ليبيا – قال مفتي المؤتمر العام المعزول، الصادق الغرياني، خلال ظهوره الأسبوعي على قناته “التناصح“، والذي تابعته صحيفة “المرصد“، كلامًا شديد اللهجة، بشأن “الثورات العربية”، معتبرًا -بحسب قوله- أنّ ما حدث في ليبيا ودول أخرى يقدم دروسًا، وخاصة لأهل سوريا.

اتهامات بالتراخي في مواجهة الخصوم

أشار الغرياني المدرج على قوائم الارهاب بدول الخليج ومصر، على حد تعبيره، إلى أنّ مسألة “السلبية” وحنين الناس للنظام السابق لم تكن موجودة لديهم في البداية، وأنّ “الثورة” (أحداث العام 2011 في ليبيا) كانت ناجحة.

لكن، عندما سمحت الثورة باسم الديمقراطية لأطراف أن ترفع رأسها وتنازع الثوار في “ملكهم”، وجب إنهاؤهم وعدم السماح لهم، لأن تركهم دون حسم سيؤدي -بحسب زعمه- إلى تدخل المجتمع الدولي وأموال السعودية لتسليحهم، وشراء ولاءات بعض الناس، تمامًا كما حدث في ليبيا وغيرها. وقال، أنّ من يتحدثون الآن باسم النظام السابق مدعومون ويستفيدون من منصات وجيوش إلكترونية، وأنّ هذا الوضع يتكرر، وفق زعمه، حتى في الحالة السورية، إذا سُمِح لأي طرف برفع رأسه ومشاركتهم في الحكم. ويؤكد الغرياني -بحسب تعبيره- أنه لا فرق بين الشعب السوري والليبي، فالشعوب كلّها تطوق للحرية وترفض الظلم، ويزعم أنّه لو تم القضاء على ما وصفه بـ” انقلاب خليفة حفتر في 2014 ” (تحرك القوات المسلحة الليبية ضد مجالس الشورى الارهابية وأنصار الشريعة في بنغازي ودرنة) لما وصلت ليبيا إلى ما وصلت إليه، وكذلك الحال لو تم القضاء على “انقلاب القذافي” منذ البداية لما عانت البلاد لأربعين عامًا.

وصف النظام السوري بـ”فرعون العصر”

وفي سياق حديثه، قال الغرياني -وفق قوله- إنهم يحمدون الله لأنفسهم وللشعب السوري الذي حرّره الله، بحسب زعمه، من “فرعون العصر” الذي ارتكب القمع والاستبداد وسفك الدماء لعقود، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 13 مليون سوري بين قتيل ومشرد ونازح وجريح وسجين معذب، وإلى وجود سجون تقشعر منها الأبدان، وأنّ بعض هذه السجون ربما تكون سرية وتحتاج إلى خرائط للعثور عليها، لافتًا إلى أنّ المجرم السوري، حسب زعمه، أخذه الله بغتة، وأصبح لاجئًا مطاردًا، وأنّ من كانوا شركاءه في القتل يلاحقونه بطائراتهم أينما هرب.

تحذير السوريين من مصير “الثورات السابقة”

وتابع الغرياني مزاعمه، موجّهًا كلامه لمن أسماهم بـ”إخواننا في سوريا” و”ثورتهم المباركة”، داعيًا إيّاهم للاستفادة من دروس “الثورات العربية السابقة”، مشيرًا إلى أنّ من أفشل هذه الثورات في اليمن ومصر وليبيا وتونس والسودان هو ما يسميه بـ”المشروع الصهيوني والمجتمع الدولي وأعوانه وعملاؤه من بعض عروش الدول العربية”. ويزعم الغرياني أنّ هذه القوى هي من أخفقت الثورات ومنعتها من الوصول إلى أهدافها على مدى 13 عامًا. ويحذّر، وفق تعبيره، من السماح لأي أحد بأن يخرج باسم الديمقراطية وينازع الثورة في الحكم، مدعيًا أنّ هذا السيناريو حصل في مصر وليبيا وغيرها، ويشدد على ضرورة إبقاء الحكم تحت السيطرة وعدم تكرار تجارب الانتخابات التي، لم تصمد أمام ما يسمى بالمجتمع الدولي.

انتقادات للدور الإقليمي والدولي

ويختم الغرياني حديثه، أنّه إذا ظهر رأس بينهم يريد منازعة الحكم، فيجب القضاء عليه وعدم السماح له، وأن يبقى “الملك والسلاح” تحت سيطرتهم، مشيرًا إلى أنّ دولاً صرفت أموالًا طائلة للصد عن سبيل الله، بحسب زعمه، وأطاحت بالحاكم المنتخب في مصر، وتقاتل في السودان، وأنّ المجتمع الدولي بمجرد أن يخرج أحد ينازع الثورة يعترف به ويدعمه، وهذا هو الخطر الأكبر من وجهة نظره. ويرى الغرياني، بحسب قوله، أنّ أهل الحق في البلاد التي حصلت فيها الثورات عندما يتحدثون عن الشرعية يتهمهم المجتمع الدولي بأنها مجرد مسألة سياسية وليست قانونية، بينما يشجع الخارجين على القانون. ويشير إلى أنّ سوريا دفعت ثمنًا باهظًا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، ويزعم أنّه يجب أن يدفعهم ذلك إلى الحرص على ثورتهم وعدم السماح لأحد بسرقتها.

 

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟

معتز الشامي (أبوظبي)

يستضيف برشلونة الإسباني، فريق إنتر ميلان الإيطالي، اليوم، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2024-2025.
فاز فريقان فقط من الأندية الأربعة التي وصلت المربع الذهبي بلقب البطولة من قبل، حيث فاز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، لكنه لم يصل إلى هذا المستوى بعد في حقبة ما بعد ليونيل ميسي، بينما حكم إنتر القارة 3 مرات، آخرها تحت قيادة جوزيه مورينيو في 2009-2010.

 

أخبار ذات صلة سان جيرمان يقطع شوطاً مهماً نحو نهائي دوري أبطال أوروبا مباشر.. لحظة بلحظة مباراة أرسنال وسان جيرمان في دوري أبطال أوروبا


وتذوق برشلونة طعم الألقاب هذا الموسم بالفعل، حيث فاز بكأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، ويتقدم في الدوري الإسباني بـ 4 نقاط في الصدارة، قبل 5 جولات من النهاية، ومنذ بداية العام الجديد، خسر برشلونة مرة واحدة فقط في 28 مباراة (22 فوزاً و5 تعادلات باستثناء الوقت الإضافي)، حيث جاءت تلك الهزيمة في مباراة الإياب من ربع النهائي أمام بروسيا دورتموند.
وسجل الفريق 83 هدفاً من أصل 67.0 هدفًا متوقعاً (xG) منذ بداية عام 2025، أكثر من أي فريق في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، وتلقى الفريق ضربة قوية عندما تعرض روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 11 هدفاً في البطولة هذا الموسم، لإصابة في أوتار الركبة، وهو ما سيتسبب في غيابه عن المباراتين ضد إنتر.
وسجل لامين يامال ورافينيا أهدافاً أكثر من أي ثنائي آخر في دوري الأبطال هذا الموسم (5 أهداف - تمريرتان حاسمتان من يامال، و3 تمريرات حاسمة من رافينيا)، كما خلقا أكبر عدد من الفرص لبعضهما من بين أي ثنائي في الفريق (16 هدفاً - 8 لكل منهما).
ويبلغ إجمالي مساهمة رافينيا في الأهداف 51 في جميع المسابقات هذا الموسم (30 هدفاً و21 تمريرة حاسمة) وهو ما يتفوق عليه فقط محمد صلاح لاعب ليفربول (33 هدفاً و23 تمريرة حاسمة) في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، بينما يمتلك يامال 34 مشاركة في الأهداف (14 هدفاً و20 تمريرة حاسمة)، ولكن إذا كان هناك فريق قادر على التعامل مع غياب ليفاندوفسكي، فهو برشلونة، الذي حقق متوسط 3.1 هدف في المباراة الواحدة في دوري أبطال أوروبا تحت قيادة فليك.
ومع ذلك، سيواجه هجوم فليك المرصع بالنجوم فريق إنتر بقيادة سيموني إنزاجي، الذي حافظ بالفعل على نظافة شباكه في 8 مباريات بدوري الأبطال هذا الموسم. لم يمضِ إنتر سوى 10 دقائق و54 ثانية في موقف خاسر في البطولة هذا الموسم، وهو أقصر وقت إجمالي بين جميع الفرق، وسيقود إنزاجي مباراته الخمسين في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، ليصبح سابع مدرب إيطالي يحقق هذا الإنجاز. 
وتعد انتصارات إنزاجي الـ 26 أكبر عدد من الانتصارات يحققها مدرب إيطالي في أول 50 مباراة له في دوري الأبطال، متقدماً بفوز واحد على مارشيلو ليبي، الذي حقق 25 انتصاراً، وتراجع أداء «النيراتزوري» محلياً في الأسابيع الأخيرة، حيث خرج من كأس إيطاليا أمام ميلان، وتراجع بـ3 نقاط خلف نابولي في سباق الدوري، لكن إذا كان هناك من يستطيع إحباط برشلونة، فقد يكون «النيراتزوري».
كانت المواجهة الوحيدة السابقة في دور خروج المغلوب من دوري أبطال أوروبا بين العملاقين لا تُنسى، حيث جاءت في نفس المرحلة من نسخة 2009-2010، في تلك المناسبة، تغلب إنتر ميلان بقيادة مورينيو على برشلونة بقيادة بيب جوارديولا - حامل اللقب آنذاك - بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين. 
ورغم فوز إنتر ميلان في أكبر لقاء بين الفريقين، فقد التقيا 16 مرة في أوروبا من قبل، وفاز برشلونة بـ8 من تلك المباريات (5 تعادلات و3 خسائر)، ولم يُهزم «النيراتزوري» في آخر مباراتين له ضد العملاق الكتالوني، حيث تعادلا 3-3 في سان سيرو، وفاز 1-0 خارج أرضه في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا 2022-23.
ومع ذلك، لم يهزم برشلونة في مبارياته الست على أرضه ضد إنتر في دوري الأبطال (5 انتصارات وتعادل واحد). وتعد هذه الانتصارات الخمسة التي حققها الفريق على أرضه هي الأكثر بالنسبة له ضد أي منافس في دوري أبطال أوروبا- كأس أوروبا، حيث تغلب أيضاً على ميلان 5 مرات، في حين استضاف تشيلسي أكثر في المسابقة دون خسارة (7 مرات).

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فوضى السلاح
  • المالية السورية: المحادثات مع صندوق النقد تمثل لحظة تاريخية لعودة دمشق للمجتمع المالي الدولي
  • الجامعة الافتراضية السورية: بدء التسجيل لطلاب برامج الحقوق والإعلام ‏والدبلوم والماجستير المنقطعين بسبب الثورة
  • وقفة قبلية في بني سعد بالمحويت دعمًا لفلسطين وإعلانًا للنكف القبلي
  • مذكرة تفاهم بين ليبيا والبنك الدولي تُمهّد لإصلاحات اقتصادية طويلة الأمد وتمكين الشباب
  • القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي العلمي الثالث للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم
  • نجل الغرياني: سيعذّب الله من ادعى استيرادي لأدوية الأورام من العراق بعصارة أهل النار
  • برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟
  • عاجل. القضاء الإيراني: الحكم بالإعدام على جاسوس عمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي