3 خيارات محتملة للوجود الروسي في سوريا
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، يواجه المسؤولون الروس احتمال أن تكون أيام نفوذهم في سوريا معدودة وفق تقرير جديد.
تستعد روسيا على الأرجح "لانسحاب منظم من المنشآت
ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن الزميل البارز غير المقيم في مركز تحليل السياسات الأوروبية بن دوبو قوله: "من المؤكد أن روسيا تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على وجودها في سوريا بينما تستعد لاحتمال أن تكون هذه هي النهاية".
وقال دوبو إن موسكو تفعل ذلك "ليس فقط من خلال ترك سفنها في البحر لكن، وفق قناة تلغرام الرسمية لـ (هيئة تحرير الشام)، توزيع الأسلحة على الجماعات العلوية المحلية".
وأضاف أن "التواصل مع القيادة الجديدة هو عمل يائس وقبول للواقع الجديد".
واستعرض الموقع الخيارات التي تواجهها روسيا الآن:
تقليص البصمةبعد فترة وجيزة من فرار الأسد إلى روسيا، ورد أنه تم التوصل إلى اتفاق مع السلطات الموقتة، بقيادة هيئة تحرير الشام، يضمن أمن هذه القواعد، ولا توجد لدى المعارضة المسلحة حالياً أي خطط لمهاجمتها.
مع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت القيادة المستقبلية في دمشق على استعداد لتحمل وجود عسكري روسي طويل الأمد.
Russia could lose key military bases in post-Assad Syria. Here are 3 potential scenarios for its presence. https://t.co/IXQt7K49MS
— Business Insider (@BusinessInsider) December 12, 2024في الوقت الحالي، ترسو بعض السفن الحربية الروسية خارج قاعدة طرطوس كإجراء احترازي، وثمة تحركات عسكرية روسية أخرى في سوريا.
وقال أنطون مارداسوف، باحث غير مقيم في برنامج سوريا بمعهد الشرق الأوسط، إن "هناك الكثير من المعدات العسكرية التي تم سحبها على عجل إلى المنطقة الساحلية أو يتم سحبها في الوقت الحالي من مناطق نائية مختلفة. لذلك، إن السفن التي تذهب إلى سوريا من أسطول البلطيق وطائرات النقل العسكرية القادمة إلى حميميم قد تسحب هذه المعدات الزائدة".
إلى جانب قاعدتها البحرية في طرطوس، تمتلك روسيا أيضاً قاعدة جوية كبيرة في اللاذقية تسمى حميميم، والتي استخدمتها كنقطة انطلاق لإجراء غارات جوية في جميع أنحاء سوريا منذ تدخلها في الحرب الأهلية الدموية في البلاد سنة 2015.
وقال مارداسوف: "قد لا يكون الأمر يتعلق بإخلاء كامل للقواعد الآن. بانتظار أن تصدر على الحكومة الجديدة التي ربما يتم تعيينها بعد مارس (آذار) 2025، مرسوماً يندد أو يضفي الشرعية على معاهدة دمشق السابقة مع موسكو".
سنة 2017، وقعت روسيا اتفاقية إيجار قابلة للتمديد لمدة 49 عاماً مع نظام الأسد ترتبط بهذه القواعد، مما أظهر أنها ترسخ قواتها في الدولة الشرق أوسطية لأجيال قادمة، وهذه المعاهدة منحت الجيش الروسي الحصانة القانونية لأفراده في البلاد، مما يعني أنهم لن يتحملوا المسؤولية عن قتل السوريين.
With the fall of the Assad regime in Syria, the status of Russia’s critical military installations—most notably the Tartus naval base and the Hmeimim Air Base—has become uncertain. Although current satellite imagery does not indicate an immediate departure, a full Russian… pic.twitter.com/H4EFwoIn1B
— Arda Büyükkaya (@WhichbufferArda) December 11, 2024وصرّح دوبو: "إذا أمرت دمشق روسيا بالمغادرة، فستواجه موسكو صعوبة بالغة في تحمل الحصار".
وأوضح أن أفضل أمل لروسيا قد يكون محاولة تمديد وجودها في سوريا لإبرام صفقات جديدة مع القادة السوريين الجدد.
ومن المتوقع أن تكون العروض الروسية مغرية، بما في ذلك تقديم أموال وحوافز اقتصادية مثل منتجات الوقود المكررة بأسعار منخفضة، في مقابل قبول الحكام الجدد باستمرار وجودها العسكري. ومع ذلك، رجّح التقرير أن تكون هذه الترتيبات قصيرة الأجل.
نقل التقرير عن ماثيو أور، محلل شؤون أوراسيا في شركة "راين" لاستخبارات المخاطر، قوله إنه "على المدى البعيد، من غير المرجح أن تحافظ روسيا على وجودها في المرافق السورية، نظراً للعداء الكبير من السلطات السورية الجديدة تجاه موسكو بعد سنوات من دعمها لنظام الأسد".
وأضاف أور أن السلطات المؤقتة في سوريا قد تجد فائدة مؤقتة من استمرار الوجود الروسي، إذ يمكن أن يوازن ذلك النفوذ الأمريكي في شرق البلاد، ويمنحها ورقة مساومة في المفاوضات مع القوى الإقليمية والدولية.
سيناريو الانسحاب الروسيتواجه روسيا خيارات صعبة إذا لم تتمكن من الوصول إلى اتفاق بشأن قواعدها. فقد تضطر إلى الدفاع عن القواعد في مواجهة القوات التي تقودها "هيئة تحرير الشام"، ما يحمل مخاطر تعرض قواتها للأسر أو المحاكمات التي قد تُلحق الإذلال بها. أو قد تُجبر على نقل قواتها وموادها جواً.
وتوقع أور أن "روسيا لن تنسحب من سوريا بشكل متسرع، بل ستنفذ انسحاباً منظماً من المنشآت، ربما بعد محاولات فاشلة للتفاوض للحفاظ عليها خلال الأشهر المقبلة".
وأشار إلى أن فقدان القواعد الروسية سيؤثر على قدرة موسكو على نشر قواتها، نظراً لأهميتها كمنشآت لوجستية حيوية لدعم العمليات العسكرية الروسية في إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى عملياتها البحرية العالمية.
أهمية طرطوس وحميميمتعد قاعدة طرطوس المنشأة البحرية الوحيدة لموسكو على البحر الأبيض المتوسط، ما يجعلها ضرورية لتوسيع انتشار البحرية الروسية جنوب البحر الأسود وعبر المضائق التركية. كما تُعتبر طرطوس، إلى جانب قاعدة حميميم الجوية، مركزاً لدعم العمليات العسكرية الروسية والمرتزقة في إفريقيا.
ووفقاً للتقرير، تمتعت موسكو بوصولها إلى طرطوس منذ الحقبة السوفيتية في سبعينيات القرن الماضي.
كما استثمرت روسيا في توسيع المنشأة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما يجعل فقدانها المحتمل أكثر إيلاماً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا سوريا هيئة تحرير الشام الأسد سقوط الأسد الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا روسيا هيئة تحرير الشام تحریر الشام فی سوریا أن تکون
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تستدعي السفير الروسي احتجاجًا على تصريحات موسكو ضد الرئيس ماتاريلا
استدعى وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الخميس، سفير روسيا لدى روما، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بـ"الهجوم اللفظي المتكرر" من قبل المتحدثة باسم الخارجية الروسية ضد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، حيث اتهمته موسكو بـ"الكذب" و"التضليل".
وقال تاياني في منشور عبر منصة "إكس": "أدين بشدّة الهجوم اللفظي المتكرّر على رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا، رجل السلام ورمز الوحدة الوطنية والأوروبية"، مؤكدًا أن هذا هو السبب وراء قراره باستدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية.
وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات أطلقتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمرها الصحفي اليومي، حيث اتهمت ماتاريلا بالإدلاء بـ"أكاذيب" ونشر "معلومات مضلّلة"، بسبب قوله إن روسيا تهدّد أوروبا بترسانتها النووية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الرئيس الإيطالي "غير قادر" على توضيح الأساس الذي استند إليه في اتهاماته، ملمّحة بسخرية إلى أنه ربما يكون قد "خلط" بين روسيا وفرنسا، التي تحدث رئيسها إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن الترسانة النووية لبلاده.
ليست المرة الأولىوليست هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها زاخاروفا الرئيس الإيطالي، حيث سبق أن انتقدته قبل نحو أربعة أسابيع بعد أن أجرى مقارنة بين روسيا والرايخ الثالث.
وردّت حينها المتحدثة الروسية بقولها إن هذه "مقارنة تاريخية فاضحة وكاذبة بين الاتحاد الروسي وألمانيا النازية"، مشيرة إلى أن إيطاليا نفسها كانت تحت حكم نظام فاشي بقيادة بينيتو موسوليني، الذي كان حليفًا لأدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية.