تداعيات سقوط الأسد.. المستفيدون والخاسرون في سوريا الجديدة
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
اعتبر محللون فرنسيون أنّ المُقاتلين الأكراد، الذين يُديرون منطقة واسعة في شمال شرق سوريا، تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، هم الخاسرون في الوضع الجديد، عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، الأحد الماضي.
ومُنذ أيام تُواصل الفصائل السورية المسلحة التي تدعمها أنقرة دفع الأكراد إلى أبعد ما يُمكن من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.
واتهمت وسائل إعلام فرنسية تلك الفصائل المُنضوية تحت مظلة ما يُسمّى "الجيش الوطني السوري" بتلقّي توجيهات من الدولة التركية، لتشرع في القضاء على الأكراد.
En Syrie, la Turquie veut étendre la zone tampon en repoussant les forces kurdes / Marie Jégo /Ghazal Golshiri / LE MONDE https://t.co/Sjl1gDytZQ via @de_turquie
— Radar Gazete (@radargazete) December 11, 2024 منع ظهور منطقة كردية انفصاليةوأكدت المحللة السياسية في يومية "لوموند" الفرنسية ماري جيغو، أنّ أنقرة تسعى إلى توسيع المنطقة العازلة من خلال صدّ القوات الكردية، حيث استولى تحالف فصائل "الجيش الوطني السوري"، التابع لتركيا، على عدة بلدات في شمال شرق سوريا من المُقاتلين الأكراد.
وتهدف خطة أنقرة، التي تمّ إعدادها منذ عدّة سنوات، إلى توسيع "المنطقة العازلة" التي دخلها الجيش التركي بالفعل بين عامي 2016 و2019، على طول جزء كبير من الحدود السورية التركية المُشتركة التي تمتد لأكثر من 900 كم.
ويُشكّل منع ظهور منطقة كردية سورية تتمتع بالحكم الذاتي أولوية بالنسبة للسلطات التركية، التي تخشى امتداد حمى الانفصال إلى أكراد تركيا، وفق رؤية أنقرة بأنّ قوات سوريا الديمقراطية، تابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعاً مسلحاً من أجل الحكم الذاتي لأكراد تركيا.
En #Syrie, la #Turquie veut étendre la #zone tampon en repoussant les forces #kurdes https://t.co/OVsm1OYweM
— InformationsSF (@InformationsSF) December 11, 2024 فرار آلاف الأكرادوبتشجيع من تداعيات انهيار السلطة في دمشق، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الوضع الجديد لإطلاق العنان للمُتمرّدين الموالين لجيشه لطرد الأكراد من مُدن مُهمّة مثل تل رفعت، ومنبج.
وأصبح المقاتلون الأكراد مُهددين الآن بالطرد من مدينة عين العرب "كوباني" ذات الرمزية الكبرى في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، والتي استهدفتها عشرات الغارات الجوية من المُقاتلات التركية والطائرات المسلحة بدون طيار.
وعلى النقيض من مُقاتلي "هيئة تحرير الشام" الذين سعوا خلال هجومهم الخاطف في جميع أنحاء سوريا إلى إنقاذ السكان المدنيين وطمأنتهم، حيث فضلوا التفاوض السلمي لإخراج المقاتلين الأكراد من مطار حلب، زرعت فصائل "الجيش الوطني السوري" الفوضى في المدن التي تمّ دخولها. وفي الوقت الحالي، يفرّ آلاف الأشخاص من "كوباني" خوفاً من تلك الفصائل التابعة لتركيا.
وتصف "اللو موند" هذا الخوف بأنّه أكبر بكثير من ذلك الذي تُثيره هيئة تحرير الشام، التي لم ترتكب حتى الآن أيّ انتهاكات أو مجازر أو اعتداءات ضدّ المدنيين، حسبما تمّ نقله عن مصادر دولية، وحسبما وثّقه المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن.
En direct, Syrie : les forces armées kurdes annoncent une trêve les milices proturcs à Manbij, dans le nord-est du pays https://t.co/uYy3Cp3eOU
— Le Monde (@lemondefr) December 11, 2024 إصرار أردوغانوبعد أن أصبحت "لاعباً رئيسياً في سوريا"، كما تفاخرت بذلك صحيفة "ميليت" التركية، فإنّ أنقرة لا تنوي التخلّي عن خطتها لطرد المقاتلين الأكراد من شمال سوريا، حيث تُعتبر مسألة حزب العمال الكردستاني وجودية، كما يقول جيل دورونسورو، المتخصص في الشؤون التركية والمدرس في جامعة السوربون.
وبرأيه فإنّ أردوغان لن يستسلم رغم رفض خطته شمال سوريا من قبل الولايات المتحدة التي تمرّ بفترة انتقالية دون سياسات واضحة بعد.
والإضافة إلى ذلك، فإنّ الطائرات التركية بدون طيار تستهدف حزب العمال الكردستاني منذ سنوات في سوريا، دون أن يجد الأمريكيون أيّ مشكلة في ذلك.
وفي الواقع، حسب دورونسورو، لا تُشكّل المناطق الكردية أولوية بالنسبة لواشنطن، حيث أن القتال ضدّ إرهابيي داعش يجري في المناطق العربية شمال شرق سوريا.
Anarchiste, technocritique et mathématicien de génie : qui était Theodore Kaczynski le terroriste qui aurait inspiré Luigi Mangione ? https://t.co/VaTn0sPrr8
— Marianne (@MarianneleMag) December 12, 2024 مصالح اقتصادية مُهمّةمن جهته، رأى المحلل السياسي د.جان لوب بونامي، الأكاديمي الفرنسي المتخصص في الجغرافيا السياسية العالمية، أنّ أردوغان، استفاد من اللحظة المناسبة التي لم يتمكن فيها حلفاء بشار الأسد من مُساعدته.
وهو من أطلق ودعم الهجوم الكبير الذي شنّه المتمردون السوريون، حيث يُريد الرئيس التركي تدمير المناطق الكردية النموذجية لوحدات حماية الشعب العاملة تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية.
وبالنسبة لأنقرة، فإنّ ممارسة النفوذ على سوريا تعني جلب هذه الأرض التي كانت ذات يوم جزءاً من الإمبراطورية العثمانية إلى دائرة النفوذ التركي، وإضعاف إيران، الدولة التي حافظت تركيا معها على عداء تاريخي منذ القرن السادس عشر.
ويأمل أردوغان الآن في بناء خط أنابيب للغاز يربط تركيا بحليفتها قطر عبر سوريا، واستعادة طرق التجارة في البلاد، وإعادة فتح الطريق السوري أمام الحجاج الأتراك المتجهين إلى مكة المكرمة. ويأمل أيضاً في أن تستحوذ تركيا على السوق السورية من أجل إعادة إعمار البلاد، حيث ارتفعت مكانة شركات البناء التركية بشكل حاد في سوق الأسهم بعد سقوط نظام الأسد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا تركيا القوات الكردية أردوغان سقوط نظام الأسد سقوط الأسد تركيا سوريا قسد أردوغان الأکراد م
إقرأ أيضاً:
سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
سرايا - يوسف الطورة - لعل المتابع للشأن السوري الجديد، في اعقاب سقوط نظام "المخلوع" بشار الأسد، وتصاعد وتيرة النفوذ التركي في المنطقة، وهواجس نفوذ الإسلام السياسي، تتعامل عدد من الدول بحذر وتأني، خصيصا مع قيادة وحكومة إسلامية في سوريا.
ابو ظبي، على الرغم من ترحيبها بزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأثنين، لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أسباباً كافية للتعامل بحذر مع المرحلة الانتقالية في سوريا، وهي المعروفة بصلتها الوثيقة مع نظام الأسد.
في الوقت الذي تبنت كل من الرياض والدوحة بطريقتيهما التغيرات في سوريا عبر إرسال المساعدات، وفي حالة قطر بفتح بعثة دبلوماسية، فضلت الإمارات إتباع سياسة الترقب والتريث.
يعود التريث الإماراتي جزئياً إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفتها كمنظمة إرهابية عام 2014، وتعد هيئة تحرير الشام، التي تولت السلطة في سوريا بعد سقوط الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، جماعة إسلامية وفرعا سابقاً لتنظيم القاعدة.
أضافت الإمارات، الأربعاء، 11 فرداً وثماني جهات مقرها المملكة المتحدة إلى قائمة الإرهاب لديها، بسبب صلات بجماعة الإخوان المسلمين، وفق وصفها.
يفرض وصول هيئة تحرير الشام للسلطة في سوريا، قراءة المشهد وتداعياته في المنطقة، خاصة مع مساعي وجهود إعادة استيعاب بشار الأسد في الصف العربي خلال السنوات القليلة الماضية.
قبل سقوط الأسد بأيام فقط، ظهرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة والإمارات حاولتا إقناعه "نأي النفس" عن إيران، وحزب الله من خلال ووقف وإغلاق الطريق لسلاح الحزب الذي يدخل في "مماحكات" مع إسرائيل، مقابل فرضية تخفيف العقوبات.
ومع تقدم الثوار في حلب، سارع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، الاتصال بالأسد في مكالمة هاتفية، وأصدرت أبوظبي بياناً، مؤكدة دعم الإمارات لدمشق والتزامها بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
كما تواصل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان مع نظرائه الإقليميين بشأن التطورات الجارية في سوريا.
الثابت أن النموذج السوري الجديد لم يحصل على اجماع دولي، بوصفه غير مرغوب أو مرضي عنه بالإجماع، بوصفه أيضا "ليس صديقاً ولا عدواً".
غير أنه وخلال زيارة الشيباني، الأثنين، إلى العاصمة ابو ظبي واجتماعه مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد ، بدا أن موقف الإمارات قد تغير بعض الشيء.
وأصدر مكتب وزير الخارجية الإماراتي بياناً، عقب الاجتماع، أكد فيه دعم بلاده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأضاف أن أبوظبي تقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق تطلعاته للأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وكانت أبوظبي قد دعت في وقت سابق الحكومة الانتقالية إلى تلبية تطلعات "جميع شرائح الشعب السوري".
يرى مطلعون، عدم تضخيم المخاوف ووضعها في سياقها المفترض، خاصة المتعلقة العدوى على غرار تجربة الثورة الإسلامية في إيران بعد سقوط الشاه، 1979.
دولياً وإقليمياً ينظر إلى زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشراع الملقب " أبو محمد الجولاني"، حتى وأن كانت دون إجماع، على أنه شخصية تركز أكثر على الشأن السوري، وأقل ميولًا للقومية العربية، مقدما نفسه إصلاحياً سورياً، وبعيداً عن التجربة "الناصرية" أو "الخمينية" الإيرانية.
رغم أن هناك تحديات بحاجة إلى تسوية وأكثر وضوحاً، ثمة حالة من الارتياح لدى الخليج ودول في الإقليم، خاصة وان رسائل دمشق الجديدة خلال شهر واحد بعثت برسالة جديدة، مفادها "أن سوريا الجديدة هي سوريا جيدة".
الثابت ستظل دول إقليمية أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع سوريا الجديدة، بمخاوف وقلق من تاريخ وصول الاسلاميين للسلطة السياسية، وهو ليس بالأمر الجديد، وآخره وصول محمد مرسي لرأس السلطة في مصر، ينظر إليه تهديداً خاصة على الصعيد الإقليمي.
تزايد النفوذ التركي في الشرق الأوسط، وعلاقتها الوثيقة مع الحكام الجدد في سوريا، يعزز سياسية التريث في الشأن السوري بصورته الجديدة.
وأقامت الإمارات علاقة وثيقة مع الأحزاب الكردية في سوريا، وانحازت بشكل أوثق إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وغيرها من الجماعات المتمردة جنوب البلاد.
ستمثل تقديم المساعدات الإنسانية، وجهود إعادة التأهيل هناك، بوصفها اختباراً حقيقياً لاستعداد الانخراط في سوريا من عدمه.
حتى الآن، لم تضاه أبوظبي جهود السعودية أو قطر من حيث الانفتاح على سوريا، فقد أنشأت الرياض جسراً جوياً إلى دمشق لتقديم الإمدادات، وتدرس إقامة جسر بري لتقديم الوقود بديلاً عن المصادر الإيرانية، كما أرسلت الدوحة أيضاً مساعدات إلى سوريا، لكن الإمارات لا تزال أكثر تحفظاً في المشاركة.
قادم الأيام سيتضح مدى القلق الدولي والإقليمي من عدمه حيال الحكومة السورية الجديدة، ومدى الارتياح للتعامل معها من عدمه أيضاً، من خلال إعادة البعثات الدبلوماسية وتفعيلها، إضافة إلى تقديم المساعدات، وسط ترجحات أن بعضها ستأخذ وقتها أكثر، تريثاً.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1731
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 10-01-2025 08:40 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...