احذر.. مادة كيميائية في أطعمة شهيرة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مميتة
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
حذر علماء من أن مادة كيميائية يتم إطلاقها أثناء عملية طهي العديد من الأطعمة المفضلة للعائلة قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 60 في المائة، وتتكون هذه المادة، التي تسمى الأكريلاميد، عندما يتم تسخين الأطعمة النشوية مثل الخبز والبطاطس والقهوة، أثناء الخبز والقلي والتحميص.
فهو يحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات المحروقة، مثل الخبز المحمص، والتي تحدث بسبب التفاعل بين السكريات الطبيعية والحرارة التي تسبب اللون البني.
يمكن أيضًا العثور على الأكريلاميد في الأطعمة التي يتم إنتاجها أثناء الطهي الصناعي، مثل الأطعمة فائقة المعالجة، وكذلك في السجائر وبعض مستحضرات التجميل.
وانتشرت مخاوف لسنوات من أن مادة الأكريلاميد الموجودة في الطعام يمكن أن تؤدي إلى حدوث تفاعلات في الجسم قد تسبب السرطان .
لكن الآن اكتشف فريق من الخبراء الإسبان خطرًا محتملًا آخر ناجمًا عن استهلاك مادة الأكريلاميد، وهو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قام الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في مجلة Nutrients ، بدراسة عشرات الدراسات التي يعود تاريخها إلى عام 2007، والتي شملت أكثر من 100 ألف شخص.
ووجد الباحثون أن تناول كمية أكبر من مادة الأكريلاميد كان مرتبطًا بارتفاع خطر الإصابة بحالات طبية طارئة خطيرة تتعلق بالقلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، فضلاً عن الوفاة بسبب هذه الحالات.
وأشار باحثون من جامعات وهيئات صحية متعددة إلى دراسات أظهرت أن المستويات العالية من مادة الأكريلاميد مرتبطة بزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 84% لدى الأشخاص المعرضين للخطر، مثل أولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
ويقال إن التعرض لكمية كبيرة من مادة الأكريلاميد من خلال النظام الغذائي يزيد من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين الثلث والثلثين.
وأشاروا أيضًا إلى دراسة صينية أظهرت أن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات أعلى من مادة الأكريلاميد لديهم فرصة متزايدة بنسبة تتراوح بين 47 و67 في المائة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في العقد المقبل.
وفي جميع الدراسات، تراوح متوسط مستوى الأكريلاميد في النظام الغذائي من 32.6 إلى 57 ميكروجرامًا يوميًا، مع ملاحظة النتائج القلبية الوعائية الأكثر سوءًا في الطرف الأكثر "تطرفًا" من المقياس.
ويعتقد أن محتوى الأكريلاميد في شريحة متوسطة من الخبز المحمص يبلغ حوالي 4.8 ميكروجرام لكل شريحة، ويتضاعف هذا الرقم عند حرقه، حسبما قال البروفيسور أوليفر جونز، الخبير في الكيمياء بجامعة RMIT في ملبورن، لصحيفة The Telegraph .
وذكر العلماء الإسبان أنه في حين أن كيفية تأثير مادة الأكريلاميد على صحة القلب والأوعية الدموية غير واضحة على وجه التحديد، فإن الاختبارات المعملية تشير إلى آليات محتملة.
وتقول إحدى النظريات إن هذه المادة تسبب تراكم الدهون في أنسجة الجسم فضلاً عن زيادة الالتهاب، وهو ما قد يساهم في ظهور أعراض مشاكل القلب والأوعية الدموية مثل السمنة.
وأضافوا أن إجراء المزيد من البحوث حول الآثار المحتملة لمادة الأكريلاميد على صحة القلب أمر بالغ الأهمية نظرا للتعرض الكبير لها في الحياة اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوبات القلبية السكتات الدماغية الأكريلاميد الخبز القهوة الكربوهيدرات أمراض القلب والأوعية الدموية القلب والأوعیة الدمویة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤدي إستراتيجية ترامب إلى توحيد المعارضين لأميركا؟
أثار ما قاله دونالد ترامب بشأن غزة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، المجرم المتورط في جرائم ضد الإنسانية، بنيامين نتنياهو، ردود فعل غاضبة، كما كان متوقعًا. غير أن المشكلة لا تكمن في كلماته فحسب، بل في كونها لا يمكن أن يقبلها عقل متزن.
ولعل أول ردود الفعل التي أظهرها الناس تجاه تصريحاته جاءت من باب الاضطرار إلى أخذها على محمل الجد لمجرد كونه رئيسًا للولايات المتحدة.
أولئك الذين سارعوا إلى تصحيح تصريحاته حول غزة وقعوا في فخّ الاعتقاد بأنه يمكن إصلاح جزء منها على أمل أن يستقيم المعنى ككل، غير مدركين أن كلامه لا يتضمن أي جانب قابل للتصحيح، أو أي صلة بالواقع.
لقد نُوقش كثيرًا أن رؤيته لغزة لا تتعدى منظور "السمسار العقاري"، مما يمنعه من فهم كيف ينظر أهلها إليها كوطن لا مجرد قطعة أرض.
نصف مليون غزيّ انطلقوا في مسيرة ملحمية نحو الشمال بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار، مدفوعين بدافع التشبث بوطنهم. لكن ترامب، الذي لم يفهم رسالتهم، يرى أنهم بقوا في غزة فقط؛ لأنه لا يوجد لديهم مكان آخر، ويقترح أنه لو عُرض عليهم مكان آخر، لرحلوا.
هذا التصور لا ينبع من عدم إدراكه مفهوم الوطن ومعانيه الروحية، بل من اعتقاده أن مثل هذا الدافع (التشبث بالأرض) لا يجوز أن يكون إلا لليهود.
إعلانولو كان الأمر غير ذلك، لكان بالإمكان اقتراح نفس "الحل" على الإسرائيليين: منحهم أراضي أكثر خصوبة واتساعًا في ألاسكا أو كندا أو أي ولاية أميركية، لحل القضية من جذورها! لكن أحدًا لا يجرؤ حتى على طرح مثل هذا الاحتمال، لأن الأرض بالنسبة لليهود مقدسة، بينما لا يُسمح للمسلمين بأن تكون لهم نفس القدسية تجاه أرضهم.
مهما تجاهلوا ذلك، فإن أهل غزة يردّون بأفعالهم، فقد أظهروا على مدار 75 عامًا استعدادهم لدفع أثمان باهظة دفاعًا عن هذه الأرض، وخلال الحرب الأخيرة، وعلى مدى 471 يومًا، نقشوا ذلك في ذاكرة العالم. وبعد وقف إطلاق النار، رأى الجميع كيف بدأ نصف مليون إنسان، رغم تدمير منازلهم بالكامل، في رحلة العودة نحو الشمال. كل من شاهد ذلك رأى بعينيه قدسية الوطن وقوة التمسك به.
وفي المقابل، لمجرد أن بلدانهم غير مستقرة، أو لأنهم يتعرضون بين الحين والآخر لهجمات المقاومة، فرّ أكثر من مليون مستوطن إسرائيلي إلى أماكن أخرى، رغم أنهم جاؤوا إلى فلسطين بدافع "إيمانهم" بأنها أرضهم الموعودة، واستوطنوا فيها بعد الاستيلاء على منازل وأراضي الفلسطينيين. هذا يثبت أن الفلسطينيين هم وحدهم من أثبتوا، عبر التاريخ، أن الأرض ليست مجرد قطعة عقار بالنسبة لهم.
أما عن كلمات ترامب، فلا داعي لأخذها بجدية، فقد قدّم أهل غزة أفضل رد عليها. أول ردود الفعل الشعبية كانت الضحك الممزوج بالدهشة، ثم التساؤل: "هل هذا نوع من النكات؟!".
على مدار 471 يومًا، قاوم الغزيون آلة الحرب الصهيونية ببسالة، ولو لم يتوقف القتال، لاستمروا في إرهاق الاحتلال. في الواقع، لم تتوقف الحرب لأن إسرائيل أرادت إنقاذ رهائنها فحسب، بل لأنها أدركت أنها لن تحقق أي انتصار، وأُجبرت على رفع الراية البيضاء.
لكن الفلسطينيين لم يهزموا إسرائيل وحدها، بل هزموا الولايات المتحدة أيضًا، وهم يرتدون نعالهم البسيطة!
إعلانحين ننظر إلى تصريحات ترامب بشأن غزة إلى جانب أفكاره حول "ضم غرينلاند" و"الاستيلاء على قناة بنما"، نجد أنفسنا أمام عقلية مختلفة تمامًا، لا تحكمها لغة السياسة، بل العبث.
وعندما زجّ بمصر والأردن والسعودية في خططه لإعادة توطين الغزيين، جاءت ردود الفعل الغاضبة من الدول الثلاث، ما يطرح تساؤلات حول نواياه الحقيقية، ويفتح المجال أمام تحليلات معقدة لفهم ما يسعى إليه. فلو لم يكن رئيسًا للولايات المتحدة، لما استغرق أحد في التفكير في هذه الأوهام أكثر من ثانية واحدة!
لكن الغريب أن هذه التصورات العبثية تُمنح أحيانًا قيمة إستراتيجية كبيرة، وكأنها محاولة منه لفرض هذه الفكرة على الأجندة العالمية، أو على الأقل لإجبار الجميع على التعامل معها، ما يهيئ العقول تدريجيًا لتقبل المستحيل. لكن هل يتطلب فرض مثل هذه الأوهام كل هذا القدر من العبثية؟ وهل هناك فرصة لاستعادة أي مصداقية بعد هذا؟
السعودية، ردّت على ترامب بسرعة وحزم، مؤكدة "دعمها القاطع والثابت لإقامة دولة فلسطينية مستقلة". مصر والأردن تبنتا نفس الموقف، مما يثير تساؤلًا مهمًا: هل دفع ترامب، دون أن يدري، نحو تكوين جبهة دولية أكثر تماسكًا في مواجهة الهيمنة الأميركية المطلقة؟
في النهاية، هذه الأوهام العبثية لن تمنح أميركا أي مكاسب إضافية، لا في غزة ولا في أي مكان آخر. على العكس، فإن شخصية بهذا القدر من التخبط والتناقض ستدفع حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة إلى إعادة حساباتهم.
من يدري؟ ربما يكون الدور الذي يلعبه ترامب، دون قصد، هو إضعاف الهيمنة الأميركية وإزاحتها عن كاهل العالم! رغم أننا نعلم جيدًا أن هذا لم يكن يومًا هدفه الحقيقي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline