أمريكا: المغرب يتوفر على استراتيجية شاملة في مكافحة الإرهاب، تعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
سلطت وزارة الخارجية الأمريكية الضوء على استراتيجية المغرب الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، منوهة بالتزام المملكة بالتعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل التصدي لهذه الآفة وإيديولوجياتها المتطرفة.
وجاء في التقرير السنوي حول الإرهاب في العالم، الذي أصدرته الدبلوماسية الأمريكية، الخميس، أن “الولايات المتحدة والمغرب يربطهما تاريخ عريق من التعاون المتين في مجال مكافحة الإرهاب.
وسجلت الخارجية الأمريكية، في هذا التقرير، أن الجهود المبذولة في إطار هذه الاستراتيجية الشاملة، التي تعطي “الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية، فضلا عن مكافحة التطرف”، واصلت خلال سنة 2023 “الحد من خطر الإرهاب”.
وذكر التقرير بأن قوات الأمن المغربية تمكنت خلال السنة الماضية، بتنسيق من وزارة الداخلية، من توقيف 56 شخصا على الأقل، 40 منهم كانوا ينشطون بشكل منفرد، فيما كان 16 على صلة بست خلايا إرهابية مختلفة.
وأبرز المصدر ذاته أن “قوات الأمن المغربية استفادت من تجميع المعلومات الاستخباراتية المتاحة، ومن عمل الشرطة، ومن التعاون مع الشركاء الدوليين، للقيام بعمليات مكافحة الإرهاب”، مستعرضا في هذا الصدد دور المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والذي يعمل تحت إشراف النيابة العامة.
وتطرق التقرير إلى التعاون بين واشنطن والرباط في هذا المجال، مستعرضا مشاركة قوات الأمن المغربية في مجموعة من البرامج التي ترعاها الولايات المتحدة، من أجل تعزيز القدرات التقنية وذات الصلة بالتحقيق، لاسيما في مجال التحقيقات المالية، وتحليل المعلومات الاستخباراتية، والتحليل الجنائي، والأمن الجوي، والأمن السيبراني.
من جانب آخر، سجل تقرير الخارجية الأمريكية أن “أمن الحدود يظل أولوية مطلقة بالنسبة للسلطات المغربية”، مضيفا أن سلطات المطارات المغربية “تتوفر على قدرات ممتازة في كشف الوثائق المزورة”.
وفي ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، ذكرت الوثيقة بأن المغرب عضو في مجموعة العمل المالي الخاصة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفة أن الهيئة الوطنية للمعلومات المالية عضو في المنتدى الدولي لوحدات المعلومات المالية (إيغمونت).
وأضاف المصدر أنه تم، في فبراير 2023، حذف المغرب من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (غافي)، مذكرا بأن هذه المجموعة سلطت الضوء على الإصلاحات الرئيسية التي أنجزها المغرب، وتشمل على الخصوص تحسين المراقبة على أساس المخاطر وإقرار عقوبات فعالة ومتناسبة وزجرية في حالة عدم الامتثال.
وبخصوص التزام المملكة في مجال التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب، أشار تقرير الدبلوماسية الأمريكية إلى أن المغرب عضو في التحالف الدولي ضد داعش، ويشارك في رئاسة مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا، وعضو أيضا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وذكر التقرير بأن المملكة والاتحاد الأوروبي أطلقا، في سنة 2023، مبادرة في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بشأن التربية من أجل الوقاية من التطرف العنيف ومكافحته.
وفي ما يتعلق بمكافحة التطرف العنيف، سجلت الخارجية الأمريكية أن المغرب يتوفر على استراتيجية شاملة في المجال، تعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية، فضلا عن مكافحة التطرف، مع السهر على تأطير الحقل الديني.
وفي هذا الإطار، أبرز التقرير أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وضعت برنامجا تعليميا موجها لما يقرب من 50 ألف من الأئمة وكذلك لفائدة المرشدات الدينيات.
وأضاف أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط يسهر، كذلك، على تكوين أئمة ينحدرون على الخصوص من غرب إفريقيا.
بدورها، يضيف المصدر ذاته، “تعمل الرابطة المحمدية للعلماء على التصدي للتطرف المؤدي إلى العنف من خلال إنجاز بحوث جامعية، ومراجعة المناهج التعليمية، وتنظيم أنشطة توعوية للشباب حول المواضيع الدينية والاجتماعية.
ومنذ سنة 2017، استفاد حوالي 300 من نزلاء المؤسسات السجنية من برنامج مكافحة التطرف “مصالحة” الذي تشرف عليه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بتعاون مع قطاعات وزارية.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الخارجیة الأمریکیة مکافحة الإرهاب مکافحة التطرف فی مجال فی هذا
إقرأ أيضاً:
تعرف على الشروط الأمريكية لرفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
قال مسؤولون أميركيون لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب مرتبط بضمان مصير الأسلحة الكيميائية وبتقديم ضمانات لمكافحة الإرهاب.
بدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين ومستشارين سابقين في الإدارة الأميركية قولهم إن "هيئة تحرير الشام أظهرت في المدة الأخيرة بعض البراغماتية، وأن تكون جماعة إسلامية محافظة تتمتع بدعم واسع النطاق داخل سوريا، غير أنها لا تستطيع حكم البلاد كمنظمة إرهابية".
وأضافت الصحيفة -نقلا عن تلك المصادر- أنه "سيكون من الصعب على الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن يظل مجرد مراقب مع تشكيل ملامح سوريا بعد سقوط بشار الأسد، وسيتعين على ترامب النظر في استمرار وجود حوالي 900 جندي أميركي في شرق سوريا".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن سيناقش مع قادة تركيا والأردن التطورات في سوريا وإسرائيل وقطاع غزة ولبنان والمنطقة.
الانتقال الشامل
وأضافت الوزارة أن بلينكن سيؤكد دعم واشنطن للانتقال الشامل بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة تمثل جميع السوريين، كما سيبحث الحاجة لأن تحترم حكومة سوريا الجديدة حقوق الأقليات، وتمنع الإرهاب على أراضيها.
كما سيناقش بلينكن مع قادة تركيا والأردن ضرورة تأمين سوريا مخزون الأسلحة الكيميائية وتدميره، وسيؤكد دعم واشنطن لجيران سوريا في الفترة الانتقالية وحاجة النازحين السوريين للحماية
وفي السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" -عن مسؤول في الإدارة الأميركية- أن واشنطن استغلت الإطاحة بالأسد لضرب فلول تنظيم الدولة الإسلامية، كما وجهت تهديدا بأن "المنظمات في سوريا ستحاسب إذا انضمت لتنظيم الدولة".
وأطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عمليتها "ردع العدوان" انطلاقا من إدلب وحلب، ثم حماة وحمص وصولا إلى دمشق التي دخلتها -فجر الأحد الماضي- معلنة سقوط نظام الأسد.