضة هيام زرزور (51 عاماً)، أثناء فحصها للطفلة: "إذا أصيبت بنزلة برد، لا يمكننا إجراء الجراحة". وأشارت إلى أن العقوبات أثرت أيضاً على استيراد منتجات الوقود، مما أدى إلى أزمة كهرباء تركت المستشفى يعاني من برد الشتاء.

وأدى نقص الكوادر والمعدات، إلى وجود قائمة انتظار تصل إلى عامين لجراحات القلب للأطفال، وعام واحد للحالات الطارئة. وقال عزت بأسف: "من المفترض أن تتم العمليات خلال أسبوع".

Like so many autocrats who claim to serve the people, "Assad lived in quiet luxury while Syrians went hungry." https://t.co/9Sq0pyryTI

— Kenneth Roth (@KenRoth) December 14, 2024 العقوبات وتأثيرها غير المباشر

ويصر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون، على أن العقوبات لا تستهدف النظام الصحي السوري بشكل مباشر، لكن تأثيرها يُشعر به بعمق.

وتعطلت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وأصبح من الصعب استبدالها. أما الصناعات الدوائية المحلية، التي كانت تغطي 90% من السوق المحلي، فقد انهارت تقريباً، تاركة الأرفف مليئة بأدوية مستوردة باهظة الثمن وذات جودة مشكوك فيها.

وقالت كريستينا بيثكي، الممثلة المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا: "الصحة غالباً ما تكون مستثناة من العقوبات نظرياً، لكن التأثيرات غير المباشرة على تنفيذ الخدمات الصحية تجعلها واحدة من أكثر القطاعات تأثراً بالعقوبات".

ورحّبت بيثكي بالإعفاء المؤقت للعقوبات، الذي يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، لكنها أشارت إلى أن الوقت غير كافٍ لتحقيق تقدم ملموس. وأوضحت أن استيراد المعدات الطبية الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، وأن العقوبات السابقة، مثل تلك التي صدرت بعد زلزال عام 2023، لم تحقق تخفيفاً كافياً لمعاناة السوريين.

The health system in north-west Syria has been over-stretched for years. To meet people’s health needs, @WHO provides partner health facilities with medicines and equipment. Hear from one of them on how dire the situation is ⬇️ pic.twitter.com/wPUyNZB92o

— World Health Organization (WHO) (@WHO) March 2, 2023 معاناة الشعب

ووجدت دراسة أجراها معهد الحوكمة العالمية في جامعة كوليدج لندن عام 2018، أن انخفاض متوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات التطعيم الروتينية في سوريا، مرتبطان جزئياً بالعقوبات، وذلك قبل تشديد العقوبات في عام 2019.

وأشار صالح الجديع، الباحث في الصحة العامة الصيدلانية، إلى أن العقوبات المفروضة على نظام الأسد مستحقة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه أضاف "إذا نظرنا إلى الواقع، فإن الالتزام بتخفيف التأثير على المدنيين لم يتحقق".

وفي إحدى صيدليات دمشق، كان مازن كتان ( 50 عاماً)، يحسب أسعار الأدوية للمرضى باستخدام آلة حاسبة كبيرة، بينما شقيقه سمير، الصيدلي، أوضح أن أحد العملاء استغرق شهوراً لجمع المال اللازم لشراء دواء السرطان، لكنه توفي قبل وصول الدواء إلى سوريا.

وبإحباط، تساءل سمير: "كيف يمكن فرض عقوبات على المرضى؟ قالوا إن العقوبات تستهدف الأقوياء، لكن انظر حولك. من يعاني أكثر؟".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: الجيش يدرس توسيع العمليات إلى ما بعد شمال غزة إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل
  • خبير: إسرائيل تتعمد خرق المواثيق الدولية وتنتهك سيادة سوريا
  • العمليات العسكرية اليمنية ترهق العدو الصهيوني وتفقد البحرية الأمريكية هيبتها
  • البث الإسرائيلية: المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تشمل إنهاء الحرب
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تتعمد خرق المواثيق الدولية وتنتهك سيادة سوريا
  • أيمن عبد المحسن: إسرائيل تتعمد خرق المواثيق الدولية وتنتهك سيادة سوريا|فيديو
  • بالصور.. تحيات جلالة السلطان إلى القيادة والشعب السوري ينقلها السفير المتجول بوزارة الخارجية
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة لمساعدة الشعب السوري
  • العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
  • ميقاتي يلتقي في دمشق قائد العمليات العسكرية بسوريا.. غدا