فاز الروائي اللبناني محمد طرزي بجائزة نجيب محفوظ للأدب حديثاً، عن روايته "ميكروفون كاتم صوت" التي تمكنت أيضاً من الفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2024، فضلًا عن إدراجها في قائمة جائزة الشيخ زايد للكتاب.

عبَر طرزي عن سعادته بالفوز بالجائزة، لأنها تحمل اسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ من جهة، ولأنها مُنحت لكُتّاب بعضهم أساتذته، تعلم من أعمالهم، وطوّر تقنيات الكتابة تأثّرًا بما نشروا.

وأضاف في حوار لـ 24 " استغرقتْ روايتي "ميكروفون كاتم صوت" سنتين ونصف لكتابتها، موضحاً أن أعماله تهتم بالتاريخ العربي في شرق أفريقيا، فالإرث العربي العميق في شرق أفريقيا، لم تنشر عنه أعمالًا أدبية، تغطي فترة الوجود العربي، بخلاف غزارة الإنتاج الأدبي فيما يتعلق بالوجود العربي التاريخي في الأندلس
وعن أهمية منحة الإقامة الأدبية للكتاب قال: "تعرّفتُ إلى كتّاب ومترجمين من دول مختلفة، إذ من خلال التواصل اليومي، يصبح الكاتب على تماس مع ثقافات مختلفة، ما يوفر له تجربة مختلفة، تتيح له معرفة تفاصيل ثقافية لا يصل إليها عبر قراءة الكتب، كذلك توفّر الإقامة في مكان معين فرصة لاكتشاف المكان، والتواصل مع سكانه المحليين، وهو أمر، بحد ذاته، مفيد للكتابة".

-ما سر اهتمام أعمالك بالتاريخ العربي في شرق أفريقيا؟
سافرت إلى موزمبيق منذ 18 سنة، أقمت هناك بغرض العمل، فكان أن اكتشفتُ الإرث العربي العميق في شرق أفريقيا، فوجئت حين عرفت أن أحدًا لم يكن قد نشر أعمالًا أدبية عن تلك المنطقة، تغطي فترة الوجود العربي، الذي امتد لقرون، بخلاف غزارة الإنتاج الأدبي فيما عنى الوجود العربي التاريخي في الأندلس، وقتها قررت أن أكتب في التخيل التاريخي عن تلك المنطقة، بدأت في جزر القرنفل، وهي رواية تاريخية عن فترة حكم السلطان العماني سعيد بن سلطان، في زنجبار (جزء من دولة تنزانيا حاليًّا)، ألحقتها برواية ماليندي (إمارة عربية حكمها شيوخ عرب في القرن الخامس عشر)، بعدها جاءت عروس القمر (عن جزر القمر)، كذلك، وضعتُ رواية من وحي تجربتي كمغترب لبناني في موزمبيق، عنوانها أفريقيا (أناس ليسوا مثلنا).

-ما أهم ما تميزت به رواية "ميكروفون كاتم صوت" حتى تمكنت من الفوز بجائزتي كتارا للرواية العربية ونجيب محفوظ؟
لن أمدح روايتي بطبيعة الحال، لكني سأقتبس مما قالته الدكتورة سارة عناني، رئيسة لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ، لاعتقادي أن ذلك يعبّر بالفعل عن روح الرواية، حيث قالت إن الرواية تستحق جائزة نجيب محفوظ، لما تميّزت به من عناصر استعارية، ومجاز عميق، وشخصيات قوية، وأسلوب سردي خاص، مضيفة أن الرواية وإن كانت تتحدث عن لبنان اليوم، إلا أنها خرجت من محدودية المكان والزمان المفترض، لتكشف واقعاً إنسانياً عاماً، عن أزمة الإنسان المعاصر في مدن تدفن الروح وتقتل الأحلام.
_ماذا يمثل لك هذا الفوز وكيف تنظر إلى أهمية الجوائز الأدبية بالنسبة للكاتب؟
سعدت كثيرًا بهذه الجائزة، لأنها تحمل اسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ من جهة، ولأنها مُنحت لكُتّاب بعضهم أساتذتي، تعلمت من أعمالهم، وطوّرت تقنيات الكتابة تأثّرًا بما نشروا.
تعرّف الجوائز الكاتب إلى قراء جدد، فاليوم بسبب سرعة الحياة ومشاغل الجميع، فضلًا عن كثافة النشر، تفتّش القارئة عن كتب فازت بجوائز أو رشحتْ على قوائم تلك الجوائز، لاعتقادها أن هناك أعضاء لجان محترفين قرؤوا تلك الأعمال، وأشادوا بها، ما يدفعها إلى تمييزها عن سائر المنشورات، واقتنائها من دون تردّد، خاصة إذا لم تكن قد سمعت بالكاتب من قبل. 

-ما الذي يكتسبه الكتَاب بمشاركتهم في منح الإقامة الأدبية وقد سبق وحصلت على إقامتين في نيويورك وإيطاليا؟
أول إقامة أدبية لي كانت في نيويورك، بإشراف مؤسسة آرت أومَاي، تعرّفتُ إلى كتّاب ومترجمين من دول مختلفة، إذ من خلال التواصل اليومي، يصبح الكاتب على تماس مع ثقافات مختلفة، ما يوفر له تجربة مختلفة، تتيح له معرفة تفاصيل ثقافية لا يصل إليها عبر قراءة الكتب، كذلك توفّر الإقامة في مكان معين فرصة لاكتشاف المكان، والتواصل مع سكانه المحليين، وهو أمر، بحد ذاته، مفيد للكتابة، التجربة في جنوة (إيطاليا) مختلفة بعض الشيء، فالإقامة ليست مع كُتّاب، وإنما مع فنانين متميزين في مجالات مختلفة، الإخراج السينمائي، التأليف الموسيقي، الشعر، الفن البصري،شاركت في إقامة بولياسكو في جنوة بصفتي روائيًا عربيًّا، وأخال أنني أضفت للمشاركين بقدر ما أضافوا إلى تجربتي الفنية والإنسانية.
-لديك غزارة في الإنتاج، هل أنت متفرغ للكتابة الأدبية؟
لا أعد نفسي غزيرًا في الإنتاج إذا ما قيس الأمر بعدد الكلمات المنشورة، وليس بعدد العناوين، رواياتي قصيرة إلى متوسطة الحجم، استغرقتْ روايتي "ميكروفون كاتم صوت" سنتين ونصف لكتابتها، ربما استغرقت سائر الأعمال وقتًا أقل كونها أقصر من حيث الحجم، لستُ متفرّغًا للكتابة، عملت لسنوات في التجارة، ولدي اليوم شركة في التدقيق المالي، أديرها وأتابعها، ما يستغرق مني الكثير من الوقت والجهد، لكني أجد دائمًا وقتًا للقراءة والكتابة والإجابة عن أسئلة ذكية كالتي طرحتِها في هذا الحوار.

محمد طرزي في سطور:

محمد طَرزي روائيّ لبنانيّ، مواليد بيروت عام 1983، اهتمت أعماله بالتاريخ العربيّ في شرق أفريقيا، له 9 روايات في مجالات أدبية مختلفة؛ التخيّل التاريخي، الأدب الاجتماعي، أدب الفتيان، والموروث الثقافي، فازت روايته "ميكروفون كاتم صوت" حديثاً بـجائزتي نجيب محفوظ للأدب وكتارا للرواية العربية، وأدرجتْ أعماله على قوائم جائزة الشيخ زايد للكتاب 6 مرات عن دورات مختلفة، كما فازت "جُزر القرنفل" بجائزة غسان كنفاني للرواية، في الأردن، ونالت "نوستالجيا" جائزة الناقد توفيق بكّار للرواية العربّية، في تونس.

اختارت مؤسسة Omi Art الأميركية، الروائي محمد طرزي، بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة القطرية، للمشاركة في برنامج "استضافة كُتّاب من دول مختلفة"، للإقامة في مقّرها في نيويورك، ممثّلًا للرواية العربية المعاصرة، موسم خريف 2022، كما حصل على منحة زمالة للكاتب المقيم، من مؤسسة Bogliasco الأميركية، للإقامة في جنوة، إيطاليا، خلال خريف 2024، وهو حاصل على إجازة في القانون، وأخرى في الاقتصاد من الجامعة اللبنانية، وعلى الماجستير في الاقتصاد المالي من جامعة لندن SOAS.
صدرت له 9 مؤلفات روائيّة: النبوءة، جُزر القرنفل؛ حكاية الحلم الأفريقي،  رسالة النور؛ رواية عن زمان ابن المقفّع،  أفريقيا؛ أناس ليسوا مثلنا،  ماليندي؛ حكاية الحلم الأفريقي،  نوستالجيا، عروس القمر؛ حكاية الحلم الأفريقي، سرّ الطائر الذي فقد صوته، ميكروفون كاتم صوت.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بيروت ا للروایة العربیة فی شرق أفریقیا نجیب محفوظ محمد طرزی

إقرأ أيضاً:

افتتاح المعرض الوثائقي "العلاقات العُمانية الهندية" بنيودلهي لتسليط الضوء على الإرث الحضاري في البلدين

 

 

◄ الضوياني: المعرض يجسّد الإسهامات الحضارية للبلدين

مسقط - الرؤية

افتُتح المعرض الوثائقي "العلاقات العُمانية الهندية"، الثلاثاء، بالعاصمة الهندية نيودلهي، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والأرشيف الوطني الهندي ويستمر لمدة 3 أيام.

ويضم المعرض عددا من الوثائق والصور والخرائط التي تتناول حقبًا زمنية وتاريخية مختلفة، تعكس بدورها الإرث والمكنون الحضاري والتاريخي والثقافي الذي تزخر به سلطنة عُمان وجمهورية الهند في مختلف العصور وتشمل جميع جوانب الحياة، كما يهدف المعرض الوثائقي إلى إبراز الوجود والأثر العُماني الهندي في البلدين.

رعى حفل الافتتاح سعادة آرون سنغال المدير العام للأرشيف الوطني الهندي، والذي أشار إلى عمق العلاقات التاريخية والارتباط الحضاري والثقافي المشترك بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند منذ القدم، مؤكدًا أن للبلدين ارتباطًا عبر بحر العرب لأكثر من خمسة آلاف عام، كما تبادل الشعبان العُماني والهندي الصديقان طوال هذه المدة السلع والخدمات والأفكار والجوانب الحضارية والثقافية المشتركة. وأكد سعادته أهمية الوثائق المشتركة بين البلدين لإبراز تاريخ سلطنة عُمان والهند ودورهما الملاحي والتجاري والثقافي في المنطقة.

حضر حفل الافتتاح سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسعادة عيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية الهند، وعدد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية والأجنبية وشخصيات حكومية وعلمية وفكرية ورجال الأعمال والمثقفين والأكاديميين، ومسؤولون من الجانبين العُماني والهندي.

وفي كلمته، قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: "تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا ملحوظا وتعاونا وثيقا أسهما في إيجاد شراكات استراتيجية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل عززتها علاقات حضارية وتاريخية ضاربة في أعماق التاريخ".

وأضاف: "الوثائق والمراسلات تبرز الأهمية التاريخية الكبيرة للعلاقة بين سلطنة عُمان والهند التي أوجدت إرثًا دائمًا ينعكس في النسيج الثقافي والاجتماعي لكلا البلدين، كما أن هذا الارتباط العريق الذي يعود إلى أكثر من 5 آلاف عام وضع الأساس لعلاقة متينة مبنية على الاحترام والتفاهم المتبادل".

ويجسّد المعرض الوثائقي "العلاقات العُمانية الهندية" الإسهامات الحضارية للبلدين، حيث يضم مجموعة من الوثائق المهمة التي توثق الدور الحضاري والتاريخي للبلدين عبر حقب زمنية مختلفة، ودورهما في الإسهام الحضاري للحضارة الإنسانية، إلى جانب التعريف بالدور التاريخي والحضاري الذي قامتا به عبر حقب زمنية مختلفة، كما يسلط المعرض الضوء على العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان والجمهورية الهندية ويستعرض عددًا من الوثائق التاريخية والرسائل والبرقيات الدبلوماسية بين البلدين.

من جانبه، أكد سعادة عيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية الهند، أهمية التعاون بين هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والأرشيف الوطني الهندي بالتنسيق مع السفارة العُمانية بهدف الحفاظ على الإرث والتراث المشترك بين البلدين الصديقين وإبراز الروابط التاريخية التي استمرت عبر العصور. وأشار سعادة السفير إلى أن العلاقات والتعاون المشترك بين سلطنة عُمان والهند تشهد أيضًا تطورًا ثقافيًّا قويًّا من خلال التعاون الأكاديمي والمعارض الفنية والسياحة، ويعكس هذا التطور الاهتمام المتزايد بين البلدين بالحفاظ على الروابط التاريخية والثقافية، مما يعزز علاقاتهما في المستقبل.

ويحوي المعرض عدة أركان رئيسة تستعرض تاريخ عُمان والهند والتطورات السياسية تاريخيًّا إلى العصر الحديث، ومراسلات وخرائط وشواهد توثق تاريخ البلدين في مختلف المجالات، والزيارات المتبادلة، بالإضافة إلى سرد العلاقات الدبلوماسية والودية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند.

وتطورت العلاقات لتصبح شراكة استراتيجية، لا سيما في مجالات الطاقة والدفاع، حيث تعد عُمان موردًا رئيسا للنفط والغاز الطبيعي للهند، كما تتعزز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات منها الصحة والتعليم.

مقالات مشابهة

  • محمد محفوظ: تصريحات تهجير الفلسطينيين استفزازية والحل يكمن في الضغط على ترامب
  • “أحلام فترة النقاهة.. معرض فوتوغرافي يستلهم إبداعات نجيب محفوظ
  • ندوة عن دور السياحة الجيولوجية بالمحميات في دعم الاقتصاد
  • افتتاح المعرض الوثائقي "العلاقات العُمانية الهندية" بنيودلهي لتسليط الضوء على الإرث الحضاري في البلدين
  • متحف نجيب محفوظ يحتضن 20 فنانًا فوتوغرافيًا يستلهمون رائعة "أحلام فترة النقاهة"
  • في متحف نجيب محفوظ.. 20 فنانا فوتوغرافيا يرسمون «أحلام فترة النقاهة»
  • الوظيفة والموظفون في عالم نجيب محفوظ.. علي التركي يقدم عرضًا لدرة إبداعات الراحل مصطفى بيومي.. دراسة نقدية أدبية وتوثيق تاريخي نادر لأحوال الحكومة المصرية في 100 عام
  • ورشة لتوعية كبار السن بمخاطر تقنيات التزييف العميق
  • الكابتن نجيب الجوفي نائبا لرئيس الاتحاد العربي لبناء الاجسام
  • موعد قرعة أمم أفريقيا للكرة النسائية داخل الصالات