سودانايل:
2025-01-13@05:51:49 GMT

شاعر أغنية ( الماشي جنب النيل) يرحل باعتداء وتعذيب!!

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

محمد المكي أحمد

الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 قتلت وتقتل مع استمراها مواطنيين سودانيين أبرياء، بينهم نساء ،أطفال ،شباب ،رجال، ومبدعون.
الشاعر والملحن محمد عبد الله أحمد مريخة انضم إلى قائمة المبدعين الذين فقدهم السودان، وأهله في بارا، التي أحبها.
الراحل كتب شعرا جميلا، تغنى به المطرب عبد الرحمن عبد الله، إبن بارا (بلوم الغرب) أي غرب السودان ، كما غنى بعض كلماته المطرب الراحل مصطفى سيد أحمد، والأستاذ عبد القادر سالم، والمطربة نهى عجاج.


سيرة مريخة تقول إنه تلقى تعليمه في المرحلة ” الأولية” ( الابتدائية) ببارا، وفي أم درمان درس المرحلتين (المتوسطة والثانوية) ثم التحق بمعهد الدراسات التجارية بأم درمان.
مثلما كان شاعرا مبدعا، أحب اللغات، كان يتحدث الانكليزية والفرنسية والإيطالية بطلاقة.
في مجال العمل ، التحق بالقطاع الخاص، عمل مع شركة أجنبية تتبع لمصنع سكر كنانة، ومع شركة سودانية ، و في صحف سودانية، و” البريد” في مجال ” التلكس”، و كان أيضا محاضرا في كلية خاصة، و قام بتدريس مادة الدراسات السودانية والإسلامية.
في مجال الشعر الغنائي أبدع بانتاج 36 قصيدة تغنى بها الراحل عبد الرحمن عبد الله ، و3 قصائد تغنًى بها الراحل مصطفى سيد أحمد ( صابرين، كيف أنساك، حتما أضيع) كما غنى بعض كلماته عبد القادر سالم، و نهى عجاج.
للراحل ديوان شعر مطبوع يحمل عنوان “حاطب ليلك” ويحتوي على 34 قصيدة، وهناك دواويين كتبها لكنه رحل قبل طباعتها، كما أنجز الحانا بالعود، بصوته ، وهي أيضا لم تر النور قبل رحيله.
برحيل شاعر أغنية ” السباتة” و” الماشي جنب النيل” و”أغراب” و” المعلم” و”زهور الفل” وغيرها من أروع الأغنيات التي كتبها بعقل وخيال خصب وبدم القلب فقد السودان شاعرا مبدعا ، وإنسانا خاطب الوجدان السوداني وأثرى عالم الغناء الرصين.
زميله في عالم الشعر والابداع الشاعر مدني النخلي كتب نعيا عميق الدلالات ، إذ قال “وداعا ،الجميل ، الشاعر، المهذب، الإنسان، محمد مريخة، هكذا كما عشت بسيطا وهادئا ترحل في هدوء وسلام”.
أصوات من بارا، من الجنسين نعته..
كتب الأستاذ دسوقي خالد كلمات تقطر حزنا ودموعا وفي مستوى وداع شاعر كبير، فقال” اليوم غاب عن القمر الضوء .. و عن الخريف الغمام .. وزهور الفل هجرها العطر .. و صار باهتاً ذهب الرمال .. بصمته المعهود وهدوئه الجميل.. رحل الأخ الصديق الشاعر الإنسان محمد عبدالله مريخة .. بأي حروف أكتب وماذا سأكتب؟ أكتب عن حزني و دموعي .. أم روعة حروفك التي شكلت دواخلنا .. أم الحروف والكلام المعتق بالهاتف الذي كنت به تصبرني على جفاف سنين الغربة .. الأخ مريخة عميق المعرفة بأشياء كثيرة وغزير الثقافة .. عندما يتحدث أتمنى أن لا يصمت، لكن تواضعه يغلبه، ويدخلك في الحديث من زاوية أكثر خضرة .. إنه تواضع الأدباء ..الشاعر والأخ مريخة .. ستبقى عيون الدهشة فينا تتحلق حول (السباتة) (أيها المعلم) ، يلفها رمش ( الإنتظار) يتمثل شوقها لهفة قيس ينادي ( يا غزالي ) .. من هذا الجمال جئت وبهذا الصمت ترحل؟ ستبقى ذكريات ( حديث الأثير ) معك سحابة عطر تسقي بعض جفاف الروح بعد رحيلك ) .
هذه حروف موجوع أحزنه الرحيل..
لكن ” الهجوم” على الشاعر في بيته و” الإعتداء” الذي أودى بحياته يُعمق المواجع، ويؤكد مجددا أن الحرب والمنخرطين فيها يرتكبون يوميا جرائم متعددة الأشكال ، وهي تقتل الإنسان، تعرضه للاعتداء الغاشم ، للجوع والمرض، وتشرده وتدمر البلد دمارا شاملا.
المعلومة الصادمة تقول إن الشاعر تعرض لهجوم نفذه ( مسلحون ) وجرى “الاعتداء عليه في المنزل، ثم نقلوه إلى مكان في أم بدة بأم درمان ، وجرى ضربه وتعذيبه ، وقد أدت ضربة في الصدر والرأس إلى أن يفقد الشاعر الوعي ، بسبب نزيف داخل الرأس”.
في زمن الحرب تحولت البيوت والأماكن عامة إلى مقابر..
في مدرسة بأم بدة في أم درمان تم دفن جثمان مريخة الذي انتقل إلى رحمة الله في 20 نوفمبر 2024، وكان التواصل مع أهله انقطع لعشرة أشهر بسبب الحرب، وكان عانى كبقية السودانيين في مواقع الحرب وغيرها من أزمة في المأكل والمشرب.
الاعتداء على الشاعر وضربه جريمة من جرائم الحرب ..
لكن رغم الرحيل، سيبقى شعره ، والأغنيات التي تغنى بها مطربون كبار ويرددها سودانيون اليوم وغدا خالدة في وجدان الشعب و قلوب وعقول عشاق حروفه الخضراء ، وهي استمدت جمالها ونضارها من قلبه وعقله ، ومن بارا وصوت “سواقيها ” (مزارعها ) حينما تستيقظ مع آذان الفجر لتعلن بدء انسياب المياه ، لتدُب الحياة في المدينة الخضراء.
نسأل الله أن يتغمد الشاعر والملحن محمد مريخة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
العزاء لأخيه أحمد والأسرة والأهل في بارا وكردفان وداخل السودان وخارجه، ولزملاء الفقيد وأصدقائه، ولرافضي الحرب ، المطالبين بوقف آلة القتل والتدمير للسودان وإنسانه المظلوم، ضحية المتصارعين على كراسي ” سلطة” تجلس فوق الأشلاء و الجماجم وشلال الدم .
( إنا لله وإنا إليه راجعون)

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أم درمان

إقرأ أيضاً:

مجدي أحمد علي: بكيت وأنا أشاهد "عصافير النيل" كأني أراه لأول مرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضافت قاعة "رع"، الأحد، العرض الأول للنسخة المرممة من فيلم "عصافير النيل"، أحد أهم الأفلام في مسيرته الفنية، في صورة أشبه بهدية من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ومحبي أفلامه، بالإضافة إلى قراء الكاتب الروائي إبراهيم أصلان مؤلف الرواية المأخوذ عنها سيناريو الفيلم، وذلك في إطار تكريم المخرج المصري مجدي أحمد علي، ضمن أسماء مكرمي دورة "السينما الإفريقية قمر 14".

وقد أكد المخرج مجدي أحمد علي، أن فيلم "عصافير النيل" يعتبر هو الأقرب لقلبه من بين أعماله، مضيفا: "ومن هنا أجدد الشكر للصديق سيد فؤاد على استضافة المهرجان هذا العام عرض نسخة مرممة من الفيلم". 

الفيلم من بطول الفنان فتحي عبدالوهاب، ومشاركة مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم: محمود الجندي، دلال عبدالعزيز، عبير صبري، والفنان أحمد مجدي في بداياته الأولى.

وعقب عرض الفيلم، عقدت ندوة نقاشية بحضور المخرج مجدي أحمد علي وعدد كبير من السينمائيين والضيوف بخلاف النقاد والصحفيين والإعلاميين، وأدار اللقاء الناقد والكاتب الصحفي أسامة عبدالفتاح.

بدأ اللقاء بتقديم من السيناريست سيد فؤاد مؤسس ورئس المهرجان، الذي توجه بالتحية لكل نموذج فني وإنساني من تجارب السينما الإفريقية والعربية ومن بينهم تجربة المخرج مجدي أحمد علي، مشيرا إلى أنها وبرغم ندرتها قد ساهمت في نقلة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، مضيفا أن القامات  مثل هذا الفنان الأصيل تستحق أن يتم تكريمها والاحتفاء بها.

وقال: بصفتي صعيدي وأهلي عاشوا في الصعيد فأنا مهموم بهذا العالم من اهالينا في جنوب مصر، حيث يمتزج التاريخ المصري القديم بالإفريقي، داعيا الحضور المشاركة في رحلة على مدار ما يزيد عن ساعتين مع عالم المخرج مجدي أحمد علي، ذلك العالم المحتفي بعالم البسطاء والمهمشين، عالم مهموم بمجتمعه وناسه.

ومن جهته توجه الناقد أسامة عبدالفتاح بعد الانتهاء من عرض الفيلم، بالشكر إلى المخرج مجدي أحمد علي ثم إلى رئيس ومدير المهرجان السيناريست سيد فؤاد والمخرجة عزة الحسيني، على إتاحة هذا العمل الذي يعد واحدا من أميز الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

وأشار إلى تجربة المخرج مجدي أحمد علي مع مدرسة الواقعية الجديدة ورموزها محمد خان، وعاطف الطيب.

وقال عبدالفتاح: اعتبر مجدي أحمد علي امتداد للثمانيات وفي نفس الوقت لا شك في انه خلق سينما خاصة به جدا، حيث برع في المزج بين ما هو واقعي وسحري في الوقت نفسه.

ووجه المخرج مجدي أحمد علي، الشكر إلى جميع الحضور قائلا: رغم أني صانع الفيلم الا أن استقبلت الفيلم وكأني أراه لأول مرة.

وتابع: لم يكن هناك بد من الدموع أحيانا، مشيرا إلى علاقته مع الروائي إبراهيم أصلان، وكيف كان الفيلم في نسخته الأولى أكثر شجنا مما أصبح عليه، فتنت بالرواية واكتشفت أنه من الخطر الغرام بالعمل المكتوب، لذلك لم استطيع التحرر من عالمها وأجواء أصلان في إمبابة وشارع فضل الله عثمان.

وأكد الناقد أسامة عبدالفتاح، أن فيلم "عصافير النيل" كان من أبرع الأفلام التي نقلت عالم واحد من أشهر شوارع إمبابة، فضل الله عثمان.

بعد ذلك تفرع النقاش على مدار الندوة بين المخرج مجدي أحمد علي ومحبيه، من خلال مداخلات وأسئلة الحضور، وقد حرص المخرج مجدي أحمد علي، أن يكون حواره مع الجمهور يتسم بالمودة والحب، والفكاهة أحيانا، متناولا في حكاياته وذكرياته تاريخ السينما المصرية، ورموزها من النجوم والصناع.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مجدي أحمد علي: بكيت وأنا أشاهد "عصافير النيل" كأني أراه لأول مرة
  • "عمري كله يهون وأشوف قلبك بخير".. كلمات أغنية محمد الشرنوبي الجديدة
  • بعد 15 سنة من عرضه.. مجدي أحمد علي يعتذر عن فيلم عصافير النيل فما السبب؟
  • مجدي أحمد علي: فيلم عصافير النيل مختلف عن رواية إبراهيم أصلان
  • شهادات صادمة من أسرى غزة.. حرق وتعذيب بالمياه الساخنة والعادمة
  • غدا .. عرض النسخة المرممة لـ عصافير النيل للمخرج مجدي أحمد علي
  • عبير نعمة ومحمود العسيلي في أغنية فيلم "6 أيام"
  • تأهل شاعر من سوريا في أولى حلقات المرحلة الثانية من «أمير الشعراء»
  • جهود دولية مكثفة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة| تفاصيل
  • باحث سياسي: ضغوط دولية وعربية هائلة لإنهاء الحرب في غزة