فتاوى تشغل الأذهان .. حكم التشاؤم من شهر صفر .. هل يجوز وضع النقود في المصحف؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهان
حكم التشاؤم من شهر صفرهل يجوز وضع النقود في المصحف؟هل يجوز الدعاء بأمور الدنيا في السجود؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم وتشغل الأذهان لدى كثير من المسلمين، نوجزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.
في البداية .. التشاؤم الذي يعتقده بعض من ينتسب إلى الدين الإسلامي ليس صحيحًا، ولا يستند إلى دليل شرعي من كتاب الله - تبارك وتعالى -، ولا من سنة المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولم يثبت أنه - صلى الله عليه وآله وسلم -، أو أحد من أصحابه - رضي الله عنهم - تشاءم بهذا الشهر ولا بغيره، بل الناظر إلى ما جاء من الشارع الحكيم يجد أن الدين الإسلامي حارب هذه البدعة، حيث كانت هذه البدعة موجودة قبل ظهور الإسلام -أي في عصور الجاهلية-، وكانت قد استشرت فيما بينهم؛ لأنهم كانوا يرجعون في هذا الشهر إلى أعمال السلب والنهب بعدما كانوا يمتنعون عن ذلك خلال الأشهر الحُرُم الثلاثة التي قبله، وهذا ما ورد في سبب تسمية هذا الشهر بصفر.
وحين جاء الإسلام نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن التشاؤم بهذا الشهر، أو التطير به فقد ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ» وأراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب، وتضعف الظن الحسن بالله - عز وجل -، فقوله: "ولا صفر: وهو تأخير المحرم إلى صفر في النسئ، أو دابة بالبطن تعدى عند العرب، ويحتمل أن يكون نفيًا لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن".
فأبطل بذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قضية التشاؤم في شهر صفر، وأنه ليس من الدين في شيء، وأن شهر صفر شهر من الأشهر التي عدَّها الله - عز وجل -، وأيامه من أيام الله - تبارك وتعالى -.
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز الدعاء في السجود أثناء الصلاة، لنفسك وللمسلمين بأي دعاء فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة.
وأضاف «عويضة» خلال بث مباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»، أنه يجوز للمصلى أن يذكر اسم الشخص الذي يدعو له أثناء الصلاة ولا حرج في ذلك شرعا، منوها بأن بعض العلماء رفض الدعاء بأمور الدنيا أثناء الصلاة، ولكن الصواب أنه يجوز.
جدير بالذكر أن الإمام النووي رحمه الله يقول: "مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا، وله [أن يقول]: اللهم ارزقني كسبا طيبا، وولدا، ودارا، وجارية حسناء يصفها،: واللهم خلص فلانا من السجن، وأهلك فلانا، وغير ذلك، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا. وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق. وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن، واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : «إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» رواه مسلم، وبالقياس على رد السلام وتشميت العاطس.
كما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، "المصحف نزل من عند الله ليتعبد بقراءته فهو لم ينزل للوضع في السيارة أو تحت الوسائد تبركًا أو لوضع الورد بداخله وإنما مكانته أسمى من ذلك بكثير".
وأضاف في تصريح لـ"صدى البلد" أنه لا يجوز أن يتخذ المصحف لحفظ الأمانات فالصناديق كثيرة فيبغي ان يكون للمصحف مكانته لأنه له قدسيته ومكانته عند الله عز وجل فقال: "لا يمسه إلا المطهرون" واختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال انهم الملائكة ومنهم من قال انه المصحف الذي بين أيدينا.
وأوضح الأطرش أن المصحف يجب ان ينزه بدلا من أن يكون صندوقا لحفظ الامانات فالصناديق كثيرة ويجب ان يستغله كل فرد في القراءة بصفحة او صفحتين يوميا.
في حين، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الصدقة عن الميت من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: «صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وأضافت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «توفي أبي وأرغب في التصدق ووهب الثواب له ولي أخت متزوجة وحالتها ليست ميسورة فهل يجوز أن أخرج الصدقة لها؟»، أنه يجوز إخراج هذه الصدقة للقريب ولغير القريب بشرط أن يكون القريب ممن لا تجب نفقته على المتصدق بل الصدقة على القريب الفقير أولى لأنها صدقة وصلة.
وأفادت: “وبناء على ذلك، يجوز للسائل أن يخرج الصدقة عن والده لأخته المتزوجة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان شهر صفر
إقرأ أيضاً:
الدعاء للموتى يوم الجمعة: رحمة ووفاء لمن سبقونا
الدعاء للموتى يوم الجمعة، يوم الجمعة يوم مميز في حياة المسلم، تكثر فيه النفحات الإيمانية والبركات.
ومن أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذا اليوم المبارك هو الدعاء للموتى.
الدعاء للمتوفى من أعظم صور البر والإحسان، وهو دليل على وفاء الأحياء تجاه أحبائهم الذين رحلوا عن الدنيا.
الدعاء للموتى يُخفف عنهم في قبورهم، ويرفع من درجاتهم عند الله عز وجل، ويُظهر روح التكافل والإحسان بين المسلمين.
فضل الدعاء المتوفيالدعاء للمتوفى هو من العبادات التي لا تنقطع، وهو من الأعمال التي ينتفع بها المسلم حتى بعد وفاته.
الدعاء للموتى يوم الجمعة: رحمة ووفاء لمن سبقونافقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له." (رواه مسلم).
وهذا الحديث يؤكد أن دعاء الأحياء للمتوفين يصل إليهم ويُخفف عنهم.
فضل الدعاء للموتى يوم الجمعة1. أثر الدعاء في التخفيف عنهم:
الدعاء للموتى، خاصة يوم الجمعة، يحمل بركة هذا اليوم المبارك.
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ادعوا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يُسأل." (رواه أبو داود). الدعاء يُخفف عن المتوفى ويمنحه الطمأنينة في قبره.
2. صلة وفاء ومحبة:
الدعاء للمتوفى يوم الجمعة هو تعبير عن الوفاء والمحبة، المسلم يظل مرتبطًا بأهله وأحبته بالدعاء، حتى بعد وفاتهم، ويُظهر بذلك صدق محبته لهم.
3. مضاعفة الأجر يوم الجمعة:
يوم الجمعة يوم عظيم تتضاعف فيه الحسنات، لذا فإن الدعاء للموتى فيه أجر عظيم.
كما أن هذا اليوم يُعد فرصة للدعاء المستجاب، وهو من أوقات الإجابة التي وعد بها الله.
4. التذكير بالموت والآخرة:
عندما يدعو المسلم للمتوفى، فإنه يُذكر نفسه بحقيقة الموت والآخرة، مما يزيد من تقواه وإيمانه، ويدفعه للإكثار من الأعمال الصالحة.
1. اختيار وقت الإجابة:
يُستحب الدعاء في أوقات الإجابة يوم الجمعة، مثل ساعة ما قبل غروب الشمس أو أثناء الخطبة والدعاء بين الأذان والإقامة.
2. الخشوع والإخلاص:
عند الدعاء للمتوفى، يجب أن يكون المسلم خاشعًا صادق النية، يسأل الله بصدق أن يرحم المتوفى ويغفر له.
3. التوجه إلى الله بالأسماء الحسنى:
من المستحب أن يبدأ المسلم دعاءه بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
4. الإكثار من الأدعية المأثورة:
هناك العديد من الأدعية المأثورة التي يمكن الدعاء بها للمتوفى، مثل:
"اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد."
"اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار."
"اللهم ارحم أرواحًا غالية علينا رحلت عن الدنيا، واغفر لهم، واجعل الفردوس الأعلى مثواهم."
الذكر في يوم الجمعة: غذاء الروح وسكينة القلب أعمال أخرى تصل للموتى يوم الجمعة1. الصدقة الجارية:
تقديم الصدقات بنية المتوفى تُعتبر من أفضل الأعمال التي تصل إليه، خاصة في يوم الجمعة، حيث يتضاعف الأجر.
2. قراءة القرآن:
قراءة القرآن وإهداء ثوابها للمتوفى تُعد من الأعمال المستحبة، خاصة قراءة سور مثل الفاتحة ويس.
3. زيارة القبور:
زيارة القبور يوم الجمعة تُذكر المسلم بالآخرة وتُتيح له فرصة الدعاء للموتى مباشرة.
الدعاء للموتى يوم الجمعة هو من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم وفاءً ومحبةً لمن سبقوه. إنه عمل يجلب الرحمة والمغفرة للمتوفى، ويزيد من أجر الداعي نفسه. فلنجعل من يوم الجمعة محطة للدعاء لأحبائنا الذين فارقونا، ولنكثر من الأعمال الصالحة التي تهدي ثوابها لهم، لعل الله يجعلنا من أهل الرحمة والمغفرة.