موقع 24:
2025-02-12@09:38:46 GMT

3 خيارات محتملة للوجود الروسي في سوريا

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

3 خيارات محتملة للوجود الروسي في سوريا

بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، يواجه المسؤولون الروس احتمال أن تكون أيام نفوذهم في سوريا معدودة وفق تقرير جديد.

تستعد روسيا على الأرجح "لانسحاب منظم من المنشآت

ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن الزميل البارز غير المقيم في مركز تحليل السياسات الأوروبية بن دوبو قوله: "من المؤكد أن روسيا تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على وجودها في سوريا بينما تستعد لاحتمال أن تكون هذه هي النهاية".


وقال دوبو إن موسكو تفعل ذلك "ليس فقط من خلال ترك سفنها في البحر لكن، وفق قناة تلغرام الرسمية لـ (هيئة تحرير الشام)، توزيع الأسلحة على الجماعات العلوية المحلية".

وأضاف أن "التواصل مع القيادة الجديدة هو عمل يائس وقبول للواقع الجديد".

روسيا تشن هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا - موقع 24شنت روسيا هجوماً جوياً واسع النطاق على أوكرانيا باستخدام العشرات من المسيرات وصواريخ كروز، وفق ما صرح به وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو عبر صفحته على منصة "فيس بوك".

واستعرض الموقع الخيارات التي تواجهها روسيا الآن:

تقليص البصمة

بعد فترة وجيزة من فرار الأسد إلى روسيا، ورد أنه تم التوصل إلى اتفاق مع السلطات الموقتة، بقيادة هيئة تحرير الشام، يضمن أمن هذه القواعد، ولا توجد لدى المعارضة المسلحة حالياً أي خطط لمهاجمتها.

مع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت القيادة المستقبلية في دمشق على استعداد لتحمل وجود عسكري روسي طويل الأمد. 

Russia could lose key military bases in post-Assad Syria. Here are 3 potential scenarios for its presence. https://t.co/IXQt7K49MS

— Business Insider (@BusinessInsider) December 12, 2024

في الوقت الحالي، ترسو بعض السفن الحربية الروسية خارج قاعدة طرطوس كإجراء احترازي، وثمة تحركات عسكرية روسية أخرى في سوريا.
وقال أنطون مارداسوف، باحث غير مقيم في برنامج سوريا بمعهد الشرق الأوسط، إن "هناك الكثير من المعدات العسكرية التي تم سحبها على عجل إلى المنطقة الساحلية أو يتم سحبها في الوقت الحالي من مناطق نائية مختلفة. لذلك، إن السفن التي تذهب إلى سوريا من أسطول البلطيق وطائرات النقل العسكرية القادمة إلى حميميم قد تسحب هذه المعدات الزائدة".
إلى جانب قاعدتها البحرية في طرطوس، تمتلك روسيا أيضاً قاعدة جوية كبيرة في اللاذقية تسمى حميميم، والتي استخدمتها كنقطة انطلاق لإجراء غارات جوية في جميع أنحاء سوريا منذ تدخلها في الحرب الأهلية الدموية في البلاد سنة 2015.

وقال مارداسوف: "قد لا يكون الأمر يتعلق بإخلاء كامل للقواعد الآن. بانتظار أن تصدر على الحكومة الجديدة التي ربما يتم تعيينها بعد مارس (آذار) 2025، مرسوماً يندد أو يضفي الشرعية على معاهدة دمشق السابقة مع موسكو".

وصول متجدد

سنة 2017، وقعت روسيا اتفاقية إيجار قابلة للتمديد لمدة 49 عاماً مع نظام الأسد ترتبط بهذه القواعد، مما أظهر أنها ترسخ قواتها في الدولة الشرق أوسطية لأجيال قادمة، وهذه المعاهدة منحت الجيش الروسي الحصانة القانونية لأفراده في البلاد، مما يعني أنهم لن يتحملوا المسؤولية عن قتل السوريين. 

With the fall of the Assad regime in Syria, the status of Russia’s critical military installations—most notably the Tartus naval base and the Hmeimim Air Base—has become uncertain. Although current satellite imagery does not indicate an immediate departure, a full Russian… pic.twitter.com/H4EFwoIn1B

— Arda Büyükkaya (@WhichbufferArda) December 11, 2024

وصرّح دوبو: "إذا أمرت دمشق روسيا بالمغادرة، فستواجه موسكو صعوبة بالغة في تحمل الحصار".

وأوضح أن أفضل أمل لروسيا قد يكون محاولة تمديد وجودها في سوريا لإبرام صفقات جديدة مع القادة السوريين الجدد.

ومن المتوقع أن تكون العروض الروسية مغرية، بما في ذلك تقديم أموال وحوافز اقتصادية مثل منتجات الوقود المكررة بأسعار منخفضة، في مقابل قبول الحكام الجدد باستمرار وجودها العسكري. ومع ذلك، رجّح التقرير أن تكون هذه الترتيبات قصيرة الأجل.

هل تواجه روسيا هزيمة استراتيجية في سوريا؟ - موقع 24تناول أستاذ العلوم السياسية سيرغي رادشينكو الوضع الروسي في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بموسكو، مشيراً إلى أنه من الصعب أن يتخلى بوتين عن موطئ قدمه المهم على ساحل البحر المتوسط عبر نافذة دمشق، مؤكداً أن تطور الأوضاع يكشف عن ضعف النفوذ الروسي في المنطقة على أي ...

نقل التقرير عن ماثيو أور، محلل شؤون أوراسيا في شركة "راين" لاستخبارات المخاطر، قوله إنه "على المدى البعيد، من غير المرجح أن تحافظ روسيا على وجودها في المرافق السورية، نظراً للعداء الكبير من السلطات السورية الجديدة تجاه موسكو بعد سنوات من دعمها لنظام الأسد".

وأضاف أور أن السلطات المؤقتة في سوريا قد تجد فائدة مؤقتة من استمرار الوجود الروسي، إذ يمكن أن يوازن ذلك النفوذ الأمريكي في شرق البلاد، ويمنحها ورقة مساومة في المفاوضات مع القوى الإقليمية والدولية.

سيناريو الانسحاب الروسي

تواجه روسيا خيارات صعبة إذا لم تتمكن من الوصول إلى اتفاق بشأن قواعدها. فقد تضطر إلى الدفاع عن القواعد في مواجهة القوات التي تقودها "هيئة تحرير الشام"، ما يحمل مخاطر تعرض قواتها للأسر أو المحاكمات التي قد تُلحق الإذلال بها. أو قد تُجبر على نقل قواتها وموادها جواً.

بعد رحيل الأسد.. روسيا تتواصل مع جماعة المعارضة - موقع 24نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله الخميس إن موسكو بدأت اتصالات مباشرة مع الإدارة السياسية بهيئة تحرير الشام المعارضة في سوريا.

وتوقع أور أن "روسيا لن تنسحب من سوريا بشكل متسرع، بل ستنفذ انسحاباً منظماً من المنشآت، ربما بعد محاولات فاشلة للتفاوض للحفاظ عليها خلال الأشهر المقبلة".

وأشار إلى أن فقدان القواعد الروسية سيؤثر على قدرة موسكو على نشر قواتها، نظراً لأهميتها كمنشآت لوجستية حيوية لدعم العمليات العسكرية الروسية في إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى عملياتها البحرية العالمية.

أهمية طرطوس وحميميم

تعد قاعدة طرطوس المنشأة البحرية الوحيدة لموسكو على البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها ضرورية لتوسيع انتشار البحرية الروسية جنوب البحر الأسود وعبر المضائق التركية. كما تُعتبر طرطوس، إلى جانب قاعدة حميميم الجوية، مركزاً لدعم العمليات العسكرية الروسية والمرتزقة في إفريقيا.

بعد سقوط الأسد.. هل تركز روسيا جهودها على أوكرانيا لتعويض الخسائر؟ - موقع 24شكّل سقوط الرئيس السوري بشار الأسد إذلالاً لداعمه الرئيسي، روسيا، حيث كشف حدود القوة العسكرية للكرملين ونفوذه على الساحة الدولية.

ووفقاً للتقرير، تمتعت موسكو بوصولها إلى طرطوس منذ الحقبة السوفيتية في سبعينيات القرن الماضي.

كما استثمرت روسيا في توسيع المنشأة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما يجعل فقدانها المحتمل أكثر إيلاماً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا سوريا هيئة تحرير الشام الأسد سقوط الأسد الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا روسيا هيئة تحرير الشام تحریر الشام فی سوریا أن تکون

إقرأ أيضاً:

أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط

زوجة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ولدت عام 1975 في لندن، وأصبحت السيدة الأولى لسوريا بين عامي 2000 و2024، وتم الترويج لها على مدار سنوات، لا سيما في الصحافة الغربية، على أنها الوجه المتحضر لسوريا، لكن تلك الصورة لم تتمكن من الصمود بعد موقفها الداعم لزوجها وللنظام في قمع الثورة السورية التي اندلعت عام 2011.

كان لها دور رئيسي في بناء شبكة من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي خدمت سياسات النظام، كما أظهرت اهتماما بالغا بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، عبر إنشاء العديد من المؤسسات الخيرية غير الحكومية التي سيطرت على المعونات الدولية، ووجهتها نحو الفئات الداعمة للنظام، واستغلت الأعمال الخيرية في الهيمنة على قطاع الاقتصاد في البلاد.

أصيبت بسرطان الدم عام 2024، واضطرت إلى الانتقال إلى روسيا لتلقي العلاج قُبيل سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وأكدت تقارير صحفية دخولها في وضع صحي حرج.

المولد والنشأة

ولدت أسماء فواز الأخرس يوم 11 أغسطس/آب 1975 في العاصمة البريطانية لندن، لعائلة سورية من مدينة حمص، وكان والداها قد استقرا في لندن مع بداية سبعينيات القرن العشرين، وعمل والدها فواز طبيبا استشاريا في أمراض القلب، بينما كانت والدتها سحر عطري دبلوماسية في السفارة السورية بالعاصمة البريطانية.

ترعرعت أسماء في حي أكتون غربي لندن، بالقرب من المناطق الراقية، وعاشت في أسرة عُرفت بأنها عائلة مسلمة سنية محافظة، فقد كان والدها يتردد على المسجد، وكانت والدتها ترتدي الحجاب.

حملت أسماء الجنسية البريطانية، ونشأت نشأة غربية، إذ درست في مدارس إنجليزية، ولم تتميز عن غيرها من أقرانها، واشتهرت في المدرسة باسم "إيما"، ولم تُعرف بهويتها العربية أو الإسلامية، ولم تكن تُظهر ارتباطا بموطنها الأصلي سوريا أو اهتماما بالشرق الأوسط وقضاياه.

أسماء الأسد معروف عنها هوسها بالموضة والتسوق من المتاجر الفاخرة (رويترز) الدراسة والتكوين العلمي

تلقت تعليمها الأساسي في لندن، وتخرجت في مدرسة تويفورد الثانوية التابعة لكنيسة إنجلترا، ثم انتقلت إلى كلية كوينز التابعة لجامعة كامبردج في ماريلبون بلندن، وتخرجت فيها.

إعلان

التحقت بعدها بكلية كينغز التابعة لجامعة لندن، ونالت شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علوم الكمبيوتر والأدب الفرنسي عام 1996، ولاحقا حصلت على دكتوراه فخرية في علم الآثار من جامعة لاسابينزا في روما، تقديرا لدورها في الحفاظ على التراث الثقافي السوري.

تجيد أسماء الأسد إلى جانب اللغة العربية 3 لغات أخرى، هي: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية.

المسار المهني

في أعقاب تخرجها في الجامعة، خرجت في رحلة على مدى 6 أشهر، قضتها بين الشرق الأقصى وأوروبا، بعدها بدأت مسيرة مهنية ناجحة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، وعملت في مصارف دولية بارزة.

فقد حصلت عام 1997 على وظيفة محللة لصناديق التحوط في مصرف دويتشه بمدينة نيويورك، وفي العام التالي انتقلت للعمل في قسم الاستثمار في مصرف جي بي مورغان وعملت محللة نظم حتى عام 2000، ثم قدمت استقالتها منهية بذلك مسيرتها المهنية القصيرة.

الزواج ببشار الأسد

كان لقاؤها الأول ببشار الأسد عام 1992، حين سافر إلى لندن بغرض دراسة طب العيون، وقد كان على صلة بوالدها فعرفه إليها، وعلى إثر وفاة شقيقه باسل عام 1994 قفل بشار عائدا إلى دمشق تاركا الطب إلى الأبد ليبدأ مساره السياسي تمهيدا لتوليه السلطة.

تولى بشار الرئاسة عام 2000 خلفا لوالده، وحينئذ استقالت أسماء من عملها، وكانت قد خططت لإكمال الماجستير في جامعة هارفارد، إذ تمكنت من الحصول على مقعد لها في كلية إدارة الأعمال، لكنها فضلت أن تترك كل شيء وراءها، وتنتقل إلى سوريا حيث لم تلبث أن تزوجت ببشار في 18 ديسمبر/كانون الأول 2000، بعد أشهر قليلة من توليه السلطة.

وفي بداية زواجها لم يكن مرحبا بها من قبل عائلة زوجها، لا سيما والدته أنيسة مخلوف التي لم توافق على زواجهما، ويعزو البعض ذلك إلى انتماء أسماء للطائفة السنية، في حين أن عائلة الأسد من الطائفة العلوية، فضلا عن عدم قدرتها على الاندماج في المجتمع الشرقي، خصوصا أن لغتها العربية في تلك الأيام لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، كما ضاعف المشكلة عدم معرفتها باللهجة العلوية المتداولة في البيئة حولها.

إعلان

وفي السنوات الأولى من زواجها، أنجبت 3 أولاد: الابن البكر حافظ المولود عام 2001، والابنة الوسطى زين المولودة عام 2003، والأصغر كريم الذي كان مولده في عام 2004.

أسماء الأخرس ولدت في لندن وتزوجت ببشار الأسد عام 2000 (الفرنسية) سيدة سوريا الأولى

أصبحت أسماء سيدة سوريا الأولى، وعملت على تغيير الصورة النمطية للعائلة، بإظهارها بمظهر أكثر تواضعا وعصرية، إذ انتقل الزوجان من القصر الذي كان يساوي مليار دولار، وعاشا في بيت مكون من 3 طوابق، في أحد أحياء دمشق.

وفي الوقت نفسه، انخرطت في الحياة العامة وسجلت حضورا قويا في المناسبات الرسمية، وأطلقت مبادرات لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وكان لها دور محوري في بناء شبكة من المتاحف والمؤسسات الثقافية التي كانت تخدم سياسات النظام.

فقد بدأت مشروعا وصفته بأنه يمثل "النهضة الثقافية"، يهدف إلى بناء معارض فنية ومتنزهات ثقافية وإنشاء شبكة مواصلات تربط دمشق مع المدن التاريخية في شمال شرقي البلاد، واستعانت على تنفيذ ذلك المشروع بمسؤولين سابقين في الأمم المتحدة وأعضاء في شركات أجنبية وخبراء في متاحف أوروبية وسوريين متأثرين بالثقافة الغربية.

ونجحت جهودها في تحسين صورة النظام، فاستقبلت وفودا برلمانية أجنبية ونجوما من هوليود، وتعاطف معها الفرنسيون بعد زيارتها إلى باريس، ولفت نشاطها الثقافي والاجتماعي نظر الأميركيين، فحظيت البلاد بزيارة مسؤولين أميركيين، خاصة بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة عام 2008.

نالت أسماء الأسد تكريمات عدة منها: جائزة السيدة العربية الأولى المقدمة من مؤسسة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية عام 2008، وميدالية رئاسة الجمهورية الإيطالية الذهبية في العام نفسه، اعترافا بجهودها في المجال الإنساني.

وعمل الإعلام المحلي والدولي على إبرازها حتى باتت تعرف بأنها "الوجه العصري للنظام السوري"، وقدمتها الصحافة الغربية على أنها امرأة متطورة وأنيقة، فضلا عن كونها ذكية وواثقة بنفسها، وتبذل جهودا كبيرة في تعزيز الانفتاح السوري على العالم عبر الفن والعمل الخيري.

إعلان

وأثناء زيارتها الرسمية للمملكة المتحدة عام 2002، أطلقت عليها الصحافة البريطانية "ديانا الشرق"، بينما وصفتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية بأنها "مصدر ضوء في بلد ممتلئ بالمناطق المظلمة".

وروّجت لها مجلة فوغ الأميركية عام 2011، حين نعتتها بأنها "وردة في الصحراء"، ولكن المقال برمته حذف لاحقا من الموقع، بعد قمع النظام السوري للاحتجاج الشعبي السلمي في سوريا الذي انطلق بعد مدة وجيزة من نشر المقال.

أسماء الأسد أثناء زيارة لطلاب بدمشق في فترة الامتحانات (الفرنسية) العمل الخيري والنفوذ الاقتصادي

ولجت أسماء الأسد منذ السنوات الأولى من زواجها مجال العمل الخيري، واستغلته لتوسيع نفوذها في البلاد، لا سيما الاقتصادي، وكانت المبادرة الأولى لها هي الصندوق السوري للتنمية الذي أسسته عام 2001.

وفي عام 2007 وسعت نشاطاتها، حين أنشأت مؤسسة "الأمانة السورية للتنمية"، وهي عبارة عن مشروع خيري غير حكومي ضخم، ترأست السيدة الأولى مجلس أمنائه منذ تأسيسه حتى سقط نظام الأسد عام 2024.

وامتدت سيطرة الأمانة حتى شملت 15 مركزا مجتمعيا في العديد من المحافظات السورية، واندرجت تحتها مجموعة من المشاريع والمؤسسات الخيرية غير الحكومية، مثل: الصندوق السوري للتنمية الريفية (فردوس) ومشروع "مسار" الداعم للطفولة، ومؤسسة "مورد" التي اعتنت بتقديم قروض للنساء، في إطار تفعيل دور المرأة في الاقتصاد.

وكانت الأمانة هي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي تعمل في ظل نظام الأسد، ولم يكن مسموحا بذلك لأي منظمة أخرى غير حكومية، وهو ما جعلها تحتكر الأعمال الخيرية.

وبحسب الخبير الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو، فقد كانت الأمانة وسيطا إلزاميا للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأجبرا على التعاون معها للحفاظ على نشاطهما الخيري في سوريا.

وكانت المؤسسة الخيرية تتلقى أغلب التمويلات الواردة من الخارج إلى سوريا، فقد قُدمت للمانحين الدوليين بصفتها شريكا رئيسيا في إعادة إعمار دولة دمرها الصراع، وبذلك هيمنت على المساعدات الدولية.

إعلان

وفضلا عن تلك الممولة دوليا، اندرجت تحت الأمانة مشاريع أخرى محلية، مثل المؤسسة الوطنية للمشاريع الصغيرة التي حققت أرباحا لا تقل عما تحققه بنوك التمويل المتوسطة.

وانتُقدت الأمانة لارتباطها الوثيق بنظام بشار وتواطئها في انتهاكات النظام لحقوق الإنسان، واتُهمت بمنع المساعدات عن المناطق المتضررة من الحرب، وتحويلها نحو الفئات الموالية للنظام، واستخدام المعونات في دعم المليشيات الموالية للرئيس المخلوع.

وعلى مدار سنوات نفوذها، استغلت أسماء الأسد الأعمال الخيرية لبناء شبكة محسوبيات واسعة. ووفق تقرير نشره موقع "تقرير سوريا"، فقد استغلت هي وزوجها ظروف الصراع التي أدت إلى سقوط نخبة رجال الأعمال التقليدية، وصعود طبقة تجار الحرب، ليصبحا اللاعبين الاقتصاديين الرئيسيين في البلاد، مما سمح لهما ببسط نفوذهما على قطاعات عدة منها الاتصالات والخدمات المصرفية والعقارات والموانئ.

عقوبات دولية

مع استمرار الثورة الشعبية التي اندلعت في مارس/آذار 2011، أعلنت أسماء الأسد دعمها لزوجها، وأدت دورا محوريا في تنفيذ سياسات النظام، منها التلاعب في توزيع المساعدات بما يعزز أعمال القمع وجرائم الحرب في البلاد، وهو ما أدى إلى انهيار "الصورة المشرقة" التي حاولت رسمها على مدار السنوات التي سبقت الثورة.

وتراجعت تبعا لذلك الحفاوة الدولية التي حظيت بها، وتوقفت بعض مشاريع الأمانة نتيجة للعقوبات المفروضة على النظام السوري، وأبقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على الدعم الموجه لمؤسسات النظام غير الحكومية، إذ اعتبرت الأمانة السورية للتنمية هي الممثل المعتمد لديها لصون التراث الثقافي اللامادي في الشرق الأوسط.

وفي مارس/آذار 2012، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أسماء، في إطار العقوبات المفروضة على نظام الأسد، وتمثل ذلك في حظر سفرها وتجميد أصولها. ورغم خروج بريطانيا من الاتحاد، وحمل أسماء للجنسية البريطانية، التزمت لندن بالعقوبات المفروضة، فلم تلق زوجة الأسد ترحيبا في البلاد لكونها داعمة للنظام، وطالب كثيرون في المملكة المتحدة بسحب جنسيتها البريطانية.

إعلان

وفي عام 2020 فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، باعتبارها من أكبر المستفيدين من الحرب في سوريا، واتهمتها بالتكسب غير المشروع على حساب الشعب السوري، واستخدام المنظمات الخيرية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي.

ورفعت شركة "جيرنيكا 37″، وهي شركة محاماة متخصصة في العدالة الدولية تركز على النزاعات، قضية ضد أسماء الأسد عام 2021، وعلى إثرها فتحت شرطة لندن تحقيقا في اتهامات بالتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، والمشاركة في جرائم حرب في سوريا.

الموضة والحياة الباذخة

اشتهرت بولعها بالحياة الباذخة، وحبها للموضة والأزياء الفاخرة التي تُجلب من أرقى دور الأزياء الأجنبية، والتي تحمل توقيع كبار المصممين العالميين، وبفضل ذلك أعطتها مجلة "أبل" الفرنسية المتخصصة في عالم الأزياء لقب "سيدة الأناقة الأولى" عام 2008.

ورغم اندلاع صراع دموي لقي فيه الآلاف حتفهم، صاحبه تدهور كبير لاقتصاد البلاد، وظروف معيشية قاسية عانت منها معظم طبقات الشعب، استمرت السيدة الأولى بالتسوق من المتاجر والمحلات الفاخرة، وانغمست في عيش مترف، وزينت بيتها بالتحف واللوحات الفنية التي تكلف الواحدة منها عشرات الملايين من الدولارات، وبدت غير مهتمة بالوضع المزري الذي يواجهه السوريون.

فقد كشفت رسائل بريد إلكتروني مسربة من حسابات خاصة بأسماء الأسد وزوجها، نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية عام 2012، أنها أنفقت عشرات آلاف الدولارات على الملابس والمجوهرات والأثاث واللوحات الباهظة الثمن.

كما نشرت زوجتا السفيرين البريطاني والألماني لدى الأمم المتحدة فيديو موجها لأسماء الأسد، يعرض المفارقة بين الحياة الفاخرة التي تعيشها أسرتها وما يعانيه ضحايا الحرب في سوريا.

صراع مع المرض

أصيبت أسماء بسرطان الثدي عام 2018، وخضعت للعلاج في أحد المستشفيات العسكرية في دمشق، وبعد عام من العلاج شفيت لأن المرض كان في مراحله المبكرة.

وفي مايو/أيار 2024، كشفت الرئاسة السورية عن إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، وبدأت بروتوكول علاج خاص يتطلب عزلا صحيا كاملا، وتم الإعلان عن توقفها عن المشاركة في الأحداث والمناسبات العامة.

إعلان

وقبل أسابيع من سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انتقلت أسماء إلى موسكو للحصول على رعاية طبية متقدمة، وأفادت تقارير صحفية بأنها تعيش وضعا صحيا حرجا، وأنها تخضع للعزل الصحي التام.

مقالات مشابهة

  • مبعوث روسيا الخاص يؤكد دعم موسكو للرفع الفوري للعقوبات عن سوريا
  • أسماء الأسد.. إيما التي لم تكن تهتم بالشرق الأوسط
  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • خلال زيارته لروسيا : رئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس الدوما الروسي يوقعان مذكرة تعاون مشترك في موسكو
  • محادثة سرية تكشف كيف أقنع روحاني الرئيس الروسي بحماية الأسد
  • دور روسيا في إضعاف عبدالناصر وإسقاط الأسد
  • «روسيا»: العلاقات الروسية الأمريكية على «وشك الانهيار»
  • إشارات إيجابية.. روسيا تتجاوب مع خيارات أمريكية لإنهاء حرب أوكرانيا
  • لافروف: موسكو ستفعل كل ما هو ضروري لحماية المصالح الوطنية الروسية
  • ممثل روسيا بالأمم المتحدة: موسكو لن تنسحب من منظمة الصحة العالمية