فتاوى تشغل الأذهان

حكم التشاؤم من شهر صفرهل يجوز وضع النقود في المصحف؟هل يجوز الدعاء بأمور الدنيا في السجود؟


نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم وتشغل الأذهان لدى كثير من المسلمين، نوجزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية .. التشاؤم الذي يعتقده بعض من ينتسب إلى الدين الإسلامي ليس صحيحًا، ولا يستند إلى دليل شرعي من كتاب الله - تبارك وتعالى -، ولا من سنة المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولم يثبت أنه - صلى الله عليه وآله وسلم -، أو أحد من أصحابه - رضي الله عنهم - تشاءم بهذا الشهر ولا بغيره، بل الناظر إلى ما جاء من الشارع الحكيم يجد أن الدين الإسلامي حارب هذه البدعة، حيث كانت هذه البدعة موجودة قبل ظهور الإسلام -أي في عصور الجاهلية-، وكانت قد استشرت فيما بينهم؛ لأنهم كانوا يرجعون في هذا الشهر إلى أعمال السلب والنهب بعدما كانوا يمتنعون عن ذلك خلال الأشهر الحُرُم الثلاثة التي قبله، وهذا ما ورد في سبب تسمية هذا الشهر بصفر.

وحين جاء الإسلام نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن التشاؤم بهذا الشهر، أو التطير به فقد ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ» وأراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب، وتضعف الظن الحسن بالله - عز وجل -، فقوله: "ولا صفر: وهو تأخير المحرم إلى صفر في النسئ، أو دابة بالبطن تعدى عند العرب، ويحتمل أن يكون نفيًا لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن".

فأبطل بذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قضية التشاؤم في شهر صفر، وأنه ليس من الدين في شيء، وأن شهر صفر شهر من الأشهر التي عدَّها الله - عز وجل -، وأيامه من أيام الله - تبارك وتعالى -.

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز الدعاء في السجود أثناء الصلاة، لنفسك وللمسلمين بأي دعاء فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة.

وأضاف «عويضة» خلال بث مباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك»، أنه يجوز للمصلى أن يذكر اسم الشخص الذي يدعو له أثناء الصلاة ولا حرج في ذلك شرعا، منوها بأن بعض العلماء رفض الدعاء بأمور الدنيا أثناء الصلاة، ولكن الصواب أنه يجوز.

جدير بالذكر أن الإمام النووي رحمه الله يقول: "مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا، وله [أن يقول]: اللهم ارزقني كسبا طيبا، وولدا، ودارا، وجارية حسناء يصفها،: واللهم خلص فلانا من السجن، وأهلك فلانا، وغير ذلك، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا. وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق. وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن، واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : «إن هذه الصلاة لا يصح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» رواه مسلم، وبالقياس على رد السلام وتشميت العاطس.

كما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، "المصحف نزل من عند الله ليتعبد بقراءته فهو لم ينزل للوضع في السيارة أو تحت الوسائد تبركًا أو لوضع الورد بداخله وإنما مكانته أسمى من ذلك بكثير".

وأضاف في تصريح لـ"صدى البلد" أنه لا يجوز أن يتخذ المصحف لحفظ الأمانات فالصناديق كثيرة فيبغي ان يكون للمصحف مكانته لأنه له قدسيته ومكانته عند الله عز وجل فقال: "لا يمسه إلا المطهرون" واختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال انهم الملائكة ومنهم من قال انه المصحف الذي بين أيدينا.

وأوضح الأطرش أن المصحف يجب ان ينزه بدلا من أن يكون صندوقا لحفظ الامانات فالصناديق كثيرة ويجب ان يستغله كل فرد في القراءة بصفحة او صفحتين يوميا.

في حين، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الصدقة عن الميت من الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: «صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

وأضافت اللجنة في إجابتها عن سؤال: «توفي أبي وأرغب في التصدق ووهب الثواب له ولي أخت متزوجة وحالتها ليست ميسورة فهل يجوز أن أخرج الصدقة لها؟»، أنه يجوز إخراج هذه الصدقة للقريب ولغير القريب بشرط أن يكون القريب ممن لا تجب نفقته على المتصدق بل الصدقة على القريب الفقير أولى لأنها صدقة وصلة.

وأفادت: “وبناء على ذلك، يجوز للسائل أن يخرج الصدقة عن والده لأخته المتزوجة”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان شهر صفر

إقرأ أيضاً:

أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية

نظمت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، ندوة تثقيفية كبرى بمسجد السلام التابع لإدارة أوقاف بندر الفيوم، بعنوان "الهجرة النبوية".

يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية الأوقاف الفيوم، من خلال تنفيذ الندوات التثقيفية بالمساجد الكبرى بقرى المحافظة.

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرا، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير عام إدارة الدعوة بالمديرية، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام مسجد ناصر الكبير، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن شعبان إمام مسجد السلام، وذلك بعنوان "الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".

"الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي".. ندوة بأوقاف الفيوم 

وخلال هذه الندوة أكد العلماء أن الهجرة النبوية كانت بين التأييد الإلهي والتخطيط النبوي، وتجلى هذا الأمر في رحلة الهجرة، حين قال له صاحبه أبو بكر (رضي الله عنه) وهما في الغار والمشركون على حافته: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فكان الرد من نبينا (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا، لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا"، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا"، ومع تلك المعية الإلهية أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأسباب النجاح من التخطيط، واختيار الصاحب، والدليل، في تكامل وتنسيق بديع بين أدوار كفاءات المجتمع على اختلاف أجناسه وأطيافه، وكان مع كلِّ ذلك صدقُ اعتماد قلب نبينا(صلى الله عليه وسلم) على معية ربه وتوفيقه؛ليتجلى حسنُ التوكل الحقيقي على الله (عز وجل) في كل جوانب الرحلة المباركة.

وأضاف العلماء أن المتأمل في الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يستنبط منها دروسًا عظيمة وفوائد جمة، من أهمها ضرورة الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب سنة كونية، حيث جعل الحق سبحانه لكل شيء سببًا، كما أنه عبادة إيمانية، فديننا دين التوكل والأخذ بالأسباب والعمل، لا التواكل والضعف والكسل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"، ولذلك اعتنى نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ بالأسباب في الهجرة عناية فائقة، حيث خطط (صلى الله عليه وسلم) للهجرة تخطيطًا واعيًا، واتخذ كل الوسائل التي تعينه على إنجاح مهمته، وفي الوقت ذاته كان قلبه متعلقًا بربه (عز وجل) يدعوه ويستنصره أن يكلل سعيه بالنجاح، فجمعت بذلك الهجرةُ النبويةُ المشرفةُ بين حسن التوكل على الله (عز وجل) وحسن الأخذ بالأسباب. 

مقالات مشابهة

  • علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في السنة النبوية
  • موعد صيام عاشوراء.. «الإفتاء» توضح فضله وحكم صيامه
  • حكم صيام أول العام الهجري الجديد وما يتعلق به
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • أوقاف الفيوم تعقد ندوة بمسجد السلام حول الهجرة النبوية
  • أدعية يُستجاب لها في لمح البصر.. منها دعاء يونس عليه السلام
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • أدعية الرقية الشرعية.. كلمات من السنة النبوية للحماية والشفاء
  • ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر
  • هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب