السيدة زينب بدمشق تأمل في استعادة زوارها
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
دمشق- تعود وتيرة الحياة إلى طبيعتها شيئا فشيئا في بلدة السيدة زينب جنوبي دمشق بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها عقب سقوط النظام السوري قبل أيام.
وبالرغم من التشديد الأمني على الحواجز التابعة لهذه القوات عند بوابات المدينة، غير أن الشوارع والأحياء السكنية تبدو خالية من المظاهر الأمنية فيما عدا بعض الدوريات التي تسيّرها فصائل المعارضة بين الحين والآخر لضبط الأمن في البلدة، وذلك في وقت عادت فيه معظم المحال التجارية في مختلف الأسواق إلى العمل رغم تراجع حركة البيع والشراء.
وما يزال مقام السيدة زينب مُشرع الأبواب أمام زواره رغم تراجع أعدادهم بشكل ملحوظ مقارنة بالأيام القليلة السابقة على إعلان قوات المعارضة عن سقوط النظام السوري بعد عملية ردع العدوان، بينما ييسّر عدد من مقاتلي المعارضة دخول الزوار إلى المقام بإجراءات أمنية روتينية.
ويأتي هذا المشهد الأمني المستقر نسبيا في البلدة بعد نحو شهر على استهداف إسرائيل مواقع لحزب الله في السيدة زينب في الرابع والعاشر من نوفمبر/تشرين الثاني أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وتبقى السيدة زينب إحدى التحديات الأمنية الملحة للحكومة السورية المؤقتة، لما شهدته من تحشيد لعناصر تابعين لحزب الله والحرس الثوري الإيراني وتمركز مستشارين إيرانيين فيها طيلة سنوات الثورة السورية منذ عام 2011، وحتى مغادرتهم عند سقوط نظام الأسد.
وفي جولة للجزيرة نت في البلدة، رصدنا عودة الحياة إلى طبيعتها في الأسواق والأحياء السكنية، حيث عادت حركة الناس وعادت معظم المحال التجارية إلى فتح أبوابها أمام الزبائن، وأُزيلت الحواجز الأمنية التي كانت تفصل بين الأسواق والأحياء.
إعلانوقال أبو مهدي راشد (52 عاما)، صاحب محل بيع عطورات في سوق "بهمن" في السيدة زينب، إن الحياة تعود تدريجيا والأمن مستتب منذ وصول قوات المعارضة إلى البلدة قبل أيام، ولم يسجّل أي حادث أمني يُذكر.
وأضاف في حديث للجزيرة نت "نأمل أن تستقر كل سوريا مجددا، وأن تفتح الحدود لكي يتوافد الحجاج والزوار إلى المدينة التي يعتمد تجارها بالمقام الأول على السُياح".
وهو ما ذهب إليه أيضا أبو العبّاس (39 عاما)، مالك أحد الفنادق وسط المدينة، إذ قال للجزيرة نت إن جميع نزلائه من الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين كانوا قد تركوه مع اقتراب فصائل المعارضة من دمشق، واليوم لا يوجد في الفندق أي نزيل، ولذا يأمل أن تنتهي الأحداث الأمنية مبكرا لكي يعود العمل إلى ما كان عليه قبل أسابيع قليلة.
وهو أمل معظم التجار وأصحاب المحال الذين قابلتهم الجزيرة نت في جولتها بأسواق المدينة وأحيائها.
مطالب خدمية
وأكد سكان من البلدة للجزيرة نت أن الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ما تزال سيئة على حالها كما كانت قبل سقوط النظام، وأرجع بعضهم ذلك إلى أن الحكومة المؤقتة لم تلبث أن شُكِّلت قبل أيام؛ ولذا ما تزال تعمل على تحسين الواقع الخدمي منتظرين انفراجة كحال باقي السوريين في المحافظات الأخرى.
وفي حين تظهر أعمال صيانة وتحفير عند مدخل المدينة لعمال البلدية لغرض إصلاح بعض الخدمات في المنطقة، يشتكي حسين (57 عاما)، أحد سكان حي حجيرة في السيدة زينب من شُح الخبز وطول طابور المنتظرين لاستلامه عند الأفران في المدينة.
وقال للجزيرة نت إن سكان مناطق حجيرة ومخيم غربة وغربة والبحدلية في السيدة زينب جمعيهم يعتمدون على إنتاج فرنين فقط، والأفران قديمة وإنتاجها من الخبز قليل وغير كافٍ مقارنة بالأفران الحديثة الموجودة في باقي مدن دمشق.
إعلانولكنه أكد أن جودة الخبز قد تحسنت إلى حد بعيد مقارنة بما كانت عليه قبل سقوط النظام السوري قبل أيام.
وجالت كاميرا الجزيرة نت في مرقد ومقام السيدة زينب الشهير، ورصدت توافد عدد من الزائرين إلى المقام، وإقامة صلواتهم بشكل اعتيادي في المسجد.
وأكد زائرون، تحدثت إليهم الجزيرة نت، عدم تعرضهم لأي مسائلة أو إزعاج من أي أحد في البلدة، ولكن أشار مسؤولون في المقام إلى أن أعداد الزائرين تراجعت كثيرا مقارنة بما كانت عليه في السابق.
وتعتبر بلدة السيدة زينب محطة سياحية دينية وتاريخية بالغة الأهمية في دمشق، إذ تضم مقام وضريح السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، حفيدة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ والذي يحظى بمكانة مهمة عند سائر المسلمين ولا سيما أتباع المذهب الشيعي، الذين يزورونه من مختلف أنحاء العالم سنويا للصلاة والتبرّك.
كما تشهد البلدة احتفالات دينية كبرى سنويا في مناسبات كذكرى عاشوراء، فيتوافد إليها الحجاج من مختلف الدول، بما في ذلك العراق وإيران وباكستان للمشاركة في هذه الاحتفالات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی السیدة زینب سقوط النظام للجزیرة نت فی البلدة قبل أیام
إقرأ أيضاً:
منازل مدمرة وحياة مفقودة.. هذا ما واجهه السوريون عند عودتهم إلى تل رفعت
عند عودتهم إلى بلدة تل رفعت في شمال سوريا، اصطدم السوريون بواقع مرير، حيث كانت المنازل مدمرة بالكامل والشوارع غارقة في الأنقاض، فيما كانت آثار سنوات الحرب تلقي بظلالها الثقيلة على المكان.
تعتبر تل رفعت واحدة من البلدات الرئيسية التي شهدت صراعاً مريراً بين القوات الكردية السورية والمجموعات المسلحة المدعومة تركياً في شمال سوريا.
منذ بداية الحرب السورية عام 2011، أصبحت البلدة ساحة لمعارك متكررة وموجات نزوح متتالية.
في عام 2016، سيطرت القوات الكردية على البلدة، مما أدى إلى تهجير معظم سكانها. وفي الوقت نفسه، نزح سكان كرد من مناطق أخرى، مثل عفرين، إلى تل رفعت بعد سيطرة القوات المدعومة تركياً على مدنهم.
في ديسمبر من العام نفسه، قلب الهجوم السريع الذي شنته قوات المعارضة السورية الوضع رأسًا على عقب، حيث تمكنت القوات المدعومة من تركيا من السيطرة على البلدة بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية.
أنفاق تحت الأرض تهدد البنية التحتيةأحد أكثر الاكتشافات إثارة للصدمة كان وجود شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض، والتي يقول المسؤولون المحليون إنها حُفرت خلال فترة سيطرة قوات "قسد" على المنطقة.
هذه الأنفاق، التي بُنيت لأغراض عسكرية، تمتد تحت المنازل والمدارس والمباني العامة، مما أضعف أساسات المنازل. بعض الجدران تشققت، وما تبقى من هياكل يقف على أسس غير مستقرة، مما يجعل إعادة الإعمار مهمة شبه مستحيلة.
داخل المنازل، واجه العائدون مشاهد مؤلمة: أبواب معلقة على مفاصل مكسورة، وجدران مليئة بالتشققات، وغرف خالية من الأساسيات مثل الأسلاك والأنابيب وحتى الأثاث.
لم يتبقَ شيء ذو قيمة. في كل مكان، تظهر علامات الرحيل السريع: متعلقات شخصية متروكة، وحطام متناثر، وعراقيل مؤقتة تم تفكيكها بعجالة.
على أطراف البلدة، يوجد جدار خرساني عملاق، كان في السابق حاجزاً عسكرياً أقامه مقاتلو "قسد" كخط دفاعي. اليوم، أصبح هذا الجدار رمزاً غير مرغوب فيه للماضي، حيث يعيق وصول السكان إلى أراضيهم الزراعية، مما يزيد من صعوبة استعادة الحياة الطبيعية.
وتعاني البلدة من تدهور في البنية التحتية. شبكات المياه والكهرباء بالكاد تعمل، مما يجعل الحياة اليومية مهمة شاقة للعائدين. ومع ذلك، يبدو أن الإرادة القوية لدى السكان لتجاوز المحنة تفوق كل التحديات.
من جانبه، قال عمر بدران، أحد العائدين إلى البلدة: "كل شبر من هذه الأرض لا يقدر بثمن، خاصة بالنسبة لنا ككبار السن. هذه الأرض هي كل شيء لدينا".
على الرغم من الدمار الشامل، يعبر العديد من السكان عن تصميمهم على إعادة بناء حياتهم وبلدتهم، مؤكدين أن الأرض والذاكرة تستحقان الجهد.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "لقد فعلناها!".. دول البلطيق تنضم إلى نظام الكهرباء الأوروبي بعد الانفصال عن الشبكة الروسية الاتحاد الأوروبي نحو "تعليق" العقوبات عن سوريا.. وكايا تؤكد: "خطوة تتبعها خطوة" سوريا: الحكومة الانتقالية تدرب الشرطة وفق الشريعة الإسلامية وسط جدل داخلي وتحفظات دولية تدمرأزمة إنسانيةسورياأبو محمد الجولاني قسد - قوات سوريا الديمقراطيةالأكراد