لبنان ٢٤:
2025-05-02@20:36:46 GMT

رئيس وسطي أو لا رئيس؟

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

يصر رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال الجلسة النيابية التي دعا اليها في التاسع من كانون الثاني المقبل، وهو لاجل ذلك حضر الاجواء الديبلوماسية ووجه الدعوات على اساس ان الرئيس سيخرج من المجلس النيابي وسينتهي الفراغ الذي دام لسنوات.

من يراقب الاتصالات السياسية الحاصلة بين القوى السياسية يستغرب حجم المساهمة اللبنانية بإنتخاب الرئيس، في حال حصل الانتخاب، اذ ان المشاورات والحسابات كلها تدور حول توازنات نيابية تفصيلية وكيفية اقناع هذا الفريق بدعم هذا المرشح او ذاك، الامر الذي يعيده البعض الى انشغال القوى الاقليمية والدولية بما يحصل في سوريا.

وحدهم الاميركيون لديهم فسحة ليتعاملوا مع الواقع اللبناني، لكن واشنطن تعيش لحظة انتقال السلطة وليس لديها قدرة كاملة على قلب الموازين في هذه المرحلة بالذات، اذ من الواضح ان هناك رغبة لدى الادارة الجديدة المنتخبة والاتية الى البيت الابيض بعد نحو شهر، بتأجيل الاستحقاق الرئاسي قليلا، غير ان بري مصر على اتمامه في موعده، بغض النظر اذا كان قادراً على ذلك.

بعض قوى المعارضة لا يريدون اجراء الانتخابات اليوم على امل تبدل موازين القوى اكثر فأكثر، لكن البعض الاخر يرى ان انتخاب رئيس في لحظة الفراغ هذه سيؤدي الى النتيجة ذاتها التي حصلت بعد انتخاب الرئيس ميشال عون الذي وصل الى بعبدا في لحظة فراغ مماثلة، اذ وبعد وصول ترامب وفشل الاتفاق مع الايرانيين، عاد التوتر الى المنطقة مما ساهم في فشل عهد عون وكاد يسقط في الشارع.

فلماذا لا يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية قليلا؟ يسأل اكثر من طرف سياسي داخلي، لكن يبدو ان بري يريد احراج المعارضة لاظهار فشلها في ايصال رئيس اولا وقدرتها على تعطيل الانتخاب ثانيا ما يعطي الثنائي وقوى الثامن من اذار قدرة مماثلة وشرعية على التعطيل في المراحل المقبلة.

اسماء كثيرة بدأت تطرح منها النائب نعمت افرام الذي رشح نفسه علنا ومنها قائد الجيش العماد جوزيف عون المدعوم ديبلوماسيا بشكل كبير ومنها السفير جورج خوري الذي قد يحظى بدعم بري وباسيل وغيرهم، لكن كل ما يطرح اليوم لا يزال خارج السياق العام للتسوية اذ لا يملك اي طرف او تكتل سياسي قدرة ايصال رئيس من دون التوافق مع الفريق الاخر.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الدُّب … الذي بكته السماء !

مناظير الخميس 1 مايو، 2025

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* في مساء حزين غابت فيه شمس العام الماضي، صعدت روح صديقي العزيز (عزالدين علي عبدالله)، المعروف بين أصدقائه بـ"عزالدين الدب"، إلى بارئها، وعلى وجهه نفس الابتسامة التي رافقته في الحياة، كأنما كانت تعانق الموت وترحب به، فبكته السماء قبل أن يبكيه البشر، وسالت دموعها فوق مقابر عين شمس في القاهرة، حيث وُري جثمانه الثرى بعد رحلة صمود طويلة، لا يملك من يعرفها إلا أن ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الإنسان الفريد.

* لم يكن "الدب" مجرد لقب طريف أطلقه عليه الأصدقاء في صباه بسبب امتلاء جسمه، بل صار مع الأيام رمزاً لقلب كبير يسع الدنيا، وروح مرحة، وجَنان صلب لا تهزه العواصف. ورغم إصابته بالفشل الكلوي لأكثر من عشر سنوات واعتماده على الغسيل المنتظم، لم يكن أحد يصدق أنه مريض، فقد كان صحيح البدن، قوي النفس، عالي الضحكة، حاضر النكتة، سيّال الفكرة، متوقد الذهن.

* عرفته كما عرفه غيري إنسانا مثقفا ومحدثا لبقاً، مجلسه لا يُمل، وحديثه لا يُنسى، وتحليله السياسي والاجتماعي لا يشق له غبار. كان موسوعة متحركة، لا تسأله عن شأن في السودان أو في العالم إلا وتنهال عليك منه الدهشة والإفادة. ولم يكن هذا لشغفه بالسياسة فقط، بل كان عاشقاً للفن والشعر والغناء، يحفظ القصائد والأبيات والأغاني ومَن قالها ولحّنها وغنّاها وتاريخها، وكأنما خُلق ليكون ذاكرة حية لكل شيء جميل.

* عشق الفروسية ونادي الفروسية وسبق الخيل، وكان يحفظ عن ظهر قلب اسماء الفرسان والخيل وصفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وظل طيلة الخمسين عاما الاخيرة من حياته التي لم يغب فيها يوما واحدا عن ميدان السبق مع رفيقه وصديقه (ماجد حجوج) من أعمدة النادي والمؤثرين والمستشارين الذين يؤخذ برأيهم، ومحبوبا من الجميع.

* كان بيت أسرته في حي بانت شرق بأم درمان ندوة يومية يقصدها الناس من كل فج، ينهلون من علمه ويضحكون من قلبهم لطرائفه التي لا تنتهي، وحكاياته التي تتفجر دفئاً وإنسانية، كما لو أنه خُلق من طينة خاصة لا تعرف غير البهجة، رغم معاناته الطويلة مع المرض.

* ثم جاء يوم 15 أبريل، يوم الفجيعة الكبرى، وانفجر جحيم الحرب اللعينة في السودان، وسقطت القذائف على المدن والناس، وأظلمت الحياة، وانعدم الأمان وانهارت المستشفيات، وانقطع الدواء، وتوقفت جلسات الغسيل، فصار عزالدين يخاطر بحياته بحثاً عن مركز يعمل، ينتقل على عربات الكارو بين الدانات والقذائق وزخات الرصاص، ورغم كل ذلك لم تغب ابتسامته، ولم يفقد شجاعته.

* نزح إلى كسلا، ثم بورتسودان، الى ان قادته الأقدار إلى القاهرة، حيث احتضنه أصدقاؤه الأوفياء الدكتور مجدي المرضي، وشقيقه ناصر المرضي، والدكتور صالح خلف الله، وفتحوا له قلوبهم وبيوتهم ووقفوا بجانبه حتى آخر لحظة من حياته، جزاهم الله خير الجزاء، وجعل ما فعلوه في ميزان حسناتهم.

* لكن القلب الذي صمد كثيراً، أنهكته أيام السودان، وضربات الحرب، وعدم انتظام الغسيل وصعوبة الحياة تحت نيران المدافع، فلم يحتمل، واختار الرحيل في صمت هادئ، بابتسامته البهية التي كانت عنواناً له في الحياة، كأنه يقول لنا وداعاً دون نحيب.

* نعزي أنفسنا وأسرته المكلومة، وشقيقاته العزيزات د. سامية، د. سلوى، وسميرة، وأصدقاءه الذين كانوا له عوناً وسنداً، ونبكيه بقدر ما أحببناه، ونترحم عليه بقدر ما أدهشنا بعظمة صبره وروعته وبهاء روحه. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

   

مقالات مشابهة

  • استفزاز جديد.. تمرين عسكري مشترك يضم مصر تونس ليبيا وجبهة البوليساريو على الأراضي الجزائرية
  • تثبيت المدخنة فوق كنيسة سيستينا استعداداً لانتخاب بابا جديد
  • تثبيت "مدخنة انتخاب البابا" فوق كنيسة سيستين قُبيل انعقاد المجمع البابوي المغلق
  • تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاختيار البابا الجديد / فيديو
  • تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاختيار البابا الجديد
  • مدرب بوخوم يعرب عن ثقته في قدرة فريقه على هزيمة هايدنهايم
  • كيف يتم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد
  • اجتماع تنسيقي استعداداً لتمرين «سلام إفريقيا 3» في الجزائر
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • سوريا: قوات الأمن تدخل إلى أشرفية صحنايا لملاحقة مجموعات خارجة عن القانون