طويت صفحة البحث عن ناجين في سجون النظام السوري المخلوع برئاسة بشار الأسد، بعد إعلان إدارة العمليات العسكرية، والدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، انتهاء عمليات البحث داخل السجون، وعدم العثور على أية مراكز احتجاز سرية.

وشكّل هذا الإعلان فاجعة لعشرات آلاف الأسر السورية، والتي لم تتلق أي نبأ عن أبنائها في السجون، وهو ما يرجح إعدامهم أو وفاتهم في وقت سابق.



وتتشارك هذا الألم، عشرات العائلات الأردنية، والتي اختطف نظام الأسد أبناءها منذ ثمانينات القرن الماضي.


أكثر من 200
تعود آخر قائمة رسمية أعلنت عنها الحكومة الأردنية لمعتقليها في سوريا إلى شباط/ فبراير من العام 2008 أي قبل نحو 17 عاما، وضمت حينها 236 اسما.

القائمة التي أعدتها "اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الاردنيين في السجون السورية"، تجاهلها النظام السوري المخلوع، وباتت كل محاولات الخارجية الأردنية للإفراج عن مواطنيها، أو معرفة ظروف اعتقالهم بالفشل.

وبغياب رقم دقيق عن عدد المعتقلين الأردنيين حتى سقوط نظام الأسد، لفتت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إلى أن آخر رقم دقيق هو 236 معتقلا مختفي بشكل قسري.

وضمت القائمة 7 سيدات لم يتم العثور على أي منهن في سجون نظام الأسد بعد تحريرها، في حين جرى الإفراج عن عدد قليل من الأردنيين خلال الأيام الماضية.


قصة البزور
"عربي21" تواصلت مع أسرة المعتقل المختفي قسريا أسامة البزور، والذي لم يتم العثور عنه، أو التوصل إلى أي خبر يتعلق بمصيره حتى بعد سقوط نظام الأسد، وتحرير سجونه.

وذكرت شقيقته "مي" في حديث لـ"عربي21" أن مأساة العائلة بدأت في العام 1988، حيث كانوا في زيارة إلى أسامة بسوريا، والذي كان بدوره طالبا للسنة الثالثة في كلية الهندسة بجامعة اللاذقية، مضيفة أنه بعد عودة العائلة الأردن بيوم واحد فقط، انقطع الاتصال به.

وأشارت مي البزور إلى أن شقيقها الذي كان يبلغ من العمر حينها 23 عاما، لم يتم التوصل إلى أي معلومة حوله منذ ذلك اليوم.

ونوهت إلى أن تلك الفترة شهدت اعتقال أو اختطاف مجموعة من الأردنيين، بينهم عمّها زياد البزور، والذي كان طالبا في جامعة حلب.

وتابعت أن وزارة الخارجية الأردنية وبعد متابعة حالات المعتقلين، تلقت أجوبة من نظيرتها السورية بنفي وجود هؤلاء في سجونها، إلا أن العائلة متأكدة من وجودهم في المعتقلات، لا سيما أن شقيقها وعمّها كانت لديهم توجهات سياسية.



ابتزاز ممنهج

كشفت البزور عن تعرض عائلتها إلى ابتزاز ممنهج من أطراف سورية، بهدف الحصول على الأموال، مقابل "أوهام" تتعلق بحرية شقيقها، أو تحسين حالته داخل السجون.

وطيلة العقود الثلاثة الماضية، كشفت مي البزور أن عائلتها تعرضت إلى ابتزاز متكرر من قبل أشخاص يقدمون أنفسهم على أنهم على صلة بمسؤولين سوريين، وبمسؤولي سجون كان يعتقد أن شقيقها يمكث فيها.

وأضافت "مرة حكولنا إنه بسجن تدمر، ومرة بفرع فلسطين، ومرة في صيدنايا".

وتابعت أن العائلة اضطرت إلى التعاطي مع المبتزين، ودفعت أموالا مقابل خدمات مزعومة لشقيقها داخل السجن، مثل منحه ملابس وغيرها.

وأضافت "لكن مرة حكولنا ادفعوا 12 ألف دينار (17 ألف دولار) وراح يطلع من السجن، لكن رحنا على سوريا بدون حمل المصاري معنا، ولما شافونا قالوا تشابه أسماء، وأخوكم ما راح يطلع".

وبرغم ذلك، قالت مي البزور، "لو سمعنا خبر عنه اليوم راح نرد ندفع، لإنه الغرقان بيتعلق بقشة".


إحباط
ذكرت مي البزور أن شعورا بالإحباط يصيب العائلة عند تواصل أي شخص معهم يخبرهم بقراءة اسم ابنهم أسامة في إحدى قوائم المعتقلين المفرج عنهم، حيث أن تلك القوائم جميعها تعود للمعتقلين في الثمانينات، ويجري تداولها بحسن نية اليوم على أنها للمفرج عنهم.

وأضافت "نحن أوصلنا هذه القوائم للمحاميين ولجهات الاختصاص قبل عقود، واليوم يجري تداولها على أنها لمعتقلين جرى تحريرهم من سجون سوريا".

وناشدت البزور ذوي المعتقلين الأردنيين في سوريا، لا سيما المفرج عنهم بضرورة تشكيل قناة تواصل فيما بينهم، لمعرفة مصير أبنائهم".

وعلقت "بدنا أي طرف خيط، أعرف أخوي عايش ولا ميت، عمّي عايش ولا ميت".

التهمة: أردني
قصة مأساوية أخرى وقعت في سوريا بعد نحو عام من الثورة، كان ضحيتها الشاب محمد سمير العبيدي (حينها كان يبلغ من العمر 24 عاما).

وبحسب ما روى شقيقه ماهر لـ"عربي21"، فإن محمد من مواليد سوريا، وكان يقيم فيها، وهو موظف في شركة الاتصالات "إم تي إن" بمجال تركيب الأبراج.

وأوضح أنه وبينما كان شقيقه ينتظر الحافلة التي تقله إلى عمله في دمشق، طلب رجال أمن منه ومن مجموعة أخرى كانت تنتظر الحافلة، إبراز هوياتهم، وعندما وجدوا أنه يحمل إقامة، وجنسيته أردني اقتادوه على الفور.

وأشار إلى أن العائلة حصلت على معلومات تشير إلى أن الدورية الأمنية قامت بتسليم شقيقه على الفور إلى حاجز يتبع للمخابرات الجوية، ومنها جرى تحويله إلى سجن المزة.

وبحسب ماهر العبيدي فإن آخر معلومة وردتهم عن مصير شقيقه، كانت عام 2020، وأبلغوا حينها أنه يتواجد في ما يعرف بـ"فرع المهام" في سجن المزة.


مأساة عائلة عبيدات
فُجعت عائلة عبيدات في محافظة إربد قبل نحو 38 عاما، باختفاء ابنيها هاني وشقيقته وفاء، في العاصمة دمشق.

وكانت وفاء حينها بعمر 24 عاما، وتدرس السنة الأخيرة بطب الأسنان في جامعة دمشق، فيما جاء شقيقها هاني (26 عاما) إلى سوريا للعمل كسائق سيارة، ليتم اعتقاله دون معرفة الأسباب. وبعد اعتقاله، ذهبت شقيقته وفاء للسؤال عنه، إلا أن الأمن السوري قام باعتقالها هي الأخرى.

وكانت والدة وفاء وهاني، ذكرت في تصريحات صحفية سابقة قبل وفاتها، إنها جابت كل أنحاء سوريا لمدة 17 عاما للبحث عن ابنيها، وتم إبلاغهما أن تهمتهما التعاون مع الأجهزة الأمنية الأردنية، مؤكدة عدم صلتهما بأي شيء.

وفي جلسة مجلس النواب الاثنين، طالب النائب صالح العرموطي من الحكومة بالعمل على معرفة مصير الأخوين عبيدات، وغيرهما من الأردنين.

ولفت العرموطي إلى أن عبيدات وشقيقها هما حفيدا أول شهيد أردني في فلسطين كايد مفلح عبيدات.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا الاردنيين صيدنايا سوريا الاردن صيدنايا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نظام الأسد إلى أن

إقرأ أيضاً:

حافظ بشار الأسد ينشر تفاصيل جديدة حول “ليلة عائلة الأسد الأخيرة” في سوريا

#سواليف

نشرت حسابان يحملان اسم #حافظ_الأسد ابن الرئيس السوري السابق #بشار_الأسد على منصتي “إكس” و”تيلغرام” منشور يتضمن تفاصيل جديدة حول ” #ليلة_نظام_الأسد_الأخيرة ” وسيطرة #المسلحين على #دمشق.

وفي المنشور المطول، أكد الأسد الابن أنه “لم يكن هناك أي خطة، ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا”.

وتابع حافظ الأسد حديثه، قائلا: “على مدى الـ14 عاماً الماضية مرت سوريا بظروف لم تكن أقل صعوبةً وخطورةً من التي مرت بها في نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الماضيين”. وأضاف: “من أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصةً خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتُقصف يومياً، وكان الإرهابيون على أطرافها، واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائماً طوال تلك الفترة”.

مقالات ذات صلة مخيم الفارعة تحت الحصار: نزوح جماعي ومنع المساعدات وتدمير للبنى التحتية / فيديو 2025/02/12

وأضاف حافظ أنه سافر إلى موسكو في 20 نوفمبر الماضي من أجل “رسالة الدكتوراه” التي يُعدّها، مشيراً إلى أن والدته أسماء الأسد كانت حينها “في موسكو، بعد عملية جراحية أجرتها في نهاية الصيف، وذلك نظراً لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج”، قبل أن يعود إلى دمشق في 1 ديسمبر ليكون مع والده وشقيقه كريم، بينما كانت شقيقته زين في موسكو أيضاً.

وحول التطورات التي جرت يومي 7 و8 ديسمبر 2024 مع اقتراب فصائل المعارضة التي قادها الرئيس الحالي أحمد الشرع من دمشق، قال حافظ: “صباح السبت، قدم أخي امتحاناً لمادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، حيث كان يدرس، وكان يحضر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، وأختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي، أي الأحد”.

وتابع: “بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفياً لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين، والتقطت صورةً لي نشرتها في حسابي الشخصي (لم يكن حساباً عاماً، وهو الآن مغلق) في منصة إنستغرام، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأشار حافظ إلى أنه “بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب”.
إقرأ المزيد
مدير مكتب الأسد الإعلامي: زيارته الأخيرة لروسيا قبل السقوط كانت بدون نتائج ولم يستطع الاتصال ببوتين
مدير مكتب الأسد الإعلامي: زيارته الأخيرة لروسيا قبل السقوط كانت بدون نتائج ولم يستطع الاتصال ببوتين

وذكر أن “الوضع استمر على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئا، كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب”.

وواصل حافظ الأسد: “مع ذلك، لم تكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لبضعة أيام، بسبب خطورة الوضع في دمشق، وإمكانية الإشراف على قيادة المعارك من هناك، باعتبارها كانت لم تزل مستمرة على جبهتي الساحل وسهل الغاب”.

وفيما يتعلق بما قيل حول مغادرة الأسد من دون إبلاغ أقاربه الذين كانوا موجودين في دمشق، لفت حافظ، إلى أنه هو “من قام بالاتصال بأبناء عمتي أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم إنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة”. وذكر أنه بعد ذلك “انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي، ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، والتقينا بعمي ماهر (الأسد) هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر”.

ولم يتم التحقق من صحة الحساب، ولكن الناشطة الكندية إيفا بارتليت، والمشهورة بدعم نظام الأسد منذ العام 2011، أكدت على “إكس” إن الحساب يعود لحافظ الصغير، مؤكدة أنها كانت على تواصل معه شخصيا.

مقالات مشابهة

  • «حافظ بشار الأسد» ينشر تفاصيل جديدة حول «الليلة الأخيرة» في سوريا
  • الشيباني: كان يجب رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بعد سقوط الأسد
  • حافظ بشار الأسد ينشر تفاصيل جديدة حول “ليلة عائلة الأسد الأخيرة” في سوريا
  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • أسير محرر يروي تفاصيل مروعة عن الإهمال الطبي بسجون الاحتلال.. تمنيت الموت‏
  • صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين تجمع شمل الأسير شادي البرغوثي بأسرته بعد فراق 45 عاما.. قصة مأساوية بسجون إسرائيل.. عاجل
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن