بين أساطير السحر ونظريات الهندسة العبقرية، ظل بناء الأهرامات المصرية لغزًا يُثير دهشة البشرية عبر مر العصور، متسائلين كيف تمكن المصريون القدماء، بأدواتٍ بدائيةٍ ودون تقنيات حديثة، من رفع تلك الأحجار العملاقة وتركيبها بدقة؟ سؤال أطلق العنان لعشرات النظريات التي تسعى لفك شفرة هذا الإعجاز المعماري، ونستعرض أبرز تلك النظريات والأسرار التي قد تُقربنا خطوةً من فهم أعظم ألغاز الحضارة الإنسانية.

تتمحور الأمور المجهولة في بناء الهرم بشكل أساسي حول كيفية نقل الكتل إلى أعلى، ولا يوجد دليل تاريخي أو أثري دقيق معروف يحل السؤال بشكل قاطع، لذا فإنّ معظم المناقشات حول أساليب البناء تنطوي على إمكانات وظيفية تدعمها أدلة تاريخية وأثرية محدودة، هكذا يوضح الباحث الأثري شريف شعبان.

ويضيف لـ«الوطن»، أنّ بناء الهرم استغرق نحو 20 عامًا، واشترك في بنائه من 20 إلى 30 ألفا من العمال المجلوبين من جميع أنحاء البلاد، خلال فترة الفيضان، التي تبلغ 3 أشهر، وهي النظرية التي اتبعها الملك خوفو من أجل الحد من البطالة واستثمار الفلاحين خلال فترة توقف الزراعة.

باحث أثري يكشف لغز بناء الأهرامات

يقول «شعبان» إن الرحالة والمؤرخون حاولوا وضع تفسيرات عدة من وجهة نظرهم حول وسائل بناء الهرم، حيث أبدى أبو الصلت وهو أمية بن عبدالعزيز بن أبي الصلت عالمًا عربيًا في الفلك، إعجابه الشديد بتقنية بناء الهرم، وما وصل إليه المصريون القدماء من تقدم في علم الهندسة فقال: «كان فيهم (المصريون) طائفة من ذوي المعارف والعلوم خصوصا بعلم الهندسة والنجوم، ويدل على ذلك ما خلفوه من الأشغال البديعة المعجزة؛ كالأهرام والبرابي، فإنّها من الآثار التي حيرت الأذهان الثاقبة واستعجزت الأفكار الراجحة وتركت لها شغلاً بالتعجب منها والتفكير فيها».

في حين علق ابن جبير على قوة بناء الهرم وصلابته فقال: «قد أقيمت من الصخور العظام المنحوتة، وركبت تركيباً هائلا، بديع الإلصاق، دون أن يتخللها ما يعين على إلصاقها».

    

وحالياً هناك آلاف النظريات تتبنى عملية بناء الهرم، لكن لا يوجد دليل أثري يجزم بصحتها، ما يجعلها نظريات تحتمل الخطأ والصواب، ومنها ما يرتقي لمستوى التفكير بها ومناقشتها، ويمكن أن تلخيص أشهر وأبرز نظريات واحتمالات بناء الهرم على مدار التاريخ والرد عليها:  

- نظرية هيرودوت

يقال إن هيرودوت سمع نظريته من أحد الأفراد بالقرب من الهرم، وتشير إلى أنّ بناء مرتفع رملي بجوار الهرم يرتفع مع ارتفاعه وتجر عليه أحجار الهرم عن طريق عروق خشبية ثم ترفع بواسطة آلات خشبية عند كل طبقة من طبقات الهرم أو وجود آلة واحدة كبيرة يسهل نقلها مع الارتفاع بكل طبقة، وهو ما أطلق عليه «آلة هيرودوت».

وبحسب شريف شعبان: «إذا ما وافقنا هيرودوت في روايته بوجود آلات خشبية لكل طبقة ولكل حجر، فهذا الأمر يحتاج إلى كميات مهولة من عروق الأخشاب لا يُعتقد توافرها في مصر خلال تلك الفترة».

- نظرية تيودور الصقلي

هذه النظرية تقبلها في القرن العشرين كل من المعماريين «جورج كلارك» و«رينالد انجلباخ» وهي شبيهة بنظرية هيرودوت حيث أشار إلى وجود جسور أو طرق صاعدة يتم دحرجة الأحجار عليه بواسطة جذوع الأشجار، إما طرق عريضة كانت تستخدم لإمداد عملية البناء بالأحجار ومواد البناء وكانت ذات زاوية انحدار بسيطة، أو طرق صاعدة قصيرة شديدة الانحدار كانت تستخدم لإحضار المواد والقطع الأخف وزناً، وجاء وصف تيودور الصقلي لموقع جلب أحجار الهرم بأنه من «أرض العرب» وهو المصطلح الذي يشير ضمناً في تلك فترة إلى المنطقة الواقعة ما بين البحر الأحمر ونهر النيل.

- نظرية تقطيع الأحجار 

تشير إلى توصل المصريين القدماء لاستخدام تقنية تقطيع الأحجاربموجات فوق الصوتية وذلك من خلال طلي أحجار الأهرام بالفضة ومن ثم تصطدم الرياح بالمعدن فتحدث موجات فوق صوتية تمكن من تقطيعها، وهي نظرية بعيدة تماماً عن الصحة، حيث أثبتت النظريات أن المصريين القدماء قاموا بنحت وتقطيع الأحجار بسواعدهم عن طريق أزاميل وشواكيش، ولم يعرف أبداً أنهم قاموا بطلاء الأهرام بالفضة، ولكن غطوا قمة الهرم بطبقة من الذهب. 

نظرية الدكتور مصطفى محمود

رأى اعتماد الكهنة على تسخير علوم الكيمياء والفيزياء والطبيعة في رفع الأحجار وإبطال الجاذبية الأرضية، وقد سبقه في هذا الاعتقاد المؤرخ بليني في كتابه التاريخ، حين قال إن الفراعنة لهم قدرة عجيبة على رفع الأحجار والمعادن وتركها معلقة في الفضاء، بينما آمن الرحالة العرب باستخدام المصريين القدماء لقوى السحر في بناء هذا المبنى العجيب، بينما وصف الرحالة العبدري بناء الأهرام بقوله «على شكل مخروط وليس لها باب ولا مدخل، ولا يعلم كيف بُنيت»، أما المسعودي فقد ذكر في مخطوطاته أن حجر الهرم كان يوضع فوق أوراق من البردي عليها نقوش سحرية، فإذا طرق على الكتلة الحجرية انتقلت وحدها مسافة طلقة سهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأهرامات لغز بناء الأهرامات الهرم هيرودوت بناء الهرم

إقرأ أيضاً:

بسبب تعنيف والدها..تفاصيل إنهاء طالبة حياتها قفزًا في الهرم

تباشر النيابة العامة، التحقيق في إنهاء طالبة حياتها قفزًا من الطابق الرابع بسبب تعنيف والدها لها وحثها على المذاكرة في الهرم

سقوط طالبة من علو

تلقت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة، بلاغًا بسقوط طالبة من علو بدائرة قسم شرطة الأهرام، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين إقدام طالبة علي إنهاء حياتها قفزًا من الطابق الرابع بسبب تعنيف والدها لها وحثها علي المذاكرة، جري نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفي تحت تصرف النيابة العامة.

وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • عامل ينهي حياة تاجر لخلافات الجيرة في الهرم
  • شادي النابلسي.. أعظم إنجاز في حياة سميرة سعيد وقصة انفصالها عن والده
  • أحد أعظم الكُتَّاب الأحياء على وجه الأرض!
  • إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات
  • مدبولي: شبكة طرق ضخمة والربط مع هضبة الأهرامات استعدادًا لافتتاح المتحف الكبير
  • بسبب تعنيف والدها..تفاصيل إنهاء طالبة حياتها قفزًا في الهرم
  • دراسة علمية تكشف العلاقة بين تطور الدماغ واضطرابات الأكل لدى الشباب
  • في ذكرى وفاة الشيخ حامد محيسن: مسيرة علمية حافلة بالعطاء
  • الدفاع السورية تكشف لشفق نيوز خطوات إعادة بناء الجيش ومصير الفصائل المسلحة
  • هل بنى الفضائيون الأهرامات.. عالم مصريات يكشف الحقيقة