في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي، تناول الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد، موضوع الهموم والأحزان التي يواجهها الإنسان، مسلطًا الضوء على دور الشيطان في إثارة هذه المشاعر السلبية، وكيف يمكن للمؤمن التعامل معها وفق التعاليم الإسلامية.

الابتلاء جزء من حياة المؤمن

أكد الشيخ البعيجان أن طبيعة الإنسان متقلبة، بين فرح وحزن، صحة ومرض، ورخاء وضيق.

وأوضح أن الله يبتلي عباده لتكفير ذنوبهم، رفع درجاتهم، أو لتذكيرهم بالرجوع إليه، مشيرًا إلى أن الابتلاءات قد تكون وسيلة للتمحيص أو نتيجة المعاصي. واستشهد بقوله تعالى: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".

الاستعاذة من الهموم.. سنة نبوية

تناول الشيخ البعيجان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاستعاذة من الهم والحزن، موضحًا أن هذه المشاعر تؤثر على الصحة النفسية والجسدية، وتضعف العزيمة والإنتاجية. وقال إن النبي كان يدعو قائلًا: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال"، مشيرًا إلى أهمية الدعاء في التغلب على هذه الحالة.

الشيطان وتحزين المؤمن

لفت الشيخ إلى دور الشيطان في تحزين المؤمن وإثارة قلقه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله". وأوضح أن الشيطان يعمل على تضخيم الأحزان ليضعف المؤمن ويثنيه عن النشاط والعبادة.

الرضا بالقضاء.. مفتاح السعادة

أشار الشيخ البعيجان إلى أن الرضا بالقضاء والقدر هو من أعظم أسباب السعادة والراحة النفسية، في حين أن السخط يؤدي إلى الشقاء والتعاسة. واستشهد بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".

طرق مواجهة الهموم والأحزان

اختتم الشيخ البعيجان خطبته بتقديم نصائح عملية للتغلب على الهموم، منها:

1. التقرب إلى الله من خلال الإيمان والدعاء.


2. ملازمة ذكر الله وتلاوة القرآن، حيث قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".


3. الأعمال الصالحة، مثل الإحسان إلى الآخرين والاستغفار.


4. التفاؤل والتوكل على الله في جميع الأمور.

 

الرسالة الروحية من الخطبة

ركزت الخطبة على أهمية مواجهة الهموم بالعزم والإيمان، والاستعانة بالله لتجاوز الأزمات، داعيةً المؤمنين إلى التمسك بذكر الله والعمل الصالح كسبيل لتحقيق السكينة النفسية والتغلب على الأحزان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهموم والأحزان صلى الله عليه القضاء والقدر إمام وخطيب خطبة الجمعة اليوم المشاعر السلبية

إقرأ أيضاً:

نور على نور

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبه

عندما يقرأ المرء في قصة أهل الكهف قوله تعالى: “قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا”، يتساءل لماذا قال الله مسجدا مع أن الرسالة المحمدية لم تكن نزلت آنئذ، لماذا لم يقل: “كنيسة”!؟ ان كان هؤلاء المؤمنين من أتباع النصرانية.
في حقيقة الأمر لم يرد مسمى الكنيسة اطلاقا في القرآن، كما لم ترد في أي من كتب الله السابقة، كما لم يرد مسمى أتباع الرسل السابقين بنسبتهم الى رسولهم، كأن يقال ابراهيميين أو موسويين أو مسيحيين، بل بصفتهم الايمانية الموحدة (عباد الله المؤمنين)، لذا فكل ما لم يذكر في القرآن هو مستحدث من قبل البشر، وباطل ما أنزل الله به من سلطان.
المسجد لغويا هو المكان الذي تقام فيه الصلوات لله، واخذ مسماه من فعل السجود الذي هو أبرز الأركان الظاهرة الدالة على أداء المرء الصلاة.
من الخطأ الاعتقاد بأن الصلاة في شكلها الحالي هي مخصوصة بأتباع الرسالة المحمدية، فقد كانت هي وباقي الأركان الأخرى من صيام وزكاة وحج مفروضة على المؤمنين من أتباع الرسالات السابقة أيضا.
فقد قال المسيح عليه والسلام في أول نطق له وهو في المهد: “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” [مريم:31]، كما أمر الله تعالى ابراهيم وإسماعيل بتهيئة بيته الحرام للحج وللصلاة: “وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” [الحج:26]، وقال: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ” [آل عمران:43]، كما قال تعالى في وصف المؤمنين بالله من أهل الكتاب: “إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً” [الإسراء:107]، ولم يختلف الأمر في وصف عبادات أتباع الرسالة الختامية: “وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ” [المائدة:55].
إن بحثنا في القرآن الكريم عن مسميات أماكن العبادة سنجد المعرّفة بمسمى المسجد ثلاثة:
الأول هو بيت الله المحرم الواقع في مكة، وهو أول بيت وضع للناس لعبادة الله، وسماه تعالى المسجد الحرام: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا” [التوبة:28]، لذلك فالله تعالى هو من وضع تسمية المسجد.
الثاني هو المسجد النبوي وهو أول مسجد بناه المسلمون في المدينة المنورة: “لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ” [التوبة:104].
الثالث هو المسجد الأقصى، وبقع في القدس، وهو ثاني مسجد بني للناس، وكان معروفا قبل الدعوة الإسلامية بمسمى بيت المقدس، والله تعالى هو من سماه بالمسجد: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا” [الإسراء:1]، ونلاحظ أن الله قد بارك في البلاد المحيطة به إكراما لمكانته عنده تعالى، لذلك فلا يمكن التشكيك في قدمه، وباطل ما يدعيه الغرب مؤسسو الكيان اللقيط من تسمية التلة المقام عليها بمسمى (جبل الهيكل) في إشارة الى المعبد الذي أقامه سليمان عليه السلام ويدّعون أن اسمه (هيكل)، لأن هذه التسمية وثنية وتعني المكان الذي يقام لعبادة الآلهة المنحوتة (الوثن)، وأبرز جزء فيه هو المذبح الذي كانت تذبح فيه القرابين من البشر أو الحيوانات تقربا من تلك الآلهة المزعومة، وبالطبع لا يمكن للنبي الذي أرسله الله أن يبني معبدا وثنيا.
ما يؤكد ذلك ان الله تعالى لم يذكر أي من المسميات لأماكن عبادته غير الثلاثة المعرّفة بمسماها الصريح المبينة آنفا، وغير تلك الواردة في قوله تعالى بصيغة التنكير: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا” [الحج:40].
نستنتج أن هذه هي المسميات للأماكن الدينية عند الله، ولأن كل الرسالات السماوية دعت الى الدين ذاته الذي دعت إليه الرسالة الخاتمة، فلا تسمية غير ما جاءت في كتاب الله، ولا تتناقض قطعا مع كتبه السابقة قبل تحريفها، وذلك تفسير أن الله تعالى ذكر البناء الذي بني على فتيان الكهف بمسمى المسجد.
المستغرب أن كل أماكن العبادة الأثرية القديمة في بلادنا التي يكتشفها لنا علماء غربيون يسمونها كنيسة، مع أنه لا يوجد أي أثر مادي يدل على ذلك، ومع أن فترة انتشار النصرانية لا تتعدى ثلاثة قرون، فيما التحول الى الاسلام مضى عليه خمسة عشر قرنا.

مقالات ذات صلة لا تعتبوا على أهل غزة ولا تغضبوا منهم 2025/04/12

مقالات مشابهة

  • هل يجوز أداء ركعتين فقط بنية تحية المسجد والسنة القبلية..علي جمعة يوضح
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
  • انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم
  • دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
  • أهم الأدعية المأثورة عن النبي .. اعرف أفضل ما يقال
  • المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي..تعرف على فضل كل منهما
  • دعاء لكشف الهم والغم.. مكتوب ومجرب
  • نور على نور
  • الفرق بين الرياح والريح .. ولماذا حذرنا منها النبي؟ 21 كلمة نبوية للوقاية منها
  • دعاء المطر والرعد والريح.. ردد 20 كلمة أفضل ما قالها النبي و210 أدعية مستجابة