#سواليف

غداة #سقوط #نظام_بشار_الأسد، سارعت #إسرائيل إلى #احتلال قمم إضافية في #جبل_الشيخ السوري المحتل، وللسيطرة على “مناطق الحرام” الحدودية من مجدل شمس إلى الحمة، أمرت سكان بعض القرى السورية بالبقاء داخل البيوت، لأن “قواتها تعمل في المكان”. وفي التزامن، واصلت قصفها الواسع في طول وعرض البلاد من أجل “تدمير الجيش السوري” ومنع تسرب سلاح إستراتيجي ليد المتمردين.

يجري كل ذلك تحت يافطة “حماية الأمن” لمنع تكرار أحداث مشابهة للسابع من أكتوبر في مستوطنات #الجولان المحتل.

تطمع إسرائيل بمساومة وابتزاز أي نظام جديد بالانسحاب مقابل نوع من التطبيع السياسي، أو الاتفاق على أشياء عينية، مثل استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهن

كما تحاول إسرائيل تبرير احتلالاتها وانتهاكاتها الجديدة، وسط صمت إقليمي ودولي شبه كامل، بالزعم أنها لم تعد ملزمة باتفاق “فضّ الاشتباك ووقف النار” (1974)، بعدما سقط نظام الأسد الذي وقّعت معه الاتفاق، علماً أن هذا الاتفاق تم مع الرئيس الراحل حافظ الأسد.

مقالات ذات صلة موقع عبري يقدم رواية جديدة بشأن مسار هروب كبار المسؤولين الأمنيين في عهد الأسد 2024/12/13

بيد أن الأمن هو مجرد يافطة دعائية، فقبل وبعد سقوط بشار الأسد لم تُطلق رصاصة واحدة على الجانب الإسرائيلي من الأراضي السورية، ولا يبدو أن هناك جهة في #سوريا تنوي ذلك، وهناك مآرب وأطماع إسرائيلية غير معلنة، بعضها مفضوح، وهي اقتطاع المزيد من الجغرافيا والضم، استمراراً للسياسات الإسرائيلية حيال أراضٍ عربية.

في هضبة الجولان، التي ضمتها إسرائيل لسيادتها عام 1981، وصادق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى، هناك أطماع إسرائيلية قديمة جديدة بالاستيلاء على مناطق هامة، مثل القمم الإستراتيجية لجبل الشيخ، وعلى المزيد من الأرض الجولانية، المتميزة بخصوبتها وثرواتها ومواردها الطبيعية من زراعة وسياحة وغيره.

رداً على أسئلة صحفية لصحفيين إسرائيليين شاركوا، في الأمس، بمرافقة كتيبة إسرائيلية دخلت سوريا، عمّا إذا كانت السيطرة على هذه الأراضي السورية مؤقتة أم للأبد، يكتفي مسؤولون إسرائيليون بالقول إما “سيطرة مؤقتة” أو “ريثما تستقر الأوضاع في سوريا”.

بين هذا وذاك، تدلّل التجارب العامة، خاصة الإسرائيلية والوقائع على الأرض، أن أكثر شيء دائم هو ما يُعلن عنه أنه مؤقت.

للمساومة

ضمن سلة المآرب غير المعلنة لهذه السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من الجغرافيا السورية، هناك رغبة بمحاولة كيّ وعي المتمردين والنظام الجديد المتشكّل وعموم السوريين بالحديد والنار، ترهيبهم والضغط عليهم بالابتعاد عن المحور المعادي لإسرائيل وعدم التعاون معه في أي مجال من شأنه أن يمس بها.

وهذا ما يفسر انتشار تقارير صحفية كاذبة عن توغّل الجيش الإسرائيلي لمناطق تبعد 20 كيلومتراً فقط من دمشق، علماً أنها توغلت ولكن ليس لهذا الحد، ويبدو أن التسريبات هذه مصدرها إسرائيلي رسمي، وكجزء من “كيّ الوعي” والترهيب.

وينعكس ذلك في التهديدات المتتالية لسوريا والسوريين على لسان ساستها ممن يكررون تهديداتهم بـ”مصير الأسد”، بحال قاموا بمساعدة جهات معادية لإسرائيل، كما جاء في تهديدات نتنياهو وكاتس، أمس.

يضاف لذلك مأرب إسرائيلي خبيث تطمع فيه إسرائيل بمساومة وابتزاز أي نظام جديد بالانسحاب من هذه المناطق السورية الجديدة المحتلة، مقابل نوع من التطبيع السياسي، أو الاتفاق على أشياء عينية، مثل استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي التاريخي إيلي كوهن، الذي كانت وما تزال معنية جداً باستعادته، وغيره من الطلبات.

مثل إسرائيل في ذلك مثل من يُدخل عنزة سوداء لداخل صالون البيت، ولا يلبث أن يساوم صاحب البيت على إخراجها ليستريح مقابل شروط وطلبات. وربما يبدو مستهجناً لكن من غير المستبعد أن تكون حسابات داخلية أخرى ترتبط بوعي الإسرائيليين، فرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو كان، في الأيام الأخيرة، في سجال كبير مع المحكمة المركزية، التي رفضت طلبه بتأجيل تقديم شهادته في محاكم الفساد، ومن خلال هذا القصف العشوائي للأراضي السورية على منوال قصف غزة والضاحية واقتطاع أجزاء منها هو يريد إقناع الإسرائيليين بـ”عبثية” استمرار محاكمته الآن تزامناً مع زلزال سوري خطير ومجاور وحرب لم تنته بعد في الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، وهذا ما يقوله مباشرة عدد من أبواقه من الوزراء ومن النواب.

وهذه ليست المرة الأولى، ولا الأخيرة على ما يبدو، التي يخلط فيها قادة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم نتنياهو بالذات، الحسابات العليا مع الاعتبارات الفئوية، ففي غزة يرفض وقف الحرب وإتمام صفقة طمعاً باستبعاد يوم الحساب وبالبقاء في سدة الحكم وفي التاريخ وغيره.

فرنسا وألمانيا

تواصل إسرائيل انتهاك سيادة سوريا وسلامة أراضيها، تستولي على شريط حدودي يزداد عرضاً بالتدريج، وتدمّر منشآت ليست عسكرية فحسب، وهذا وسط استغلال لردود فعل سورية وعربية ضعيفة وصمت دولي، عدا بعض التصريحات الصادرة عن دول أجنبية، مثل فرنسا وألمانيا، تدعو لفظياً للانسحاب من هذه المناطق السورية التي احتلتها إسرائيل في الأيام الأخيرة.

كما تستفيد حكومة الاحتلال من تأييد الإسرائيليين لهذه الانتهاكات للأراضي السورية، كما ينعكس في تغطيات الصحافة العبرية التي تواصل التعبير عن انفعالها ودهشتها من “الفتوحات الإسرائيلية”، وترسل طواقمها لمرافقة الجنود داخل سوريا، وتنشر مقالات رأي مؤيدة لها.

تبنّي الرواية الرسمية

على سبيل المثال، يقول المعلق الإسرائيلي الخبير بالشؤون البرلمانية عميحاي أتالي، اليوم، الخميس، إن ما تشهده سوريا في الأيام الأخيرة هو، من دون شك، درس مهم في “نظرية الثامن من أكتوبر”. لافتاً إلى أن سلاح الجو يمرّ على كل ما يوجد فيه قدرة عسكرية تتجاوز المستوى التكتيكي ويدمره؛ طائرات ودبابات وسفن وقدرات بحثية وتطوير وإنتاج، كل شيء يتجاوز مستوى الكلاشينكوف والآر بي جي جرى تدميره.

قبل وبعد سقوط بشار الأسد لم تُطلق رصاصة واحدة على الجانب الإسرائيلي من الأراضي السورية

في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي تحتفل اليوم بالعام الـ85 لصدورها، يقول إنه ليس لديه أدنى شك في أنه لو سقط النظام السوري في أي لحظة أخرى من الزمن، فإن إسرائيل، ما قبل 7 أكتوبر، ما كانت نفذت ما نفذته الآن.

ويمضي في تبني الرواية الرسمية في الأساس والمستندة لـ “الحفاظ على الأمن”: “كنا سننتظر ونفحص الواقع، ونتردد، وفي هذه الأثناء، كانت القدرات الإستراتيجية ستقع بين يدي مجموعات مجنونة، لا مثيل لها. أحد الدروس المهمة من الاقتحام و”المذبحة” والخطف الجماعي، هو أننا لا نملك ترف الوقت لكي نفهم نيات العدو، ولا نملك هامشاً للخطأ”.

ويقول أتالي إن المبدأ الناظم للعقيدة التي يجب على إسرائيل انتهاجها بسيط: “عندما يقف في مواجهتنا عدو مسلم ديني- أصولي، فإن أيديولوجيتنا الأساسية هي تدميره، تدمير قدرات العدو، وتدميره شخصياً، يجب أن يصبح في عداد الأموات فوراً. ويجب علينا تطبيق هذا المبدأ فوراً على الساحة الإيرانية (مع الأخذ بعين الاعتبار القدرات التقنية والاعتبارات الدولية، مثل تبدُّل الإدارة في الولايات المتحدة). قبل كل شيء، الأهم هو تدمير القدرات، بعدها التدمير المادي لكل المشاركين”.

ويضيف: “نظراً إلى أن الصورة في سوريا غير واضحة، لا من ناحية النيات، ولا من حيث ميزان القوى، ولا على مستوى الشخصيات والأيديولوجيا المسيطرة، كان من المهم القيام بعملية تنظيف كاملة للميدان بقدر الممكن، وهذا ما نفعله الآن. في ضوء كل ما مر بنا؛ ببساطة، لا يمكن لشعب إسرائيل التنازل عن ضرورة تغيير ضروري وجذري في عقيدتنا الأمنية”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سقوط نظام بشار الأسد إسرائيل احتلال جبل الشيخ الجولان سوريا

إقرأ أيضاً:

لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟

 

وقال كبير مسؤولي مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ إن "هناك عقوبات فرضناها على سوريا وقيادتها، وهذه العقوبات لن ترفع بين عشية وضحاها، لن نتعجل كما فعلت بعض البلدان".

وفي حديثه لحلقة (2025/5/1) من برنامج "من واشنطن"، أضاف ليندركينغ "نرى لدى بعض شركائنا تعطشا لإعادة فتح السفارات ورفع الأعلام، لكننا ببساطة لم نصل بعد إلى تلك المرحلة، ونتبع نهجا حذرا في التعامل".

وعلى النقيض من الموقف الأميركي، أعلنت بريطانيا مؤخرا إزالة 12 كيانا سوريا إضافيا من قائمة العقوبات، شملت مؤسسات سيادية مهمة، مثل وزارتي الداخلية والدفاع، وعدة أجهزة أمنية واستخباراتية كانت تعتبر سيئة السمعة خلال حكم عائلة الأسد.

ولم يكن هذا الإجراء البريطاني الأول من نوعه، إذ سبقه إعلان في مارس/آذار الماضي برفع العقوبات عن 24 كيانا سوريا آخر، تمثل قطاعات حيوية كالنقل والطاقة والتعامل المالي، وعلى رأسها المصرف المركزي السوري.

تباين مواقف

وبشأن هذا التباين في المواقف، أوضح مراسل الجزيرة في لندن محمد المدهون، أن وزراء الحكومة البريطانية عبروا بوضوح عن قناعتهم بأن استقرار سوريا يمثل مصلحة بريطانية مباشرة، وأن رفع الكيانات السورية من قائمة العقوبات يستهدف تحقيق هذا الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن القومي البريطاني.

إعلان

وفي تحليلها للموقف الأميركي، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركية السابقة لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، وجود انقسام حاد في الرؤى داخل الإدارة الحالية بشأن التعامل مع سوريا.

وأكدت ليف -في حديثها لـ"من واشنطن"- أن "لأميركا مصلحة في استقرار سوريا"، موضحة أن الخلاف داخل الإدارة الأميركية يدور بين تيارين:

التيار الأول يرى الرئيس أحمد الشرع "إرهابيا" جاء مع "مجموعة إرهابيين"، وأنه لم ولن يتغير. التيار الثاني يدعو إلى اختبار هذه الفرضية والانفتاح على التعامل مع الوضع الجديد.

رؤية الجالية السورية

بدوره، قدم رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأميركي، محمد غانم، رؤية من داخل الجالية السورية الأميركية، مشيرا إلى أن الحكومة السورية حققت تقدما ملموسا في تلبية الشروط الأميركية.

وأقر غانم بأن الجانب الأميركي لا يزال ينظر بريبة وشك كبيرين تجاه بعض الشخصيات في النظام الجديد، "لا بسبب سلوكه، لكن بسبب الماضي".

وكشف عن تطور إيجابي في المفاوضات، إذ أشار إلى أن المسؤولين الأميركيين الذي يتولون الملف السوري يدركون أهمية دمشق الإقليمية، وأن المقترح الحالي على طاولة المفاوضات يتمحور حول "تعليق للعقوبات لفترة طويلة" بدلا من النهج السابق القائم على "مقاربة الخطوة بخطوة".

وتصدر مطلب الكشف عن مصير مواطنين أميركيين اختفوا في سوريا قائمة الأولويات في الشروط الأميركية لرفع العقوبات، خصوصا الصحفي أوستن تايس الذي اختفى عام 2012 في أثناء تغطيته للأحداث هناك.

وفي هذا السياق، استضافت الحلقة ديبرا (والدة تايس) التي عبرت عن ثقتها "الكاملة والقوية" بإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الرئيس ترامب يشعر بأن إعادة أوستن إلى الوطن أمر مهم.

الصادق البديري1/5/2025

مقالات مشابهة

  • سوريا.. إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق
  • عقد دولي لإدارة ميناء اللاذقية.. أول اتفاق استثماري في سوريا بعد سقوط الأسد
  • لماذا تتردد واشنطن في رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد؟
  • وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد
  • الوزير الشيباني: إن أي دعوة للتدخل الخارجي، تحت أي ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام، وتجارب المنطقة والعالم شاهدة على الكلفة الباهظة التي دفعتها الشعوب جراء التدخلات الخارجية، والتي غالباً ما تُبنى على حساب المصالح الوطنية، وتخدم أ
  • المبعوث الأممي بيدرسون يندد بهجمات إسرائيل على سوريا
  • الإمارات تعتقل قياديا بارزا في وزارة الدفاع السورية.. قائد جيش الإسلام
  • الجيش الإسرائيلي: إجلاء 3 مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج الطبي داخل إسرائيل بعد إصابتهم في سوريا
  • أردوغان: إسرائيل نقلت النار وسفك الدماء إلى سوريا بعد غزة ولبنان
  • إسرائيل تزعم الإغارة على موقع جماعة متطرفة في سوريا تهدد الدروز