انسحاب الحلفاء ورواتب هزيلة وفساد القادة .. عسكري يتحدث عن سقوط الأسد
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
سرايا - كان المجند السوري فرحان الخولي (23 عاما) في حالة معنوية سيئة ويتلقى راتبا هزيلا، وقال إن موقعه العسكري الواقع في منطقة قاحلة بالقرب من مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة كان من المفترض أن يضم تسعة جنود، لكن لم يكن به سوى ثلاثة بعد أن دفع بعضهم رشى لضباط من أجل التهرب من الخدمة.
وأضاف أن قادته كانوا يرون أحد المجندين الاثنين اللذين كانا معه غير لائق من الناحية النفسية ولا يمكن الوثوق به في حمل السلاح.
وعلى مدى أعوام، ظل مقاتلو جبهة تحرير الشام خلف خطوط القتال القريبة مع دخول الحرب الأهلية السورية في حالة من الجمود، لكن في يوم الأربعاء 27 نوفمبر تشرين الثاني، اتصل بالخولي الضابط المسؤول عنه، والذي كان في موقع عسكري آخر خلف خطوط القتال، وأخبره أن مجموعة من قوات المعارضة في طريقها إليه، وقال الضابط إن الوحدة لا بد أن تقاتل وتتمسك بالحفاظ على موقعها.
وبدلا من الامتثال للأمر، وضع الخولي هاتفه على وضع الطيران وارتدى ملابس مدنية وألقى سلاحه وغادر الموقع؛ وفي طريق العودة إلى الجنوب شاهد مجموعات أخرى من الجنود تغادر مواقعها.
وفي مقابلة مع رويترز هذا الأسبوع في دمشق حيث وجد عملا في مزرعة للخيول، قال الخولي "ضليت رايح باتجاه حماة، مشي، لا في سيارة ولا شي؛ اطلعت وراي العالم (الناس) كلها جاي وراي، لما شافوا إنه في حدا هرب، صارت كل العالم تزت سلاحها وتهرب".
وخلال أقل من أسبوعين دخلت قوات المعارضة العاصمة دمشق وسقط الرئيس السابق بشار الأسد مع تلاشي جيشه تماما، وأنهى هذا المسار على نحو مباغت الصراع الذي استمر 13 عاما وأودى بحياة مئات الآلاف.
وتحدثت رويترز إلى نحو عشرة مصادر من بينهم اثنان منشقان عن الجيش السوري وثلاثة ضباط سوريين كبار وقائدان لفصيل عراقي يعمل مع الجيش السوري ومصدر أمني سوري ومصدر مطلع على أسلوب جماعة حزب الله اللبنانية، أحد حلفاء الأسد العسكريين الرئيسيين.
ورسمت المصادر، إلى جانب وثائق مخابرات عثرت عليها رويترز في مكتب عسكري مهجور في العاصمة، صورة تفصيلية لكيفية انهيار جيش الأسد الذي كان مرهوب الجانب قبل ذلك، بسبب انخفاض الروح المعنوية للقوات والاعتماد الكبير على الحلفاء الأجانب وخاصة في هيكل القيادة والغضب المتزايد بين صفوفه بسبب الفساد المستشري.
وطلبت معظم المصادر عدم ذكر أسمائها في التقارير الصحفية المتحدثة عن سقوط جيش سوريا وهروب بشار الأسد، لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام أو خوفا من الانتقام.
ووفقا للمصادر فإنه منذ اندلاع الحرب في عام 2011، أصبحت قيادة الجيش السوري تعتمد على القوات الإيرانية المتحالفة معها والقوات اللبنانية والعراقية الممولة من إيران لتوفير أفضل الوحدات القتالية في سوريا.
وأضافت المصادر أن الجزء الأعظم من هيكل القيادة والعملياتية للجيش السوري كان يديره مستشارون عسكريون إيرانيون وجماعات مسلحة متحالفة معهم.
لكن العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين غادروا في الربيع بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على دمشق، وغادر الباقون الأسبوع الماضي، وفقا لقادة الفصائل العراقية الذين عملوا معهم.
وقال المصدر المطلع على تفكير حزب الله إن معظم مقاتلي حزب الله وقادته غادروا بالفعل في أكتوبر تشرين الأول للتركيز على الحرب المتصاعدة في لبنان مع إسرائيل.
وقال عقيد سوري ومصدران أمنيان سوريان ومصدر أمني لبناني مطلع على الجيش السوري إن مركز القيادة والسيطرة المركزي للجيش السوري لم يعد يعمل بشكل جيد بعد رحيل الضباط الإيرانيين وحزب الله وإن الجيش كان يفتقر إلى استراتيجية دفاعية، وخاصة بالنسبة لمدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا.
وعلى النقيض من ذلك، كشف تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية بعد سقوط حلب أن قوات المعارضة في الشمال الغربي، التي كانت من الناحية النظرية أقل عددا من الجيش، أمضت سنوات في توحيد صفوفها تحت غرفة عمليات واحدة كانت تنسق مجموعاتها ووحداتها في القتال.
ولم تتمكن رويترز من الاتصال بممثل حالي للقوات المسلحة. وقال قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، أقوى شخصية في سوريا خلال الوقت الراهن، لرويترز يوم الأربعاء إنه سيفكك قوات الأمن السورية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 794
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 13-12-2024 01:24 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الجیش السوری فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مراسل إسرائيلي يرصد تواجد الجيش في رفح.. لا يوجد انسحاب قريب
رصد مراسل إسرائيلي تحركات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح والأوضاع الأمنية هناك، وتحديدا على طول محور "فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر، مشيرا إلى أنه لا يوجد علامات على انسحاب قريب.
ولفت مراسل موقع "زمان" العبري أمير بار شالوم إلى أنه أجرى جولة صحفية على طول طريق "فيلادلفيا" ومعبر رفح، ورصد الأوضاع الأمنية هناك، مضيفا أن "تواجد الجيش الإسرائيلي بالمنطقة، لا يوحي بانسحاب أو الاستعداد للمغادرة في وقت قريب".
وذكر أن جولته الأربعاء الماضي كانت في أحد مخيمات اللاجئين على المشارف الشرقية لمدينة رفح، مؤكدا أن "هناك توسعات إضافية للأراضي التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في المخيم، والتي تمتد من الحدود المصرية وحتى وسط مدينة رفح".
شدة المعارك
وتابع: "جولتي لا تترك أي شك حول شدة المعارك التي دارت في المنطقة، والدمار الكامل في كل مكان"، معتقدا أن "أحد التفسيرات للدمار الواسع في رفح، هو أن هذه المدينة كان لديها القوت الأكبر للاستعداد لدخول الجيش الإسرائيلي، وهذا واضح تماما في آلاف المباني المدمرة بالكامل".
وأوضح أنه "على النقيض من المباني المفخخة التي واجهها الجيش الإسرائيلي في وسط وشمال قطاع غزة، فقد واجهت القوات في رفح أحياء بأكملها مفخخة، بما في ذلك المتفجرات المزروعة في جدران مزدوجة بنيت خصيصا لهذا الغرض".
وشدد على أن الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن وجود تقدم في المفاوضات، وتفاهمات بشأن إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة محور "فيلادلفيا" ليست واضحة على أرض الواقع، ولا يوجد أي شيء يشير إلى أن تل أبيب قد تسحب قواتها من المنطقة، أو حتى وجود أي علامة على الانسحاب في المستقبل.
وبيّن أن الانطباع هو أنه على الرغم من حالة عدم اليقين السياسي بشأن "اليوم التالي" للحرب، فإن إسرائيل تستعد لإقامة بنية تحتية أرضية جديدة في رفح، إلى جانب الشريط الأمني الذي يتم بناؤه على طول الحدود مع قطاع غزة بالكامل، من معبر إيرز في الشمال إلى كرم أبو سالم في الجنوب.
وقال شالوم إنه "لا يزال من غير الواضح كيف ستبدو إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في رفح، إذا تم الاتفاق على وقف إطلاق النار ومتى، وهل سيتضمن الاتفاق طي بعض البنية التحتية المنتشرة هنا؟ وهل ستبتعد القوات الإسرائيلية فقط عن المناطق المأهولة بالسكان؟ وهل سيكون هناك تواجد فعلي للقوات فقط بجانب السياج الحدودي أم سيتم المراقبة؟ وهل سيتم عمل المحور فقط بالوسائل التكنولوجية والطائرات؟".
بناء معبر جديد
وفي سياق متصل، تحدثت تقارير عبرية عن خطة طرحتها تل أبيب على مصر، تضمن بناء معبر حدودي جديد في المثلث الحدودي "كرم أبو سالم" وغزة ومصر، مع ترتيبات أمنية مشددة.
وأشارت التقارير إلى أنه من المفترض أن يكون المعبر تحت مراقبة مستمرة على مدار الساعة من قبل إسرائيل ومصر، وربما طرف دولي ثالث متفق عليه، ولكن في الوقت نفسه، فإن هذه الخطة هي بمثابة أمل إسرائيلي، ولم تعطِ مصر حتى الآن إجابة واضحة بشأن هذا الأمر.
وزعمت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن "مصر قد تقبل بوجود جزئي للقوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة، بحال وقف إطلاق النار في القطاع".
وأوضحت الصحيفة أن "التغيير في الموقف المصري من هذه القضية جاء بهدف الترويج لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ورغم مطالبة مصر العلنية بانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من المحور طوال فترة الحرب".
وتابعت: "بالرغم من تفاؤل حذر في القاهرة من الاقتراب للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن مصر أعربت عن قلقها من أن إسرائيل تحاول كسب الوقت حتى يدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 يناير".