خدع الجميع | تفاصيل الـ24 ساعة الأخيرة من حكم بشار الأسد ..وطريقة خروجه إلى موسكو
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
كشفت وكالة رويترز للأنباء عن الطريقة التي خرج منها الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق، بعد اقتراب الفصائل المسلحة من العاصمة دمشق، بعد سيطرتها على عدد من المناطق السورية خلال مواجهتها مع الجيش السوري التي اندلعت في نهاية شهر نوفمبر الماضي واستمرت حتى الثامن من ديسمبر الجاري.
وقالت وكالة رويترز نقلا عن مصادر أن بشار الأسد لم يطلع أحدا تقريبا على خططه للخروج من سوريا مع انهيار حكمه، وبدلا من ذلك خُدِع مساعدوه ومسؤولوه وحتى أقاربه أو أبقوا على علم بالأمر.
وأوضحت رويترز نقلا عن عشرة مطلعة مصادر لم تسمها، أنه قبل ساعات من خروج الأسد إلى موسكو، أكد في اجتماع لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع السورية يوم السبت أن الدعم العسكري الروسي في طريقه وحث القوات البرية على الصمود، وفقا لقائد كان حاضرا وطلب عدم الكشف عن هويته للحديث عن الإحاطة.
وأشارت وكالة الأنباء إلى أن الموظفين المدنيين لم يكونوا على دراية أيضا، حيث أبلغ مدير مكتبه الرئاسي يوم السبت عندما انتهى من عمله أنه سيعود إلى منزله ولكنه توجه بدلا من ذلك إلى المطار، وفقا لمساعد في دائرته الداخلية.
وقال مساعده إنه اتصل أيضا بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة خطاب له ووصلت لتجد أنه لم يكن هناك أحد.
وكشف نديم حوري المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي وهي مؤسسة بحثية إقليمية "لم يقم الأسد حتى بالمقاومة الأخيرة، ولم يحشد قواته لقد ترك أنصاره يواجهون مصيرهم بأنفسهم".
ولم تتمكن رويترز من الاتصال بالأسد في موسكو حيث حصل على اللجوء السياسي.
وترسم المقابلات التي أجريت مع 14 شخصا على دراية بأيامه وساعاته الأخيرة في السلطة صورة لزعيم يبحث عن مساعدة خارجية لتمديد حكمه الذي دام 24 عاما قبل أن يعتمد على الخداع والتخفي للتخطيط لخروجه من سوريا في الساعات الأولى من صباح الأحد.
وطلبت أغلب المصادر، التي تضم مساعدين في الدائرة الداخلية للرئيس السابق ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين كبار، حجب أسمائهم لمناقشة المسائل الحساسة بحرية.
ولم يبلغ الأسد شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة المدرعة الرابعة النخبوية في الجيش السوري، بخطة خروجه، وفقا لثلاثة مساعدين. وقال أحد الأشخاص إن ماهر طار بطائرة هليكوبتر إلى العراق ثم إلى روسيا.
وعلى نحو مماثل، ترك الأسد أبناء عمومته من جهة الأم، إيهاب وإياد مخلوف، خلفه عندما سقطت دمشق في أيدي المتمردين، وفقاً لمساعد سوري ومسؤول أمني لبناني.
وقالا إن الزوجين حاولا الفرار بالسيارة إلى لبنان لكن المتمردين نصبوا لهما كميناً في الطريق فأطلقوا النار على إيهاب وقتلوه وأصابوا إياد ولم يرد تأكيد رسمي للوفاة ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الحادث.
وقال دبلوماسيان إقليميان إن الأسد نفسه خرج من دمشق بالطائرة يوم الأحد 8 ديسمبر 2024، حيث طار تحت الرادار مع إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة، هرباً من براثن المتمردين الذين اقتحموا العاصمة.
وسافر الأسد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، ومن هناك إلى موسكو.
كانت عائلة الأسد القريبة، زوجته أسماء وأطفالهما الثلاثة، في انتظاره بالفعل في العاصمة الروسية، وفقًا لثلاثة مساعدين سابقين مقربين ومسؤول إقليمي كبير.
تشير مقاطع فيديو لمنزل الأسد، التقطها المتمردون والمواطنون الذين احتشدوا في المجمع الرئاسي بعد هروبه ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنه خرج على عجل، حيث أظهرت الطعام المطبوخ الذي تركه على الموقد والعديد من المتعلقات الشخصية التي تركها خلفه، مثل ألبومات الصور العائلية.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إقليميين إن الأسد زار موسكو في 28 نوفمبرالماضي، بعد يوم من هجوم قوات المتمردين السوريين على محافظة حلب الشمالية وشن هجوم خاطف عبر البلاد، لكن دعواته للتدخل العسكري لم تجد آذانا صاغية في الكرملين الذي لم يكن راغباً في التدخل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بشار الأسد الرئيس السوري الجيش السوري بثينة شعبان حكم بشار الأسد الدعم العسكري الروسي المزيد
إقرأ أيضاً:
دمشق تحيي للمرة الأولى الذكرى الـ14 للاحتجاجات الشعبية بعد الإطاحة بالأسد
دمشق - يحيي السوريون السبت 15مارس2025، الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الاحتجاجات المناهضة لبشار الأسد، وذلك للمرة الأولى بعد الإطاحة بالرئيس السابق، بتجمعات شعبية في مدن عدة خصوصا دمشق التي تستعد لتحرك غير مسبوق منذ العام 2011.
ويرتقب أن تشهد ساحة الأمويين وسط العاصمة، تجمعا حاشدا يعكس تحولّها الى نقطة للاحتفاء بالمرحلة الجديدة، بعدما بقيت طوال أعوام النزاع، رمزاً لتجمعات لأنصار الأسد للرد على الاحتجاجات المناهضة في مدن أخرى.
وتحت شعار "سوريا تنتصر"، دعا ناشطون إلى تظاهرات في مدن أبرزها حمص وإدلب وحماة، تأكيدا لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد بعد عقود على حكم آل الأسد.
وقال قادر السيد (35 عاما) المتحدر من إدلب (شمال غرب) لوكالة فرانس برس "لطالما كنا نتظاهر في ذكرى الثورة في إدلب، لكن اليوم سوف نحتفل بالانتصار من قلب دمشق، إنه حلم يتحقق".
واعتبارا من منتصف آذار/مارس 2011 في خضم ما عرف بـ"ثورات الربيع العربي"، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مطالبين بإسقاط نظام الأسد. واعتمدت السلطات العنف في قمع الاحتجاجات، ما أدخل البلاد في نزاع دامٍ تنوعت أطرافه والجهات المنخرطة فيه.
ويأتي إحياء الذكرى هذا العام للمرة الأولى من دون حكم آل الأسد الذي امتد زهاء نصف قرن، بعد أن أطاحت به فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام، بدخولها دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غرب البلاد في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
وقاد زعيم الهيئة أحمد الشرع الإدارة الجديدة، وعين رئيسا انتقاليا للبلاد أواخر كانون الثاني/يناير.
ولا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالواقع المعيشي والخدمي، فضلاً عن تحديات مستجدة مرتبطة بالسلم الأهلي، ولا سيما بعد أيام من أعمال عنف دامية في منطقة الساحل أوقعت أكثر من 1500 قتيل مدني غالبيتهم علويون، قضوا على أيدي عناصر الأمن العام ومجموعات رديفة، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وشكّلت هذه الأحداث اختبارا مبكرا للشرع الساعي الى ترسيخ سلطته على كامل التراب السوري، بعدما كان تعهد مرارا بالحفاظ على السلم الأهلي وحماية الأقليات.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون في بيان الجمعة "مر أربعة عشر عاماً منذ أن خرج السوريون إلى الشوارع في احتجاجاتٍ سلمية، مطالبين بالكرامة والحرية ومستقبل أفضل".
وأشار إلى أن السوريين " يستحقون الآن انتقالاً سياسياً يليق" بصمودهم وسعيهم لتحقيق العدالة والكرامة، داعيا الى وقف فوري لجميع أعمال العنف وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي.
وأكد ضرورة "اتخاذ خطوات جرئية لإنشاء حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد.
Your browser does not support the video tag.