#سواليف

#فاجعة #دار_المسنين: اختبار #الكرامة و #المسؤولية أمام #الحكومة_الأردنية
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة

هزت #الأردن فاجعة أليمة أعادت تشكيل ملامح الغضب الشعبي وحجم التحدي الذي يواجهه الوطن. حادثة دار رعاية المسنين التي أودت بحياة ١١ مسنا حتى الان ، من أعزائنا من الفئات الأكثر ضعفًا ليست مجرد #حريق يمكن تجاوزه بتصريحات عابرة، بل هي صرخة مدوية تفضح هشاشة الرقابة والإشراف، وتضع منظومة #المسؤولية والمساءلة أمام مرآة الحقيقة الموجعة.

هذه الأرواح التي فُقدت في لحظة إهمال، تذكرنا أن الفشل في #حماية_المواطن هو أخطر ما يمكن أن تواجهه الدولة. لم يكن هذا الحادث مجرد فشل إداري، بل هو جرح غائر في ضمير كل من يتحمل مسؤولية خدمة الوطن والمواطن. الغضب الشعبي الذي انفجر مطالبًا بمحاسبة وزيرة التنمية الاجتماعية ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكم سنوات من الشعور بالتجاهل وغياب المساءلة.

مقالات ذات صلة تزامناً مع الموجة السيبيرية.. 4 عواصم عربية على موعد مع درجات حرارة تلامس الصفر المئوي 2024/12/13

في هذه اللحظة، يقف رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، على مفترق طرق حاسم. بين يديه فرصة لإثبات انحيازه للمواطن وكرامته، لكن كل لحظة تأخير أو تردد في اتخاذ القرار المناسب تُعد تراجعًا عن مسؤولية أخلاقية ووطنية. الشعب الأردني لا ينتظر شعارات أو بيانات تعاطف، بل يريد أفعالًا تعكس التزام الحكومة بمحاسبة كل مقصر، أفعالًا تعيد الثقة المنهارة وتعزز الإيمان بأن حقوق المواطن ليست كلمات تُقال، بل واجب يُحترم.

إقالة الوزيرة المسؤولة عن هذا القطاع ليست مجرد مطلب شعبي أو إجراء شكلي. إنها رسالة واضحة بأن الحكومة تقف مع المواطن، وأن كرامته وسلامته خط أحمر لا يمكن تجاوزه. هذه الخطوة، إن تمت، ستكون بمثابة تأكيد على أن الدولة جادة في مساءلة كل من يتهاون في أداء واجباته، مهما كان موقعه.

لكن، الأمر لا يتوقف عند حدود الإقالات. المطلوب اليوم هو مراجعة شاملة وجذرية لنظام الرقابة والإشراف، وبخاصة على المؤسسات التي تخدم الفئات الأكثر هشاشة. ما حدث يجب أن يكون نقطة تحول تدفع الدولة لإعادة صياغة منظومة المسؤولية بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلًا.

الكرامة الوطنية ليست مجرد كلمات تُقال في المناسبات أو شعارات ترفع في الخطابات، بل هي التزام يومي بحماية حقوق المواطن وصيانة حياته وكرامته. الحكومة اليوم أمام اختبار حقيقي: إما أن تثبت أنها مع الشعب وضمان أمنه وحقوقه، أو أن تفقد آخر ما تبقى من ثقة هذا الشعب في مؤسساته.

هذه الحادثة الأليمة ليست مجرد #مأساة، بل هي جرس إنذار لكل مسؤول. المساءلة ليست خيارًا بل ضرورة، وحياة المواطن ليست مجرد رقم في قائمة الحوادث، بل هي أمانة في أعناق الجميع. ما يطلبه الشعب الأردني بسيط وواضح: حكومة تعمل بصدق، تحاسب بقوة، وتحترم ثقة مواطنيها التي هي أساس البناء والاستقرار.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف دار المسنين الكرامة المسؤولية الحكومة الأردنية محمد تركي بني سلامة الأردن حريق المسؤولية حماية المواطن مأساة لیست مجرد

إقرأ أيضاً:

خيبة أمل السلطة وأبواقها: انسحاب الاحتلال من محور نتساريم

تمر السلطة الفلسطينية ومن يدور في فلكها بمرحلة من الخيبة العميقة، بعد أن سقطت رهاناتهم على تبدد المقاومة في غزة، ليتبدى لهم واقع مغاير لما تمنوه. فبرغم المحن الجسيمة والآلام التي أنهكت القطاع، شهدت غزة تحولات كبرى قلبت الموازين. كان البعض ممن يؤمنون بالمفاوضات والتنسيق الأمني يعوِّلون على أن غزة لن تقوى على الصمود، وأن السلطة ستبسط نفوذها على القطاع مستندة إلى قوة الاحتلال. لكن مسار الأحداث كان له رأي آخر، إذ أثبتت غزة أنها ليست مجرد ساحة مقاومة، بل هي صاحبة قرار على أرضها، حتى اضطر الاحتلال إلى الانسحاب من محور نتساريم، إحدى النقاط الاستراتيجية المهمة.

في هذا السياق، يتضح أن ما سُمِّي بـ"إبادة القرن" لم يكن مجرد مواجهة عسكرية، بل صراعا طويل الأمد، خصوصا في شمال غزة، حيث تعثرت حسابات الاحتلال في تحقيق أهدافه المرسومة. وعلى الرغم من الحشد العسكري الضخم، أخفقت محاولاته في فرض واقع جديد يُعيد غزة إلى ما قبل عام 2005. لقد كان الثمن باهظا، لكن غزة استطاعت أن تقلب الطاولة، وأن تجعل وقف إطلاق النار اعترافا صريحا بكلفة العدوان، لا منّة من أحد.

إن ما جرى في شمال غزة لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، فهو معركة حملت أبعادا وطنية وعربية ودولية. لم يكن الصراع مجرد دفاع عن غزة، بل كان دفاعا عن روح فلسطين بأكملها. فمحور نتساريم، الذي حاول الاحتلال جعله فاصلا جغرافيا بين شمال القطاع وجنوبه، تحول إلى شاهد على فشل المخططات الإسرائيلية. لقد دفع الاحتلال ثمنا فادحا، رغم محاولات الإعلام الإسرائيلي إظهار انسحابه من نتساريم على أنه مجرد خطوة تكتيكية. غير أن الواقع لا يكذب، فهذه النكسة العسكرية تعكس ضعف الاحتلال أمام الإرادة الفلسطينية الصلبةوما كانت الدعاية الصهيونية تروِّجه عن نتساريم كـ"مستوطنة رئيسية"، ما هو إلا مثال آخر على سراب المشاريع الاستعمارية التي لم تستطع الصمود أمام إرادة أصحاب الأرض.

لقد دفع الاحتلال ثمنا فادحا، رغم محاولات الإعلام الإسرائيلي إظهار انسحابه من نتساريم على أنه مجرد خطوة تكتيكية. غير أن الواقع لا يكذب، فهذه النكسة العسكرية تعكس ضعف الاحتلال أمام الإرادة الفلسطينية الصلبة.

اليوم، وبعد أن سقطت رهانات الاحتلال، يبرز دور كل الأحرار في العالم في الوقوف إلى جانب غزة وأهلها في هذه المرحلة المفصلية. فمساندة الفلسطينيين، سواء في الشمال أو الجنوب، ليست مجرد واجب وطني، بل هي مسؤولية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الحدود. علينا أن نكثف الجهود، بكل الوسائل الممكنة، لمداواة الجراح وتخفيف المعاناة. فغزة لم تعد مجرد بقعة على الخارطة، بل باتت رمزا عالميا للصمود في وجه العدوان، وشهادة على قدرة الشعوب على فرض إرادتها رغم كل التحديات.

وفي المحصلة، فإن هذا الصمود الاستثنائي، رغم فداحة التضحيات، يشكل علامة فارقة في مسيرة النضال الفلسطيني. والتاريخ يُكتب اليوم، فليختر كلٌّ منا الموقع الذي يريد أن يُذكر فيه.

مقالات مشابهة

  • مفتي الهند: غزة ليست عقارات يمكن شراؤها.. التهجير جريمة والصمت الدولي تواطؤ
  • مفتي الديار الهندية: غزة ليست أرضًا عقارية يمكن شراؤها بثمن
  • الشيباني: الحكومة التي ستعلن في 1 مارس المقبل ستمثل تنوع الشعب السوري
  • عاجل.. الحكومة الأردنية: موقفنا واضح وثابت بشأن التهجير ولا حلول على حسابنا
  • ديكارت ورحلة الشك.. هل يمكن أن تكون حياتنا مجرد وهم؟
  • «أبوظبي للمحاسبة» يوضح أنواع المخالفات التي يمكن الإبلاغ عنها
  • السفير الأرجنتيني بالقاهرة :«التانجو ليست مجرد رقصة ولكنها تعبير عن الشغف والحياة»
  • الحكومة اليمنية: إلغاء مذكرة تفاهم بين الحوثيين وهيئة الدواء الأردنية
  • ما كمية الشاي التي يمكن تناولها في اليوم؟
  • خيبة أمل السلطة وأبواقها: انسحاب الاحتلال من محور نتساريم