13 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد المخاوف من تفاقم موجة الكراهية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

التصريحات الحادة والمواقف المتشددة تجاه قضايا الشرق الأوسط والهجرة تعزز انقسامات عميقة داخل المجتمع الأمريكي فضلا عن الحرب في غزة، والتوترات في الجامعات الأمريكية، تضاف إلى مشهد متصاعد من التعصب والإقصاء.

في هذا السياق، تبدو استراتيجية بايدن الأخيرة لمواجهة الكراهية وكأنها تصطدم بجدار التحديات، حيث يتوقع أن تُقابل بمعارضة قوية من الإدارة القادمة. مستقبل الأقليات في أمريكا على المحك، وسط تصاعد خطابات تستهدف وجودهم وحقوقهم.

وأصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن  استراتيجية طال انتظارها لمواجهة كراهية المسلمين والعرب والتي تزايدت بشكل حاد منذ اندلاع الحرب في غزة، ودعا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من التمييز والتحيز.

جاء نشر الوثيقة المؤلفة من 64 صفحة قبل أسابيع من تنصيب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان فرض حظر سفر على مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة خلال ولايته الأولى، قبل أن يلغيه بايدن في أول يوم له في منصبه.

وتتطابق هذه الاستراتيجية مع أخرى شاملة لمكافحة معاداة السامية أصدرها البيت الأبيض في سبتمبر أيلول 2023، كما تأتي بعد أكثر من عام من مقتل الطفل وديع الفيومي البالغ من العمر ست سنوات طعنا على يد رجل استهدفه هو ووالدته لأنهما أمريكيان من أصل فلسطيني.

وفي مقدمة الاستراتيجية، وصف بايدن الهجوم على الطفل، وهو من شيكاجو، ووالدته بأنه “عمل شنيع” وأشار إلى ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب والتمييز والتنمر الذي وصفه بأنه خاطئ وغير مقبول.

وكتب بايدن “يستحق المسلمون والعرب العيش بكرامة والتمتع بكل الحقوق إلى أقصى حد جنبا إلى جنب مع جميع الأمريكيين”. وأضاف “السياسات التي تؤدي إلى تمييز ضد مجتمعات بأكملها خاطئة ولا تحمي سلامتنا”.

ووصف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهي منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين، الاستراتيجية بأنها “غير كافية ومتأخرة للغاية”، وانتقد البيت الأبيض لعدم إنهاء قائمة مراقبة اتحادية وقائمة “حظر طيران” تشمل العديد من الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة، ولعدم إنهاء الحرب في غزة، التي أججت رهاب الإسلام.

وتوقع جيم زغبي مؤسس المعهد العربي الأمريكي أن تتخلى إدارة ترامب القادمة عن هذه الاستراتيجية، لكنه رحب بتوسع استراتيجية البيت الأبيض لتشمل كراهية العرب بدلا من التركيز فقط على الأفعال التي تستهدف المسلمين.

ولم يصدر عن فريق ترامب الانتقالي أي تعليق فوري على الاستراتيجية أو ما إذا كان سيدعمها.

وقال ترامب، الذي حصل على دعم بعض الناخبين المسلمين الغاضبين من دعم بايدن لحرب إسرائيل في غزة، إنه سيمنع دخول أي شخص يشكك في حق إسرائيل في الوجود، وسيلغي تأشيرات الطلاب الأجانب “المعادين للسامية”.

وتصاعد التوتر بين الجماعات المؤيدة لإسرائيل والجماعات المؤيدة للفلسطينيين في بعض الجامعات الأمريكية بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول في إسرائيل وما أعقبه من إطلاق إسرائيل هجوما واسعا لا يزال مستمرا على قطاع غزة. ويحذر المدافعون عن حقوق الإنسان من تصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام وكراهية العرب.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: البیت الأبیض فی غزة

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يعاقب صحفيا بسبب "خليج المكسيك"

منع البيت الأبيض صحفيا من حضور فعالية في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، بعد أن طالب جهته الإعلامية بتغيير أسلوبها التحريري فيما يتعلق بتسمية خليج المكسيك، الذي أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة تسميته ليصبح "خليج أميركا".

وحاول مراسل وكالة "أسوشيتد برس" دخول الفعالية كالمعتاد بعد ظهر الثلاثاء لكنه مُنع من ذلك، وفقا لمسؤولي الوكالة.

ويعد هذا الحظر خطوة غير مألوفة للغاية، إذ كانت إدارة ترامب قد هددت في وقت سابق باتخاذ هذا الإجراء ما لم تعدل "أسوشيتد برس" أسلوبها التحريري بشأن تسمية الخليج، وهو ما قد يحمل تداعيات على حرية التعبير المكفولة دستوريا.

وكانت "غوغل" أضافت اسم "خليج أميركا" إلى جانب خليج المكسيك، بناء على قرار ترامب.

ووصفت النائب الأول لرئيس الوكالة رئيسة التحرير التنفيذية جولي بيس، تصرف الإدارة بغير المقبول.

وقالت في بيان: "من المقلق أن تعاقب إدارة ترامب وكالة أسوشيتد برس بسبب صحافتها المستقلة. تقييد وصولنا إلى المكتب البيضاوي بناء على محتوى تقاريرنا لا يعيق فقط وصول الجمهور إلى الأخبار المستقلة، بل يشكل أيضا انتهاكا واضحا للتعديل الأول من الدستور".

ولم تصدر إدارة ترامب أي إعلانات فورية بشأن هذه الخطوة، ولم يكن هناك أي مؤشر على تأثر صحفيين خرين بالقرار.

ولطالما كانت علاقة ترامب متوترة مع وسائل الإعلام، والجمعة طردت إدارته مجموعة ثانية من المؤسسات الإخبارية من مكاتبها في وزارة الدفاع (بنتاغون).

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يمنع مراسلا من التغطية بسبب خليج أميركا
  • البيت الأبيض يعاقب صحفيا بسبب "خليج المكسيك"
  • البيت الأبيض يعلن عودة مارك فوغل.. وترامب يعلق
  • البيت الأبيض يعاقب صحفيا بسبب "خليج المكسيك"
  • خلال اجتماع البيت الأبيض.. ملك الأردن يبلغ ترامب بقرب وضع خطة بشأن غزة
  • ملك الأردن يصل إلى البيت الأبيض للقاء ترامب
  • أحلام التاجر الأصفر في البيت الأبيض
  • "كأس العالم" خلف ترامب.. كيف وصل إلى البيت الأبيض؟
  • عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: مصر تبلغ البيت الأبيض أنها لا تنوي أن تكون شريكا في مقترح ترامب
  • داخل البيت الأبيض.. كيف يدير ترامب يومه وسط زخم القرارات والمفاجآت؟