مستقبل المسرح السعودي على طاولة النقاشات في معرض جدة للكتاب
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
جدة – بدر النهدي
في أجواء تنبض بالإبداع، شهد معرض جدة للكتاب ورشة عمل تحت عنوان “تحديات المسرح في العالم العربي”، سلطت الضوء على التطورات الكبيرة التي حققها المسرح السعودي مؤخرًا.
الورشة، التي نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، أكدت أن المسرح السعودي بات لاعبًا رئيسيًّا في المشهد الثقافي المحلي والإقليمي، بفضل الدعم الحكومي والمبادرات النوعية التي أسهمت في تسريع نموه وترسيخ قواعده، مع طموح واضح لمنافسة المسارح العالمية.
المشاركون في الورشة أشاروا إلى الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الثقافة في دعم المسرح وتطويره، مع إبراز أهمية مساهمة المؤسسات الأهلية في تعزيز القطاع، خاصة من خلال مبادرات مثل مسرح الطفل.
وعن ذلك، أكد عبد العزيز السماعيل، الكاتب المسرحي السعودي، أن المملكة تعيش نهضة ثقافية غير مسبوقة، داعيًا إلى تكامل الجهود بين وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني لتطوير أدوات المسرح ودعمه بشكل أكبر.
كما شدد على أهمية دور وزارة التعليم في اكتشاف المواهب الشابة عبر توفير منصات عرض في المدارس، مما يسهم في خلق جيل واعٍ وقادر على تطوير المسرح.
وتناولت الورشة واقع المسرح العربي الذي يعاني، وفقًا للسماعيل، من ضعف الدعم وقلة الاندماج في الحراك المجتمعي، مشيرًا إلى أنه رغم التحديات، فإن هناك أملًا في تحسين هذا الواقع من خلال تفعيل دور المؤسسات لإحياء المسرح وصياغته بما يجذب جمهورًا أوسع.
وذكر أن المشهد المسرحي السعودي شهد نقلة نوعية مؤخرًا عبر مبادرات متميزة مثل مسابقة التأليف المسرحي التي حفَّزت الكوادر الموهوبة على الإبداع، ومبادرة المسرح المدرسي التي تهدف إلى بناء قدرات فنية جديدة، كما أن استضافة عروض عربية وعالمية في مختلف المدن السعودية أضافت بُعدًا جديدًا لهذا القطاع الواعد.
واستعرضت الورشة أيضًا الجوانب الفنية في المسرح، مثل أهمية الخروج عن القوالب التقليدية، والانفتاح على الجمهور لإنتاج أعمال تلامس مختلف الشرائح، حيث شدد السماعيل على أهمية القراءة المستمرة والبحث العميق لتطوير قدرات المسرحيين السعوديين، مما يعزز حضورهم محليًّا ودوليًّا.
وأضاف: “مع هذه الخطوات الواثقة، يبدو المسرح السعودي في طريقه ليكون نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي”، مؤكدًا أن الثقافة والفنون ركيزتان أساسيتان في بناء المستقبل.
ويُجسد معرض جدة للكتاب المحطة الثالثة ضمن سلسلة معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة لعام 2024، بعد نجاح معرضَيْ الرياض والمدينة المنورة. ويُقام المعرض هذا العام في الفترة من 12 إلى 21 ديسمبر، مفتوحًا للزوار يوميًّا من الساعة 11 صباحًا وحتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة الذي يبدأ فيه استقبال الزوار من الساعة 2 ظهرًا.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: معرض جدة للكتاب المسرح السعودی
إقرأ أيضاً:
حضور لافت للمشاركة السعودية في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب
تحضر المملكة العربية السعودية في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، عبر وفد ثقافي رسمي رفيع المستوى، يمثّل مجموعة من أبرز الجهات الحكومية، والمؤسسات المعرفية، من بينها: هيئة الأدب والنشر والترجمة، وجمعية النشر السعودية، ووزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد، وكرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ودارة الملك عبد العزيز.
ويقدّم الجناح السعودي، الذي يشكّل محطة بارزة في المعرض، باقة من الإصدارات النوعية، والفعاليات الفكرية، إلى جانب مشاركات لمؤلفين، ومترجمين سعوديين، وعروض مرئية، وتفاعلية تعكس ثراء المشهد الثقافي السعودي وتنوعه، وتبرز تطور صناعة النشر في المملكة، في تظاهرة ثقافية تستمر فعالياتها حتى 5 مايو الجاري.
تفاصيل المشاركة السعودية في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب
وتأتي هذه المشاركة امتدادًا للحضور المتزايد للمملكة في المحافل الثقافية الإقليمية والدولية، وتُجسّد التزامًا واضحًا بدعم صناعة النشر، وتعزيز التواصل الثقافي والمعرفي عربيًا وعالميًا. وتتولى هيئة الأدب والنشر والترجمة تنظيم وإدارة المشاركة ضمن رؤية مؤسسية تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما يعزز موقع المملكة على خريطة الثقافة العالمية، ويكرّس حضورها الفاعل في المشهد الأدبي والنشر المعرفي.
المشاركة السعودية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعكس رؤية ثقافية طموحة
وفي هذا السياق، أكّد بسام البسام، مدير عام الإدارة العامة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، أن المشاركة السعودية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعكس رؤية ثقافية طموحة تسعى إلى ترسيخ حضور المملكة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال منصات معرفية تعزّز الحوار الثقافي، وتدعم التبادل المعرفي عبر محتوى نوعي يعكس تنوع التجربة السعودية، ويعبّر عن هويتها الحضارية بلغات متعددة، بما يتماشى مع تطلعات الإنسان السعودي في الحاضر والمستقبل.
وأشار البسام إلى أن معارض الكتاب تجاوزت كونها تظاهرات أدبية، لتصبح منصات إستراتيجية لصناعة التأثير الثقافي والحوار الحضاري، مشددًا على أهمية الحضور السعودي في هذه المحافل نافذة حضارية تعبّر عن الانفتاح الثقافي وتعكس الثقة بالنفس، وتؤكد الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في المشهد الثقافي العربي والدولي.
وختم بتأكيده على عمق العلاقات الثقافية التي تجمع المملكة بدولة الإمارات، معتبرًا أن هذه المشاركة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل الخليجي في مجالات الأدب والنشر والفكر، وتعبيرًا صادقًا عن وحدة الرؤية بين البلدين في دعم الثقافة بوصفها حجر أساس في بناء المستقبل.
تأسس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يتبع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بموجب قانون صادر عن رئيس الدولة لدعم اللغة العربية، ووضع إستراتيجيات عامة لتطويرها والنهوض بها علميًا، وتعليميًا، وثقافيًا،وإبداعيًا، وتعزيز التواصل الحضاري، وإتقان اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة، والترجمة، والنشر، والبحث العلمي، وصناعة المحتويين المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتب، ودعم صناعة النشر في المنطقة، ولتحقيق ذلك يعتمد المركز على برامج متخصصة، وكفاءات فذة، وشراكات مع كُبريات المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقًا من مقره في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
لمحة عن دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي
تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة، وتغذي نمو العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالميًا بشكل أوسع.
ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي وجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعي الثقافة والسياحة.
وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة وجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.
نبذة عن معرض أبوظبي الدولي للكتاب
يُعد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق في العام 1981، منصة ثقافية دولية رائدة تجمع الناشرين والمثقّفين والمتخصّصين والمكتبات والوكلاء والمؤسسات الثقافية والإعلامية لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف الفرص، وتعزيز التواصل والتعاون حول قطاع النشر والصناعات الإبداعية.
ويستضيف الحدث السنوي، دور نشر عربية وإقليمية ودولية، كما يُقدّم برنامجًا ثقافيًا ومعرفيًا متكاملًا يشمل الجوانب الثقافية والمهنية والتعليمية والإبداعية والترفيهية، إلى جانب فعّاليات، ومحاضرات، وجلسات نقاشية، وورش عمل متخصّصة بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقّفين، ما يُسهم في تطوير قطاع النشر والصناعات الإبداعية، ويعزّز قدرات الناشرين المحليين والعرب ويفتح آفاقًا جديدة أمامهم.