كريم وزيري يكتب.. سلام سلاح
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
لطالما كان الجيش المصري درع الأمة وسيفها، القوة التي تبعث في النفوس الطمأنينة وتضرب بجذورها في قلب الأرض المصرية، وهو ليس مجرد قوة عسكرية مدربة أو منظومة تسليح متطورة، بل هو عقيدة متجذرة في ضمير أفراده وأركانه، عقيدة ولدت من رحم هذه الأرض الطاهرة، التي حرمت أرحام نسائها على إنجاب سوى الرجال الذين لا يعرفون سوى الوفاء للوطن والتضحية من أجله.
وكان ولازال الجيش المصري هو الحارس الأمين لحدود الوطن ومقدراته، القوة التي تحمل على عاتقها حماية سيادة الدولة واستقلالها منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، ظل الجيش المصري رمزًا للشموخ والصلابة، عاملًا بصمت وإخلاص لتأمين الحاضر والمستقبل، واضعًا مصلحة الوطن وشعبه فوق كل اعتبار.
في عقيدة القوات المسلحة المصرية، لا مجال للتنازل عن ذرة من تراب هذا الوطن، ولا مكان للتهاون في حماية سيادته ومنذ الأزل ظل الجيش المصري القوة التي تقف سدًا منيعًا أمام أي تهديد يمس أمن مصر، وهذه العقيدة ليست مجرد شعارات تردد، بل هي مبادئ راسخة تتجلى في كل قرارات وخطوات القوات المسلحة.
ما يميز الجيش المصري عن غيره ليس فقط قوته العسكرية أو منظومات تسليحه الحديثة، بل إيمانه بأن الوطن أغلى من الحياة، إنه جيش يحمي لا يهدد، يبني ولا يهدم، يضع مصالح الشعب فوق أي اعتبارات سياسية أو مصالح فردية.
حين نتأمل تاريخ الجيش المصري، ندرك أنه ليس جيشًا مستوردًا أو جيشًا أسسته المصالح العابرة، بل هو جيش من نبت هذه الأرض، أبناؤه خرجوا من القرى والمدن المصرية، يحملون معهم بساطة الفلاح، قوة العامل، وإيمان المثقف وهم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب، وأحد أبرز رموزه.
حينما نقول إن الجيش المصري جاء من نبت الأرض، فإننا نؤكد حقيقة أنه جزء من هوية الوطن، أفراده هم أبناء هذا الشعب، يحملون همومه وآماله، ويعيشون نفس التحديات التي يواجهها، ولذلك فإن ولاءهم ليس لشخص أو جماعة، بل للوطن بكل ما يحمله من تاريخ وأرض وشعب.
ولم يكن دور الجيش المصري يومًا مقتصرًا على الدفاع العسكري، بل تعداه إلى أدوار تنموية وإنسانية تعكس قيمه ومبادئه، وفي كل أزمة تواجه الوطن، تجد الجيش المصري في المقدمة، سواء كان ذلك في حماية الحدود أو تقديم الدعم في أوقات الكوارث والأزمات.
وخلال العقود الأخيرة، أثبت الجيش المصري أنه ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو درع اجتماعي واقتصادي وسياسي، فمن مواجهة الإرهاب وحماية الحدود، إلى المساهمة في المشاريع القومية الكبرى، ظل الجيش المصري يلعب دورًا محوريًا في بناء الدولة وتأمين مستقبلها.
ومنذ فجر التاريخ، والجيش المصري يحافظ على مكانته كواحد من أعرق وأقوى الجيوش في العالم وفي كل معركة خاضها، أثبت الجيش المصري أن قوته لا تكمن فقط في عتاده وعدده، بل في الروح التي تحرك أفراده.
الجيش المصري لا يبحث عن الحرب، لكنه مستعد لها وهذه هي فلسفة "سلام سلاح" التي تميز القوات المسلحة المصرية وهي رسالة سلام وطمأنينة لكل من يؤمن بالصداقة والتعاون، وتحذير لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر أو مقدراتها.
وما يجعل الجيش المصري قوة استثنائية هو ولاؤه المطلق لمصلحة الوطن والشعب وفي كل قرار يتخذه، وفي كل خطوة يخطوها، يضع الجيش المصري مصر وشعبها في المقدمة، وهذا الولاء لم يكن يومًا محل شك أو جدل فقد أثبت الجيش المصري مرارًا وتكرارًا أنه الحصن الأخير الذي يلجأ إليه الشعب في أوقات الأزمات والتحديات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأرض المصرية القوات المسلحة القوات المسلحة المصرية تاريخ الجيش المصري سيادة الدولة كريم وزيري الجیش المصری وفی کل
إقرأ أيضاً:
جماعة تكره الوطن.. الإخوان تاريخ طويل من العداء للقومية المصرية والعنف والدم
حملت جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها عام 1928، على يد حسن البنا في الإسماعيلية، وتقديم نفسها كحركة دينية تهدف إلى إصلاح المجتمع، أيديولوجية سياسية تعتمد على استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية تتعارض مع فكرة الدولة الوطنية، وظهر ذلك منذ البداية، حيث كانت الجماعة على خلاف مع القومية المصرية، إذ اعتبرت أن الولاء الأول يجب أن يكون لفكرة الخلافة الإسلامية، ما جعلها في مواجهة مباشرة مع المشروع الوطني المصري الذي يعلي من شأن الهوية القومية.
اختراق البيئة الاجتماعية المصريةاستغلت جماعة الإخوان الإرهابية حالة الفقر والأمية كوسائل لتوسيع قاعدتها الشعبية، إذ ركزت على تقديم خدمات اجتماعية مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية، مستهدفة بذلك بعض الفئات من المجتمع المصري.
وبدت هذه الأنشطة خدمية، في ظاهرها، لكنها كانت تهدف إلى استقطاب الأفراد إلى فكر الجماعة وبناء شبكة اجتماعية واسعة تخدم أجندتها، حتى تغلغلت الجماعة في النقابات العمالية والمهنية، وسيطرت على العديد من المؤسسات التعليمية والدعوية، كما استهدفت الشباب من خلال أنشطة رياضية وثقافية، لتحولهم فيما بعد إلى أدوات لخدمة أجندتها السياسية.
كان هذا التغلغل الاجتماعي وسيلة فعالة لنشر أفكارها، ما أدى إلى انقسام المجتمع المصري بين من يؤمنون بالمشروع الوطني القائم ومن ينخدعون بشعارات الجماعة.
العداء للقومية المصريةمنذ تأسيسها، كانت الجماعة تنظر إلى القومية المصرية باعتبارها تهديدًا لمشروعها الإسلامي العالمي، حيث أكد حسن البنا في أكثر من مرة أن الإسلام لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا بالجنسيات، ما يعني رفض الاعتراف بخصوصية الهوية المصرية، وفي مراحل لاحقة، عملت الجماعة على التشكيك في كل ما يرمز إلى الهوية المصرية، من الثقافة إلى التاريخ وحتى مؤسسات الدولة، ودليل على ذلك عندما بدأت الجماعة في مهاجمة الجيش المصري، باعتباره أحد رموز القومية وحامي الدولة الوطنية، كما اتخذت مواقف عدائية من رموز الفن والثقافة الذين عكسوا روح الهوية المصرية، مبررة ذلك بأنهم لا يمثلون الإسلام.
الإخوان والعنف.. تاريخ من الدماءتبنت جماعة الإخوان منذ بدايتها نهج العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، حيث أسست التنظيم السري الذي نفذ سلسلة من العمليات الإرهابية شملت اغتيالات سياسية وتفجيرات كان أبرزها اغتيال القاضي أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، ما أدى إلى حظر الجماعة عام 1948.
ولكن عادت الجماعة للعمل السري واستمرت في تنفيذ عمليات إرهابية، مستغلة الأحداث السياسية والاجتماعية كوسيلة للعودة إلى المشهد بعد أحداث يناير 2011، حيث استغلت الفراغ السياسي للوصول إلى السلطة، ولكن فترة حكمها القصيرة (2012-2013) كشفت عن نواياها الحقيقية، حيث عملت على أخونة الدولة وتجاهلت المصالح الوطنية، لتلجأ الجماعة بعد ثورة 30 يونيو إلى العنف العلني والمباشر، من خلال تنفيذها عمليات إرهابية استهدفت رجال الجيش والشرطة والمدنيين، وحاولت زعزعة الاستقرار في البلاد من خلال نشر الفوضى، حتى أنها استهدفت الجماعة البنية التحتية، بما في ذلك تفجير أبراج الكهرباء وخطوط الغاز، لإضعاف الدولة.