موقع 24:
2025-04-30@22:12:53 GMT

سوريا.. التحدي الأول على طاولة ترامب

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

سوريا.. التحدي الأول على طاولة ترامب

رأى الكاتب الأمريكي ديفيد إغناثيوس إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو باتا فجأة قادرين على إعادة رسم الشرق الأوسط.

مهما حدث في سوريا لن يبقى في سوريا

وقال في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"  إنه يعتمد على قاعدة بسيطة لتقييم عدم الاستقرار المحتمل في بلدان الشرق الأوسط، مقسّماً تلك البلدان إلى نوعين:
بلدان تنهار من الداخل، حيث تسقط السيطرة المركزية وتتداعى الأعمدة المدمرة داخل حدودها.


بلدان تنفجر، حيث تمتد دائرة الشظايا السياسية إلى مسافات بعيدة عند انهيار السيطرة المركزية.

وثيقة سرية.. هكذا انهار الجيش السوري قبل سقوط الأسد - موقع 24عثرت مصادر تابعة لوكالة "رويترز"، على وثائق عسكرية تعود للمخابرات الجوية في العاصمة السورية دمشق، تكشف عن صورة تفصيلية لكيفية انهيار جيش الأسد الذي كان مرهوب الجانب قبل ذلك، بسبب انخفاض الروح المعنوية للقوات، والاعتماد الكبير على الحلفاء الأجانب وخاصة في هيكل القيادة، والغضب المتزايد بين ...

وأشار إلى أن سوريا تُعد المثال الأبرز على النوع الثاني، قائلاً: "ما يحدث في سوريا لا يبقى في سوريا". وأوضح أن سوريا تمثل حجر الزاوية وعالماً مصغراً للشرق الأوسط بأكمله.

سوريا كمحور للتغيير

باعتبارها حجر الزاوية، فإن انهيار سوريا يؤدي إلى انتشار التأثيرات في جميع الاتجاهات.

وبوصفها عالماً مصغراً، تحتوي سوريا على مزيج معقد من الطوائف: السنة، الشيعة، العلويون، الأكراد، المسيحيون، والدروز. وعندما تتضاءل السيطرة المركزية، تصبح كل طائفة مهددة، ما يدفعها لطلب المساعدة من الخارج. في المقابل، تُعد سوريا فرصة للقوى الإقليمية التي تتدخل لاستمالتها.

وأضاف الكاتب أن إبقاء سوريا تحت السيطرة كان يتطلب تاريخياً زعيماً صارماً في دمشق لردع القوى الإقليمية من الخارج والحفاظ على النظام في الداخل. ومع ذلك، فإن التغيير الإيجابي في سوريا يمكن أن يكون له تأثيرات واسعة وإيجابية على المنطقة.

رسالة إلى وزير الخارجية المعين

ووجه الكاتب رسالة إلى وزير الخارجية المعين ماركو روبيو، قائلاً إن أول تحدٍ كبير له كدبلوماسي في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يكون إقناع الرئيس بالتخلي عن خطابه الانعزالي، مثل شعارات "أمريكا أولاً" و"لسنا بحاجة إلى الناتو"، والتركيز بدلاً من ذلك على المساعدة في بناء الدولة في سوريا.

وتساءل الكاتب: "ولكن لماذا؟"، قبل أن يجيب: "لأن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قبل المتمردين السوريين قد تكون واحدة من أكثر الأحداث إيجابية التي تغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط خلال العقود الخمسة الأخيرة".
وأضاف "الفرص في السياسة الخارجية تأتي فجأة، والرؤساء العظماء هم من ينتهزونها". 

Gulf states who spent years trying to crush Islamic political movements viewed as a threat to their rule are now reconciling, potentially working with a government in Syria headed by HTS that is backed by rival Turkey and courting the UShttps://t.co/6ewJabpCXw

— Middle East Eye (@MiddleEastEye) December 11, 2024

واعتبر  الكاتب أنه رغم احتمالات النجاح ضئيلة، لكن العائد المحتمل هائل لدعم سوريا، والمخاطر التي قد تواجهها الولايات المتحدة ليست كبيرة. ومع ذلك، يتطلب هذا الوضع قيادة أمريكية أكثر كثافة.

الغزو الأمريكي للعراق

عاد الكاتب إلى عام 2003، حيث كان الغزو الأمريكي للعراق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين:
1- إزالة أسلحة الدمار الشامل، والتي تبين لاحقاً أنها ادعاءات زائفة.
2- إرساء ديمقراطية متعددة الطوائف في بغداد كأنموذج يمكن أن يُلهم الدول العربية الأخرى لمعالجة المشاكل التي أدت إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
واعتبر الكاتب أن الهدف الثاني كان طموحاً ولكنه مستحيل، حيث لا يمكن فرض الديمقراطية من الأعلى إلى الأسفل أو من الخارج إلى الداخل، بل يجب أن تنمو عضوياً من الداخل إلى الخارج. وأشار إلى أن القوات الأمريكية هي التي أسقطت تمثال صدام حسين في بغداد، وليس العراقيون أنفسهم، على الرغم من أن كثيرين منهم كانوا يحتفون بسقوطه.

ورغم أن العراق نجح في إنتاج ديمقراطية دستورية لتقاسم السلطة، إلا أنها ما زالت تعاني من هشاشة الدولة، وتغلغل نفوذ إيران وعملائها، فضلاً عن الفساد. ورغم إجراء ستة انتخابات نزيهة نسبياً منذ 2003، إلا أن البرلمان الذي أنتجته تلك الانتخابات يهيمن عليه أحزاب طائفية وعرقية، بدلاً من روح المواطنة العراقية القوية التي يمكن أن تقاوم التدخلات الخارجية.

الأسد وخامنئي

أوضح الكاتب أن العراق عانى منذ عام 2003 بسبب الطغاة في سوريا وإيران، بشار الأسد وعلي خامنئي، الذين عملوا على منع ظهور أي نموذج ديمقراطي في بغداد قد يُلهم شعوبهم للقيام بالمثل.

وأشار إلى أن المظاهرات التي بدأت في تونس ومصر امتدت إلى سوريا عام 2011، ولكن الأسد كان مستعداً لقتل مئات الآلاف من شعبه وتهجير الملايين للحفاظ على السلطة، حتى سقوط نظامه الأسبوع الماضي.

وتابع الكاتب بسؤال "هل يحصل الشرق الأوسط على فرصة أخرى لتشكيل حكومة توافقية تعددية في عاصمة عربية عظيمة أخرى، مثل دمشق، ولكن هذه المرة بقيادة شعبها وليس بفرض خارجي؟"

Trump and Rubio Suddenly Have a Chance to Reshape the Middle East https://t.co/TmWaMaE1Rw

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) December 13, 2024

وأشار الكاتب إلى أنه من الصعب التنبؤ بما يدور في ذهن أو قلب زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، الذي أمضى سنوات يحاول إعادة تشكيل صورته. فقد سعى إلى التخلي عن ارتباطاته السابقة مع تنظيم القاعدة، وقدم نفسه كزعيم يدعو إلى التعددية والتسامح. وأضاف: "يجب علينا بذل أقصى الجهود من الخارج لتشجيع الجولاني والضغط عليه، وتحفيزه على الارتقاء إلى الصورة التي رسمها لنفسه".

وأوضح أن المشكلة السورية تعكس نموذجاً مصغراً للتحديات الكبرى التي سيواجهها فريق السياسة الخارجية للرئيس السابق دونالد ترامب على مستوى العالم، وهي كيفية إدارة الضعف بدلاً من القوة. فالدول المنهارة التي تهدد العالم بانهيارها تمثل تحدياً أكبر من الدول الصاعدة التي تهدد العالم بقوتها.

وباستثناء الصين، فإن التحدي الأهم أمام أمريكا وحلفائها يتمثل في التعامل مع الدول الضعيفة، وليس القوية، وكيفية بناء هذه الدول أو إصلاحها بتكلفة يمكن للشعب الأمريكي تحملها.

إعادة إعمار سوريا

نقل الكاتب عن ديفيد روزنبرغ، الكاتب الاقتصادي في صحيفة "هآرتس"، أن تكلفة إعادة إعمار سوريا قد تصل بسهولة إلى سبعة أضعاف حجم الاقتصاد السوري. وأشار إلى أن إعادة البناء ستتطلب خبرات فنية تمتلكها قلة من الدول.

وأضاف: "سوريا مفلسة، ومن غير المرجح أن يوفر ترامب مساعدات مالية كبيرة لها، كما أن العقوبات الغربية المفروضة عليها تستدعي رفعها لكي تبدأ عملية التعافي وإعادة البناء".

خيارات ترامب تجاه سوريا

أشار الكاتب إلى أن ترامب قد يختار الانسحاب من سوريا، كما حاول سابقاً عندما كان رئيساً، ويترك الشرق الأوسط يتفكك. وربما يتبنى موقفاً مشابهاً لما قاله نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، بشأن أوكرانيا: "لا أهتم حقاً بما يحدث".
ولكن من جهة أخرى، قد يعترف ترامب بأن الطريقة الوحيدة لدعم سوريا بكلفة مقبولة هي بناء تحالف دولي يشمل حلف شمال الأطلسي، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وربما حتى الصين والهند. وهدف هذا التحالف هو منح الانتفاضة السورية أفضل فرصة للنجاح.

المقارنة مع أفغانستان

اختتم الكاتب بالإشارة إلى أن الرئيس جو بايدن انسحب من أفغانستان بعد وقت قصير من توليه منصبه، وكانت النتيجة قاسية ومحزنة بالنسبة للأفغان. لكنه أضاف: "سوريا ليست أفغانستان".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا ترامب الأسد الغزو الأمريكي للعراق الجولاني سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب غزو العراق الجولاني الشرق الأوسط وأشار إلى أن من الخارج الکاتب أن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

وفاة الكاتب الرياضي محمد الشنيفي

انتقل إلى رحمة الله تعالى الزميل الكاتب الرياضي محمد بن عبد الرحمن الشنيفي وسيصلى عليه بعد صلاة عصر الخميس في جامع الراجحي بالرياض وسيدفن بمقبرة النسيم.
و”الجزيرة” التي آلمها النبأ تتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة الفقيد سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
( إنا لله وإنا إليه راجعون )

مقالات مشابهة

  • وفاة الكاتب الرياضي محمد الشنيفي
  • غرفة بيشة تنظّم اللقاء الأول لرجال ورواد ورائدات الأعمال تحت شعار “غرفة بيشة التي نُريد”
  • آي إف إس تعلن تعيين راهول ميسرا في منصب النائب الأول للرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا
  • البابا ترامب الأول | الرئيس الأمريكي يبدي رغبته في خلافة الراحل فرنسيس
  • البابا ترامب الأول | الرئيس الأمريكي يبدي رغبته في خلافة الراحل فرانسيس
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • سوريا.. مجهولون ينبشون قبر حافظ الأسد ويسرقون رفاته
  • مزاعم نتنياهو: اعترضنا طائرات إيرانية أرسلت لإنقاذ الأسد في سوريا
  • هيمنة الدولار على طاولة اجتماع دول بريكس في البرازيل