خرج الملتقى الأول للكوادر الدينية بمحافظة الداخلية بجملة من التوصيات والرسائل التي تؤكد أهمية القيم الإسلامية وضرورة تعزيزها كونها ليست مجرد مفاهيم نظرية، بل هي أدوات أساسية لتعزيز التنمية الشاملة وبناء مجتمع متماسك قادر على تحقيق التوازن ومواجهة تحديات العصر.

وكان الملتقى الذي نظّمته إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية تحت شعار "مصفوفة القيم" والذي أقيم بقاعة جامع السلطان قابوس بولاية نزوى قد اختتم أعماله بمجموعة من أوراق العمل التي تسلّط الضوء على دور القيم الإسلامية في تعزيز التنمية الفردية والمجتمعية بمشاركة مجموعة من الخبراء والمتخصصين.

وأوضحت ثريا بنت سعود النبهانية، رئيسة مركز التعليم والإرشاد النسوي بالمحافظة أن الملتقى مثّل فرصة لاستنهاض القيم التي تصنع الأثر الإيجابي وترتقي بالإنسانية، وأكدت أن "القيم هي منظومة مترابطة تنطلق من تعاليم الدين الإسلامي لتشمل الأبعاد النفسية، الأسرية، المالية، والاجتماعية، مما يسهم في صياغة هوية متفردة قادرة على مواجهة تحديات العصر". وأضافت النبهانية أن الملتقى يجسد التزامًا بترسيخ القيم في الحياة اليومية، مشيرة إلى أن "الحياة تزداد إشراقًا عندما تقوم على أسس وقيم راسخة تؤدي إلى مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا".

فيما قالت نائلة بنت محمود بن عامر البريدية، موجهة كوادر دينية والمشرفة على برامج الملتقى أن "الملتقى فتح آفاقًا جديدة لتعزيز القيم الإسلامية بهدف التأثير الإيجابي على الفرد والمجتمع الأمر الذي يسهم في رقي المجتمعات والإنسانية كون القيم منظومة شاملة تسهم في تعزيز الهوية الفردية والمجتمعية.

وتضمّن برنامج الملتقى مجموعة من المحاضرات المتخصصة التي تناولت قضايا متنوعة ومهمة؛ إذ قدّم الدكتور خليفة القصابي رئيس قسم الدراسات الإنسانية بجامعة نزوى، محاضرة بعنوان "قيم توازن الحياة"، فيما ناقشت الدكتورة فايزة بنت علي الشندودية موضوع أثر القيم على الجانب النفسي، وتناول يوسف المفرجي في ورقته "قيم المال في الإسلام"، بينما قدم الدكتور خلفان بن سالم البوسعيدي رئيس قسم تنمية الأسرة بدائرة التنمية الاجتماعية بولاية بركاء محاضرة عن "قيم تماسك الأسرة" واختُتمت المحاضرات بورقة الدكتور هلال العبري، المحاضر بجامعة السلطان قابوس حول "دور القيم في تشكيل الهوية".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بدء برنامج شامل يجمع بين البحث العلمي والمشاركة المجتمعية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة

أجمع عدد من خبراء البيئة أن مصر بدأت برنامجاً شاملاً للحفاظ على التنوع البيولوجي لمواجهة التحديات البيئية، من خلال نهج متعدد الأوجه، يجمع بين البحث العلمي وجهود الحفظ والمشاركة المجتمعية لمعالجة الأسباب الجذرية لفقدان التنوع البيولوجي وتعزيز العلاقة المستدامة مع الطبيعة، حيث تؤكد مصر من جديد التزامها بالجهود البيئية العالمية من خلال مشاركتها الفاعلة فى الاتفاقيات والمبادرات الدولية، بصفتها موقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي ومشاركة فى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

«هبة»: إجراءات مصرية لمكافحة تغير المناخ من خلال إعادة التشجير

قالت هبة زكي، خبير البيئة، لـ«الوطن» إن التنوع البيولوجي فى مصر يواجه ضغوطاً شديدة، حيث تتعرض الأنواع والنظم البيئية لتهديدات متزايدة من التوسع العمراني، والإفراط فى الصيد، وتغير المناخ، والتلوث، على الرغم من أن تنوع مصر البيولوجي فريد من نوعه ومهم للغاية، نظراً للنظم البيئية الأرضية، واحتواء صحارى مصر على أنواع فريدة مثل وعل النوبة، وثعلب الفنك، والسلحفاة المصرية، وكلها متكيفة مع المناخ الصحراوى القاسى، والتنوع البيولوجى البحرى، حيث يضم البحر الأحمر أكثر من 1200 نوع من الأسماك، بما فى ذلك سمك النابليون والشعاب المرجانية الملونة التى تُعد من بين الأكثر تنوعاً فى العالم بالإضافة إلى دلتا النيل، إحدى أكثر المناطق خصوبة فى العالم، أنواعاً مهمة من الطيور مثل الإوزة المصرية والبلشون الأرجوانى.

وأشارت «هبة» إلى أن مصر بدأت برنامجاً شاملاً للحفاظ على التنوع البيولوجى لمواجهة هذه التحديات، يجمع بين البحث العلمى وجهود الحفظ والمشاركة المجتمعية لمعالجة الأسباب الجذرية لفقدان التنوع البيولوجى وتعزيز العلاقة المستدامة مع الطبيعة، من خلال إعادة التشجير واستعادة الأراضى لمكافحة التصحر وفقدان المواطن الطبيعية، يركز البرنامج على جهود إعادة التشجير واستعادة الأراضى من خلال زراعة النباتات المحلية فى المناطق المتدهورة، مثل أشجار الأكاسيا فى المناطق الصحراوية وأشجار المانجروف فى المناطق الساحلية.

وأوضحت أن مصر تؤكد من جديد التزامها بالجهود البيئية العالمية من خلال مشاركتها الفاعلة فى الاتفاقيات والمبادرات الدولية، بصفتها موقعة على اتفاقية التنوع البيولوجى ومشاركة فى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تقوم مصر بمواءمة سياساتها الوطنية مع الأهداف العالمية، والتى تعزز رؤية مصر 2030 الطموحة دمج حفظ التنوع البيولوجى فى التخطيط الاقتصادى والتنمية، مضيفة أن مصر تتخذ إجراءات لحماية التنوع البيولوجى ومكافحة تغير المناخ، تماشياً مع التزاماتها بالاتفاقيات البيئية العالمية، تصعد مصر جهودها لحفظ التنوع البيولوجى مع معالجة الآثار الأوسع لتغير المناخ، من خلال عدة مبادرة، حيث يتم تعبئة الموارد، إشراك المجتمعات، وتنفيذ السياسات لحماية الموارد الطبيعية للأمة للأجيال القادمة.

«علام»: 5 مسارات لهجرة الطيور داخل مصر فى 26 موقعاً.. وأفريقيا المتضرر الأكبر من الانبعاثات العالمية

من جانبه، قال مجدى علام، خبير البيئة الدولى، إن التنوع البيولوجى من أهم الملفات، وتعد اتفاقية التنوع البيولوجى من أوائل الاتفاقيات التى وقعتها الدول نظراً لأهميتها فى الحفاظ على التوازن البيئى ومكافحة تغير المناخ، حيث إن التنوع البيولوجى له أهمية خاصة فى التعامل مع إدارة التوازن البيئى، مضيفاً أن السنوات الأخيرة، شهدت انقراض عدد من الكائنات الحية، وتغير بعضها ورجوع البعض بعد غيابه عن البيئة، ويعود ذلك لما نعانيه بسبب الأراضى القاحلة وشبه القاحلة والجفاف الشديد وحركة الكثبان الرملية وردم الأراضى الزراعية نتيجة الكثبان الرملية والتغيرات الهوائية الشديدة.

وأشار «علام» إلى أن هناك 5 مسارات لهجرة الطيور داخل مصر، فى 26 موقعاً من المواقع المسجلة بوزارة البيئة فى حماية الطبيعة وتشمل كافة الكائنات الحية بداية من النباتات حتى الفراشة والنحلة، لأنه يعتبر جزءاً من التنوع البيولوجى.

وأضاف أن مؤتمر المناخ الأخير cop29 ناقش ملف التنوع البيولوجى، سواء ما سبق فى السنوات الأخيرة أو السنوات المقبلة، للحفاظ على الطبيعة وتوفير صندوق الخسائر والأضرار البيئية، ومن التوصيات المهمة التى جاءت خلال المؤتمر خفض نسبة الكربون وهو ما يساهم فى الحفاظ على التنوع البيولوجى، لأن زيادة الكربون الناتج من الفحم يزيد من التأثير الضار على جميع الكائنات الحية، ومن ثم التنوع البيولوجى.

وأكد «علام» أن مؤتمر المناخ مطالب بتخصيص تمويل لقارة أفريقيا على الأخص، لأنها متأثرة من نسبة الانبعاثات العالمية، وتحتاج لحماية خاصة لطبيعتها وتنوعها البيولوجى، مشيراً إلى أن التمويل هو أزمة الدول الفقيرة، ولا بد من الوصول إلى حل عالمى لتوفير التمويل لهذه الدول كى تستمر فى الحياة والمعايشة.

أشار «علام» إلى أن استمرارية البشر مرتبطة باستمرارية الكائنات الحية أى التنوع البيولوجى، ولابد من التحول للطاقة الشمسية وطاقة المياه والرياح كى تصبح البيئة نظيفة ومنخفضة فى التلوث وهو ما يحافظ على البيئة والتنوع البيولوجى للكائنات الحية داخلها.

وأوضح أن هناك معاناة مما يطلق عليه «الظواهر الجامحة شديدة التأثير» وهى الأتربة المغطاة على الطريق والشمس الشديدة المسببة للتعرض للإصابة بضربة الشمس، حيث إن درجة الحرارة الشديدة أو المنخفضة سواء فى فصل الصيف أو الشتاء تؤثر على التنوع البيولوجى بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • انطلاق ملتقى بناء القدرات والجاهزية الطبية
  • بدء برنامج شامل يجمع بين البحث العلمي والمشاركة المجتمعية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة
  • «الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية» في ندوة توعوية بالإسكندرية
  • ملتقى السياحة السعودي يختتم أعماله بتوقعات واعدة لمستقبل السياحة في المملكة
  • مختصون لـ"الرؤية": التوجيهات السامية بتعزيز القيم والمبادئ سراجٌ ينير طريق الجهود الوطنية للحفاظ على المنظومة الأخلاقية
  • المقيمون في سلطنة عمان: سلطنة عمان تحفظ القيم الاجتماعية وتعزز التنمية المستدامة
  • الملتقى الوطني لخط الدفاع الأول يستهدف تطوير مهارات الكوادر الطبية
  • الأرصاد: ملتقى الطائف لحماية الطلاب من مخاطر الظواهر الجوية
  • ملتقى مستقبل المهرجانات السينمائية: التكنولوجيا الرقمية تعيد تشكيل صناعة الأفلام الأفريقية
  • ملتقى الناشئين للروبوت يعزز مهارات الطلبة في البرمجة بمسندم