شاهد: لعنة إصلاح القضاء تلاحقه أينما حلّ.. محتجون يعكرون صفو احتفال نتنياهو بأول خط ترام في تل أبيب
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
من المتوقع أن يربط خط القطار الخفيف (الترام) ضواحي تل أبيب بـ34 محطة، بما في ذلك 10 محطات مترو أنفاق بين بتاح تكفا (شمال شرق) وبات يام (جنوب) على طريق طوله 24 كيلومترا.
افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أول خط قطار خفيف (ترام) في تل أبيب، لكن "إنجازه" هذا سرعان ما قوبل بهتافات معارضة تُضاف إلى سلسلة الاحتجاجات التي تشهدها المدينة كل أسبوع ومنذ يناير الماضي ضد خطة الإصلاح القضائي.
وعلى الرغم من إغلاق عدد من الشوارع في تل أبيب وبيتاح تكفا قبل وصول رئيس الوزراء، فقد تجمع مئات المناهضين للإصلاح القضائي لتعكير صفو هذا الحدث ـ الذي طال انتظاره عند البعض ـ وهم يصرخون ويطلقون صيحات الاستهجان أثناء خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي.
وبينما كان نتنياهو منشغلا بافتتاح الخط الأحمر، ردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "القضاء المستقل هو خطي الأحمر".
ويرى المعارضون أن خطط الإصلاح القضائي المثيرة للجدل للحكومة اليمينية المتشددة تهدد الديمقراطية في البلاد.
من جهته، أعرب رئيس بلدية تل أبيب، مركز الحياة الاقتصادية والثقافية لإسرائيل، رون هولداي عن تأييده لرفض الإصلاح وسياسة الحكومة وترجم ذلك من خلال تغيّبه عن حفل الافتتاح.
نتنياهو يقلل من أثر التعديلات القضائية في إسرائيل ويصفها بـ"التصحيح الطفيف"علاقة إشكالية بين بايدن ونتنياهو على خلفية الإصلاح القضائي في إسرائيلوقال هولداي لموقع "واي نت" (Ynet) الإخباري: "يسعدني أن يرى هذا الخط النور لكنني جزء من الاحتجاج على طريقة إدارة البلاد".
وفي تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "اليوم نحن نحقق رؤيتنا في مجال النقل، لقد وعدنا ونفذنا".
وأضاف "أولئك الذين يدعموننا والذين يعارضوننا سيستخدمون هذا القطار".
وقال نتنياهو في خطابه إن المشروع أتى ثماره على الرغم من العقبات و"المقاومة من جميع الجهات"، مشيرا إلى أن "القطارات ستربط البلدان أيضًا" متذرعا باتفاقات أبراهام.
من جهة أخرى، أثارت خدمة النقل الجديدة الجدل في إسرائيل حول ما إذا كان على السلطات تشغيل وسائل النقل العام أيام السبت التي تعتبر أيام العطلة الأسبوعية المقدسة عند اليهود.
شاهد: مظاهرات جديدة في تل أبيب احتجاجاً على التعديلات القضائيةشاهد: آلاف المتظاهرين في شوارع تل أبيب ضد الإصلاح القضائيكما تعارض الاحزاب الأرثوذكسية المتشددة، والتي تمثل جزءا من الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه نتانياهو، أي نشاط مهما كان حجمه في أيام السبت حتى وإن تعلّق بفتح المتاجر.
ومن المتوقع أن يربط خط الترام هذا ضواحي تل أبيب بـ34 محطة، بما في ذلك 10 محطات مترو أنفاق بين بتاح تكفا (شمال شرق) وبات يام (جنوب) على طريق طوله 24 كيلومترا.
وتجاوزت تكلفة ترام تل أبيب، الذي بنته شركة "نيتا" الحكومية التابعة لوزارة النقل، 14 مليار شيكل ـ أي ما يعادل 350 مليون يورو.
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: 72 قتيلاً جراء الفيضانات في منطقة الهيمالايا الهندية وعمليات الإجلاء مستمرّة شاهد: لبنانيون يتظاهرون أمام البرلمان تنديداً بقانون مراقبة رأس المال تهديد صامت في البحرين.. المنامة ستباشر بتطبيق خطة دفاعية لمواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر احتجاجات مؤسسات قضائية تل أبيب إسرائيل وسائل النقل بنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: احتجاجات تل أبيب إسرائيل وسائل النقل بنيامين نتنياهو الهند السعودية إسرائيل دراسة البيئة الشرق الأوسط جو بايدن قتل الهند السعودية إسرائيل دراسة الإصلاح القضائی فی تل أبیب
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.