فاطمة عطفة (أبوظبي) 
«الكاتب وحده يعرف حقيقة ما كتبه، لكن كل قارئ يفسر النص بطريقته الخاصة، وهنا تكمن أهمية العمل الروائي. وحين أشتري كتاباً كقارئة، أكون جزءاً من العملية أيضاً. فليس الموظفون وحدهم من يديرون عجلة قطاع النشر، إذ يأتي القراء في المصاف الأولى، فالكتاب ملك لمن يصنعونه، ومن يبيعونه، ومن يقرؤونه، هذا هو المجتمع».


بهذا الاقتباس افتتحت أسماء صديق المطوع، مؤسسة صالون «الملتقى الأدبي»، جلسة نقاش رواية «مكتبة الأحلام السرية» للروائية اليابانية ميتشيكو أوياما الصادرة عن المركز الثقافي العربي. وتابعت المطوع تعريفها بالكاتبة على أنها من أبرز الأسماء في الأدب الياباني المعاصر، حيث تتميز أعمالها بتناول مواضيع إنسانية عميقة تتقاطع فيها الثقافات وتتعانق فيها التجارب الشخصية.
وتابعت المطوع: إن أوياما تمد جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب، حيث تنقل في رواياتها تجارب متعددة تتجاوز الحدود الجغرافية، وتصل إلى أعماق الإنسان نفسه أينما كان، من خلال رواياتها، أو من خلال تجربتها في العمل بالمكتبات، وتعتبر أوياما واحدة من الأصوات الأدبية التي تميز الأدب الياباني المعاصر مما يسهم في إثراء الأدب العالمي.
وأشارت د. عزة هاشم إلى أن رواية «مكتبة الأحلام السرية» تحمل في طياتها فكرة عميقة وساحرة عن تأثير الكتب في حياة البشر، من خلال أمينة المكتبة القادرة على قراءة النفوس واختيار الكتب التي تلائمها. وأضافت موضحة أن هذا الكتاب نافذة للتأمل في العلاقة السحرية بين القارئ والكتاب، والتساؤل عن «السرية» يثير الدهشة: هل تكمن في الأحلام التي تتجسد في القراءة؟ أم في المكتبة ذاتها، هذا المكان الغامض الذي يحتفظ بالقصص التي تغير الأرواح؟ أم في قدرة أمينة المكتبة على اكتشاف الكتب المناسبة لكل شخص؟.
أما عن فكرة تغيير الكتب لحياتنا، فالكاتبة تلمح إلى أن كل كتاب يحمل قوة كامنة، حتى أبسط الكتب، كما في القصة الأولى التي تظهر كيف أن كتاباً مصوراً للأطفال قد يحمل حكمة أعمق مما يبدو. هذه النقطة تدعونا للتوقف عن الاستهانة بأي كتاب، فكل قصة تحمل في طياتها فرصة لاكتشاف جديد، أو تغيير مسار حياة.
وجاء في مداخلة سلمى المصعبي أن الكتاب فريد يحمل في طياته عوالم خفية من الأحلام والتأملات، حيث يأخذ القارئ في رحلة ليست فقط عبر الكلمات، بل عبر حيوات مختلفة، وذلك أن الكاتبة تنسج قصصاً مصغرة لشخصيات متنوعة، كل منها يحمل حلمه الخاص، صراعاته، وقصته التي تترك أثراً فينا.
وبينت المصعبي أن ما يميز هذا الكتاب هو تقسيمه إلى روايات مصغرة، حيث يتناول كل فصل شخصية جديدة، وحلماً مختلفاً، ما يمنحنا نافذة للتأمل في الحياة من وجهات نظر متعددة.
ورأت المصعبي أن «مكتبة الأحلام السرية» ليست مجرد كتاب، بل هي تجربة متعددة الطبقات، مليئة بالحكمة، والأمل، والدعوة للتأمل. إنها تذكرنا بأن الحياة ليست مجرد سلسلة من النجاحات أو الإخفاقات، بل هي مزيج معقد منهما، حيث تبقى الأحلام هي القوة التي تدفعنا للاستمرار.

أخبار ذات صلة «الملتقى الأدبي» يناقش «مهنتي هي الرواية» «فن أبوظبي».. جلسة حوارية حول قصة الفن ومدارسه

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صالون الملتقى الأدبي رواية

إقرأ أيضاً:

مكتبة محمد بن راشد تستقبل 2025 بأمسيات شعرية وأدبية وموسيقية مبتكرة خلال يناير الجاري

في إطار استراتيجيتها المستدامة للنهوض بالقطاع الثقافي والمعرفي على مدار الخمسين عاما المقبلة، تستعد مكتبة محمد بن راشد، لاستقبال عام 2025، بمجموعة مميزة من الفعاليات الأدبية والفنية والأمسيات الشعرية والموسيقية خلال شهر يناير؛ وذلك بمشاركة نخبة من الكُتّاب والمبدعين والعازفين.
وتبدأ الفعاليات مع أمسية شعرية بعنوان «قصائد.. هُنَّ»، والتي تتميز بتنوع غني من الألوان الشعرية ومن بينها الغزل، والفخر، والوصف، والقصائد الوجدانية. ويشارك في الأمسية مجموعة من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة بالعالم العربي، حيث يقدمن قراءات شعرية لأهم الدواوين والقصائد، بالإضافة إلى فقرة عزف مميزة على آلة العود مع أنغام الكلمات والأشعار.
وتستضيف المكتبة، خلال شهر يناير الجاري، نخبة من الكتّاب والمبدعين العرب والأجانب ممن كتبوا أعمالًا بلغات غير لغتهم الأم في أمسية بعنوان «حوار الثقافات عبر الأدب»، والتي تسلط الضوء على الإبداع الأدبي العابر للحدود، وتناقش التحديات التي واجهها الكتّاب في التعبير عن أفكارهم، والأثر الثقافي لهذه الأعمال في تعميق التواصل الثقافي بين المجتمعات. وتتضمن الفعالية قراءات مختارات من أبرز الأعمال الأدبية، ونقاشات حول تجارب الكتّاب في الكتابة بلغات أخرى، إضافة إلى استعراض دور الترجمة في الوصول إلى جمهور عالمي. وتختتم الأمسية بحفل توقيع مجموعة من الكتب التي تعكس تنوع الثقافات والأفكار.
كما تتعاون مكتبة محمد بن راشد مع مسرح دبي الوطني وكورال شرقيات، لتقديم أمسية إبداعية فنية حول المسرح الغنائي الرحباني بعنوان «المسرح الغنائي – مسرح الرحابنة أنموذجًا»، والتي تستعرض تجربتهما الرائدة في المزج بين الموسيقى اللبنانية والشعر والأداء المسرحي، إلى جانب مناقشة أهمية المسرح الغنائي ودوره الثقافي وسبل استمراره وتطويره ليلبي أذواق وتطلعات الأجيال الجديدة. وتسلط الفعالية الضوء على مجموعة مختارة من الأعمال الشهيرة للأخوين رحباني مع فيروز، ومن بينها فيلم «بياع الخواتم»، ومسرحية «جسر القمر»، التي جمعت بين الدراما والموسيقى بأسلوب مبتكر يمزج بين الأصالة والتجدد.
يذكر أن مكتبة محمد بن راشد، منذ افتتاحها، تقود جهودا رائدة في نشر المعرفة وتعزيز الإبداع ودعم وتعزيز المشهد الثقافي على المستويين الوطني والعربي، من خلال برامج وفعاليات مستدامة ومتجددة على مدار العام تلبي اهتمامات مختلف أفراد المجتمع.
ويمكن للراغبين في معرفة المزيد من التفاصيل حول برنامج فعاليات شهر يناير، أو الاطلاع على أبرز المستجدات والمواعيد الخاصة بالأنشطة والأمسيات المتعددة على مدار العام، زيارة الموقع الرسمي لمكتبة محمد بن راشد www.mbrl.ae، ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.


مقالات مشابهة

  • الليلة ..صالون أوبرا دمنهور الثقافى يناقش تحديات التعليم
  • ريال مدريد وبرشلونة.. «الخطة السرية»!
  • الاثنين .. صالون أوبرا دمنهور الثقافي يناقش تحديات التعليم
  • تحالف جديد في مجلس البصرة يحمل إسم تقييم
  • المكتبة المدرسية
  • الملتقى السنوي الأول لـ «تريندز» يناقش خطة 2025
  • الملتقى السنوي الأول ل «تريندز» يناقش خطة 2025
  • ترامب يُدان دون عقوبة بقضية الأموال السرية ويصف التجربة بأنها "مسرحية بغيضة"
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش تكوين الهوية المصرية
  • مكتبة محمد بن راشد تستقبل 2025 بأمسيات شعرية وأدبية وموسيقية مبتكرة خلال يناير الجاري