مساع روسية حثيثة للاحتفاظ بقاعدتين في سوريا.. ماذا نعرف عنهما؟
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تواصل روسيا تكثيف جهودها الدبلوماسية للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين في سوريا، وهما قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وذلك بعد سقوط حليفها المخلوع بشار الأسد.
وذكرت وكالة "بلومبرغ"، نقلا عن مصادر مطلعة في موسكو وأوروبا والشرق الأوسط، أن المحادثات مع القيادة السورية الجديدة اقتربت من الوصول إلى اتفاق يضمن استمرار التواجد الروسي في تلك القاعدتين الاستراتيجيتين.
وأوضح أحد المصادر في روسيا أن هناك "تفاهما غير رسميا” بين وزارة الدفاع الروسية و"هيئة تحرير الشام"، التي قادت المعارضة المسلحة للإطاحة بنظام بشار الأسد، يسمح للقوات الروسية بالبقاء في القواعد السورية.
ومع ذلك، حذر المصدر من أن الوضع في سوريا قد يتغير بسرعة بسبب حالة عدم الاستقرار القائمة في البلاد بعد سقوط النظام.
في السياق ذاته، نقلت وكالة "إنترفاكس" تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي أكد فيها أن موسكو "تعول على استمرار وجودها العسكري في سوريا"، رغم التحديات التي تواجهها بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد.
ما الذي نعرفه عن قاعدتي روسيا في سوريا؟
تعتبر قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية الركيزتين الأساسيتين لنفوذ موسكو في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، كما تشكلان عناصر استراتيجية حيوية لتعزيز حضورها العسكري والسياسي في المنطقة. وفي ما يلي أبرز المعلومات حول القاعدتين:
قاعدة طرطوس البحرية
تأسست في عام 1971 بموجب اتفاقية بين رئيس النظام السابق حافظ الأسد والاتحاد السوفيتي، وكانت آنذاك القاعدة البحرية الوحيدة لموسكو في البحر المتوسط.
وتتمتع القاعدة بأهمية استراتيجية، حيث تمثل منشأة أساسية لتزويد السفن الروسية بالإمدادات والإصلاحات. كما توفر نقطة انطلاق للسفن الروسية في مياه البحر المتوسط دون الحاجة إلى المرور عبر المضائق التركية للوصول إلى القواعد الروسية في البحر الأسود، حسب وكالة "فرانس برس".
مع بداية الألفية الثانية، وتحديدا في عام 2010، بدأت موسكو تعزيز قدرات القاعدة ضمن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة إحياء النفوذ الروسي.
وفي عام 2015، تزايد النشاط الروسي في القاعدة مع تدخل موسكو لدعم نظام الأسد، ما شمل تحديث المرافق وتمكينها من استقبال السفن الحربية الكبرى.
وبالرغم من السرية التي تحيط بعدد الجنود الروس في القاعدة، تشير تقارير إلى تواجد حوالي 1700 عنصر فيها عام 2015. ولا يزال العدد الحالي غير معلوم، لكن القاعدة تشهد مناورات عسكرية دورية، كان آخرها في مطلع شهر كانون الأول /ديسمبر الجاري.
وبعد تقدم فصائل المعارضة من الشمال نحو دمشق، أشارت تقارير إلى مغادرة سفن حربية روسية ميناء طرطوس ، وهو ما نفاه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مؤكدا على استمرار تواجد الأسطول الروسي.
قاعدة حميميم الجوية
استخدمت روسيا قاعدة حميميم منذ عام 2015 كنقطة انطلاق رئيسية لعملياتها الجوية في سوريا. وقد لعبت الطائرات الروسية المنطلقة من هذه القاعدة دورا رئيسيا في قصف المدن الخارجة عن سيطرة النظام.
وتعد هذه القادة إحدى أدوات روسيا الرئيسية لتعزيز الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق مصالح موسكو الاستراتيجية.
تتمتع القاعدة بحماية مشددة عبر أنظمة دفاع جوي متطورة تغطي مناطق واسعة، بما في ذلك الحدود التركية. كما تضم وحدات من الشرطة العسكرية الروسية لضمان الأمن الداخلي للقاعدة.
ووفقا لخبراء، كانت القاعدة تضم 22 طائرة مقاتلة، و15 مروحية هجومية، بالإضافة إلى طائرات مسيرات، حتى منتصف عام 2023، لكن القاعدة شهدت تخفيضا كبيرا في العتاد والعديد منذ عام 2022، نتيجة تحويل الموارد الروسية إلى جبهة أوكرانيا، وفقا لـ"فرانس برس".
تجدر الإشارة إلى أن القاعدة تشكل نقطة عبور رئيسية للمستشارين العسكريين والمرتزقة الروس المنتقلين إلى إفريقيا، التي سعت موسكو إلى تعزيز نفوذها فيها.
ماذا ينتظر القاعدتين؟
مع استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا والتغيرات السريعة في المشهد السياسي والعسكري، تسعى روسيا إلى ضمان بقاء قاعدتيها في طرطوس وحميميم لتعزيز نفوذها في المنطقة.
ورغم التحديات التي تواجهها موسكو بسبب دعمها الكامل لنظام الأسد الذي أمعن في قمع الشعب السوري وتهجير معارضيه، تشير التحركات الأخيرة إلى تصميم الكرملين على الحفاظ على موقعه الاستراتيجي في سوريا كجزء من رؤيته الأوسع لتعزيز دوره كلاعب رئيسي على الساحة الدولية.
ولم يصدر إلى غاية نشر هذه المادة أي تعليق من السلطات السورية الجديدة بشأن التقارير حول مساعي روسيا الرامية للحفاظ على مواقعها الاستراتيجية في سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية روسيا سوريا طرطوس الأسد دمشق سوريا الأسد روسيا دمشق طرطوس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قاعدة حمیمیم فی سوریا
إقرأ أيضاً:
خلال زيارته لروسيا : رئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس الدوما الروسي يوقعان مذكرة تعاون مشترك في موسكو
موسكو - الأمة برس - وقع معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي مع معالي السيد فياتشيسلاف فيكتوروفيتش فولودي رئيس مجلس الدوما الروسي على مذكرة تعاون مشترك بمقر مجلس الدوما في العاصمة الروسية موسكو، وهي ذاتها مذكرة التعاون التي وقعها رئيس البرلمان العربي قبل يومين مع معالي السيدة فالنتينا ماتفيينكو رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي، لتصبح مذكرة تعاون ثلاثية بين البرلمان العربي والمجلس الفيدرالي الروسي ومجلس الدوما الروسي، وتمثل تدشينًا لعلاقات مؤسسية منتظمة بين البرلمان العربي والبرلمان الروسي بغرفتيه.
جاء ذلك خلال لقاء معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي والوفد المرافق له مع معالي السيد فياتشيسلاف فيكتوروفيتش فولودي رئيس مجلس الدوما الروسي بمقر المجلس في موسكو، بحضور ممثلين عن الأحزاب والكتل السياسية المختلفة في مجلس الدوما الروسي.
وخلال اللقاء، هنأ رئيس مجلس الدوما الروسي معالي محمد بن أحمد اليماحي بمناسبة توليه رئاسة البرلمان العربي، مؤكدًا أن البرلمان العربي يمثل أكبر مؤسسة برلمانية عربية، وأن تعزيز العلاقات معه يساهم بشكل كبير في تعزيز وتطوير علاقات روسيا الاتحادية مع كافة الدول العربية، والتي تعطيها روسيا الاتحادية أولوية كبيرة خاصة في المرحلة الحالية، موضحًا أن زيارة وفد البرلمان العربي لموسكو تمثل بداية قوية لزيارات أخرى سيقوم بها عدد من رؤساء البرلمانات العربية إلى موسكو خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأضاف رئيس مجلس الدوما الروسي أن العلاقات العربية الروسية تقوم على الصداقة ومبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق المنفعة المتبادلة ورفض المعايير الدولية المزدوجة، مشددًا على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لمذكرة التعاون التي تم توقيعها مع البرلمان العربي، لدورها في تدشين حوار برلماني منتظم بين مجلس الدوما والبرلمان العربي. واقترح التعاون مع البرلمان العربي لتنظيم فعاليات خاصة تضم البرلمانيين العرب والروس لبحث الإسهامات التي يمكن لهم أن يقوموا بها لتعزيز العلاقات بين روسيا الاتحادية والدول العربية.
من جانبه، أكد "اليماحي" حرص البرلمان العربي على تدشين علاقات برلمانية قوية مع مجلس الدوما الروسي، معربًا كذلك عن تقدير البرلمان العربي لمواقف روسيا الاتحادية، وخاصة البرلمان الروسي في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وناقش رئيس البرلمان العربي مع رئيس مجلس الدوما بعض الآليات التي ناقشها مع رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي بهدف تعزيز العلاقات بين الجانبين، وفي مقدمتها إنشاء منتدى برلماني عربي روسي، وانضمام البرلمان العربي كمراقب إلى المنتدى البرلماني لتجمع البريكس والجمعية البرلمانية لرابطة الدول المستقلة، وأكد رئيس مجلس الدوما الروسي دعمه لهذه الآليات.
وفي نهاية اللقاء، وجه رئيس البرلمان العربي الدعوة لرئيس مجلس الدوما الروسي لزيارة البرلمان العربي في القاهرة وإلقاء كلمة أمام إحدى جلساته العامة، وهو الأمر الذي رحب به رئيس مجلس الدوما ووعد بتلبيته في أقرب وقت ممكن.
حضر اللقاء من البرلمان العربي، معالي اللواء طارق نصير نائب رئيس البرلمان العربي، ومعالي النائب حمد الملا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، ومعالي النائب يوسف رحمانية عضو البرلمان العربي، ومعالي الدكتور طارق الشمري عضو البرلمان العربي. ومن الأمانة العامة للبرلمان العربي، الدكتور أشرف عبدالعزيز المستشار السياسي لرئيس البرلمان العربي ومدير إدارة العلاقات الخارجية.
Your browser does not support the video tag.