بعد تداول بعض الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عن اغتيال العديد من العلماء السوريين خلال الأيام الماضية.

لذلك بدأ المواطنين يتساءلون هل يتكرر سيناريو العراق مرة ثانية في سورية، في هذا السياق، سلط الباحثان وائل الأمين وأحمد سلطان الضوء على أبرز التحديات التي تواجه سوريا في هذه المرحلة، مشيرين إلى أهمية حماية العلماء والكفاءات، والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار، من أجل تحقيق طموحات الشعب السوري في بناء دولة حديثة وآمنة.

اغتيال العلماء شائعة

من جانبه قال الباحث السياسي السوري وائل الأمين إن سوريا تشهد تحولًا ملحوظًا بعد 13 عامًا من القمع والانتهاكات، مؤكدًا أن النظام السابق استخدم كل وسائل الإبادة والقمع ضد الشعب السوري، مما أدى إلى سقوط آلاف المعتقلين في ظروف مأساوية داخل السجون.

وأضاف الأمين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المرحلة الجديدة في سوريا شهدت تحرير أعداد كبيرة من المعتقلين، بفضل جهود الثوار والحكومة الجديدة، في خطوة تعكس تغيرًا إيجابيًا نحو بناء دولة مدنية تحقق العدالة والمساواة.

وفيما يتعلق بالحديث عن استهداف العلماء ورجال الدين في سوريا، نفى الأمين وجود أدلة رسمية أو موثوقة حول حالات اغتيال، مشيرًا إلى أن ما يثار بهذا الشأن قد يكون محاولة لتشويه صورة التحول الجاري في البلاد.

وأكد أن هناك أطرافًا إقليمية ودولية، مثل إسرائيل، تسعى لإضعاف العقول السورية كجزء من مخطط لضرب أسس الدولة السورية، موضحًا أن سوريا اليوم تسعى لأن تكون وطنًا للجميع، بعيدًا عن الانقسامات والطائفية التي أنهكت البلاد.

طلب الباحث السياسي السوري إلى تكاتف الشعب السوري لدعم الاستقرار وإعادة بناء سوريا الحديثة، التي تلبي تطلعات المواطنين بعد سنوات من المعاناة والصراع.

حماية العلماء السوريين

أوضح الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية أحمد سلطان، أن أهمية حماية العلماء السوريين، خاصة في التخصصات الحيوية والنادرة، وسط التحديات الأمنية الحالية التي تشهدها البلاد.

أضاف سلطان في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الوضع في سوريا مفتوح أمام قوى متعددة تسعى لتقويض جهود بناء دولة مستقرة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تأتي في مقدمة المستفيدين من هذا الوضع.

أشار إلى أن استهداف العلماء قد يكون تكرارًا لما حدث في العراق بعد سقوط بغداد، حيث تم تصفية نخبة من العلماء بهدف تفريغ الدولة من كوادرها العلمية وتدمير قدراتها المستقبلية.

أكمل أن انهيار منظومة الأمن في سوريا، بما فيها المؤسسات العسكرية، جعل من الصعب حماية الكفاءات العلمية التي تمثل العمود الفقري لإعادة الإعمار.

وأكد سلطان أن أي تأخير في وضع استراتيجية واضحة لحماية العلماء سيؤدي إلى خسائر بشرية لا تعوض، مما يزيد من تعقيد أزمة الدولة ويطيل أمد معاناتها.

كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية الكوادر العلمية السورية، والعمل على منع تكرار سيناريوهات استهداف العلماء كما حدث في دول أخرى.

واختتم الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، أن العلماء السوريين يمثلون الأمل في إعادة بناء الدولة، داعيًا إلى تكثيف الجهود لضمان سلامتهم ودعمهم ليكونوا حجر الزاوية في مستقبل سوريا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا سوريا اليوم

إقرأ أيضاً:

فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين

في واحدة من أكثر القصص التاريخية إثارة في العالم العربي، تنتهي حياة الأمير فخر الدين المعني الثاني، أمير جبل لبنان، بالإعدام على يد الدولة العثمانية عام 1635، بعد سنوات من الطموح السياسي، والتوسع الجغرافي، والتحالفات الدولية التي كادت تغير خريطة الشرق الأوسط.

من هو فخر الدين؟

ولد فخر الدين المعني الثاني في نهاية القرن السادس عشر لعائلة المعنيين، التي حكمت جبل لبنان كولاة تحت الحكم العثماني، لكن فخر الدين لم يكن مجرد أمير تابع؛ بل كان طموحًا، ذكياً، ومثقفًا، يؤمن بفكرة استقلال لبنان وتطويره، بل وربما تأسيس دولة عربية كبرى.

حلم الدولة المستقلة

استغل فخر الدين ضعف الدولة العثمانية في تلك الفترة، خاصة بعد الحروب مع الصفويين والاضطرابات في الأناضول، وبدأ في بناء تحالفات مع قوى أوروبية، أبرزها دوقية توسكانا في إيطاليا، وزودوه بالأسلحة والمستشارين، وسافر إلى أوروبا بنفسه في ما يشبه المنفى السياسي ما بين 1613 و1618، ليعود بعدها ويبدأ توسعًا غير مسبوق.

ضم مناطق واسعة من سوريا وفلسطين، ووصل نفوذه حتى تخوم حلب، مما أقلق العثمانيين بشدة. أنشأ نظام حكم مدني، شجّع على الزراعة والتجارة، وبنى علاقات ثقافية مع الغرب، حتى أصبح رمزًا لحلم الدولة الحديثة في قلب المشرق.

القبض عليه والإعدام

لكن ذلك الحلم لم يدم، فمع عودة السلطة العثمانية إلى مركزها، قرر السلطان مراد الرابع القضاء على هذا التمرد غير المعلن.

 أرسل الجيش العثماني بقيادة والي دمشق، أحمد كجك، وحاصر مناطق فخر الدين، فاضطر الأخير للاستسلام في عام 1633.

نقل إلى إسطنبول، حيث قضى عامين في الأسر، قبل أن يصدر السلطان أمرًا بإعدامه عام 1635.

 تقول بعض الروايات إن فخر الدين أعدم خنقًا في سجنه، بينما أعدم أبناؤه أمام عينيه، في مشهد مأساوي ينهي مسيرة زعيم أراد التحرر في زمن كانت فيه فكرة الاستقلال تعد خيانة.

مقالات مشابهة

  • 5 تحديات صعبة أمام حكومة الشرع في سوريا.. ما هي؟
  • الرئيس السيسى يدعو الشركات القطرية ورجال الأعمال إلى توسيع حجم استثماراتهم فى مصر
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
  • ما دور الطرق الصوفية في السياسة المصرية؟ وكيف تمكنت الدولة من احتوائها؟
  • بو عاصي: وحدها الدولة قادرة على حماية الوطن ومنعه من الانقسام
  • حماية المستهلك تدعو إلى التقليل من استهلاك القهوة ومقاطعة الاصناف التي ارتفع سعرها
  • أمين عقال القبائل العربية ببرج باجي مختار يؤكد دعمه للسلطات العليا ويشيد بجهود حماية الحدود
  • لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟
  • لماذا ينزعج الأعداء من الأنشطة الصيفية؟الواقع يجيب: تحصين النشء من الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة أولى محطات الانتصار على الأعداء