4 نظريات علمية عن بناء الأهرامات.. خطوات في فك أعظم ألغاز التاريخ
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
بين أساطير السحر ونظريات الهندسة العبقرية، ظل بناء الأهرامات المصرية لغزًا يُثير دهشة البشرية عبر مر العصور، متسائلين كيف تمكن المصريون القدماء، بأدواتٍ بدائيةٍ ودون تقنيات حديثة، من رفع تلك الأحجار العملاقة وتركيبها بدقة؟ سؤال أطلق العنان لعشرات النظريات التي تسعى لفك شفرة هذا الإعجاز المعماري، ونستعرض أبرز تلك النظريات والأسرار التي قد تُقربنا خطوةً من فهم أعظم ألغاز الحضارة الإنسانية.
تتمحور الأمور المجهولة في بناء الهرم بشكل أساسي حول كيفية نقل الكتل إلى أعلى، ولا يوجد دليل تاريخي أو أثري دقيق معروف يحل السؤال بشكل قاطع، لذا فإنّ معظم المناقشات حول أساليب البناء تنطوي على إمكانات وظيفية تدعمها أدلة تاريخية وأثرية محدودة، هكذا يوضح الباحث الأثري شريف شعبان.
ويضيف لـ«الوطن»، أنّ بناء الهرم استغرق نحو 20 عامًا، واشترك في بنائه من 20 إلى 30 ألفا من العمال المجلوبين من جميع أنحاء البلاد، خلال فترة الفيضان، التي تبلغ 3 أشهر، وهي النظرية التي اتبعها الملك خوفو من أجل الحد من البطالة واستثمار الفلاحين خلال فترة توقف الزراعة.
باحث أثري يكشف لغز بناء الأهراماتيقول «شعبان» إن الرحالة والمؤرخون حاولوا وضع تفسيرات عدة من وجهة نظرهم حول وسائل بناء الهرم، حيث أبدى أبو الصلت وهو أمية بن عبدالعزيز بن أبي الصلت عالمًا عربيًا في الفلك، إعجابه الشديد بتقنية بناء الهرم، وما وصل إليه المصريون القدماء من تقدم في علم الهندسة فقال: «كان فيهم (المصريون) طائفة من ذوي المعارف والعلوم خصوصا بعلم الهندسة والنجوم، ويدل على ذلك ما خلفوه من الأشغال البديعة المعجزة؛ كالأهرام والبرابي، فإنّها من الآثار التي حيرت الأذهان الثاقبة واستعجزت الأفكار الراجحة وتركت لها شغلاً بالتعجب منها والتفكير فيها».
في حين علق ابن جبير على قوة بناء الهرم وصلابته فقال: «قد أقيمت من الصخور العظام المنحوتة، وركبت تركيباً هائلا، بديع الإلصاق، دون أن يتخللها ما يعين على إلصاقها».
وحالياً هناك آلاف النظريات تتبنى عملية بناء الهرم، لكن لا يوجد دليل أثري يجزم بصحتها، ما يجعلها نظريات تحتمل الخطأ والصواب، ومنها ما يرتقي لمستوى التفكير بها ومناقشتها، ويمكن أن تلخيص أشهر وأبرز نظريات واحتمالات بناء الهرم على مدار التاريخ والرد عليها:
- نظرية هيرودوتيقال إن هيرودوت سمع نظريته من أحد الأفراد بالقرب من الهرم، وتشير إلى أنّ بناء مرتفع رملي بجوار الهرم يرتفع مع ارتفاعه وتجر عليه أحجار الهرم عن طريق عروق خشبية ثم ترفع بواسطة آلات خشبية عند كل طبقة من طبقات الهرم أو وجود آلة واحدة كبيرة يسهل نقلها مع الارتفاع بكل طبقة، وهو ما أطلق عليه «آلة هيرودوت».
وبحسب شريف شعبان: «إذا ما وافقنا هيرودوت في روايته بوجود آلات خشبية لكل طبقة ولكل حجر، فهذا الأمر يحتاج إلى كميات مهولة من عروق الأخشاب لا يُعتقد توافرها في مصر خلال تلك الفترة».
- نظرية تيودور الصقليهذه النظرية تقبلها في القرن العشرين كل من المعماريين «جورج كلارك» و«رينالد انجلباخ» وهي شبيهة بنظرية هيرودوت حيث أشار إلى وجود جسور أو طرق صاعدة يتم دحرجة الأحجار عليه بواسطة جذوع الأشجار، إما طرق عريضة كانت تستخدم لإمداد عملية البناء بالأحجار ومواد البناء وكانت ذات زاوية انحدار بسيطة، أو طرق صاعدة قصيرة شديدة الانحدار كانت تستخدم لإحضار المواد والقطع الأخف وزناً، وجاء وصف تيودور الصقلي لموقع جلب أحجار الهرم بأنه من «أرض العرب» وهو المصطلح الذي يشير ضمناً في تلك فترة إلى المنطقة الواقعة ما بين البحر الأحمر ونهر النيل.
- نظرية تقطيع الأحجارتشير إلى توصل المصريين القدماء لاستخدام تقنية تقطيع الأحجاربموجات فوق الصوتية وذلك من خلال طلي أحجار الأهرام بالفضة ومن ثم تصطدم الرياح بالمعدن فتحدث موجات فوق صوتية تمكن من تقطيعها، وهي نظرية بعيدة تماماً عن الصحة، حيث أثبتت النظريات أن المصريين القدماء قاموا بنحت وتقطيع الأحجار بسواعدهم عن طريق أزاميل وشواكيش، ولم يعرف أبداً أنهم قاموا بطلاء الأهرام بالفضة، ولكن غطوا قمة الهرم بطبقة من الذهب.
رأى اعتماد الكهنة على تسخير علوم الكيمياء والفيزياء والطبيعة في رفع الأحجار وإبطال الجاذبية الأرضية، وقد سبقه في هذا الاعتقاد المؤرخ بليني في كتابه التاريخ، حين قال إن الفراعنة لهم قدرة عجيبة على رفع الأحجار والمعادن وتركها معلقة في الفضاء، بينما آمن الرحالة العرب باستخدام المصريين القدماء لقوى السحر في بناء هذا المبنى العجيب، بينما وصف الرحالة العبدري بناء الأهرام بقوله «على شكل مخروط وليس لها باب ولا مدخل، ولا يعلم كيف بُنيت»، أما المسعودي فقد ذكر في مخطوطاته أن حجر الهرم كان يوضع فوق أوراق من البردي عليها نقوش سحرية، فإذا طرق على الكتلة الحجرية انتقلت وحدها مسافة طلقة سهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأهرامات لغز بناء الأهرامات الهرم هيرودوت بناء الهرم
إقرأ أيضاً:
عمر المعتز بالله: الأهرامات ليست من صنع الأساطير أو الفضائيين
كشف الدكتور عمر المعتز بالله، أستاذ تاريخ الفن المصري، عن العديد من الأساطير التي تحيط ببناء الأهرامات في مصر، مشيرًا إلى أن الكثير من القصص المتداولة حول كيفية بناء الأهرامات أو من قام ببنائها هي مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة.
وقال الدكتور المعتز بالله خلال لقائه مع آية شعيب ببرنامج «أنا وهو وهي»، والمذاع على قناة صدى البلد، إن الأهرامات تمثل واحدة من أعظم إنجازات البشرية على مر العصور، ولكن للأسف هناك العديد من الأساطير حول من بنى هذه المعالم وكيف تم بناؤها'.
وأضاف أن هناك بعض الباحثين الذين ينسبون بناء الأهرامات إلى حضارات قديمة جدًا أو إلى كائنات فضائية، وهو ما اعتبره غير منطقي.
وتابع: 'ما يقال عن العمالقة أو قوم عاد الذين يُزعم أنهم بنوا الأهرامات، هو مجرد خرافات. العلم لم يثبت أي علاقة بين بناء الأهرامات وبين هذه الأساطير.
وأشار الدكتور المعتز بالله إلى أن هناك بعض الكتب العلمية التي نشرت في الخمسينات والستينات زعمت أن الأهرامات تم بناؤها بمساعدة حضارات فضائية، أو حتى أن المصريين القدماء أنفسهم كانوا كائنات فضائية، واصفًا هذه النظريات بأنها 'تطاول على المصريين القدماء'، وقال: 'لا يمكننا أن ننسب هذه الإنجازات العظيمة لأي مخلوق أو حضارة أخرى، فالمصريون هم من بنوا هذه المعالم باستخدام تقنياتهم ومعرفتهم الفائقة'.