باحثون يختبرون عقارا يجعل الأسنان تنمو من جديد
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
قد يتمكن الأشخاص، الذين فقدوا أسنانا، من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقارا رائدا يأملون أن يشكل بديلا لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.
على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان.
لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب كاتسو تاكاهاشي رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في مدينة أوساكا.
في أكتوبر، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفرا لأشخاص بالغين دواء تجريبيا يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية.
ويقول تاكاهاشي إنها تقنية "جديدة تماما" في العالم.
غالبا ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلا جراحيا.
ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن "استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها".
تشير الاختبارات، التي أجريت على فئران وقوارض، إلى أن وقف عمل بروتين اوساغ 1 (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صورا مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد. أخبار ذات صلة تدشين أول عيادة للأسنان صديقة لذوي التوحد صورة مجمعة لفك فأر قبل تناول الدواء (الأعلى) وبعد تناول الدواء وقد برزت السن (الأسفل)
في دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن "العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان ويمكن أن يشكل اختراقا على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر".
- "ليست سوى البداية"
في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات "الماسة" للمرضى الذين خسروا ستة أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة.
ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالبا ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم.
ويضيف أنّ "هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم".
لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.
ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في العاصمة البريطانية لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.
في حديث صحافي، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني "إنّ مجموعة تاكاهاشي تقود المسار".
ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي "مثير للاهتمام ويستحق المتابعة"، لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتينا مطابقا تقريبا لـUSAG-1 يُستخدم أصلا لعلاج هشاشة العظام.
ويضيف "السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيرا، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه".
ويتابع "إنها ليست سوى البداية".
يرى تشينفي تشانغ الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ أنّ طريقة تاكاهاشي "مبتكرة وتحمل إمكانات".
ويقول إن "التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل".
ويشير إلى أنّ "النتائج، التي لوحظت لدى الحيوانات، لا يمكن دائما ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر".
ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير "تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفيا وجماليا على أن تحل محل الأسنان المفقودة".
- "في قمة السعادة"
يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديد في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.
وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ، يمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.
ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ إن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته.
لذا، يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة خسروا سنا واحدة على الأقل.
ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.
إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحا طبيا.
ويقول تاكاهاشي "سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك".
قد تلقى هذه الأنباء ترحيبا خاصا في اليابان، التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم.
ويقول تاكاهاشي "ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دواء جديد نمو الأسنان الأسنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
باحثون صينيون يكشفون علاقة النشاط البدني وطول العمر والشيخوخة
كشف باحثون صينيون عن الروابط بين النشاط البدني والسلوك الخامل وتأثيرهما على طول العمر والشيخوخة المتسارعة، ما يدعم النصيحة القائلة بـ “الجلوس أقل والتحرك أكثر” من أجل إطالة عمر صحي.
واختار باحثون من جامعة صون يات-صن 20 ألفا و924 مشاركا صينيا تتراوح أعمارهم ما بين 50 عاما فأكثر من بنك قوانغتشو الحيوي للدراسات الجماعية وجمعوا بيانات عن نشاطاتهم البدنية وسلوكياتهم الخاملة من خلال استبيانات معنية.
واكتشف الباحثونعند تحليل العلاقات بين النشاط البدني وطول العمر، ارتباط النشاط البدني المعتدل باحتمالية أعلى لطول العمر مقارنة بالمستويات المنخفضة، ما يزيد فرصة طول العمر بنسبة 56%.
ويرتبط تواتر ومدة وشدة النشاط البدني المعتدل ارتباطا إيجابيا باحتمال طول العمر، وفي المقابل، لا يؤدي النشاط البدني القوي إلى تحقيق نفس الفوائد، بينما يُظهر علاقة عكسية في بعض الحالات الأخرى.
وبفحص العلاقة بين النشاط البدني والشيخوخة المتسارعة، وجد الباحثون أن التكرار الأعلى للنشاط البدني المعتدل يرتبط بانخفاض خطر الشيخوخة المتسارعة لأكثر من خمس سنوات. وعلى العكس من ذلك، ترتبط المدة الأطول للنشاط البدني القوي بزيادة خطر الشيخوخة المتسارعة لأكثر من خمس سنوات.
ويُظهر النشاط البدني تأثيرات وقائية على طول العمر والشيخوخة المتسارعة مع تأثيرات جزئية تتم من خلال الدهون، بينما يؤثر السلوك الخامل سلبيا على الشيخوخة المتسارعة.وام