انتشار التكويع في سوريا بعد فرار الأسد.. وقليل من الكولكة (شاهد)
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
يقال "كولك الرجل لفلان" أي تملق له وخطب وده، و"كوّع الرجل" أي تراجع عن مساره وغير موقفه أو توجهاته.. كلمات لن تجدها في معجم اللغة العربية، لكنها موجودة في القاموس الشعبي السوري، وأعيد استخدامها بكثرة مع سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
View this post on Instagram A post shared by محمد الشامي (@mohmmad_alshami80)
وشهدت سوريا على مدار الأيّام الماضية تحولات عميقة في المشهدين الاجتماعي والسياسي، حيث لعب تبدل النظام دورًا محوريًا في إعادة تشكيل المواقف العامة تماشياً مع التحولات الجارية.
واستخدم السوريون مصطلح "التكويع" مع مشاهد تغيير عدد كبير من المؤثرين، والفنانين، والإعلاميين، بل والسياسيين السوريين مواقفهم إثر سقوط النظام، وانتقل من السير تجاه النظام عن أول "كوع" ليهرول نحو الثورة.
أما "الكولكة" فهي رديف "التشبيح" عند أنصار النظام السابق، لكنها تقال في حق من بدأ يتلمق النظام الجديد، حتى وإن لم يكن من أنصار النظام السابق، لكن تصرفه يبقى في نظر البعض "مذموما".
المرة الاولى التي انتقد مدينة سورية، ستكون مدينتي الحبيبة !!
اهم حرفة يتقنها الدمشقي وتناقلها عبر العصور هي الكولكة او تمسيح الجوخ إلا من رحم ربي .
بالإنكليزي بيقولوله Ass Kisser
عشر سنيتين بالشمال المحرر ماحدا من اهل ادلب او حلب وضع صورة الجولاني على السيارات، او طبع صورته… pic.twitter.com/KfVxH78fzb — Mustafa ???????? (@BackoMustafa) December 12, 2024
"تكويع" في كل الاتجاهات
وفور سقوط النظام، سارع لاعبو كرة قدم سوريون لاستذكار المقاتل البارز في صفوف قوات المعارضة عبد الباسط الساروت، والذي يعد أيقونة بارزة في الثورة التي اندلعت عام 2011، وكان حارسا لمنتخب الشباب قبل الثورة.
وبعد فرار الأسد، نشر نجوم المنتخب السوري عمر السومة، وعمر خريبين، ومحمود المواس صور الساروت.
وكشف المواس كيف تم إجباره وآخرين من قبل مسؤولي الاتحاد باللعب في صفوف المنتخب الذي كان يمثل النظام الساقط، أما السومة فكان مؤيدا للثورة مع انطلاقتها، إلا أنه خضع لضغوطات نظام الأسد، وعاد مصالحا إياه والتقى الأسد.
أما اللاعب الدولي السابق، فراس الخطيب، فقد أشار إلى أنه أجبر على التقاط صورته الشهيرة مع الأسد، وأنها أسوأ ما حدث في حياته، وإنه لا يتشرف بها.
فراس الخطيب :
خذونا أنا و عمر السومة لبشار .!
التفاصيل كاملة في
سناب خلف العنزي@Khalafm pic.twitter.com/j9foI118KS — مبارك الدوسري (@MubarkAldosari0) December 9, 2024
وعلى الصعيد الفني، نشر العديد من الفنانين السوريين صورا لعلم الثورة فور فرار الأسد إلى موسكو، وتغنى بعضهم بـ"الحرية"، و"الدولة الجديدة"، و"أخلاق الثوار"، ومن لم ينشر منهم صورة العلم، نشر قلبا بلون أخضر، في إشارة إلى اللون الذي يستخدم في خرائط السيطرة على الأرض للدلالة على المعارضة.
وبين الفن والسياسة، نشر عارف الطويل الفنان، والنائب في البرلمان، منشورا تبرأ فيه من النظام السابق، وقال إنه كان خائفا على بلده، لكن الهروب غير المشرف للأسد فاجأه.
وتراجع إعلاميون بارزون عن تأييد النظام بعد دقائق قليلة من سقوطه، وكأن شيئا لم يكون، أشهرهم الإعلامي شادي حلوة الذي كان يتباهى بنشر صوره مع رموز النظام لا سيما العسكريون منهم، ومقابلاته الأشهر كانت مع سهيل الحسن، الذراع التي كان يبطش بها الأسد بمعارضيه.
ونفى حلوة أن يكون "كوّع" وفضل أن يعتذر من السوريين، مبررا موقفه بأن هروب الأسد لم يكن مشرفا، ولم يترك لأحد حجة لتأييده.
شادي حلوه مذيع النظام السوري البائد والولد المدلل للتلفزيون يخرج بأعتذار سخيف بعد ان استمر 13 سنه يتراقص على جثث اهل بلده ومؤيد للنظام وايران pic.twitter.com/zMs2AHapU3 — تأبط شرا (ابومنيف) (@MoneefMonef) December 10, 2024
وبين "التكويع" و"الكولكة" يطالب البعض بعدم وصف أنصار النظام السابق بالنفاق، بل تفهم أنه كان ممنوعا عليهم التعبير عن أنفسهم، لكنهم فور سقوطه، انطلقت ألسنتهم بحقيقة ما في قلوبهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأسد سوريا سوريا الأسد ردع العدوان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السابق
إقرأ أيضاً:
بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
دمشق - الوكالات
بعد غياب طويل عن موائد السوريين بسبب ارتفاع سعرها الجنوني، عادت فاكهة الموز إلى الأسواق لتصبح في المتناول بعد انخفاض ثمنها، مما عده البعض إحدى نتائج سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
فقد كانت هذه الفاكهة بمثابة حلم صعب المنال لدى السوريين قبل 8 ديسمبر الماضي، بعد أن وصل سعر الكيلوغرام منها إلى نحو 50 ألف ليرة سورية (حوالي 5 دولارات)، أي ما يعادل سدس الراتب الشهري للموظف العادي.
وبسبب ارتفاع أسعاره، تحوّل الموز إلى مادة للسخرية المريرة بين السوريين، إذ كانوا يتبادلون التهاني عند الحصول عليه، ويهدونه لبعضهم، ويلتقطون صورا معه، ويشاركون هذه اللحظات على منصات التواصل في تعبير ساخر عن معاناتهم مع الأوضاع الاقتصادية تحت حكم الأسد.
لكن بعد سقوط النظام، هبط سعر الموز إلى الخُمس، ليصبح سعر الكيلوغرام منه حوالي 10 آلاف ليرة (نحو دولار واحد)، ما دفع السوريين للإقبال على الأسواق لشراء هذه الفاكهة التي انتظروها طويلا.
ويعود سبب غلاء الموز لقلة إنتاجه في سوريا، واحتكار استيراده من التجار المقربين من نظام الأسد المخلوع، واضطرار التجار إلى تهريب الموز عبر لبنان.
ولُوحظ وفرة الموز على بسطات الباعة وإقبالا كبيرا من الزبائن في الأسواق السورية، خصوصا أرباب العائلات الذين عجزوا سابقا عن شراء ولو موزة واحدة لأطفالهم، حتى بات يوصف في السوق بـ"الذهب الأصفر يا موز".
وينادي أبو خالد النعيمي -أحد تجار السوق في درعا– على الموز قائلا "موز يا أبو العيال، تعال يا محروم تعال"، بإشارة إلى الانخفاض الكبير في سعر هذه الفاكهة التي أصبحت الآن في المتناول.
ويتابع أن الزبائن يشترون حاليا 2 أو 3 كيلوغرامات من الموز، وتبدو السعادة واضحة على وجوههم، الأمر أشبه بحالة احتفال، "حتى إن البعض اعتبر ذلك أحد إنجازات الثورة"، وفق تعبيره.
وعن الوضع قبل سقوط النظام، يبتسم أبو خالد ويقول "لو جئتم إلى هذا السوق قبل سقوط النظام لتبحثوا عن الموز، لما وجدتم قطعة واحدة، وكان مجرد الحديث عنه يبدو مثيرا للسخرية بسبب أسعاره الخيالية".
ويردف أن الأثرياء فقط كانوا يشترون الموز لأطفالهم بالقطعة الواحدة، وغالبا يخفونه في حقائبهم حتى لا يراهم الفقراء، الذين كانوا يتحسرون على عجزهم عن شرائه.
ويختصر أبو خالد ذلك الواقع بقوله: كان الأب يعد ابنه بشراء موزة واحدة فقط إذا حصل على علامات جيدة في المدرسة.
ويكمل ضاحكا: عندما تزوج أحد أصدقائي، سألته مازحا: ما الهدية التي ترغب فيها؟ فأجاب: كيلوغرامين من الموز.
على بُعد أمتار من بسطة أبي خالد، يقف شادي الجبر (40 عاما)، أحد سكان المدينة، بجوار طفله آدم (5 سنوات)، حاملين عدة قطع من الموز، في حين ترتسم الابتسامة على وجهيهما بعد أن تمكنا أخيرا من شراء هذه الفاكهة الموعودة.
يقول الجبر وهو يتنفس الصعداء: الحمد لله على انتصار الثورة، أصبح بإمكاننا الآن تذوق الموز بعد انتظار طويل.
ويضيف أنه لم أتمكن من شراء الموز منذ 6 سنوات. شارحا "كنت أعمل في ميكانيكا السيارات، لكن عملي توقف بسبب الحرب التي شنها علينا نظام الأسد، وحرمت أطفالي من هذه الفاكهة البسيطة".
ويتابع بابتسامة حزينة: في إحدى السنوات، أردت تقديم هدية لزوجتي بمناسبة ذكرى زواجنا، فلم أجد شيئا سوى موزة واحدة، كانت تُباع وقتها بـ10 آلاف ليرة. وضعتُها في علبة هدايا وزيّنتها بالأحمر والأصفر والأخضر والأبيض محتفلا.
وإلى جوار الجبر، يقف نجله آدم ممسكا بقطعة موز، وطلب التقاط صورة له مع الفاكهة، وقال بلغة الطفولة البريئة: أصبح بإمكاني أن آكل قطعة موز كاملة، للمرة الأولى.
وخلال سنوات الحرب التي شنها نظام الأسد، عانى السوريون من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وندرة المواد مثل الخبز والوقود، ما أدى إلى فقر مدقع وأوضاع إنسانية مأساوية.
لكن بعد سقوط النظام، شهد السوريون تحسنا في توافر السلع وانخفاض أسعارها، ويأملون أن تكون هذه بداية لتحسن أكبر في الواقع الاقتصادي لبلادهم التي أنهكتها سنوات من المعاناة.
المصدر / الأناضول