أردوغان يكشف مصير السوريين في تركيا
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن عملية عودة السوريين لبلادهم بدأت. أما من يرغبون في البقاء بتركيا، فهم ضيوفنا، مهاجما المعارضة التركية على خلفية سقوط نظام بشار الأسد.
وأكد الرئيس التركي في كلمة خلال المؤتمر الإقليمي العادي الثامن لحزب العدالة والتنمية الحاكم، في ولاية ساكاريا شمال غرب تركيا، أن قيادات المعارضة التركية، كانوا يسألون دائما ماذا تفعل تركيا في سوريا؟
أقول لهم، هل عرفتم الآن، لماذا تركيا في سوريا، ولماذا كانت هذه مواقفها.
. وأين هو قائد سوريا/الأسد حاليا؟.. وأين هم المعارضة الذين دعمناهم نحن؟
وأضاف: "مدن حلب، والشام، وحماة، وحمص، تماما مثل غازي عنتاب واسطنبول وباقي المدن التركية.. ولو لم يتم تقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، لكنا لا زلنا في بلد واحد".
وقال أردوغان: "سنكمل طريقنا في محاربة الإرهاب والقضاء عليه".
ولفت إلى أن عملية عودة السوريين لبلادهم بدأت بعد التغييرات الأخيرة.. والسوريون الذين يرغبون في البقاء بتركيا، فهم ضيوفنا وسيبقون فوق رؤوسنا.
وقال: "السجون السورية في عهد نظام الأسد، تظهر بوضوح حجم الظلم الكبير الذي مارسه نظام الأسد بحقهم.. الجواب عن سؤال لماذا لم يعد السوريون لبلادهم طوال السنوات الماضية، هو ما رأيناه في السجون السورية من مشاهد، والتي كانت مسالخ بشرية وأماكن تعذيب كبيرة."
وتابع أردوغان: "بشار الأسد فر من سوريا بعد كل هذا الظلم".
وأكمل: "أنا أسأل الآن، زعيم المعارضة التركية، لماذا كنت تدعم الأسد وتريد اللقاء به، وهو يمارس كل هذا الظلم ضد شعبه"، وقال: "المعارضة التركية تفكر دائما بمصلحتهم الخاصة، وليست لديهم قضية، وانطلقوا من مفاهيم مسممة، ونترك الأمر لشعبنا، فإما أن يختار هذه العقلية التي لا تفهم شيئا بالسياسة، أو أن تختار السياسة التي تختار القيم السامية".
وقال أردوغان إن "الرد الأمثل، على من يتغاضى الثورة في سوريا، ويمجد عهد الأسد، هو السجون تحت الأرض في دمشق".
وتابع: "لقد استوفينا متطلبات قانون الأخوة لدينا، من خلال أخذ إخواننا السوريين تحت أجنحتنا، واحتضانهم.. لم نفعل ذلك عن طريق الشكوى، ولكن عن وعي بأننا أنصار للمهاجرين".
وأضاف: "تركيا، تطرق الأبواب الجديدة، وتستغل الفرص الجديدة المتاحة لها، مع القرن الثاني للجمهورية التركية، نحن على أعتاب حقبة جديدة.. وبطبيعة الحال، ليس كل شيء مفروشا بالورود، فلا تزال لدينا مشاكل يجب حلها، وعقبات يجب التغلب عليها".
وشدد الرئيس التركي على أنه "بينما نتعامل مع المشاكل الحالية، فإننا ملزمون بإظهار الإرادة لتقييم الفرص المتاحة أمام بلدنا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا تركيا الشعب السوري اردوغان بشار الاسد المزيد المعارضة الترکیة
إقرأ أيضاً:
هل تمهّد انتقادات أردوغان لإمام أوغلو لانقسامات أعمق في المعارضة؟
أنقرة- تتزايد ضغوط المعارضة في تركيا للمطالبة بانتخابات مبكرة، وسط رفض من الحكومة التي تؤكد أن موعد الاقتراع سيبقى كما هو مقرر عام 2028، لكن رغم هذا السجال، تبدو الساحة السياسية في حالة غليان، حيث تتشابك معركة البقاء في السلطة مع صراع داخلي محتدم داخل المعارضة حول هوية منافس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان المحتمل.
وعلى وقع هذه المطالبات المتكررة، كشف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية مصطفى أليطاش عن وجود توجه داخل الحزب لتقديم موعد الانتخابات إلى أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني 2027، مشيرا إلى أن هذا الإجراء -الذي يتطلب موافقة 3 أخماس البرلمان، أي بنسبة 60% من الأعضاء بواقع 360 نائبا- لا يُعتبر انتخابات مبكرة بالمعنى التقليدي.
كما أوضح أن خيار تعديل الدستور لا يزال مطروحا على الطاولة، في إشارة إلى إمكانية إعادة صياغة القواعد المنظمة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي خضم هذا المشهد، وجه الرئيس التركي وللمرة الأولى انتقادات علنية ومباشرة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في خطوة بدت كأنها شرارة أولى لمعركة سياسية قد تندلع قبل أوانها، حين قال "أحلامك لن تصل حتى إلى الأماكن التي وصلت إليها إنجازاتنا".
جاءت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، يوم الجمعة الماضي، حيث علّق على لافتات إعلانية تروّج لإنجازات بلدية إسطنبول، مشيرا إلى أن المعارضة تدّعي تحقيق طفرة عمرانية تفوق ما أنجزته حكومته على مدار 23 عاما، وأضاف ساخرا "رأيت اللافتات، أكرم أفندي، أثبت ذلك، وانظر ماذا يفعل أردوغان".
كما أكد أردوغان على رؤيته المستقبلية، قائلا "مرحلة جديدة ستبدأ بعد 2028، وسنبني إسطنبول وتركيا بروح جديدة"، وهي إشارة فسّرها مراقبون على أنها تمهيد لاحتمالية إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية، سواء عبر تعديل دستوري أو بالدعوة إلى انتخابات مبكرة تمنحه فرصة قانونية لخوض السباق مجددا.
إعلانفي المقابل، ردّ إمام أوغلو عبر حسابه في منصة "إكس" متطرقا إلى موقف أردوغان من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، وكتب "أنصح الرئيس بأن يُظهر الصرامة نفسها تجاه ترامب، كما أظهرها تجاهي، أنا لا أتمتع بالحصانة، لكنك لم تقل شيئا طوال الأيام الثلاثة الماضية عن هذه التصريحات، رغم تعهّدك بحماية غزة في العامين الماضيين".
تباين داخليوبينما يسعى حزب الشعب الجمهوري إلى تحديد إستراتيجيته الانتخابية استعدادا للاستحقاقات المقبلة، تتفاقم الخلافات داخل صفوفه حول آلية اختيار المرشح الرئاسي وتوقيت الإعلان عنه.
وكان رئيس الحزب أوزغور أوزال، قد أطلق الأسبوع الماضي عملية اقتراع بين أعضاء الحزب -البالغ عددهم مليونا و600 ألف- لاختيار اسم المرشح، ثم أعلن توسيعها لتتم عبر التصويت الإلكتروني العام، قائلا إن ذلك أدى إلى زيادة في طلبات العضوية الجديدة للحزب.
وتواجه العملية اعتراضات قوية، خصوصا من منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة وأحد أبرز المرشحين المحتملين، الذي يرى أن هذه الخطوة قد تفضي إلى إقصائه سياسيا لصالح منافسه الأبرز أكرم إمام أوغلو.
ويعارض يافاش التصويت الداخلي، معتبرا أن توقيته غير مناسب، إذ لا تزال الانتخابات بعيدة، ويرى أن الإعلان المبكر عن المرشح قد يجعله هدفا للاستهداف السياسي والقضائي، خاصة إذا تم اختيار إمام أوغلو، الذي يواجه تحقيقات قد تعرقل ترشحه.
وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام مقربة من يافاش أنه لن يشارك في التصويت الداخلي للحزب لاختيار المرشح الرئاسي، لكنّ معارضيه داخل الحزب يرون أن تحفظه ليس فقط بسبب التوقيت، بل أيضا بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها إمام أوغلو في إسطنبول، أكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان، ما يمنحه أفضلية على يافاش في أي تصويت حزبي داخلي.
كما طُرح سيناريو يقضي بترشيح إمام أوغلو للرئاسة ومنح يافاش منصب نائب الرئيس، لكن قيادة الحزب رفضت ذلك، خشية أن يُفسَّر على أنه تكرار لنموذج "تقاسم السلطة"، الذي أضرّ بالمعارضة في الانتخابات السابقة، كما يرى أنصار يافاش أن هذا السيناريو محاولة لإبعاده من السباق، وهو ما يزيد التوتر داخل الحزب.
يرى الباحث السياسي مراد تورال أن انتقادات الرئيس التركي لرئيس بلدية إسطنبول تعكس أكثر من مجرد مواجهة سياسية، بل تحمل دلالات أعمق تتعلق بقراءة السلطة لمشهد المعارضة وإستراتيجياتها الانتخابية.
إعلانويشير تورال، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن إمام أوغلو قد يكون منافسا محتملا، لكنه ليس التهديد الأكبر، إذ تعاني المعارضة من انقسامات حادة، ولم تتوصل بعد إلى مرشح موحد قادر على المنافسة بجدية.
ويضيف أن أردوغان لا يخشى إمام أوغلو بقدر ما يوظف الهجوم عليه لتعميق الخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري، خصوصا بينه وبين منصور يافاش، مما يدفع الحزب إلى الانشغال بصراعات داخلية بدلا من التركيز على الانتخابات.
ويضيف تورال أن أردوغان يعتمد إستراتيجية مزدوجة؛ فمن جهة، يسلط الضوء على ما يعتبره فشل المعارضة في إدارة البلديات الكبرى، وعلى رأسها إسطنبول، ومن جهة أخرى، يعيد تشكيل الرأي العام حول قدرة المعارضة على الحكم، مستهدفا الناخبين المترددين.
وفيما يخص وضع إمام أوغلو، يشير تورال إلى أنه يواجه تحديات داخلية وقضائية قد تعرقل ترشحه مستقبلا، وهو ما يدركه أردوغان جيدا، لذا يعمل على إضعاف مرشحي المعارضة مبكرا، مستفيدا من خلافاتهم الداخلية والأزمات التي تعصف بهم.
ويرى الباحث السياسي، أن الخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري حول آلية اختيار المرشح الرئاسي تعكس صراعا على النفوذ أكثر من كونها تنافسا ديمقراطيا، مما يُضعف قدرة المعارضة على تقديم منافس قوي للرئيس رجب طيب أردوغان.
ويضيف أن هذه الخلافات تصب في مصلحة أردوغان، الذي لا يحتاج إلى التدخل المباشر، لأن المعارضة تعاني "تفكيكا ذاتيا"، حيث ينشغل حزب الشعب الجمهوري بصراعاته الداخلية بدلا من العمل على تقديم مرشح قوي قادر على توحيد الصفوف.
ويؤكد تورال أن المعارضة التركية أمام اختبار حقيقي، فإذا لم تتمكن من احتواء خلافاتها والتوصل إلى توافق مبكر، فقد تجد نفسها أمام سيناريو مشابه للانتخابات السابقة، حيث أدت الانقسامات والتجاذبات السياسية إلى فقدانها الزخم الانتخابي، وبالتالي منح أردوغان أفضلية في السباق.
إعلان