آلاف السوريون يحتشدون للاحتفال “بانتصار الثورة” وسقوط الأسد
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ ( أ ف ب)
توافد آلاف السوريين الى باحة الجامع الأموي في دمشق للمشاركة في صلاة الجمعة التي يتوقّع أن يحضرها قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي دعا السوريين للنزول إلى الشوارع احتفالا “بانتصار الثورة” بعد سقوط حكم عائلة الأسد.
وعبر مقطع فيديو قال أحمد الشرع متوجها للسوريين “أود أن أبارك للشعب السوري العظيم انتصار الثورة المباركة وأدعوهم للنزول الى الميادين للتعبير عن فرحتهم بذلك دون إطلاق الرصاص أو ترويع الناس”،
وأضاف “ثم بعد ذلك لنتجه الى بناء هذا البلد، وكما قلناها منذ البداية منصورة بعون الله”.
تقود هيئة تحرير الشام وهي منظمة إسلامية ما زالت تعتبرها دول غربية إرهابية رغم إعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة، تحالفا من عدة فصائل مسلحة بدأت في 27 نوفمبر الهجوم الذي أدى الأحد إلى انهيار حكم بشار الأسد مع دخولها دمشق.
الصَــــورّ كفيلة أنها تتحدث ..#دمشق#سوريا_حرة pic.twitter.com/nZpiwFi1tz
— حََــ͡ــاࢪ࣪م _ مغلق ???? ᥫ᭡ (@H___d963) December 13, 2024
وفي مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية العديدة في بلد مجزأ متعدد الأطياف والأديان، تحاول السلطات الجديدة طمأنة الناس في موازاة تحرك المجتمع الدولي.
وحول الجامع الأموي، انتشر عشرات الشباب لاستقبال الرجال والنساء والأطفال الذين تجمعوا في باحة المسجد، في مشهد غير مألوف في العاصمة السورية.
ورفع الكثير منهم علم المعارضة السورية، ورددوا هتافات عدة بينها “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”،.
وانتشر تجار يبيعون العلم بنجماته الثلاث الحمر بين شريطين أخضر وأسود، بينما بثت مكبرات الصوت أغاني تمجد سوريا الجديدة.
ويعقد قادة دول مجموعة السبع لقاء عبر الفيديو الجمعة للبحث الوضع في سوريا التي تعهد رئيس وزرائها الانتقالي المنتمي لهيئة تحرير الشام محمد البشير الثلاثاء، إقامة “دولة القانون” فيها.
ويستضيف الأردن السبت قمة حول سوريا تجمع وزراء ودبلوماسيين كبارا أميركيين وأوروبيين وعربا وأتراكا. وفي الأثناء يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنقرة التي وصلها بعد الأردن حيث دعا الخميس إلى “انتقال شامل يؤدي إلى حكومة سورية مسؤولة وتمثيلية يختارها الشعب”.
كل مدن وقرى #سوريا خرجت اليوم لتحتفل بالتحرير والنصر وشكر الله على تحريرهم من النظام الطائفي النصيري الحاقد الذي يحكمهم،فحينما خرج السوريين في بداية الثورة وكان هتافهم "مالنا غيرك يا الله" استجاب لهم الله لكن موعد الاستجابة دائما مرهون بمواقيته لا تملّوا من الدعاء واتركوا موعد… pic.twitter.com/Qii25kp8LX
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) December 13, 2024
“محاربة تنظيم الدولة”
وقال بلينكن في أنقرة خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان “من الضروري أن نواصل جهودنا” للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي إشارة إلى التوغل العسكري الإسرائيلي والعمليات التركية في سوريا منذ سقوط النظام، شدد بلينكن الخميس على أهمية “تجنب عدم إشعال نزاعات إضافية”.
تدعم تركيا فصائل تقاتل الأكراد في شمال شرق سوريا حيث أكد بلينكن على الدور الأساسي الذي تضطلع به قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، في القتال ضد التنظيم المتطرف.
وقال هاكان فيدان من جانبه أن “أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن ومنع انتشار الإرهاب ومنع الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من السيطرة”، علما أن تركيا تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية.
وهو كرر بذلك موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي قال لبلينكن إن أنقرة “لن تتهاون” في محاربة الإرهاب.
في الجنوب، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة الأوامر للجيش “للاستعداد للبقاء” طوال فصل الشتاء في المنطقة العازلة في هضبة الجولان الاستراتيجية المحتلة.
وقال الوزير في بيان “بسبب الوضع في سوريا، من الأهمية بمكان من الناحية الأمنية الإبقاء على وجودنا على قمة جبل حرمون ويجب بذل كل الجهود لضمان جهوزية (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء في هذا المكان رغم ظروف الطقس الصعبة”.
أثار احتلال “إسرائيل” للمنطقة العازلة انتقادات دولية واسعة النطاق، بما في ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا الخميس “جميع الأطراف الى وضع حد للوجود غير المسموح به في المنطقة العازلة، والامتناع عن أي فعل من شأنه تقويض وقف اطلاق النار واستقرار الجولان”.
وأعلنت “إسرائيل” عن مئات الضربات في سوريا ضد مواقع عسكرية استراتيجية في الأيام الأخيرة.
وقال بلينكن إن الهدف من ذلك هو عدم وقوع عتاد الجيش السوري في “الأيادي الخطأ”، معلنا مع ذلك أن واشنطن تناقش مع “إسرائيل” التطورات المقبلة.
فرحة لا توصف
في بلدة السويداء، معقل الأقلية الدرزية في سوريا، توافد المئات منذ الصباح إلى الساحة المركزية التي كانت مسرحاً للتظاهرات المناهضة للحكومة على مدى عام ونصف العام.
وقال هيثم حديفة (54 عاما) “فرحتنا لا توصف … طالما أن الشعب السوري يسير إلى الأمام موحدا، فلن يحدث له أي شيء”.
من جانبها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الخميس أنها ستستبدل العلم الكردي بالعلم الجديد الذي يرفرف فوق دمشق.
دعا رئيس الوزراء الانتقالي محمد البشير السوريين المقيمين في الخارج للعودة متعهدا ضمان حقوق “كافة الطوائف”.
فر نحو ستة ملايين سوري، أي ربع السكان، من البلاد منذ العام 2011، عندما أدت حملة قمع للاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية إلى اندلاع حرب مدمرة خلفت أكثر من نصف مليون قتيل.
وفي حلب التي تراجع عدد مسيحييها إلى نحو 30 ألفا منذ عام 2011، قال الأب بهجت إنه يتفهم المخاوف حيال السلطة الجديدة، لكنه أضاف أن “في الواقع نحن لم نعانِ من التمييز”.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة الإنسانية (أوتشا) أن 1,1 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.
وأطلق برنامج الأغذية العالمي نداء عاجلاً لجمع 250 مليون دولار لتوفير “مساعدات غذائية لما يصل إلى 2,8 مليون شخص” في سوريا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن إقامة جسر جوي إلى سوريا وتسيير أول طائرة محملة بالمساعدات.
في الأثناء ما زالت أعداد كبيرة من السوريين يبحثون عن أحبتهم الذين اختفوا خلال عقود من القمع. وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا لوكالة فرانس برس إنها أعدت قوائم بأسماء آلاف مرتكبي الجرائم الخطرة في سوريا.
ووجهت الخميس اتهامات بالتعذيب إلى مدير سجن عدرا السابق في دمشق بين عامي 2005 و2008، سمير عثمان الشيخ، المسجون في الولايات المتحدة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاسد انتصار الثورة سوريا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”.. وثائقي يكشف خبايا مسلخ نظام الأسد البشري / شاهد
#سواليف
في قلب الجبال السورية وبين جدران إسمنتية سميكة، يقبع #سجن #صيدنايا الذي تحوّل من مركز احتجاز عسكري إلى رمز للرعب والتعذيب في عهد #نظام_الأسد.
ويكشف الفيلم الوثائقي “وما أدراك ما صيدنايا”، تفاصيل مروعة تكشف لأول مرة عن هذا السجن الذي كان يوصف بـ”المسلخ البشري”، ويتتبع خصوصيته وسبب اكتساب شهرته الأسوأ عالميا بممارسات #التعذيب.
وسجن صيدنايا، الذي دخل الخدمة رسميا عام 1987، كان في البداية مركزا لاحتجاز #المعتقلين #السياسيين والعسكريين، لكن مع مرور الوقت تحوّل إلى سجن مركزي للتعذيب والإعدامات الجماعية، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.
مقالات ذات صلة المواجهة بين الشاباك ونتنياهو.. هل تصل حدّ كشف المستور؟ 2025/03/15وفي زنزانة ضيقة تحت الأرض حيث لا ضوء ولا هواء، يروي محمد علي عيسى -أحد الناجين من سجن صيدنايا العسكري- تفاصيل 19 عاما قضاها بين جدران هذا السجن، في حين يصف مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح السجن في شهادة ضمن الوثائقي بـ”الهولوكوست”.
ويوثق الفيلم، من خلال استكشاف سجن صيدنايا من زوايا مختلفة، المنظومة التي قامت عليها إدارة السجون في التعامل مع المعتقلين داخل سوريا، وتفاصيل دقيقة -يرويها المعتقلون- خاصة بجميع مراحل رحلة السجين من لحظة الاعتقال وصولا إلى الحرية أو الترحيل إلى المستشفيات أو القتل.
وتم تصميم سجن صيدنايا بهندسة معقدة، حيث يتكون من طوابق فوق الأرض وأخرى تحتها، تربطها ممرات متداخلة، وجعلت هذه التصميمات من السجن متاهة يصعب الهروب منها.
ووفقا لشهادات الناجين، فإن السجن يحتوي على زنازين ضيقة ومظلمة، وغرف إعدام مجهزة بمشانق وآلات تعذيب، وكان السجناء يُحشرون في زنازين لا تتجاوز مساحتها مترين مربعين، مع حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
تعذيب ممنهج
وتكشف شهادات الناجين أن التعذيب في صيدنايا كان ممنهجا ومنتظما، حيث كان السجناء يُعذبون بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة، كما تم استخدام أساليب تعذيب نفسي مثل إجبار السجناء على مشاهدة إعدام زملائهم.
ووفقا لشهادة أحد الناجين، “كانوا يختارون 5 سجناء كل يوم ويعذبونهم حتى الموت، وكان هذا جزءا من الروتين اليومي”.
ومن أحد أكثر الجوانب إثارة للرعب في سجن صيدنايا هو الإعدامات الجماعية، ووفقا لشهادة أحد الناجين، “كانوا يعدموا ما بين 100 و150 سجينا يوميا، وكانت الجثث تُنقل إلى مقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية”.
وتكشف شهادات الناجين من سجن صيدنايا حجم المعاناة التي عاشوها، ومنهم علي الزوابعة، الذي قال إنه قضى 4 سنوات في زنزانة مظلمة، حيث كان يُعذب يوميا، وقال “كانوا يضربوننا حتى نفقد الوعي، ثم يتركوننا نستيقظ لنكرر العملية مرة أخرى”.
ومع تصاعد الاحتجاجات عام 2011، تحوّل صيدنايا إلى مقبرة جماعية للثوار، حيث يُقدَّر عدد من أُعدم فيه بين عامي 2011 و2014 بنحو 30 ألفا، وفقا لشهادات ناجين، في حين يصف منير الفقير -وهو سجين سابق- غرف الإعدام بأنها “منصات إسمنتية تتسع لسبعة أشخاص.. كانوا يعلقون الحبال على عوارض حديدية، ويتركون الجثث أياما قبل نقلها”.
ولم يقتصر الأمر على الرجال، ففي مشهد صادم، عُثر داخل غرف الإعدام على ملابس نسائية وأحذية أطفال، رغم عدم وجود معتقلات نساء رسميا، ويُرجّح الفيلم أن النظام كان ينقل المعتقلات من سجون أخرى لتنفيذ الأحكام، ثم يُخفي أدلة الجريمة بحرق الغرف.
أوامر مباشرة
ويسلط الفيلم الضوء على دور النظام السوري في إدارة هذه الآلة القاتلة، فوفقا للوثائق التي تم الحصول عليها، فإن الإعدامات والتعذيب كانت تتم بأوامر مباشرة من قيادات أمنية وعسكرية، ومع ذلك فإن معظم المسؤولين عن هذه الجرائم ما زالوا طلقاء، دون أن يحاسبوا على أفعالهم.
ولم تكن جرائم صيدنايا تنتهي بالإعدام. فالجثث كانت تُنقل إلى مشفى المجتهد في دمشق، حيث يُزوّر سبب الوفاة، ثم تُدفن بمقابر جماعية، يكشف نايف الحسن -وهو مشرف برادات الموتى بالمشفى- تفاصيل في هذا السياق قائلا “كانوا يجلبون 6 جثث يوميا.. شهادات الوفاة تُكتب بأسباب وهمية”.
أما المقابر، فكانت تُحفر بطريقة ممنهجة، حيث يروي أحد الحفّارين “كل خندق طوله 200 متر، ويُدفن فيه 4-5 أشخاص.. كنا نرتدي كمامات بسبب روائح الجثث المتعفنة”، مضيفا أنه دُفن في مقبرة القطيفة وحدها آلاف الضحايا، بينهم نساء وأطفال، دون أي طقوس جنائزية.
ورغم سقوط النظام عام 2024، لم ينل الجلادون عقابهم، حسب المعتقل المحرر علي الزوابعة، الذي يقول “السجانون فروا.. لكننا لن نسامحهم”، في حين يطالب فوزي الحمادة بمحاكمات دولية وضرورة معرفة مصير المفقودين ومحاسبة كل من سفك دماء السوريين.
ويختم الفيلم بمطالبة لتحويل السجن إلى متحف، كما تقول منار شخاشيرو زوجة معتقل مفقود “هذا المكان يجب أن يبقى شاهدا على الجريمة.. كي لا تتكرر المأساة”.